الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء العراقي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2022 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عن ترشيح رئيس لمجلس الوزراء العراقي

ظلّ الصراع محتدماً لثمانية اشهر بين التيار الصدري والإطار التنسيقي حول رئاسة مجلس الوزراء التي اصبحت عرفاً من حصة الشيعة . لكن بعد ان انسحبَ التيار الصدري من العمل السياسي ( لفترة لا يعرفها الا : الصدر نفسه والراسخون معه في معرفة اسرار التيار ) ، وبعد تسريبات المالكي تقاربت وجهات نظر قيادة الاطار التنسيقي ، واتفقوا على الاطاحة بطموحات القادة المسنين كالمالكي والعبادي والعامري ، وترشيح الأقل سناً لرئاسة مجلس الوزراء ، وهو محمد شياع السوداني . اعتمد قادة الاطار التنسيقي في نشاطهم السياسي طوال عقدين من الزمان على استراتيجية سياسية ذات ثابتين متلازمين : المحاصصة والولاء لايران ...

انتجت استراتيجية المحاصصة والولاء لايران عبر عقدين من التطبيق العملي لها في العراق : مقياساً للفقر مثلث الأبعاد ، لا يشبه الطريقة الاحادية التي تقوم على حساب الدخل الشهري والسنوي للأفراد ، وتصنيفهم الى أغنياء ومتوسطي حال وفقراء ، ومن يعيشون دون خط الفقر . لقد انتجت طريقة احزاب مجلس الحكم والاحزاب الاسلامية التي حكمت العراق منذ 2005 وحتى اليوم : فقراً مثلث الأبعاد وليس فقراً للمال فقط . يتمثل البعد الاول ، بالافقار الروحي والفكري لعموم العراقيين : بأفساد الاحزاب للمارسة التعليمية اذ انحرفت بها بوضوح من منهجها العلمي المتفاعل مع معطيات العصر التربوية ، وجعلت شغل العراقيين الشاغل يدور حول اوهام التآمر ، بان جعلت الاحزاب تفكير المواطن العربي يدور حول كيفية الرد على تآمر الكردي ، وجعلت الكردي لا يفكر الا بكيفية الرد على التآمر المستمر عليه من قبل العربي العراقي ، وغسلت ادمغة السنة والشيعة من اي شعور بوجود مشتركات كثيرة بينهما : يمكن ان تتغلب على مشاعر سوء الظن وتمهد الطريق امام الطرفين للشعور بأمان العيش المشترك بينهما . لقد وصل عتاة العملية السياسية الجارية الى ذروة مبتغاهم المتمثل بغرس الخوف وتجذيره في اعمق اعماق العراقيين ، وصولاً الى تهيئة الكل الى الايمان بانهم لا بد وان يخوضوا : ( حرب الكل ضد الكل ) ، بعد ان يكون كل مكون قد تزود من قبل القوميين الشوفينيين والطائفيين من المعممين والمكشدين بمجموعة من الصفات والأفكار التي يحطّ بها الشيعي من قيمة السني وبالعكس ، ويحط بها العربي من قيمة الكردي وبالعكس ، ويحط بها المسيحي من المسلم وبالعكس ، وهكذا بالنسبة للأقليات الاخرى ...

هذا الإفقار الفكري والروحي المقصود يؤدي بشكل آلي الى البعد الثاني من الإفقار المتمثل بنسيان الاغلبية لضرورة الأخذ بالمحاكمة العقلية لمشاكلهم ، والاستعاضة عنها بالمحاكمة الخرافية للأحداث التي : تعتمد على طلب العون من الاموات او من المجهول ، ورفض الخطاب العقلاني الذي يركز على دراسة الظواهر والأحداث كما تتجسد امام اعينهم وحواسهم وفي مختبراتهم ...

وهكذا يأتي البعد الثالث ( الافتقار الى المال ، والتسكع على حواف التاريخ ، والهامشية الثقافية ، والبطالة الإنتاجية ، وعدم التفكير في الإنتاجية والابداع التكنولوجي - العلمي ) كتحصيل حاصل لمنهج محدد في الحكم يقوم على متلازمة : فقدان السيادة والمحاصصة ...

فأزمة العراق من الشمول بحيث لا يمكن حلّها بترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء : جاء الينا من الوسط الحاكم نفسه الذي تسبب بهذه الأزمة الدائمة والمستمرة ...

ليس العراق بحاجة الى افراد يشغلون مناصب شاغرة ، انه بحاجة الى منهج جديد في الحكم : يسد فجوة عظيمة تتسع يومياً وكل ساعة بيننا وببن العصر . الافراد كثيرون عندنا ، وفي كل المجتمعات ، ولكن العراق بحاجة اليوم : الى سياسيين موهوبين ، لا يفاخرون شعوبهم بما وروثوه عن آبائهم وأجدادهم وعشائرهم ، وبما هم عليه من نسب وأصالة ، وما مارسوه من ( نضالات ) هي في التدقيق الاخير نوع من العصبيات الكثيرة التي تولد وتموت في المجتمعات الحديثة المتحركة ، بل يفتخرون بما انجزوه وبما شجعوا على إنتاجه من تكنولوجيات حلّت مشاكل معقدة واحهت العراقيين وارتفعت هذه الحلول بمستواهم المادي والحضاري . العراق بحاجة اليوم الى سياسيين : يملكون ما لا يملك غيرهم من المواهب والاستعدادات : واولها استعدادهم لاستيعاب حركة العصر التي جعلت سيادة الأوطان هي الاولى ، وجعلت من مفهومي : المواطنة وحقوق الانسان هي المضمون الحقيقي لاشتغال آليات مؤسسات الدولة ..
فالعراق بحاجة الى رئيس وزراء مُنشَق رافض لمنهج الولاء لايران او لتركيا او للسعودية او لأمريكا او سواها
يمثل انقطاعاً في سلسلة تاكتيكات استراتيجية : المحاصصة والولاء ، وليس امتداداً لها او تجديداً لدمائها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية