الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكسكس واحد من القواسم المشتركة للبحر الأبيض ، تاريخ طويل من المعارك بين البيتزا والكسكسي ...

مروان صباح

2022 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


/ قطعاً هكذا ، إذ أن عملية الجرد للتاريخ في تلك الحقب السابقة ليست بالمهمة السلسة ، بمعنى أن الارتكاز سيكون على الحكم لمسيرة طويلة من الشقاء والتعايش ، وسوف يضعنا بالتأكيد 🙄 في وسط سجالاً متعدد الأفكار ، في أعلاه ، الخلاف على مكانة من هو شعب الله المختار ، وفي حدود الدنيا على الكسكس والبيتزا ، فالتاريخ سجل في دفاتره واقعتين غريبتين لكنهما ملفتتين ، الأولى رحيل الصلبيين من فلسطين 🇵🇸 بالكامل ، عندما استردها المسلمون ☪ بعد المعركة الشهيرة والمفصلية حطين ، وأيضاً في المقابل ، بعد قرون قليلة من ذلك التاريخ ، أسترد المسيحيون ✝ الأندلس ، بالفعل ، مع سقوط مدينة طليطلة ، تبع ذلك أيضاً سقوط معاقل الإسلام في الأندلس حتى أنتهى وجود النظام الإسلامي وليس الإسلام ، وهذا هو الفارق بين الواقعتين ، بالفعل😦 ، واصلت 👍 الثقافة الإسلامية في حياة الأندلسيين وتحديداً الطبقة المثقفة ، بل حافظوا الأندلسيين على تراث المطبخي الخاص بالمغاربة بشكل لافت ، وهذا ما يفتقد له المراقب في فلسطين 🇵🇸 ، على الرغم من وجود أماكن تاريخية ودينية وشعبية تخص المسيحيين ✝ ، إلا أن الثقافة العربية الإسلامية طغت على حياة الناس وتفاصيلهم اليومية ، بالكاد 😥 يجد المدقق في الاجتماع هناك 👈 شيء مرتبط بالصليبيين ، على الرغم أن الحداثة الغربية أصبحت لها الكلمة العليا ، بل وهو الأجدر التذكير به ، ففلسطين 🇵🇸 جزء صغير من العولمة الحاصلة في العالم .

لا يخفى كذلك ، وهذا يتطلب من المرء أن يتحلى بالحد الأدنى من الواقعية ، خصوصاً في مثل هذا السياق ، بالطبع ، الفارق بين إرتباط أسبانيا 🇪🇸 بالبحر الأبيض والدول الأوروبية واضح ، وهو جوهري ، كانوا الأتراك 🇹🇷 من أطلق عليه بالبحر الأبيض 🌊 ، أو في تسمية أخرى ، أضافوا الألمان 🇩🇪 مصطلح المتوسط على البحر الأبيض 🌊 ، إلا أن باستثناء المناخ وجمال الطبيعة ، لم تكن الثقافات في مجملها قريبة ، وقد يكون الاختلافات الحضارية قد أعطى البحر طابع خاص ، عندما جمع بين الجمع والتفاوت والفوارق ، لكن الجانب الإسباني وتحديداً في حقبة مسلمو الأندلس ، كان له الخصوصية الفكرية والفنية والمعرفية والعلمية ، فعلاً 😟أمتاز عن الفضاءات الأخرى ، وأيضاً تميز في عاداته الاجتماعية وطعامه ، أي تحديداً المطبخ ، وهذا في رأي الشخصي يعود إلى الجمع الذي جمعه بين حاكم أموي ، جذوره ضاربة في بلاد النهرين ، وهو كما يعرف عنه منبع الحكمة ، وبين نظام قائم على المغاربة ، حضارتهم قرطاجية ، وهي واحدة☝من الدلائل التى تشير عن حيوية الحياة هناك 👈 وحب البشر والطبيعة ، وبين أيضاً أرض متداخلة بالاراضي الأوروبية 🇪🇺 والتى شهدت تطور تدريجياً في الفلسفة والفن والأدب ، تحولت الأندلس والمغرب إلى مكانين ثقافيين كبديل عن الدولة الأموية في الشرق ، بالفعل ، لقد ساهمت بعض الأسماء أمثال ابن خلدون وابن رشد والغزالي وابن حيان وغيرهم ، بالطبع في تطوير الفلسفة الإسلامية بشكل جعل الحكم هناك له نكهة خاصة ، وهو حسب إعتقادي بالإرث المنسي ، طبعاً لا يبدأ بهؤلاء ، بل يشمل أيضًا أشخاص مثل بن مخلوف ويعقوب بن إسحاق الكندي والرازي وابن طفيل وموسى ابن ميمون وسهروردي وقد تمكن ابن تيميّة شيخ الإسلام ☪ إيجاد موطأ قدم كبير ، وهذا التنوع في العلوم ساعد بشكل ملحوظ على إنتشار اللغات المتعددة للمتشاركين في البحر الأبيض ، نجد اللغة العربية ظاهرة في كل من مالطا 🇲🇹 وبرشلونة والبندقية وصقيلة 🇮🇹 ، في المقابل ، الفرنسية 🇫🇷 في الاسكندرية 🇪🇬 والتركية 🇹🇷منتشرة بصفة خاصة في دول حوض البحر ، الذي مهد إلى كل هذا من القواسم المشتركة في الأدب ، بالفعل ، الباحثون أشاروا عن تقارب كبير في بنيوية وتكوين الشعر بين الجانبين ، بالرمزية والدلالية ، حتى أن قالوا بأن الخيارات في انتقاء الصور ، قد تشير☝عن حجم الترابط الحضاري المتبادل ، بل الأمور لم تتوقف عند بعدها الأدبي ، لأن الطعام هو الشاغل الشغيل والأهم للإنسان وعلى وجه الخصوص ، لأبناء البحر الأبيض ، فهؤلاء يعرف عنهم بعشقهم للمأكولات البحرية ، على الرغم من الحقبات الفقر التى شهدوها ، بل حسب التقارير الدولية والتى صدرت في نصف القرن الماضي ، كانوا أهل البحر الأبيض يتمتعون بصحة جيدة وإصاباتهم بالأمراض قليلة قياساً في مناخات أخرى ، لأن كان على الأقل العنصر المشترك بين جانبي الغربي والشرقي على البحر ، هو زيت الزيتون ، ايضاً التين والرمان والشعير ، كل ذلك ، ومع الأسماك 🐠 تعتبر من الأطعمة الصحية ، بل حتى من يتمعن في الحركة المعمارية بين فرنسا 🇫🇷/ إيطاليا 🇮🇹/ اسبانيا 🇪🇸 المغرب 🇲🇦 / تونس 🇹🇳/ الجزائر 🇩🇿 ، سيجد اللونين الحاضرين 👈 بقوة هما الأبيض والأزرق ، كأن المعماريون جعلوه إمتداد لبحرهم ، كل ذلك ، لا يلغي أن البحر عجز تاريخياً عن توحيد شعوبه في لغة 🗣 مشتركة أو حتى عملة 💴 واحدة ☝، تماماً 👌كما توحدوا على الزيت الزيتون 🫒 ، وعلى الرغم من المتغيرات التى طرأت على البحر ، إلا أن الحضارتين اللتين ظلتين متماسكتين حتى الآن ، العربية الإسلامية والغربية الرومانية ، تصاعدت لديهما لغة الجهاد والصليبية ، حاولا الطرفان السيطرة على مضائق البحر ( جبل طارق والبوسفور والدردنيل ) ، بل لم يتوقف الأمر عند ذلك ، لقد حاولا الجهتين فرض طعامهما على الآخر ، بالفعل ، دارت ومازالت المعركة بين الكسكس 🥘 والبيتزا 🍕 ، هذه القطعة كانت الممثلة الجميلة ( الأمريكية 🇺🇸 ) جوليا روبرتس في فيلمها ( طعام ، صلاة ، حب ) ، قد أظهرت من خلال مذكرات 📝 الكاتبة إليزابيث كيلبرت حجم السياحة في أوروبا 🇪🇺 والتى تصل سنوياً إلى نصف مليار سائحاً ، على الأغلب ، الزائرين يتناولون يومياً البيتزا 🍕.

وبمزيد من ممارسة بعض التفرس والتبصر والتتبع والبحث والتفنيد ، وهو بحثاً يستهدف عن طعام 🥘 في قلب طاولة قائمة مأكولاتها طويلة ، سيفضي بالطبع إلى ترسيخ الصراع القديم ، فبعد ما عبروا المسلمون جبل طارق 🇬🇮 ، لم تكن الكسكس أول ما نقل من المطبخ العربي ، لأن حياة الناس كانت بدائية والزراعة في حينها كانت شبه معدومة ، لكن طبيعة النظام والحركة العلمية التى أنتجها العلماء ، أنتجت وسائل زراعية حديثة في تلك الحقبة ، وايضاً مع حركة الري التى أمنت إلى زراعة 👩‍🌾 الخضار والأشجار المتنوعة وخصيصاً شجرة الزيتون 🌳 ، فأغلب الزيتون 🌳 في أسبانيا 🇪🇸 يعود أصولها إلى عهد المسلمون ، بالفعل 😰 ، بدأت أرض الأندلس يظهر فيها الحبوب بأنواعها المختلفة ، وأيضاً عرفوا بخبزهم المميز ( الباكيت🥖) كنوع متجانس بين الشرق والغرب ، وايضاً اشتهروا بالمعكرونة وخلطتها من الهريسة الحارة والقمح ومرق اللحم ، حتى وصلوا إلى صدر الكسكس الغني بالمكونات ، بل نقل زرياب من بغداد العديد من الطعام والفنون وأيضاً طريقة إستخدام الثلوج من الجبال وتجميدها والاستفادة منها بتخزين الطعام والخضروات ، لم يكن المطبخ الأندلسي قبل مجيء زرياب من بغداد يعتمد نظام خاص بترتيب الموائد ، فعلاً 😟 ، بعدها أصبحوا يبدأون بالشوربة والمقبلات ومن ثم أخيراً بالطبق الرئيسي ، واعتمدوا شراشف الطاولات والكاسات الزجاجية ، لكن يبقى صدر الكسكس هو الذي يشترك به الأندلسيين مع التوانسة 🇹🇳 ، والجزائرين 🇩🇿 ، وليبيين 🇱🇾 ، والمغاربة 🇲🇦 ، وموريتانيين 🇲🇷 ، فهو يُصنع أساساً من القمح الصلب أو الشعير ، وهذا يجعل أصل كلمة الكسكس مجهولة حتى لو الأمازيغيين نسبوا الكلمة لمعجمهم ، لأن في ناظر هذه السطور ، وهو رأي جاء بعد صنع مقاربات ومقارنات ، يشير☝ بأن مكونات الكسكس لا تتوافق مع تاريخ الأمازيغية للطعام ، أي أنها جاءت بعد دخول العرب تحديداً من بلاد الشام وبغداد ، بل في واحدة☝هي جوهرية وقاطعة / حاسمة / ، لقد تنوع صدر الكسكس بين الأعراس أو المأتم أو حتى الدعوات الرسمية ، وهذا كله ، لم تكن المنطقتين الواقعتين بين جبل طارق 🇬🇮 على دراية في هذا البرتوكول إلا بعد دخول زرياب الأندلس ونقل التطور الذي حصل في بغداد ، وبالتالي ، في المغرب العربي هناك مقولة شهيرة وهي دالة على ما أسلفناه ، تقول الكسكس يورث ولا يدرس 📚 📖 .

كل هذا عدا عن موضوعات خلافية ثانية وكثيرة ، تجعل الطريق صلباً ، والالتقاء في منتصفه يكاد صعباً ، لكنه ليس بالمستحيل ، بالطبع ، الأوروبيون 🇪🇺 بفضل أنتشار مطاعم المغاربة ، أصبح لهم دراية ومعرفة للفارق بين الكسكس البركوكش والملثوت ، الحبة الصغيرة والكبيرة ، حبة الشمال وحبة الجنوب ، ولأن لا يوجد مدارس للطهي الكسكس ، فأن السبيل الوحيد للذين يرغبون بتعلم طبخه ، هو المكوث عن الجدات والأمهات في أقصى جنوب المغرب العربي ، وهذا التوارث يتيح للوارث التفنن في تجهيز أصناف متعددة من الكسكسي ، لكن للأسف ، وعلى الرغم من شعبيته ، إلا أن مسألة طهيه 😋 باللحم في ظل الظروف الحالية ، باتت أشبه بالمستحيلة ، لهذا ، نجد أن أهل المغرب العربي ، يسعون بشتى الطرق للهجرة لأوروبا 🇪🇺 من أجل 🙌 المحافظة على صنع الكسكس باللحمة بعد ما فقدوها في بلادهم ، في المقابل ، نجد أن البتزا قد غزت شوارع الوطن العربي أو بالأحرى العالم ، بل الثقافة البيتزية 🍕 أجتاحت أذهان العرب قبل أن تغزوا مذاقهم . والسلام 👋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط