الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة طهران نواة للحد من الغطرسة الأميركية في المنطقة

عبدالقادربشيربيرداود

2022 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تتداخل مصالح وأهداف الدول الثلاث المشاركة في قمة طهران بين مشتركات إقليمية في المنطقة وبين مصالحها التي لحقتها خسائر من جَرّاء تعسف وغطرسة رأس الشر في العالم أميركا ومن يقف بجانبها ظلماً وعدواناً على عموم المنطقة.
روسياً: نرى أن الرئيس (بوتين) المعزول دولياً بسبب حربه على (أوكرانيا)، يبحث عن حلفاء جدد لمقاومة الضغط الأميركي والغربي على بلده، بسبب تلك العقوبات القاسية عليه، ما أظهر المدى الحقيقي للصعوبات المالية التي تواجهها (موسكو)؛ بدليل تخلفها عن سداد ديونها السيادية الخارجية لأولى مرة منذ الثورة البلشفية. لذلك سوف يستمر بوتين في افتعال فبركاته السياسية، عبر سوء الاستخدام والابتزاز في إمدادات الغاز، لكسب الدعم لجهوده والتهرب من تأثير العقوبات الغربية الاقتصادية؛ باحثاً عن طرق للالتفاف على تلك الإجراءات، وتم إلى حدّ ما تتويج ذلك السيناريو بظهور مؤشرات على تعاون عسكري بين (طهران) وموسكو.
إيرانياً: تسعى إيران للحصول على دعم إقليمي من قبل (تركيا) و(روسيا) لأنه الوقت المناسب لإنقاذ الاتفاق النووي؛ كونه خطة مشتركة مع الغرب أتت نتيجة سنوات من الجهود الدبلوماسية المكثفة، وكان الخاسر الأكبر من لعبة العقوبات هو الشعب الإيراني.
برغم تلك التحديات والتوترات الإقليمية التي تواجه إيران، يرى المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يَسْعوا إلى تصعيد التوترات، بل تبقى سياسة إيران هي عدم البدء بأية هجمات ضد إسرائيل أو أية دولة أخرى إذا لم تهاجم إسرائيل أو أية دولة أخرى إيران أو حلفائها في المنطقة، مضيفين : أنه ليس من الحكمة لنا أن نقاتل إسرائيل، بينما ترى الصهاينة يكشّرون عن أنيابهم للهجوم لكن أنيابهم للأسف ليست حادة بما يكفي للذهاب إلى حرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
إن تلك العمليات النفسية للعدو التي تخلق تصوراً بتورط إسرائيل أو أية دولة أخرى، ولم ينفذوها، تعني ضمناً أن أميركا ربما كانت وراء تلك الهجمات والاعتداءات؛ ما يملي على الجارة إيران الاستعداد لهذه الحرب النفسية والاستخباراتية في القادم من الأيام، واستبعد على المدى القريب أو البعيد مواجهة عسكرية بين المعسكرين لأسباب استراتيجية تخفيها الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط لأسباب خاصة.
بحسب تحليلي الشخصي فإن هذه القمة الثلاثية ستكون محاولة لضم تركيا إلى الركب، وهذا يمثل تحدياً أكثر أهمية، ليس أقلها أن أردوغان الذي لعب دوراً رئيساً في مساعدة القوات الأوكرانية سيغير وجهته، بذلك ستنقلب موازين القوى لصالح روسيا وإيران في المنطقة.
من هذا المنطلق أرى أن الغرض الحقيقي من قمة طهران الثلاثية هي استكشاف ما إذا كان من الممكن لهذه القوى المتحالفة أن تضع خلافاتها جانباً، وتتحد فعليا في القضية المشتركة، وهي مقاومة غطرسة الغرب بقيادة راعية الإرهاب أميركا.
فإذا نجحت هذه القمة في إيجاد سبل ناجعة من التنسيق والتعاون فيما بين تلك الدول المشاركة، ستكون لا محال مدعاة للقلق في (واشنطن) و(لندن)، وتتحول القمة إلى نواة قوة من منتجي النفط والغاز، تمكّنهم من وضع استراتيجية لتعظيم الضرر الذي يلحقه باقتصادات الغرب من خلال الحد من إمدادات الوقود مع ضمان ارتفاع صادراتها.
... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايران راعية ومصدرة للأرهاب
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 3 - 12:23 )
السيد الكاتب المحترم
من يقرا مقالتكم يخرج بنتيجة ان هناك ثلاثة دول محبة للسلام والحرية والديمقراطية تتعرض لتآمر امريكي يقوم بتصدر الأرهاب اليها بالله عليك لو وضعنا هذه الصورة امام حتى ابسط الناس ولنقل بائع خضروات في سوق عراقي فسيضحك عليها ويقول هناك 67 فصيلا مسلحا تموله ايران في العراق وهم لا شغل ولا عمل سوى تصفية النشطاء المدنيين وقد قاموا بقتل اكثر من 800 من الشباب الوطني الثائر بتهمة العمالة لأمريكا واردوغان يقصف القرى الكردية ليل نها وقصة بوتين معروفة جلاد الأوكران ..فهل انتم واثقون مما تكتبون وتدعون ..اذا كانت عقيدتكم معاداة امريكا والغرب واوروبا فهي اقرب الى مرض ايديولوجي نفسي ولكن حتى وان كان فالقارئ يطالبكم باحترام عقله وتسمية هذه الأنظمة الأستبدادية باسمائها وليس بما يمليه عليكم العداء لأمريكا فكن معاديا لها ماشئت ولكن هات تسمية وتصنيف هذه الأنظمة العدوانية وماتمثله من تهديد لشعوبنا


2 - لا امل في تقدم شعوبنا ونخبها الا بالتخلص من عار م
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 8 / 4 - 07:05 )
من عار معاطاة العلم والعمل والثقافه والدمقراطيه حاضنة ولراعية الجميع وهذه المعادله معنا الغرب بلاد الرفاه والعلم والثقافه-تحياتي

اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #