الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجل يا زمان

أحمد زكارنه

2006 / 9 / 23
القضية الفلسطينية


عديدة هي النظريات التى تؤكد العلاقة الوثيقة التى تربط كافة مناحي الحياة بالسياسة من لقمة العيش إلي إقرار حرب أو ايقاف حرب، ولكن هناك على الجانب الآخر
من ينظر للحياة بمنظور آخر لا يرجوا منها سوى العيش الكريم في مجتمع آمن، وبطيعة الحال أغلب هؤلاء هم من الشريحة المتوسطة في كافة المجتمعات والتي لا تعرف من مفردات السياسة إلا التياسة التى يسوقها بعض الساسة إما قسرا أو عمدا لاقتناص فرصة أو تسجيل موقف.
مما تقدم يتضح لنا أمران فيما يخص قضية الاضراب المشروع الذي بدأه الموظفون منذ مطلع الشهر الجاري.. أولهما موقف وطني يتمحور حول بديهية حق الموظف أو العامل في أن يحيا الحياة بكرامة دون التشكيك في وطنيته، الامر الذى أكد عليه أحد ابرز وجوه العمل الوطني في لقاء تلفزيوني هو الدكتور سلام فياض الذي لم ندرك بعد قيمته الوطنية، عندما اشار إلي الوضع المآساوي الذي وصل إليه المواطن الفلسطيني جراء انسداد الافق السياسي والاقتصادي ما أدي بدوره الى فقدان ابسط متطلبات الحياة للانسان، موجها سؤاله الابرز لكل المتشدقين بالتساؤل عن ما هية الاثمان المطلوبة للاقلاع بالسفينة الفلسطينية؟؟ وبلهجة عامية بسيطة تدل عن مدي معايشة الرجل الآم شعبه، وبصيغة لا لبس فيها قال " اجيبوني وين بعنا ووين اشترينا؟؟؟ سؤال ربما دفع أحد ضيوف البرنامج من الوزراء للتفكير جديا الاستعانة بصديق للرد على التسأل ولكنه لم يفعل وبالتالي لم يأتي بالرد.. هذا موقف مشرف يسجل للدكتور سلام فياض الذي برزت صوابية قرأته الجيده لتفاصيل المشهد الفلسطيني في الازمة الاخيرة.
الامر الثاني محاولات تجير تكمن في ادعاء البعض أن الاضراب مسيسأ من قبل المضربين لصالح فئات حزبية بعينها.. وهو أمر تختلط المفاهيم حوله بين التسيس والتحزيب أي " تجير الحدث لصالح الحزب" فالتسيس بالنسبة للمواطن الذي يقتات من وراء راتبه كونه عامل أو موظف ليس غاية ولا وسيلة قدر ما هو غاية السياسي ووسيلة الحزب لتجير حدث ما لصالح هدف بذاته بشكل فئوي ضيق أو وطني اشمل.
ربما من هذا المنطلق ذهبت إحدى النائبات تجير قضية الاضراب للوصول الى هدف حزبي ما أو لحجز كرسي وزارة قادمة، طارحة سؤالا معاكسا إن لم يكن الاضراب مسيسا فلماذا هناك من يواظب على اداء عمله وهناك من يضرب؟؟ تسأل يبدو للوهلة الاولى شرعي، ولكنني شعرت انه أصغر سنا من النائبة التى تمثل شريحة واسعة من ناخيبيها تحت قبة البرلمان، فقررت إحالته الى ابنتي طالبة الصف الثاني الابتدائي فأتاني الرد مذهلا ومقنعا في آن إذ اجابتني ببرأتها الطفولية وذكائها الفطري ولهجتها العامية " مافش مع المعلمين رواتب علشان يداوموا، واللي بيداوم اكيد نازله راتب" الى هنا كانت اجابة ابنتي البريئة من أي تأثير حزبي أو فئوي، ولو نظرنا الى النصف الثاني من جوابها لاكتشفنا ان الذي يواظب على اداء عمله رغم عدم تقاضيه راتبه منذ سبعة اشهر إما أنه يتقاضى راتب بطريقة أو آخرى وإما أنه يعمل من منطلق حزبي بحت أو انه بانتظار منصب آت في الافق القريب.
النائبة البرلمانية المنتخبة ديمقراطيا راحت تواصل عزفها في محاولة واضحة للاستفادة من الاضراب متسائلة في معرض ردها على انتقادات نقيب الموظفين لمواقف بعض نواب التشريعي من الازمة، وببرائة طفولية غريبة قالت " شو المطلوب من اعضاء التشريعي؟؟؟.. سؤال طل علي من التلفاز كالصاعقة الكهربائية التى احالتني الى فراش المرض العضال في الحياة النيابية الفلسطينية.. نائب برلماني يرى جماهيره تتجرع جوعا ويتسأل " شو المطلوب" إنها المآساة الحقيقية.
ايها السادة الكرام للامانة انه سؤال يصعب على أمثالي من بسطاء القوم الاجابة عليه، لذا إحيله للعلي القدير عله يهدي الاخت النائبة طريق الجواب الصواب، أو يلهم أحد ناخبيها الهمس في إحدي إذنيها بصوت عال إن لم تعلمي الاجابة وانتي نائبة في البرلمان، فعلى الحياة السياسية الفلسطينية الف سلام، وسجل يا زمان.
بقلم: أحمد زكارنه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط