الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن يتحدى: دراسة) للمهندس ياسر أنور مقاربة سيميائية ثقافية

صبري فوزي أبوحسين

2022 / 7 / 29
الادب والفن


الدكتور/صبري فوزي أبوحسين
أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات
الكاتب الشاب (ياسر أنور) أعجوبة ثقافية مصرية معاصرة، يمتلك مهارات معرفية متنوعة، ويجمع بين ثقافات تكاد تكون متباينة التخصص؛ فهو (مهندس)حاصل على بكالوريوس هندسة القوى الكهربائية، وهو (شاعر) له تسعة دواوين،"أربعة مواسم للخريف"، "رقم الموت"، "هكذا غنيت وحدي"، "ورقة في بريد المتنبي"، و"بردية إفريقية"، و"مرايا لطفولة أخرى"، "آخر أخبار ليلى العامرية"، و"ملة العشق"، و"جمر الرؤى". وهو (ناقد أدبي) له دراسات نقدية منشورة في كبريات الصحف العربية، وهو (روائي) صدرت له رواية بعنوان"تعويذة الملائكة"، وهو (كاتب ومؤلف)، له عدة كتب منها: "مقارنة الأديان"، و"الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، و"سيميائية المشهد القرآني"، و"القرآن في مواجهة الإلحاد العلمي"، و"شفرات النص القرآني"،"آلام المسيح : دراسة مقارنة"، "معجزات قرآنية : دراسة"... وإضافة إلى دراسات أخرى، وكتب مشتركة مع مؤلفين آخرين. وهو (صحفي، وإعلامي) نُشرت قصائده ومقالاته في العديد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية والعربية، وله أحاديث تلفازية ويتيوبية عديدة، وهو (مترجم) للعديد من الكتب في مجالات مختلفة، له تحت الطبع: "القرآن معجزة المعجزات"، "فيزياء اللغة في القرآن "(less) ، وقد عمل في مجالات حياتية كثيرة: علمية وصحافية، وثقافية، وإعلامية. وهو من أفضل المهندسين بمركز تدريب المحطات بشمال القاهرة....
وقد طالعت كتابه(القرآن يتحدى: دراسة) فوجدتُني – ولست مبالغًا!-أمام عمل علمي جاد جيد عميق، طموح في منهجه وإنجازه: كل تعبير، وكل فقرة، وكل فصل فيه، يضيف ويفيد ويبني ويطور ويبهر ويأسر ويجذب، ويزيد المتلقي روحيًّا وعقليًّا وسلوكيًّا خلال معايشته آيات القرآن الكريم...
والقراءة الشكلية فيه تدلنا على أنه يتكون من عنوان رئيس، وإهداء، ومقدمة، وتقديم، واثنتين وعشرين مقالة، في مائة وثلاث وستين صفحة من القطع الصغير. وهي عتبات رئيسة قراءتها سيميائيًّا تعطينا تعريفا أوليًّا بالكتاب وقيمته!
جاء العنوان(القرآن يتحدى: دراسة) جملة اسمية، مكونة من مبتدأ وخبرين، المبتدأ هو الكتاب المقدس(القرآن) والخبر الأول جملة فعلية، تمثل في المضارع (يتحدى) فاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود على لفظ المبتدأ، ومفعوله محذوف قصد التعميم وتوسيع الدلالة؛ لتذهب النفس في تأويله كل مذهب، فنفس تراه (العرب قاطبة)، ونفس تراه(البلغاء منهم)، ونفس تراه (الناس)، ونفس تراه (المخلوقات)، ونفس تراه تراه (الإنس والجن)، ونفس تراه الملحدين... وأظن أن كاتبنا أراد كل هذه المفاعيل عامة، وركز على الملحدين خاصة، كما تنطق بذلك مقدمته للكتاب، وطريقة عرضه المادة العلمية!
أما الخبر الثاني فهو الاسم المصدر (دراسة) وقد جاء بلا وصف مقيد على النحو الذي نراه عند المؤلفين الأكاديميين، حيث يعبرون(دراسة وصفية)، (دراسة تحليلية)، (دراسة بلاغية)...إلخ ولعل عدم وجود الوصف المقيد هنا تواضع من المؤلف، أو إشارة إلى كثرة التقنيات المطبقة في أبحاث الكتاب: وصفًا، وتحليلاً، ولغة، وبلاغةً، وسينمائية...
وهذا العنوان (القرآن يتحدى: دراسة) دال على الهدف الرئيس من الكتاب، وهو تحدي الملحدين وأشباههم وأتباعهم!
و الكاتب في هذا العنوان مسبوق بعنوان كتاب للدكتور محمد عمارة، رحمه الله تعالى، وإن كان الكتابان يختلفان مضمونًا ومنهجًا؛ فكتاب الدكتور عمارة مكون من ثلاثة أقسام: قسم أول عن تحدي القرآن الكريم للعرب بأن يأتوا بمثل القرآن، لتقرير أن عجزهم عن الإتيان بمثله - وهم أفصح الناس وأكثرهم بلاغة- لهو أكبر دليل على أنه وحي إلهي منزل من عند الله تعالى. وفي القسم الثاني تحدث عن ادعاءات الشيعة بتحريف القرآن ورد عليها بكلام علمائهم الذين رفضوا القول بهذه النظرية. وفي القسم الثالث تحدث الدكتور عمارة عن التحريف والتناقضات في التوراة والإنجيل والتناقضات، وأن هذا لم يحصل بالنسبة للقرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه. فهو موجه لمن يعتقد تحريف القرآن أو "بشرية" محتواه لا "ألوهيته"؛ فهو مناسب للشيعة أو لمن يدينون بغير الإسلام... وكتاب المهندس ياسر يسير في رحاب وعطاءات قرآنية أخر!
ولعل مهندسنا أراد من هذا التناص مع كتاب الدكتور عمارة إلى إحداث صيت طيب لكتابه، ودفع للمتلقي إلى أن يعقد موازنة بين الكتابين والجهدين! وهذا من شاعرية ياسر وذكائه رضي الله عنه.
أما (الإهداء) ففيه شاعرية أيضًا في بنائه كله في اختيار المُهدَى إليه، وهو الله عز وجل، وفي تعليل الإهداء، وفي الشكر، أما الشاعرية في تعليل الإهداء، فنجد هذه العبارة العميقة:"لولا القرآن الذي هو كلامك ما استطعت أن أتنفس"، فالربط بين القرآن والتنفس، وجعل القرآن سبب تنفسه أمر طريف على عقلية المتلقين! ثم يردف ذلك بالشكر، يقول مخاطبًا رب العزة:
فلك الحمد أن منحتني أنفاس كلامك
ولك الحمد أن هديتني بك إليك
ولك الحمد أن أنعمت علي بكلام كونك وكون كلامك
ففي الجملة الأولى نجد التعبير المجازي (أنفاس كلامك)، وفي الجملة الثانية نجد توظيف حرفي الجر(بك/إليك)، وفي الجملة الثالثة نجد أسلوب العكس والتبديل(كلام كونك، وكون كلامك)، وفيها تأثر بطريقة تعبير الصوفية، وإشارة إلى الهدف الأسمى الذي ينطوي عليه مشروع كتابنا: الربط بين الكون كتاب الله المنظور، والقرآن الكريم كون الله المسطور!
أما (مقدمة المؤلف) ياسر أنور فجاءت في خمس صفحات، تدور حول تفاوت الناس في تلقي القرآن، وأن التأثير هو القيمة الكبرى للقرآن، وأن التشابه بين القرآن والكون متحقق بادٍ، وضرورة تعلم طريقة مواجهة الملحدين والمشككين، وأن الهدف من الكتاب تقديم قراءة جديدة للقرآن تستند إلى تقنيات جديدة سينمائية وفنية وعلمية، كما أنه يحاول أن يضع منهجا للرد على المشككين في قدسية ومعجزة القرآن، منهجًا يتناسب مع مختلف المستويات الثقافية، بحيث يستطيع الشخص العادي أن يناظر الخصوم في دقائق، كما أنه يقدم للمتخصصين والمتذوقين طرقًا طرقا جديدة لإعادة اكتشاف القرآن وأسرار إعجازه!
فهل حقق الكاتب والكاتب هذه الأهداف؟! لعل في المحطات القادمة ما يدل على ذلك!
أما تقديم الشاعر والناقد الدكتور إيهاب عبدالسلام فجاء بعنوان( بل الأنور بالقرآن يتحدى) في سبع صفحات، قرر فيها المقدم أن آفاق التأمل في القرآن مفتوحة دون أمد، وأن التحدي بالقرآن قائم ما دام في الأرض منكر أو جاحد، وأن هذا التحدي يحتاج في كل عصر إلى من يبرز معالمه من خلال منجزات العصر، وأن ياسر أنور اجتمعت له من المواهب ما يجعله قادرًا على تحقيق ذلك بإبداع لا تقليد، وبرؤية شاملة مركبة من علوم شتى في آن واحد، وقدرة القرآن الخارقة على توليد الدلالات والإشارات العلمية والكونية والتاريخية بعدد قليل من الكلمات.وقد أتبع الدكتور إيهاب كل فكرة في التقديم بما يدل عليها من جهد المؤلف...
أما (مقالات الكتاب) فهي:
التقنيات الصوتية والبصرية في لغة القرآن، الإخراج السينمائي في القرآن، ميزانسن Mise-en-scene، الالتفات الدرامي في القرآن الكريم، الدلالات وطرائق توليدها، التقديم والتأخير في القرآن الكريم، التقديم والتأخير غير المستحب، وملامح الإعجاز القرآني، القرآن المكي والإيقاع القرآني، الحروف المقطعة في أوائل السور، نظرية جديدة فيمعلقات الشعر الجاهلي، الفواصل القرآنية، دلالة جمع التكسير وجمع المذكر السالم، والقرآن في معمل الاختبار، وطوفان نوح بين العلم والقرآن، وتمرد علمي على نظرية داروين، هواة الملحدين العرب، أكاذيب العلم الغربي،مباريات تحدي، شك في مواجهة اليقين، والنظريات العلمية التي يمكن استنباطها في النص القرآن. وهي متنوعة المجالات والتقنيات، ويمكننا تصنيفها إلى:
بالله أعوذ من الشيطان الرجيم
من آفات النقد المدرسي ، أنه يعلم الطلاب أن التقديم والتأخير في البلاغة العربية يفيد التخصيص ، ويدل على الاهتمام . ويتفنن واضعو الامتحانات في المدارس والجامعات في وضع سؤال :أي التعبيرين أجمل ولماذا ؟ ، وبمجرد أن يرى الطلاب تقديما و تأخيرا ، يهرولون إليه مبررين -في كتابة ببغائية- بأن ذلك للتخصيص والاهتمام .
و إذا طبقنا هذا المنهج و تلك الطريقة على قوله تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، و بالله أعوذ من الشيطان الرجيم ، وسألنا : أيهما أجمل ولماذا؟ فالإجابة لن تكون موفقة .
ليس كل تقديم وتأخير مستحبا ، فهناك تقديم و تأخير معيب ....
يمكن متابعة الموضوع من خلال كتاب "القرآن يتحدى" .
ومن الموضوعات التي طرحها الكتابان :
الإخراج السينمائي في القرآني الكريم
- الالتفات الدرامي في القرآن الكريم.
وقد تضمن الكتابان قضايا لغوية جديدة : منها ما سميته( نظرية الفرق بين جمع التكسير وجمع المذكر السالم )، وهو طرح جديد ، قد يمثل إضافة لطرح اللغويين القدماء الذي ركز على (فكرة العدد ، من حيث القلة والكثرة) ، لكن الطرح الجديد يتحدث عن فكرة( الصورة الفنية والحالة والهيئة) لكلا الجمعين، كالفرق بين سجدا ، وساجدين ، وقياما وقائمين .
وتضمن الكتابان أيضا كثيرا من الإشارات القرآنية الجديدة في علوم (الفلك - جيولوجيا الأرض- نشأة الكون- التاريخ و الأنثربولوجي- الطب ) وغير ذلك من العلوم .
مشروع محترم لمبدع كبير
بالتوفيق إن شاء الله للاخ الغالي الحبيب الشاعر والباحث والاديب المهندس ياسر انور الذي يمثل النموذج الجدير بالاحترام والتقدير وروح المثابرة والاجتهاد النابع من عقيدة وفكر مستنير بطموح يقيني وإيمان راسخ لبلوغ الهدف وتوصيل الرسالة

١وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود / وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود
يرى بعض الأكاديميين ودارسي علم اللغة المقارن Comparative linguistics أن جمع التكسير في اللغة العربية (broken plural/ internal plural) يمثل مشكلة لدارسي و متعلمي اللغة العربية ، وأن الجمع القياسي أو السالم sound / stem suffix) هو الأسهل و الأنسب. وقد بني افتراضهم هذا على خطأ في التصور ، حيث إنهم يعتقدون أن قيمة الجمع هي قيمة إحصائية وعددية. , ومن الكتب التي تعرضت لهذا الموضوع كتاب روبرت .ر . راتكليف Robert .R.Ratcliffe، وقد قدمت في كتاب " شفرات النص القرآني" ما يدل على أن الجمع في اللغة العربية ليس إحصائيا ولا عدديا فقط ، بل هو جمع تصويري وفني أيضا . وقدمت بعض الفروق – من وجهة نظري- بين سجدا وساجدين .
وبالرجوع إلى الآيتين السابقتين ، نجد أن الطائفين (جمع مذكر سالم) تتشير إلى صورة الطواف الجماعي ، وكذلك القائمين (تشير) إلى صلاة الجماعة ، أما الركع السجود(جمع تكسير) ، فهي تشير _من وجهة نظري- إلى الصلاة الفردية ، والدليل على ذلك هو تكرار حرف العطف (الواو) بعد كلمة القائمين ، وفي ذلك إشارة إلى أن الركع السجود (صنف) مخالف) للقائمين . أما لماذا جاءت كلمة السجود بهذا الجمع ، وجاءت في موضع آخر سجدا بصيغة أخرى ، ودون واو ، فيمكن الرجوع لكتاب #شفرات_النص_القرآني
حقا .. ياسر ظاهرة فريدة في المشهد الثقافي والإبداع المعاصر .. حماه الله وحفظه، وبارك في قلمه ومداده، وفتح لكلمتهِ العقول والقلوب .. !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم