الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا بعد ذلك؟

صوت الانتفاضة

2022 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت مهزلة الانتخابات، والتي حذرنا منها، فهي قد جلبت المزيد من عدم الاستقرار، تسعة أشهر مضت عليها، دوامة إثر دوامة، ومهزلة في باطن مهزلة: فائزون وخاسرون، كتلة أكبر كتلة أصغر، تيار وإطار، خلطة العطار واللعب بالنار، انتخابات مزورة- انتخابات نزيهة، استعراض هنا وصلاة هناك، اجتماعات في الجادرية والحنانة واربيل، "السيد گال والحجي حچه"، انسحاب التيار- والإطار يبحث عن شخص ما، مظاهرة الخلاني واقتحام للبرلمان. هذه هي أبرز مهازل الإسلاميين، الذين يحكمون البلد، في أسوأ فترة من تاريخه.

اليوم تعاد بشكل قوي جدا نغمة "انتخابات مبكرة" او "إعادة الانتخابات"، فأي ازمة يمر بهذا النظام العفن فأن الحل دائما في "الانتخابات المبكرة"، المشكلة ان الكثير من القوى "اللبرالية واليسارية" تتبنى وتنجر خلف هذا الطرح، مع ان الجميع يدرك ان ازمة هذا النظام لا يمكن حلها بأية انتخابات، فقد بلغت تناقضاته حد الاستعصاء، فاما ازالته او شبح الحروب الاهلية، بقاؤه يعني بقاء الاقتتال الطائفي والقومي، بقاؤه يعني المزيد من الخراب والدمار.

ان التيار الصدري لا يختلف قيد شعرة عن قوى الإطار، هم من ذات العائلة، بل ان هذا التيار هو الجزء الأساس في العملية السياسية، هو الممثل الرئيس لقوى الثورة المضادة، فدائما ما تقع عليه مهمة اجهاض الحركات الاحتجاجية، وليس اخرها ما فعله في انتفاضة أكتوبر-تشرين؛ بالتالي ليس من المعقول ان يوجد عند البعض املا في "الإصلاح" او التغيير، هذا وهم عليهم التخلص منه، وعندما تريد ان تعرف ان هذا وهما وخديعة فقط اسأل "ثم ماذا بعد ذلك"؟

ماذا بعد اقتحام البرلمان والاعتصام به وإقامة "لطميه" وسد بوابته ب "البلوك والاسمنت"؟ هل سيغيرون الدستور؟ هل سيحلون المحكمة الاتحادية، هل سيحلون الميليشيات وهم أكبر ميليشيا؟ هل سينهون الدولة وإقامة دولة اخرى؟ لا شيء من هذا سيحصل؛ هم يريدون ارجاع نوابهم للبرلمان، فهم وقعوا في خطأ الانسحاب، لكن كيف ذلك؟ باقتحام البرلمان والضغط باتجاه إقامة "انتخابات مبكرة"، انهم يريدون معادلة جديدة هم الأكبر بها، هذا اقصى شيء يقومون به، أي خطوة أخرى متهورة قد تنهي النظام، هم يدركون ذلك، لذلك ترى التسهيلات الكاملة والتامة من قبل كل القوى السياسية والقوات الأمنية، والا ماذا يعني دخول سيارة تحمل "البلوك والاسمنت" لمبنى البرلمان؟

ان تمرير فكرة "الانتخابات المبكرة" هو الحل الذي سيتفقون عليه في قادم الأيام لإنهاء هذه الازمة، مثلما مرروا أيام الانتفاضة فكرة "الانتخابات المبكرة"، مع انها لم تكن من مطالب قوى الانتفاضة التي كانت تريد اسقاط النظام، لكنهم ادخلوا هذه الفكرة عنوة ب "التواثي".

بعض القوى اليسارية واللبرالية وللأسف الشديد تنجر وراء خطاب السلطة، وتصدر بياناتها مرحبة بإقامة "انتخابات مبكرة"، وكأنها –هذه القوى اليسارية واللبرالية- ستربح شيئا من تلك الانتخابات، مع انهم يدركون ان الديموقراطية في هذا البلد هي ديموقراطية السلاح والقوة والتبعية والذيلية.

حركة التيار الصدري الأخيرة هي جزء من صراع داخل السلطة ذاتها، ليس للجماهير أي يد بها او منفعة منها، انها صراع على حصص النهب والمناصب، لا أكثر من ذلك ولا اقل؛ لا يمكن تعليق أي امل على اقتحام البرلمان، فعما قريب سيخرجون بصيغة اتفاق ما، وتعود مياههم الاسنة والضحلة الى مجاريها، فليس من المعقول ترك اكثر من 11 مليار دولار شهريا، فقط إيرادات نفط، ليس من المعقول المغامرة ببلد هو "كنز" بالنسبة لهم، وهو ما افصح عنه دميتهم "الكاظمي" عندما قال "حوار الف يوم افضل من...".
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟