الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ينتظر الأسوأ بعد تسريبات المالكي

أكرم بوتاني

2022 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اكرم بوتاني
الحرب الشيعية الشيعية امر محتوم ولامهرب منه ، لكن المسألة هي مسالة وقت ، وساعة الصفر تقررها طهران وفقا لمصالحها ، فإذا ما شعرت ايران بأن الاوضاع في العراق تسير نحو الإستقرار من خلال إبعاد ادواتها من الساحة السياسية ستفرض الحرب على الشيعة بمعنى ستشتعل الحرب الشيعية الشيعية .
قد تختلف آراؤنا ورؤانا حول التسريبات الصوتية لإحدى الجلسات الخاصة لنوري المالكي ، فهناك قلة من المثقفين المحسوبين على اتباع ايران يجدون ان تلك التسجيلات الصوتية المسربة هي تسجيلات مفبركة ولا صحة لها ، اما الغالبية من المتابعين للشأن العراقي يدركون ان نوري المالكي ومعه اتباع ايران مشبعين بالضغينة والحقد على العراق والعراقيين ، وما تلك التسجيلات إلا غيض من فيض ، وهذا الادراك صحيح الى درجة كبيرة اذا ما اخذنا بنظر الإعتبار اعمالهم الاجرامية وما فعلوه بالعراق والعراقيين طيلة عقدين من الزمن ، بمعنى ان الغالبية العظمى تؤكد صحة التسجيل المسرب ومصداقيته ، وإذا ما حاولنا تحليل الأفكار التي طرحت في ذلك التسجيل المسرب سنتوصل الى حقيقة مفادها ان الحرب الشيعية الشيعية امر لامفر منه وهي حرب بين المتفرسين من الشيعة العرب بقيادة الإطار التنسيقي وفصائل المقاومة وبين الوطنيين من شيعة العراق بقيادة السيد مقتدى الصدر ، ولكن هذه الحرب الشيعية الشيعية لن تحصل بوجود اقليم كردستان الآمن والمستقر والذي لايسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني ، فالخطوة الأولى يجب السيطرة على إقليم كردستان من خلال القضاء على الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس مسعود البارزاني وبعد إتمام السيطرة على إقليم كردستان سيكون التوجه نحو الوطنيين من الشيعة العرب والقضاء عليهم ولايستبعد ان تتم تصفية السيد مقتدى الصدر ليكون العراق بكامل جغرافيته جزءا من دولة إيران .
حاول الحرس الثوري الإيراني اكثر من محاولة للقضاء على الحزب الديموقراطي الكردستاني وإنهاء حالة الأمن والإستقرار في الإقليم ، وآخر تلك المحاولات كانت بدخول فصائل المقاومة الإيرانية الى كركوك وكان المخطط استمرار الزحف بتلك القوات الى اربيل لكنهم جوبهوا بمقاومة شرسة من الحزب الديموقراطي الكردستاني وفشلت محاولاتهم بالسيطرة على إقليم كردستان . اما السيناريو القديم الجديد الذي نتوقعه هو عودة الحرس الثوري الإيراني بإستخدام الإتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال التركي PKK وبقية فصائل المقاومة الإيرانية ، ونحن لانستبعد ان يكون قصف منتجع سياحي في مدينة زاخو والذي راح ضحيته عشرة شهداء من المواطنين الأبرياء وعشرات الجرحى هو بمثابة الإرهاصات الأولى لتنفيذ هذا المخطط سواءا جاء القصف من تركيا او من اتباع ايران فالدولتين على وئام وإتفاق تام بالقضاء على حالة الأمن والإستقرار في اقليم كردستان ونحن نتذكر اتفاق قاسم سليماني مع تركيا وإدخال داعش الى محافظة نينوى ومن خلالهم محاولة السيطرة على إقليم كردستان ، لكن الرئيس مسعود البارزاني استطاع افشال تلك المؤآمرة ، ومن المؤكد ان الحزب الديموقراطي الكردستاني سيفشل هكذا مخطط أيضا وبمساعدة مناضلين قدماء من الإتحاد الوطني الذين لايدورون في فلك الحرس الثوري الإيراني ولا يؤمنون بزعامة بافل طالباني الذي فرضه الحرس الثوري على الإتحاد الوطني ، ثم لنفترض جدلا إذا ما تمكنوا من إنهاء حالة الأمن والإستقرار في إقليم كردستان ماذا سيكون مصير القضية الكردية ؟ فالذي حصل في كركوك من انتهاكات على ايدي الفصائل الإيرانية سيحصل اولا في السليمانية قبل اربيل ودهوك ، فهل كان الإتحاد الوطني الكردستاني يناضل من اجل القضية الكردية؟ ام كان نضالا لتسليم كردستان الى الحرس الثوري الإيراني؟ .
نتمنى ان تكون قراءتنا وتحليلنا للتسجيل الصوتي المسرب لنوري المالكي خاطئة ، رغم علمنا المؤكد بأن كل اتباع إيران يحملون الضغينة والحقد على العراق ومواطنيه الذين لايخدمون مصالح ايران ، فالعراق الذي يدار من قبل مجموعة من الخونة لن يتحقق فيه الأمن والأمان والحرب بين الوطنيين والخونة أمر لابد منه وللأسف إيران هي التي ستقرر الوقت الذي يخدم مصالحها .


أكرم بوتاني
27/7/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص