الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الاعمال الارهابية في الرياض و الدار البيضاء؟

نادية محمود

2003 / 5 / 25
الارهاب, الحرب والسلام



 

اعمال الارهاب في الرياض و الدار البيضاء،أضافة الى انها هزت الوجدان العالمي باكمله، متسائلة عن هذه القدرة الرهيبة على القتل في كل مكان و زمان و ضد كائن من كان، قد وضعت كامل السياسة الاميركية تحت السؤال، ما الذي قلتم و ما الذي يجري؟

حين شرع جورج بوش بالتسويق لحربه على العراق، مدعيا انها للقضاء على الارهاب، قلنا ان حرب امريكا على العراق ستزيد من الارهاب في العالم، لا تنهيه. الحركات الاسلامية ستجد الالاف من الشباب الساخط و الغاضب و الشاعر بعجزه على التغيير، لتوظفه للقيام باعمال ارهابية انتقامية يائسة لا تحد من سيطرة امريكا على العالم و لا تلقنها درسا، و لا تعيدها على اعقابها، ولا تحد من غلوائها، و لا تجعلها تفكر مرتين في سياستها.

ان هذه الاعمال، ليست موجهة ضد الولايات المتحدة، او الدول الغربية، و ان أدعت بهذا، بل ضد اناس ابرياء، جلبهم سوء طالعهم، الى قضاء عطلة في الدار البيضاء، او سكنوا في الرياض. عشرات السعوديين و المغاربة قتلوا جنبا الى جنب الوافدين.

 ان الولايات المتحدة، اثر اعمال الرياض و الدار البيضاء الارهابية،  تفرك ايديها فرحا، استعدادا للعمل، فالبزنس يبدأ من هناك. فالسعودية ستكون – ان دعت الضرورة- مارقة و المغرب كذلك. لذا، يجب تأديب الجميع في الشرق الاوسط!!. كما استثمرت امريكا احداث 11 سبتمبر، و بدأت " حربها على الارهاب"، فقد بدأت و بعد اعمال الرياض، تتحدث عن " العدالة الاميركية" لتضع حدا بين عدالتها و عدالة العالم برمته. مما سيسوق البشرية الى مزيد من الدمار و الحروب و العنف، وليس القضاء على الارهاب.

لم يصح الجميع بعد من احتلال العراق، ولازال الناس في العراق في "الصدمة و الرهبة"، لم يوضع اي شيء في مكانه بعد، بل الوضع يسير من تمزق الى تمزق اكثر، بغداد و مدن العراق تتحول الى كهوف، ضحايا تسقط كل يوم، و امن يفقد، وعيش في رعب دائم،  عطش، و جوع، و حرارة قاتلة، واغتصاب واختطاف يومي لمئات النساء، و الاسلاميون يعطون لائحة لا تخطئها العين. لتخرج امريكا و ليحلوا هم!.

لقد قال منصور حكمت محقا: ليس كما الان العالم بحاجة الى الشيوعية و الشيوعية فحسب. يجب ان ينعطف التاريخ. يجب ان يتوقف عند هذا الحد من الهمجية. الحروب و الموت و الارهاب. ان هذا المصير، ليس مصيرا محتوما على البشرية. ليس القتل و الخطر و الرعب مصيرا لابد منه، ان المرء، لا يستطيع العيش بامان، ناهيك عن "قضاء عطلته بامان" كما حدث لسياح الدار البيضاء،. قوتان ضاريتان تتصارعان! احدهما لا تحمل افقا اكثر اشعاعا من الاخرى. لا يحمل اي منهما لائحة لخير البشرية. صراع من اجل النفوذ، و حسر النفوذ، وانهاء النفوذ، و الذي ينزف الدم غزيرا، اولئك الابرياء الذين لا ناقة لهم و لا جمل لا في مصالح الشركات الاميركية و لا يتطلعون الى افق الدولة الاسلامية.

الحركات الاسلامية، وليدة دعم الغرب نفسه، انه احد منتوجاتها، للوقوف بوجه الشيوعية، و ان اصبحت الشيوعية تشكل مرة اخرى خطر على الغرب و حكوماته-وشركاته الرأسمالية، سيستعان بالاسلاميين مرة اخرى. كذلك الحركات الاسلامية ستستعين بامريكا، و ستضع جانبا " الشيطان الاكبر"، لمواجهة التحرر و التقدم و الاشتراكية و العامل. ستتجه نحو الغرب لتعقد مؤتمراتها و تضع برامج عملها هناك، و لتغدق من معينه الذي لا ينضب. قوتان في صراعها خطر على البشرية و في اتفاقهما، الخطر اكبر.

انه لعالم ملغوم ذلك الذي تدفع  الشركات الامريكية البشرية اليه. عالم يولد و يغذي و يقوي الحركات الارهابية و الاسلامية . ان مصير العالم لا يجب يترك بايدي شركات وحكومات  تقصف البلدان هذا اليوم، و تتصارع على نيل عقود اعادة الاعمار في اليوم الثاني.

لا بد للقضاء على الارهاب من اللجوء الى الشيوعية، افقا سياسيا و تنظيم. لابد من قلب "نظام التوزيع" رأسا على عقب. ليست هنالك حصص و ارباح و سلطات على حساب حياة و امن الملايين الذين يعيشون بدون مأوى، بدون ماء، بدون طعام في بلدان تفيض بها الانهار، و تتفجر الارض بثرواتها الطبيعية.

 بالامكان اعادة تنظيم العالم بشكل اخر، بشكل افضل. لا ارهاب و لا حروب على ارهاب. انه امر ممكن. يتوقف على قرار و ارادة البشر.


20-5-2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تقر بحصانة ترمب عن أفعاله الرسمية في نطاق صلا


.. الدكتور خليل العناني: ليس هناك رؤية أمريكية واضحة بما يتعلق




.. هاجم من وصفهم بالقيادات “القذرة والإعلام الذي يزيف الحقائق”.


.. مسلحون يقتحمون ويحرقون مقر الوالي التركي في عفرين




.. الإمارات.. قوةٌ استثماريةٌ تُهددُ نفوذَ أوروبا في إفريقيا #ب