الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس في الكذب ما يدعو للزهز أو الفخر5

حميد طولست

2022 / 7 / 30
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ليس في الكذب ما يدعو للزهو أو الفخر 5
الصدق خلق عظيم ، ومن أهم أخلاق المسلم وصفاته التي حث عليها الإسلام، والتي بها عرف النبي عليه الصلاة والسلام بين عرب مكة حتى سموه "بالصادق الأمين" وبها وصف كذلك الانبياء والمرسلون (عليهم السلام) وبها أثنى الله سبحانه عليهم ، حيث نعثهم بالصدقين في قوله تعالى : "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا" ، و"اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا" ، و"اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا"؛ وقد كان صدق المؤمن واضحا ، يتحرى الصدق في أقواله وأفعاله تشبها بأصدق الخلق، وأبرهم ، وأكملهم إيماناً، رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي سماه قومه بـ"الأمين محمد" ،ويقابل خلقة الصدق هذه وهديها إلى الصلاح والفلاح ، والذي قال فيه "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا" ـ تقابلها صفة "الكذب" التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: " إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار"، لأنه من أسوء وأخس الصفات الممقوثة التي حرمها الله على المسلم الاتصاف بها ، رفضها الذوق السليم، وتدمه الشيم الكريمة، واستصغرتها الهمم العالية، ولا يقترفه إلا الظالمون بدليل قوله سبحانه: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون" النحل / 105، وقوله تعالى: "ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب أو كذّب بآياته إنه لا يُفلِح الظالمون" الأنعام:21، وقوله جل جلاله: "والذي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" 33 ، ولأنه الخصلة التي لا يفتخر بها إلا من انسلخ عن انيته كما جاء في الموطأ عن صفوان بن سليم أنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا"، وفي رواية أخرى قيل: أو يسرق المسلم، قال نعم، أويزني المسلم قال نعم، أو يكذب المسلم، قال لا"، الأمر الذي يؤكده علي بن أبي طالب: الذي حذر من مصاحبة الكذوب: ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا**إن الكذوب لبئس خلا يصحب.
وعلى الرغم من كثرة الحكم ، وتنوع الأمثال ، ووفرة الأشعار المحقرة للكذب ودم الموصوف به، المتداولة بين الناس ، ورغم كثرة الأدلة الواضحة، والحجج الدامغة التي يستدل بها الفقهاء والمشاييخ والمصلحون لتحذير الناس من مغبة الكذب وترغيبهم في تركه والابتعاد عنه، وحثهم وتحريضهم على الصدق، فقد انتشرت هذه الآفة في العالم العربي والمغاربي كما تنتشر نيران الحراق في الغابات مع حرارة هذا الصيف، حيث تحول الصدق إلى استثناء وشذوذ وعيب في عالمنا الذي عمه الكذب ، إلى درجة أنه حتى إذا صدق فيه الرجل ، تعجبوا من صدقه، وربما عاتبوه عليه أحيانا كثيرة وربما عاقبوه وسجنوه وعذبوه على شذوذه عن قطيعهم الذي جبل على الكذب مند نعومة أظفاره ، ما جعل الناس لا يهتمون بالصدق لا في أقوالهم ولا في أفعالهم، ولا يستقبحونه، ويستبيحون كل أنواعه دون أن يستشعروا بوخز ضمير أمام خطورة تدميره للحياة ، واختم بقول الشاعر:
لا يكذب المرء إلا من مهانته***أو عادة السوء أو من قلة الأدب
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ