الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث وتعليق ..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2022 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


حدث وتعليق ....
الأحداث تتسارع وبشكل متصاعد ، لا تخلو من مخاطر كبيرة ، قد تدفع إلى صدام وصراع محموم سينعكس على العراق والمنطقة إن استمر الوضع على ما هو عليه !..
كل قرار يتخذ يجب أن يتوافق مع مكانه وزمانه ، وينسجم مع طبيعة هذا الصراع وموازينه ، ويجب أن لا يتأخر في معالجاته لتلك الأزمات ويفقد قيمته ويصبح غير مجدي وقد يترك أثار عكسية لما يراد منه .
الجميع يعلم بأن العراق يعيش أزمات وصراعات متنوعة ، اقتصادية وسياسية ومجتمعية خطيرة ، وفساد المتربعين على ناصية صنع القرار المهرولين سراعا ، لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب ، على حساب هذا الطرف أو ذاك أو هذه الجهة أو تلك والشعب يتضور جوعا !..
ناهيكم عن صراع طائفي سياسي وقومي وبدوافع سياسية ذاتية وأنانية مفرطة !..
وهناك صراع سياسي فكري وأيديولوجي ديني سلفي جامد ، بعيد كل البعد عن حركة الحياة والحضارة !..
كذلك هناك صراع إقليمي ودولي واختلاف مصالح وأهداف هذه الأطراق المتصارعة على الساحة العراقية والذي يغذي الصراع الداخلي !..
السبب المباشر لكل ما بيناه وغيره ، غياب وتغييب الدولة ، بغيابها غابت العدالة والمساواة وغاب الأمن وتوقفت الحياة بشكل شبه كامل !..
من يتحمل مسؤولية كل ما حدث خلال العقدين الأخيرين هو الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003 م .
نحن لسنا بصدد التعليل والتحليل ، أو تحميل هذا الطرف أو ذاك ما جرى ويجري اليوم ، والاحتقان الشديد للمشهد السياسي الذي يعيشه العراق وعلى وجه التحديد من 12/10/2021 م واستعصاء تشكيل الحكومة وباقي الاستحقاقات الدستورية ، نتيجة هذا الصراع والتكالب على ( الدولة ومؤسساتها وما تدر على هؤلاء الفاسدون من مكاسب ومغانم وما يحصلون على سلطات ) .
كل المحاولات التي جرت بعد كل انتخابات كانت تدور حول تلك المصالح الخاصة لهؤلاء المتنفذين ، والتي هي بالضد من مصالح السواد الأعظم من الناس وبعيدة كل البعد عن المصلحة العليا للعراق واستقلاله وحرية شعبه .
القوى المهيمنة على مقاليد الحكم لم يكن بمقدورها ، صياغة مشروع وطني إصلاحي جامع ، يعيد ( بناء الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة ) ، تمثل إرادة العراقيين وترفع الحيف الذي لحق بهم خلال العقود الماضية ، بل أثبتت هذه القوى الفاسدة ، من اللصوص المحترفين الفاسدين ، بأنهم عاجزين من التحرك إلى الأمام حتى خطوة واحدة ، نتيجة طبيعتهم الطبقية الفكرية والسياسية وروح الهيمنة والتنمر واللصوصية والتحجر الفكري .
هذا رأيناه عبر الانتخابات الخمسة التي جرت من 2006 وحتى 12/10/2021 م ، لم يغيروا نهجهم ولا سياساتهم في إدارة شؤون البلاد والعباد ، وشاركوا وبشكل فاضح في سرقة أموال شعبنا والتي تقدر بالمليارات .
نتيجة ما بيناه وغيره ، فقدت هذه القوى الفاسدة قاعدتها الجماهيرية وبشكل مستمر ، نتيجة فقدان الجماهير الثقة بهم ، التي اكتشفت زيفهم وكذبهم وما يمارسوه من تظليل وخداع .
الانتخابات الأخيرة كانت دليل دامغ على لفظ الجماهير لهذه القوى التي تتبرقع بعباءة الدين والتدين كذبا وزورا .
للمرة الثانية وخلال الأسبوع الأخير تخرج الجماهير للاحتجاج ضد هؤلاء الفاسدين ويقتحمون المنطقة الغبراء وباحات مجلس النواب ومنع انعقاد جلسته هذا اليوم السبت ، وفعلا تم لهم ذلك .
أنا أعتقد بأن التظاهر والاحتجاج دون أهداف واضحة قابلة للتنفيذ ، أعتقد بأنه جهد غير مكتمل الشروط !..
فعليه كان من الأجدر بالمتظاهرين ومن يوجههم أن تكون لهم رؤيا واضحة وأهداف سياسية محددة ، تمس حياة الناس وتدفع بالتغيير في بنية النظام السياسي وليس تغيير الوجوه والوعود الكاذبة التي تخفي ما ورائها واستمرارهم على رأس السلطة .
وجود هذا النظام وقواه الفاسدة أصبح يتعارض مع مصالح الناس ومصلحة العراق والمنطقة والعالم .
للأسف لم نرى شيء من هذا الذي بيناه ، ومن وجهة نظري المتواضعة .
إنه قصور كبير في الرؤى والأهداف ، ولن نلامس طريق التغيير الجذري المراد الوصول إليه .
أعتقد بأن الطريق للتغيير الشامل يبدأ بإعلان حالة الطوارئ ، وقيام الحكومة الحالية حكومة إنقاذ وطني ، وتتخذ قرارات مصيرية ومهمة / منها حل البرلمان وإيقاف العمل بالدستور فورا ، وإعلان الأحكام العرفية ويليها العمل على :
تحديد فترة انتقالية تكون من سنتين أو ثلاثة ، وتكون هذه الحكومة ملزمة بتنفيذ مهماتها خلال هذه الفترة ومنها :
تشكيل لجنة وطنية لإعداد دستور وطني ، وفق منظور دولة المواطنة وليست دولة مكونات وطوائف ، بعد الانتهاء من إعداده يتم عرضه على الشعب في استفتاء عام .
العمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وعلى رأس تلك المؤسسات ، المؤسسة الأمنية والعسكرية ، على أساس المواطنة والوطنية وأن تكون مهنية ومستقلة ، وحصر السلاح بيدها دون غيرها ، وحل كافة الميليشيات والحشد الشعبي وجميع المجاميع المسلحة والخارجين عن القانون .
العمل فورا على إصلاح القضاء ودعم استقلاله ، وحمايته والقضات وعوائلهم من أي تهديد أو ابتزاز ، ومنع التأثير على سلطته وسلطانه لتحقيق العدالة والمساواة وإحقاق للحق والعدل .
إعادة النظر في الهيئات المستقلة وبنائها الهرمي والأفقي والنوعي ، لتكون هذه الهيئات مستقلة ونزيهة ومهنية وطنية .
العمل فورا على معالجة الحلول السريعة للأزمة الاقتصادية والمعاشية والبطالة والخدمات بما يعود بالخير العميم على شعبنا والفقراء منهم على وجه التحديد .
العمل فورا على تحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة منذ سنوات ، والخروج من الاقتصاد الريعي ، ومجتمع مستهلك غير منتج ، من خلال وضع المعالجات السريعة لكل مفاصل الاقتصاد ، الصناعية والزراعية والسياحة والتجارة الخارجية ، على أن يشغلها من هو أهلا لتلك الوظائف وأن يكون كفئ ونزيها ووطنيا صادقا .
تأخذ الحكومة على عاتقها تنظيم انتخابات عامة وقانون انتخابات عادل ومنصف للجميع ، ومفوضية مستقلة ووطنية أمينة على العراق وشعبه،
ينبثق من هذه الانتخابات مجلس نواب يمثل إرادة شعبنا ، وحكومة وطنية تتحمل مسؤولياتها وتخضع لإرادة شعبها وتكون خادمة له وأمينة على مصالحه .
وتأخذ الحكومة على عاتقها البحث عن قتلة المتظاهرين في ثورة تشرين وإحالتهم إلى القضاء ، وتعويل عوائل الشهداء والجرحى والمصابين وتحقيق العدالة وعدم التهرب من حكم القضاء .
نسمع عن طرح الانتخابات الملكرة من قبل الكثير والمتظاهرين !..
الجميع مع الانتخابات المبكرة النزيهة ، ولكن السؤال هو :
ألم تجري انتخابات مبكرة ونزولا لرغبة ملايين المتظاهرين في 12/10/2021 م ، وتعرض الفاسدون لهزيمة نكراء في هذه الانتخابات ، ولماذا تنكر لها الفاسدون ومنعوا إتمام ما ترتب عليها ، مما دفع الفائزين من الكتلة الصدرية نتيجة الربع المعطل وموقف المحكمة الاتحادية وبالتالي منعت الكتلة الفائزة وصعد محلهم الخاسرون وجلهم من الإطار التنسيقي الخاسر هو نفسه ، ليكون هو الكتلة الأكبر !..
من يضمن غدا إذا جرت انتخابات مبكرة أخرى ، ولم تحصل هذه القوى على نتائج مرضية حسب رأيها ، أن ترفض النتائج مجددا ؟..
وهل سيكونون هم الحاكم وهم الحكم ويقومون بتشريع قانون انتخابات ومفوضية على هواهم كونهم ( الكتلة الأكبر ويمتلكون الأغلبية في مجلس النواب ) هذه أسئلة تطرح نفسها وتحتاج إلى إجابات قانونية ودستورية وأخلاقية .
هذا بعض من مهمات هذه الحكومة التي يجب أن تنبثق للخروج من المستنقع الأسن ، والفساد المستشري في نظامنا السياسي المتحكم برقاب الناس ، وجهله وحماقاته ، المشكوك في وطنية هؤلاء اللصوص .
بعكسه سوف يستمر العراق يدور في هذه الدائرة المغلقة المميتة ، المولدة للأزمات والصراعات المدمرة لحاضر ومستقبل وطننا وشعبنا .
شعبنا وما يمتلكه من تأريخ عريق وإرث حضاري ومعرفي ، وجغرافية سياسية لها تأثير كبير على المنطقة والعالم ، وما يمتلكه من ثروات بشرية ومادية فوق الأرض وما تحتها ، عراقنا وشعبنا يستحق الأفضل ، إنه شعب حي عظيم .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
30/7/2022 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة