الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القس أكرم لمعى ...البابا بيندكت:- يشهد للعصور الوسطى من الظلام... ويتغافل عن تعايش الأديان

تمارا سعد فهيم

2006 / 9 / 24
مقابلات و حوارات


القس أكرم لمعى :- المستشار الإعلامى للكنائس البروتستانتية فى مصر يؤكد أن تصريحات بابا الفاتيكان تعود بنا إلى عصور القرون الوسطى حيث تكفير الآخر ورفضه كما
حدث فى أوروبا فى تلك الأزمنة..
حاورته :- تمارا سعد فهيم

المسيحيون والمسلمون ضد تصريح بابا روما

• علماء المسلمين أخرجوا أوربا من ظلام العصور الوسطى
• المصريون يفرقون بين المسيحية الغربية.. والشرقية الرافضة لإسرائيل
• بنديكت يبحث عن دور ويحاول البحث عن عدو

كان لا بد من محاورة أحد رجال الدين المسيحى، حول ما قاله البابا بنديكت،ومن هنا كان اللقاء مع القس إكرام لمعى، المستشار الإعلامى للكنائس البروتستانتية فى مصر. إنه خارج أطراف المشكلة، وبالتالى لا تحيز أو مجاملة.





- هل هناك مشكلة فى التعايش بين الأديان؟
-- مشكلة الأديان تكمن فى المتطرفين سواء فى المسيحيين او الإسلاميين أو اليهود المتعصبين المتشددين فى أى دين من الأديان..سبب المشكلة الحقيقية هم المتطرفون.


- ما علاقة المتطرفين المسيحيين بالإسلام؟
-- بداية الأزمة مع حكاية الصور المسيئة للرسول،وكيف تم علاج هذه الأزمة، حيث كان رد فعل المسلمين عنيفاً، وتم حرق سفارات فى دمشق ولبنان والسودان


- وهل تصريحات البابا لها علاقة بهذه الأزمة؟
-- هذه الأزمة أثرت فى العلاقات بين الشرق والغرب،وبدأوا فى تبادل الاتهامات بالازدراء والرفض، والحديث عن المؤامرات.


- هل كان تصريح البابا بنديكت بابا روما تجديداً للمواجع؟
-- بمجرد أن قاربت أزمة الصور المسيئة على الإنتهاء، إذ بالبابا يدلى بتصريحات تسكب الزيت على النار وتجدد المواجع ونحن كنا فى غنى عن هذا الأمر.



- هل تصريحات بابا الفاتيكان تتفق مع متطلبات الحوار؟
-- الزمن الذى نعيشه هو زمن الحوار وليس زمن الصدام، العالم صار قرية صغيرة. الحضارات تقاربت والثقافات تلاحقت. حتى فى داخل أمريكا كانوا يتبنون نظرية بوتقة الانصهار أى أن على كل شخص أن ينسى خلفيتة الحضارية وينصهر فى الحضارات داخل أمريكا.


- وماذا عن الحضارة خارج امريكا؟
-- خارج أمريكا يشيع فكر الحداثة، أى أن التاريخ انتهى بالرأسمالية الليبرالية الديمقراطية ولابد على كل الدول والحضارات أن تتجه الى هذا الفكر، وعلى كل العالم أن يتبنى هذه الحضارات.ولكن جاء عصر ما بعد الحداثة الذى تبنى العودة إلى خصائص كل ثقافة بمكوناتها وتلاقى مع ثقافات الآخر فى نقاط تماس وعلى مبادئ إنسانية واحدة بدون ان تفقد كل ثقافة هويتها الخاصة بها.

- وماذا قدم بيان بابا الفاتيكان لمسار الحضارة العالمية؟
-- وسط هذه التوجهات يطل علينا شخص بوزن بابا الكاثوليك فى القرن 21 وفى عصر ما بعد الحداثة ويعود بنا الى عصور القرون الوسطى حيث تكفير الآخر ورفضه كما كان فى أوربا فى تلك الأزمنة القديمة.


- هل هذا يتفق مع منهج الحوار؟
-- هذا لا يتفق مع مؤتمر الحوار المنعقد فى فرنسا ولا يتفق مع إتفاقية الحوار المبرمة بين الأزهر الشريف والفاتيكان.


- ولماذا لا يتفق مع ثقافة الحوار؟
-- البابا ذكر ان الإسلام لم يضف شيئاً جديداً للإنسان، وأن كل ما أضافه هو العنف والشر وقد اقتبس هذه الكلمات من امبراطور بيزنطى فى القرن الرابع عشر أى القرون الوسطى المظلمة.


- وما رأيك فى ما جاء على لسان بابا الفاتيكان؟
-- الحقيقة انا اختلف مع البابا فى هذه الكلمات


- أعرف أنك صاحب رأى حول دور الإسلام فى ترسيخ الحضارات، أود لفت للأنظار؟
-- لقد نجح الإسلام فى تحويل القبائل العربية المتخلفة، التى كانت تعيش فى الجزيرة العربية حياة الجاهلية البدائية، إلى أمه قوية استطاعت أن تصل إلى سوريا ولبنان ومصر وإيران وتركيا.. وحتى أوربا طرقت أبوابها وأسست حضارة متكاملة تشمل الدين والآدب والثقافة بشكل عام.. قد حدث هذا فى الوقت الذى كانت تعانى فيه أوربا من الظلام فى القرون الوسطى.

- وكيف كانت أوربا فى القرون الوسطى المظلمة؟
-- فى تلك القرون المظلمة كانت الكنيسة تساوى بين العلم والسحر واعتبرتهما شيئا مرفوضا وأحرقت العلماء على اعتبار انهم من السحرة!.


- كيف اجتازت أوربا القرون الوسطى المظلمة؟
-- يثبت التاريخ ان المصلحين فى أوربا تبنوا افكار الفيلسوف والفقيه الإسلامى ابن رشد والذى تحدث عن أهمية العقل للدين،واهمية تحليل النص الدينى ليقبله العقل وقاموا بترجمة عدة كتب لإبن رشد كانت لهم نبراساً فى دعوتهم للإصلاح الدينى هذا فى الوقت الذى هوجم فيه ابن رشد من بعض الفقهاء الذين عاصروه من المسلمين.


- إذن اضاف الإسلام للحضارة العالمية؟
-- نعم، كذا نرى أن الإسلام أضاف للحضارة الإنسانية ولم يخصم منها


- لماذا يهاجم البعض الدين الإسلامى؟
-- أولا لابد ان نسأل انفسنا ما الذى دعا رسام الكاريكاتير الدينماركى ان يرسم هذه الصور المسيئة للرسول وكيف تصور خياله الرسول وهو يحمل خنجراً أو قنبلة ولديه العدد الكثير من الحريم؟ ومن أين أتى جورج بوش بتعبير الإسلام الفاشى اى الديكتاتورى؟ وأخيرا لماذا هاجم البابا الإسلام بهذه الصورة القاسية، ألا يعنى ذلك أنهم يخلطون بين صحيح الدين الإسلامى وبين كلام آخرين ينسبون أنفسهم إلى الإسلام بينما يروجون لدعوات الإرهاب.


- ما تعليقك على رد الفعل إزاء تصريحات بابا الفاتيكان؟
-- أرجو التوقف عن رد الفعل العنيف كما حدث فى أزمة الصور الكاريكاتيرية المسيئة والكف عن المظاهرات والشتائم والسباب وحرق السفارات لأن ذلك كان فى صالح من رسموا هذه الصور وكان يخدم هؤلاء الذين يريدون تصوير المسلمين على أنهم إرهابيون، ويمكن ان يعبرالمسلمون عن رفضهم لهذه التصريحات بالخروج فى مظاهرات سلمية ويرفعون الآيات القرأنية التى تحض على قبول الآخر والسلام مثل لا إكراه فى الدين.


- ما الذى تتوقعه من رد فعل العالم الإسلامى تجاه هذه التصريحات؟
-- أنا اتصور ان يصدر المؤتمر الإسلامى بيانا يضم جميع الدول الإسلامية يوضح فيه الفرق بين الإسلام والإرهاب. وليس من المفيد إمساك العصا من النصف فى هذه الأيام والمزايدة على الإرهابيين غير مقبول، ومثل هذا البيان يرد على من يتهمون الإسلام بالإرهاب،فالأرهاب شئ والمقاومة شئ آخر، فالأرهاب ضد جميع الأديان ودليلى على ذلك أن السياسيين الغربيين حاولوا ان يلصقوا تهمة الإرهاب بحسن نصر الله ولم يستطيعوا لأن هذا الرجل كان واضحا ولم يقم بأى عملية إرهابية رغم أنه رجل دين إسلامى إلا أن العالم المسيحى و90% من كنائس أوربا وأمريكا وقفت بجانبه وأصدرت بيانا تدين الاعتداء الإسرائيلى على لبنان، فكيف نستطيع أن نكرر هذا النموذج.

- وما دور المثقفين والأدباء تجاه هذه التصريحات؟
-- إن الرد على الفكر يكون بالفكر ولذلك الدعوة الآن للكتاب والمفكرين أن يتحاوروا أو أن يناقشوا تصريحات البابا بهدوء وعمق علمى ودينى مستنير.


- ما هى توقعاتك للشارع المصرى بعد هذه التصريحات؟
-- الشعب المصرى شعب واع - واتوقع انه لا يتأثر بهذه التصريحات غير السوية لأن المسيحيين والمسلمين فى مصر يعيشون فى جو من الحب والود والسلام برغم كل الظواهر المفتعلة لهتك نسيج هذه البنية الاجتماعية المتماسكة الفريدة من نوعها فالمصريون الآن يعانون من مشاكل مشتركة وظروف اجتماعية واحدة سارية على الكل سواء بطالة او ارتفاع أسعار، مسلم ومسيحى يعانى منها فهم أبناء لأم تجمعهم وهى مصر ويشارك بعضهم بعضا فى كل المناسبات الدينية.


- ما موقف الكنيسة الكاثوليكية المصرية الآن؟
-- إن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر هى كنيسة شرقية ومتفاعلة مع الأخوة المسلمين ومتعاونة معهم فى السراء والضراء ولهم مدارس بطول البلاد وعرضها تقدم من خلالها الخدمات للمسلمين والمسيحيين.


- وما رد فعل المسلم المصرى تجاه المسيحيين؟
-- المسلم المصرى يفصل فى ذهنه بين المسيحية الغربية التى تؤيد إسرائيل وبين المسيحية الشرقية بكل طوائفها والتى ترفض حتى الذهاب الى بيت المقدس.. رافضة بذلك إسرائيل.


- فى ظل هذه الأجواء العالمية المشحونة بالتناقضات،وفى هذا التوقيت عينه.. لماذا جاء تصريح بابا الفاتيكان؟
-- انا فى رأيى البابا يوحنا بولس الثانى يمثل مشكلة للبابا الحالى لأن البابا يوحنا بولس كان له دور فى القضاء على الشيوعية وخاصةً فى بولندا مسقط رأس البابا وقد تعاون مع الرئيس
الأمريكى رونالد ريجان فى العمل على إنهاء الشيوعية والبابا الحالى يحاول ان يقوم بنفس الدور ومع جورج بوش فى التصدى للعدو الجديد وهو - من وجهة نظرهم- الإسلام، لكن الفارق كبير جدا بين الإسلام والشيوعية وجورج بوش ليس رونالد ريجان والبابا بنديكت ليس البابا يوحنا بولس ولا الإسلام هو الشيوعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر