الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكلّ اتّزان،،، بعد كلام مستشار الرّئاسة السّكران!!

كريمة مكي

2022 / 7 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قبل رحيل ʺالباجي قايد السبسيʺ بسنتين أو ثلاث و بعد أن كثر الحديث عن تفكّك حزبه نداء تونس و تشرذمه لفائدة مصلحة حركة النهضة، قرّر ʺالباجي قايد السّبسيʺ أن يُلقي خطابا لطمأنة النّاس و خاصة ناخبيه الذين أحزنهم تبخّر وعود الرّئيس و حزبه و تغوّل حركة النّهضة في البلاد و سيطرتها على مفاصل الدّولة أكثر من ذي قبل.
حظي الخطاب قبل إلقاءه بأيّام، بدعاية فريدة من مستشار الرّئيس المختص الأوّل في اللّغة الخشبية الثقيلة و المتملّص الدائم من الإجابة الواضحة عن أيّ سؤال يُوجّه إليه في أيّ ظرف و زمان، خوفا فقط على موقعه الرئاسي حتى أنه عمد بعد رحيل الرّئيس ʺالباجيʺ عن الدّنيا و رحيله هو عن القصر إلى تزوير بياناته الخاصة ببطاقة التعريف و جواز سفره متعمّدا الإبقاء على مهنة: مستشار لدى رئاسة الجمهورية ليكذب على من لا يعرف بأنّه مستمر في مهامه الرئاسية مع الرّئيس قيس سعيّد...!
نعم هكذا فعل هو الذي كان يقول أنّه كان معارضا بارزا ل ʺبن عليʺ و لطالما استرضاه ʺبن عليʺ و لم يرضى!!
خرج علينا هذا المناضل اليساري العفيف ليهيئ الشّعب التونسي للخطاب الحدث.
خرج يقول: إنّ تونس ما قبل خطاب الرئيس الباجي المقرّر ليوم كذا، لن تكون أبدا كما بعده! أبدا أبدا!
و ظلّ يلهث بهذه الكلمات القليلة ضاحكا متبسّما و الصحافة تلهث خلفه لتحظى بكلمة أكثر، بمعلومة أدق، بوصف آخر... فلم يَجُدْ، بما ليس يملك، على أحدْ! و ظلّ يماطل و يتمطط و يتمنّع ليتمتّع، لأطول ممكنة، بمشاعر القوّة الكاذبة بأنّه يملك ما لا يملكه أحدْ!
و ظلّ أمام سائليه محافظا طوال ذلك الوقت على ضحكته المصطنعة المعلّبة الفاسدة، يُدمّر بها أعصابهم و يُعينهم بها على انتظار ساعة الخطاب!
و صَدّقَهُ النّاس رغم كلّ ما بلغهم عنه فقد قيل أنّ ʺالباجيʺ لم يكن يثق به و أنه كمن تورّط بتعيينه عنده في القصر، و أنه في أحد المرّات التي غضب فيها عنه هدّده بأنّه سيُحيله على الشرطة الاقتصادية بعد أن وصلت للرئيس أنباء عن تدخّلات يقوم بها المستشار المذكور، باسم الرّئاسة، لفائدة باعة الخمور الكبار و غيرهم ليجني، فيما بعد، أرباحها لخاصّة نفسه.
و سأله مرّة مذيع عن هذه الواقعة، فأجاب حاسما: مستحيل...أبدا.
الرئيس هدّدني...مستحيل. ثمّ انخرط في ضحك طويل كأنه البكاء...
ليس ندمًا قطعا... بل على انكشاف الأمر و لا شك.
و عوض أن يتوقف عن الحديث بعد توقّف ضحكه المحسوب وقته متى يبدأ و ينتهي، استنجد بما يعتبره ذكاءا وقّادا و استدرك بعد أن جزم ب: مستحيل...و أبدا...
و انطلق يسرد روايته: هو الموضوع لم يكن كذا و لكن كان كذا...و سمّى لنا الشركة التي تدخّل لفائدتها و سمّى أكثر من مرّة بائع الخمر صاحبها!!
كنّا نعرفه و نعرف طبع الخائفين على مناصبهم و اعتمادهم الكذب حدّ الإدمان في كلّ خروج و كلّ تصريح،،، كنّا نعرف و مع ذلك صدّقنا ما قاله لنا عن الخطاب الذي سيُلقيه رئيسنا المحبوب و انتظرناه بلهفة، ثقة منّا في ʺ البجبوجʺ الذي أحببناه و ليس في المستشار المراوغ الذي عرفناه!
و ألقى سي ʺالباجيʺ الخطاب و نحن حابسي الأنفاس كما حبسناه يوم المرور إلى الألفية الجديدة و يوم كسوف الشمس على تونس ذالك العام، حين تصوّرنا أننا سنعبر إلى دنيا جديدة لا نعرفها أو أنه قد لا تشرق علينا شمس الغد!!
و أُلقي الخطاب و التفت كل واحد منّا للآخر: أهذا هو الخطاب؟؟؟
أهذا ما قال؟؟؟ و ماذا، غير الذي قيل، قد قال؟؟؟
و تشكّكنا بأمرنا: كأنّنا لم ننتبه كلّ الانتباه!
و قلنا فلننتظر ما سيقولون لنا في الإعلام... و جاءت التحليلات من كل مكان و انتظرنا أن نسمع غير ما سمعنا ساعة الخطاب.
لا شيء جديد...مضت أيّام و جاءت أيّام و لم يتغيّر البلد و لم يتغيّر لنا حال!
رحم الله ʺسي الباجيʺ الأب الحنون و الرئيس المحبوب...البارحة مرّت ذكراه، طيّب الله ثراه.
لم يكذب علينا ʺسي الباجيʺ يومها في الخطاب، كلّمنا بحديثه المعتاد، و كُنّا نحب حديثه فَرَضِينَا بما حدّثنا و غفرنا له زلّاته في حقّ البلاد و لكنّنا اغتظنا حقا من ذلك المستشار الذي استغلّ حزننا على بلدنا و خوفنا على مستقبلنا و مستقبل الأولاد فرفعنا إلى السّماء و أنزلنا منها أسوأ إنزالْ.
اليوم و بعيدا عن حديث مستشار الرئاسة الذي كان، يومها، بِوَهْمِ السّلطة سكران، أقول لكم و بكلّ اتّزان: تونس ما بعد استفتاء قيس سعيّد لن تكون أبدا تونس ما قبل الاستفتاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا