الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوسفيات واثق الجلبي .. مشروع قائم بحد ذاته

واثق الجلبي

2022 / 8 / 1
الادب والفن


يوسفيات واثق الجلبي .. مشروع قائم بحد ذاته
قراءة / حميد العنبر الخويلدي
من الضرورة الفكرية وخاصة بهذا الظرف الراهن ، الظرف الذي لو حسب المثقف المخلص اوراقه ومتبنّياتِه لوجد نفسه امام امواج من التهافت المتعمّد ، امام عتمة من الضياع مدفوع بها من جهات خصم درس المعادلة وصفّى محتواها النفعي لصالح غاياته ودسائسها ، وكانت منفّذَةً ، وقد نجحت لولا انَّ رصداً في العمق لم يروْهُ وهذا وجود حاصل ان لم يكن فردياً ، وكلٌّ يعمل من مكانه المستتر ، نعم تجده على هيئة بُعْدٍ جمعي ، يناطر ويناور ، يفرز بطبيعته ويَرْكُز علامةً هنا وعلامةً هناك ، لايعلم به الوافد الغريب رغم قوته وعلو ارادته ،،فلعلها ارادة الامّة ومادّيات روحها و تاريخها الحي ، باقلامكم ايها المبدعون الافذاذ، فماذا نقول عن يقظة مثقف واع لاتحصره اصابع يد الهمجية التي توغْلت خرّبت وحرّقت ، ذبحت وقتلت ظلماً وعنتاً لايهمها من الامر في شي ، الا الوصول لهدفها وباسرع مايمكن ، وقبل ان تتعالى صيحات اهل الدار ، وتفضحهم او تطردهم مخذولين ، فيفشل مخططهم العلني والسرّي /وتفشل ريحهم باذن الله /،،ولولا ذاك الذي فات ما فات من الامر ، اذ نفّذوا مآربهم لفترة طويلة ، فارتبك وقتنا واختلت النُّظُم والاسس التي بنينا ، من المنهجيات والعقائد التي اخذت بيد اجيالنا ، واندثر المعطوب منها ، وازدهر الحي وبات سنّةً خالصةً ،في الفكر والادب والفن والسياسة والثقافة بشكل عام ، فكل شي قبلهم كان مستقِرّاً يزهو بالرقي والتقدميّة ، لولا الصدمة التي تعرضنا لها قبل سنين ، نعم هي صدمة الاحتلال ، صدمة الغزو اللعين ،،ولاننسى أنّ لكلّ فعل ردّةَ فعل وهذا معروف ومتّبع ، انبرى المثقف لاداء ماعليه من واجب طوعي وما عليه من واجب تكليفي ، انخراط الجندي في جنديته ، والراعي في رعيته ومن دون مِنّة تُذكر ،طالما ان المثقف ، واعني المبدع هنا حصراً ، يشعر بانّه المسؤول قبل الاخرين جميعاً بالحفاظ على الذمار والرسالة الفكرية وللخصوصية الملقاة على عاتقه ، باعتباره حامل هوية الامة وتاريخها المجيد ، ولمثل الامير واثق الشاعر والمبدع شمّر عن ساعديه وبكل عزم ، نعم قدّم وقدّم من مستندات واعمال نصوص تحسب بالميزان ولها معيارية ثقل ، في وقتنا المعاصر ، حاله حال اي مثقف بغدادي عزوم او عراقي عظيم اوعربي يشعر بالحيف الذي وقع علينا ، كان وكانوا السد والصد في المواجهة ، كانوا من جيش نظّم اعدادَه واخذ مواضعَه واوكاره الفكرية ، كشف عن مسار مقاومة فاعلة وكلٌّ واجبه الشريف، مقاومةٌ مستترةٌ واعيةٌ احيت روح الفكر. وازاحت عطوباته ، فضحت اساليب ومناهج المحتل اللعينة ، وقفت وقفتها ، ودليلُها ان العراق باق كما هو لولا جراحه وآلامه، فضحتهم وخاصةً بالكلمة الناعمة العبارة الحادة التأثير ، الكلمة التي تحشّد الصف وترصّ الجدار ، وتصنع ارادةَ ضغط ضدَّ مَن يضغط بطريقته على اضلاع امتنا المجيدة ،فلعلك امام ابلغ المشاريع ، التي يقف عندها الوقت والجيل ، ولا نريد ان نستحصي بقدر مانريد ان نكشف ونعلن عن جمال مشروع واثق الجلبي ، النص الملحمي الذي اختاره من نوع المطوّلات ، والذي نتحرّاه حصراً في الذاكرة ، ان ياخذ مداه وسعته الجمالية والفنية في المستقبل ، اليوسفيات ارادة ووجود زحزح ما موجود امامه من كدورات وكان البديل لها ، وبمعدل حاصل انّ النوعي الاعتباري يزيح الكمي الرّث ماكان قبله جاثماً، وهذي معادلة من معادلات العمق الثقافي في الساحة تثير الحراك بهدوء واتمام واجب دون ضجّة ولجّة ،دور المثقف دور مهم وعظيم ، كلمته لسان نافذة خارقة ، تضعف سياسات الضد وتهزمها ، تاركة المصدَّ تلو المصدّ حتى تنتصر الارادة الكلية لصف جهادنا ومقاومتنا الشجاعة،، ولعل هذا المقطع اعلاه عقد لؤلؤيٌّ من سلسلة طالت كمثله مطرزة بالذهب واليواقيت ومن يدٍ باهرة الذكاء والشطارة ، نعم يد مبدع جرّب وخبرَ الوقتَ ، فشاع صيتاً باذن الله ،تعرفه الاوساط مختلفةً قلماً ومآلاً ،ولعل اوّل ما نعلن عنه صفته الوطنية ، يعشق العراق ويعشق امته وعقيدته وتاريخه وولادته ويعشق ارضه واين ترعرع ونشأ ، نعم في حضن دافٍ وايُّ حضن هو ذاك ، حضن بغداد ،،بغداد والشعراء والصور ،،،خالط وتخاطر في المقطع استشعار حبيبته ، وصورها وجمال حقيقتها ، كانّها العاطفية كانها هي هي بلَداناتها وناعم قوامها الرشيق وكيف يوصف فتأخذه انت المتلقي لهفة ولوعة ، حاسباً المشهد جسدا آدمياً للحبيبة ،،ولكن سرعان ماينفلت الزمام واذا بك في الاسطوري التوصيفي لجسد بغداد وحبه لها وانغماسه بسكرها ورضاها وترفها ، واثق الفنان يُداخل يجدل يوائم يحرر المقيد ويطلق حريته وهذا واجب المبدع يفك الربق عن الموثوق ويكسر القيد عن المسجون ،واثق الجلبي سليل هذي الخطوط والاعمدة ، من هذي المصابيح والقناديل المتألقة بزغ،،عساه ويتمنى منذ صرخ يوم ولِد ، كان يدري هو صوتٌ لابد ، تحسّس في طيّات صراخه انه مبدع والانسان يصرخ حين يخرج من ظلمة رحم امّه ، نعم يصرخ لثقل الامانة التي استلم ، امانة الانسان في ضميره العميق ، جاء من رحم العَدَمي ورقةً بيضاء /سوّتْهُ يدُ الغيب وعدّلتْه / فحين ابصر النور صرخ ، اذ استلم مواريثَ الاوّلينَ وودائع الآخرين ، كلها جميعها ، نعم درى وعلم ، وعارفٌ اين يصل وكيف ، واثق يعرف صيرورته الكونية التي هو فيها والكل يعرف مكانه وزمانه ، الوجود صيرورات كالخانات تبويبٌ كونيٌّ تاريخي لايمكن لابي نؤاس ان يحتلَّ مكان الحصيري ، ولا الحصيريُّ يزحف عليه انما هي سلطة وقت وامتداد وتحديدات ، وحركة دائبة كونية لها محطاتها البحتري وابو تمام عارفان اين هما ، وفي اي وقت ،، والسيّاب وعبد الرزاق عبد الواحد والجميع كذلك عارفون كنهم ،،محظوظون منهم ومنهم تعساء ،، وكلهم حاملٌ رسالةَ محارب ، والذين سبقوا تحمّلوا وتصابروا يعلم الله بهم ، المبدعون امناء الله واحبابه ، الشعراء والكتّاب والادباء ، صنّاع المجد ومخطّطو مواريث الخلود وتواريخ وحضارات الامم هم الفنّانون ، حتماً وحصراً ، هو الجمال هكذا افتراضاته لايجيده الا من فقه الاسرار ، فلعلهم مالكو المفاتيح والمغلق ،الجلبي بيوسفياته وغيرها من الروايات والاشعار والقصص يشكّل مشروعاً في هذا الزمن محسوباً والساحة تشهد بنبوغ فنان قادم يرى ونرى مجده ، ولو وضعنا برهاناً للقول كيف،،،؟ لقلنا حجم وسعة مشاريعه تدلُّ على ذلك التصويب من الكشف الموضوعي الذي بشّر به واثق المبدع ،، روحه المواكبة للاسفار للرومانس للحلم ، لمساته الدينامية المثيرة للحوار والنّباهات ، وقوفه الشاخص في خطابه الذَّكَر ، التزامه الثوري اول الصف ، ولعل الريشة التي حمل على راسه نعم ريشة صقر عربي امين ،،بغداد حبلى مبشّرة بجيلها العزوم بجيش القلم ، وكما انتصرت شعوب وامم ،، لا يعرف الخصم نحن بقرنا سدوده ، وستنفتق فتقتله فيوضنا الجارفة قريباً ، تلك دمائنا شربتها الجدران والميادين ، مؤهّلون مستعدون ،،نعم نسمعها تزخر وتمور في روح كل وطني جدَّ دربه وعيّنَ بوصلته ، والى مجد عتيد كما عهدناه .
القصيدة
سكبتْ خمرتها في شفتي وانتشتْ بعد عناءِ اللهفةِ
وارتدتْ ثوب الحيا دُرتها ذهبٌ ياقوتهُ في فضةِ
حيث لا عين لواشٍ بيننا أو لسانا عبثيّ اللغةِ
مطرَ الشوقُ بنا فوق الندى من قريبين دنا في لذةِ
فسقطنا بعد ثوبين غفا في سماء الناسكِ المُنفلتِ
قهقهاتُ الليلِ كانت مُدناً من سفينٍ أبحرتْ في ظلمةِ
إذ مسكنا النجم فكتْ أزرا من حريرٍ في غمارِ النشوةِ
تلهثُ الأسماعُ من عنفِ الهوى كسهامٍ أطلقتْ من شقوتي
فتلاعبتْ برمانٍ لهُ طعمُ فردوس اللقا في جنةِ
وتناولتُ غصونا دُلّيتْ كثمار الربِ ترجو قطفتي
ما لها إلايّ قطفاً ويدي ترفعُ السترَ وترجو بُغيتي
سقطتْ بين ذراعي واحتمى ناعمُ الملمسِ فوق الشفرةِ
كلذيذ الشهدِ جاءتْ نحوهُ كاشتياقِ الأرضِ مسكَ الموجةِ
فرّ من صدر الليالي شوقها وارتمتْ فوق حنانِ الغيمةِ
وصبغنا جسمنا حيث دنا من مُحياها رجيفُ الرعشةِ
وقفتْ تبكي على أيامها ضيّعتْ دهرَ المنى بالعنتِ
كيف لي وصفَ نعيمٍ عشتهُ وأنا قوسٌ رمى في غفلةِ
كسرابٍ مرّ لا يُرجى لهُ من لذيذِ الوصل طعمُ العودةِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة