الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محرر يسطو على اعمدتي !!

حسين التميمي

2006 / 9 / 23
الصحافة والاعلام


من المخجل .. لا بل من المعيب جدا ان يلجأ الانسان الى السرقة ، ووفقا للتحليل النفسي لشخصية السارق بوصفه كائن يشعر بنقص ما ويحاول تعويضه من خلال السطو على ما ليس له ، أي انه يحاول الاستحواذ على شيء لايملكه كي يسد النقص الذي حصل لديه من جراء هذا الفقد . ربما يمكن تبرير السرقة حين ترتكب من قبل جائع يحاول الحصول على رغيف خبز ، ولربما تتخذ السرقة طابع النبل (كما حدث في رواية البؤساء ) اذ حاول جان فالجان ان يسرق الخبز من اجل اولاد شقيقته الذين اوشكوا على الهلاك وهم يتضورون جوعا ، وربما يمكن بدرجة اقل التساهل او التسامح مع شخص يطلب الرغيف لنفسه بعد ان سدت جميع الطرق بوجهه . يحدث هذا في عالمنا وتحدث اشياء اخرى كثيرة قد تبرر احيانا فعل السرقة بما انها تلبي حاجة انسانية مؤقتة وبما يكفل لهذا الانسان ان يحيا . لكن ان يسرق الانسان لمجرد السرقة او ليسد نقصا كماليا في شخصيته او في مهنته او في أي من احتياجاته الاخرى فهذا امر لا يجب السكوت عليه .
ولعل أبشع أنواع هذه السرقات هو السطو على الجهد الفكري للإنسان ، ذلك ان لاشيء يبرر مثل هذا النوع من السرقة ، فالسارق هنا ليس بجائع يحتاج الى رغيف خبز كي نقول انه ارتكب هذا الفعل الشنيع كي يواصل العيش ، انما هو يرتكب جريمته هذه عن سبق اصرار وتعمد ولا يمكن شرعنة مثل هذه السرقة مهما كانت الاسباب .
وقد حدث انني نشرت عمودا صحفيا في جريدة البرلمان الجديد (التي تصدر في ديالى) في يوم 10/9/2006 لأفاجأ بأن احد المحررين في صحيفة من صحف بغداد (ولها صيت وسمعة جيدة) قد نشرت عمودي بعنوان مغاير (وهذا العنوان الذي تم استبداله يحتوي على خطأ لايمكن لأي صحفي مبتدئ ان يرتكبه) وبتوقيع محرر صفحة محليات الذي نسب العمود لنفسه !!
هكذا وبدون خجل .. بل على العكس من ذلك فقد كان العمود يتحدث عن الفساد الاداري وعن اللصوص .. ولم يخطر ببالي ان يجيء لص كي يسطو على عمود يدين اللصوصية فينسبه لنفسه !! أي بشاعة هذه وأي غرابة ، أتراه لم يقرأ العمود بشكل جيد ؟
ربما يتشوق القارئ لمعرفة اسم ذلك المحرر واسم الجريدة التي يعمل فيها محرر (كفؤ) كهذا .. لكن استميح القارئ عذرا ذلك انني ورغم يقيني بأن كافة تفاصيل الجريمة هي الآن ملك يميني الا انني قد سمحت للوازع الانساني ان يأخذ وقته ، لذا لن يضيرني ان انتظر لبعض الوقت ريثما يصلني رد الصحيفة المعنية وبعدها ساقرر امكانية فضح اللص ومن يسانده في لصوصيته هذه ، وسأعرض على الملأ العمود الذي يخصني (مصورا بالعدد والتاريخ) والعمود الذي يخص اللص ايضا واترك للجهات المعنية ولكل وسائل الاعلام ولنقابة الصحفيين وباقي المؤسسات ان تقرر ماذا عليها ان تتخذ من اجراءات ضد هذا اللص وضد غيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف