الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل العقوبات ضد روسيا -انتحار لأوروبا-

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2022 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هل العقوبات ضد روسيا "انتحار لأوروبا هل الشتاء القادم في اروبا سيكون اكثر اكثرقساوه زشركة غازبروم الروسية " تخيّر أوروبا بين الغاز الروسي والشتاء القاسي وصحيفة بريطانية تقول أن العقوبات القاسية ضد روسيا بسبب عمليتها في أوكرانيا تلحق المزيد من الضرر بأوروبا وسط مخاوف من أن تغرق القارة في أكبر أزمة مالية في تاريخها. و مئات الملايين من الأوروبيين يواجه شتاء قارس البرودة، وقد تم حثهم على تقنين الغاز مع خفض روسيا إمدادات الغاز و"احتمال قطعها عن القارة بشكل كامل في المقابل اتهمت وزيرة خارجية النمسا السابقة كارين كنيسل، قادة الاتحاد الأوروبي بالجهل والغطرسة، بسبب تجاهلهم للتوافق الجيوسياسي والمبادئ الأساسية للدبلوماسية في تعاملهم مع روسيا.

كنيسل قالت في مقابلة مع صحيفة Asia Times، إن "هذا بسبب المركزية الأوروبية عميقة الجذور. نعتقد أننا عظماء لدرجة أنه لا يمكن لأحد الاستغناء عنا.. يبدو لي أن أوروبا بحاجة إلى روسيا أكثر مما تحتاجه روسيا. وإذا كنت على حق، فهل حقا من مصلحة القارة العجوز معاملة موسكو كعدو، وجعلها تنحاز إلى جانب بكين".

ولفتت المسؤولة السابقة إلى أن الأوروبيين بدأوا الآن يشعرون بخيبة الأمل واليأس بشكل متزايد، مما قد يؤدي إلى أعمال شغب واحتجاجات مناهضة للحكومة.

وأضافت أنها تعتبر الأزمة في الاتحاد الأوروبي نتيجة الإدارة الداخلية غير الفعالة، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية أصبحت لاعبا ضعيفا بشكل متزايد على الساحة الدولية، مما يفسح المجال للدول الآسيوية.

وقالت كنيسل: "بدأت أوروبا تلعب دورا أقل أهمية في العالم، على الصعيدين الديموغرافي والسياسي. أنا أعمل حاليا على كتاب بعنوان "وداعا أوروبا"، لأن الجزء من العالم الذي نشأت فيه والذي كنت أكن له الوفاء لم يعد موجودا".
وأعلنت الخارجية الفرنسية أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أطلقت تحقيقا في "انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في روسيا".

وجاء في بيان الخارجية الفرنسية يوم الخميس، الماضي أن التحقيق يتم ضمن "آلية موسكو" للمنظمة بمشاركة 38 دولة من عضوا في المنظمة، للتعامل مع "الوضع المقلق في مجال حقوق الإنسان في روسيا، حيث شهد فرض العديد من القيود والإجراءات القمعية في السنوت الأخيرة".

وأوضح البيان أن "آلية موسكو تهدف إلى التحقيق في الادعاءات بانتهاكات جسيمة لالتزامات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من قبل الدول، وتحديد الخطوات لمعالجتها".

وفي إطار هذه الآلية سيتم تشكيل فريق خبراء مستقل، يتعين عليه رفع تقريره بشأن التزام روسيا بتعهداتها في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون.

وأشارت فرنسا إلى أنها تشارك في التحقيق في إطار "آلية موسكو" للمرة الثالثة منذ بداية العام
واعتبرت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية أن العقوبات القاسية ضد روسيا بسبب عمليتها في أوكرانيا تلحق المزيد من الضرر بأوروبا وسط مخاوف من أن تغرق القارة في أكبر أزمة مالية في تاريخها.

وأشارت الصحيفة إلى أن مئات الملايين من الأوروبيين يواجه شتاء قارس البرودة، وقد تم حثهم على تقنين الغاز مع خفض روسيا إمدادات الغاز و"احتمال قطعها عن القارة بشكل كامل".

وإضافة إلى ذلك، قفز التضخم في منطقة اليورو إلى 8.9 في المائة في يوليو من 8.6 في المائة في الشهر السابق، مع انخفاض اليورو إلى التعادل مقابل الدولار الأمريكي في وقت سابق هذا الشهر، لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.

ونقلت الصحيفة عن زعيم حركة Generation Frexit الفرنسية شارل أنري غالوا تحذيره من أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا تأتي بنتائج عكسية وترتد عليه، وتلحق به ضررا أكبر منه بروسيا، وأن الركود في منطقة اليورو أصبح الآن "واضحا".

وقال الناشط الفرنسي: "بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وإيطاليا، تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسي. وستعاني فرنسا أيضا، لأن روسيا كانت موردا مهما للنفط".

وتابع: "الآن نشتري نفس الوقود عبر الهند والسعودية، لكن بتكلفة إضافية، ومع انخفاض اليورو أصبح الأمر أكثر كلفة". واعتبر غالو أن ذلك نفاق لا غير، وأضاف: "لن نتمكن من استبدال مصادر الطاقة الروسية بهذه الطريقة، ولا نملك حتى المرافق".

ووصف العقوبات ضد روسيا بأنها "انتحار لأوروبا"، وحث الاتحاد الأوروبي على إلغاء العقوبات وإلا "ستواجه القارة خطر الانزلاق إلى أكبر أزمة مالية شهدتها على الإطلاق".
ونشرت "أوراسيا ديلي" تحت العنوان أعلاه، مقالا عن احتمال اضطرار أوروبا للقبول بإملاءات الشركة الروسية.


وجاء في المقال: أعلنوا في شركة "غازبروم" أن الحصول على تصريح من كندا وحدها لا يكفي لحل مشكلة توربينات خط أنابيب "السيل الشمالي". فهناك حاجة إلى مجموعة كاملة من المستندات التي من شأنها أن تضمن صيانة المعدات للتشغيل الكامل لخط أنابيب غاز البلطيق هذا. في الواقع، وضعت شركة غازبروم أوروبا أمام خيارين: إما الحصول على الغاز الروسي لسنوات قادمة أو مواجهة أول شتاء قاسٍ.

غادر توربين "السيل الشمالي" كندا وبات في ألمانيا.

ومع ذلك، من غير المعروف متى وكيف سيصل إلى روسيا. وبالمثل، فإن مصير التوربينات الأخرى لمحطة الضغط "بورتوفايا، التي تتطلب الصيانة، غير معروف بعد.

من الناحية النظرية، كان يمكن لـ "غازبروم" أن تخطو نحو اللقاء في منتصف الطريق، وتغمض أعينها وتقبل التوربين الأول. ولكنها، كما يتفق الخبراء، قررت وضع أوروبا أمام خيار صعب.

وفي الصدد، قال المحلل في FG Finam، سيرغي كوفمان: "تدرك شركة غازبروم أن للاتحاد الأوروبي مصلحة شديدة الآن باستعادة الإمدادات عبر "السيل الشمالي.

وبالتالي، تحاول شركة الغاز العملاقة اغتنام الفرصة للحصول على ضمانات إضافية لمصلحتها".

ويرى كوفمان أن الهدف بالنسبة للاتحاد الأوروبي، هو تحقيق ملء مرافق تخزين الغاز بنسبة 80٪ على الأقل، بحلول بداية موسم التدفئة. ولهذا الأمر أهمية خاصة. وقال: "تدرك دول الاتحاد الأوروبي أنها لن تتمكن من تجاوز الشتاء دون إلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد، إذا ظلت الإمدادات من روسيا عند مستوى منخفض خلال فصل الشتاء.."
واعتبر رئيس إدارة شركة "غازبروم" الروسية أليكسي ميلر أن الجهات المنظمة الأوروبية و"حزمة الطاقة الثالثة" هي التي تتحمل مسؤولية ارتفاع أسعار الغاز.


وقال ميلر خلال مشاركته في فعاليات منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي اليوم الخميس: "نحن شهود على صدمات الأسعار. لقد شهدنا تقلبات شديدة في أسواق السلع وتضخم مرتفع للغاية".

وأضاف بسخرية: "لكن كل هذا لم يبدأ بالأمس، وليس اليوم - وهنا يجب أن أقول "جزيل الشكر" للمنظمين الأجانب، ولا سيما المنظمين الأوروبيين".

وأضاف ميلر أن حزمة الطاقة الثالثة أزالت ارتباط تسعير الغاز بأسعار النفط في السوق، والآن يحلم جميع المشترين بشراء الغاز على أساس ربطه بالنفط.

كما ذكر ميلر أن تخلي أوروبا عن العقود طويلة الأجل أدى إلى تراجع الاستثمارات في الإنتاج، وترك مراكز التوزيع الأوروبية بدون غاز.

وقال ميلر إن "غازبروم" سبق أن حذرت أوروبا من أن الغاز بخلاف النفط، ليست سلعة تصلح لتعاملات البورصة، فبالنتيجة أصبحت الأسواق الفورية غير سائلة اليوم.

أسعار الغاز في أوروبا تحلق عاليا بعد تقليص روسيا الضخ عبر "السيل الشمالي"

وأشار إلى أن "غازبروم" اضطرت إلى تخفيض ضخ الغاز عبر "السيل الشمالي" إلى أوروبا لأسباب فنية تتعلق العقوبات الغربية، لكن الأسعار ارتفعت بشكل كبير.

ووفقا لبورصة ICE في لندن، فقد تجاوزت أسعار الغاز في أوروبا أثناء تداول البورصة 1500 دولار لألف متر مكعب.

وأكد ميلر أن خط أنابييب الغاز "السيل الشمالي 2" يتمتع بمستوى الضغط اللازم، ولا يزال من الممكن إمداد ألمانيا بالغاز عبره، لكن لم يتم تشغيله بسبب عدم حصوله على الترخيص.

وكشف ميلر أن "غازبروم" زادت إمدادات الغاز إلى الصين في الفترة بين يناير ومايو هذا العام بنسبة 67.5%.

ووصف روسيا بأنها "استقرار للطاقة" و"مورد لاستقرار الطاقة" لأصدقائها.
وكانت شركة "غازبروم"،قامت بايقاف ستوقف بدءاً من الأول من حزيران/يونيو عمليات تسليم الغاز إلى "شل إنرجي أوروبا" في ألمانيا و إلى "أورستيد" الدنماركية، لعدم تلقّي المدفوعات منهما بحلول نهاية يوم 31 أيار/مايو.

وقبل ذلك، قطعت "غازبروم" الإمدادات عن 4 دولة أوروبية، وهي: بولندا وبلغاريا وفنلندا وهولندا.

وجاء في بيان الشركة: "أبلغت شركةُ " أورستيد" الدنماركية شركةَ "غازبروم إكسبورت"، بأنّها لا تنوي سداد مدفوعات الغاز المورّدة بالروبل، كما أبلغت شركة "شل إنرجي أوروبا" أنها لا تنوي سداد المدفوعات بموجب عقد توريد الغاز إلى ألمانيا باستخدام الروبل".

وأضاف البيان :"بواقع نهاية يوم العمل في 31 أيار/مايو الماضي، وهو الموعد النهائي للدفع المنصوص عليه في العقد، لم تتلقّ شركة "غازبروم إكسبورت" مدفوعات من " أورستيد" أو من شركة "شل إنرجي أوروبا" مقابل إمدادات الغاز في نيسان/أبريل، وفي هذا الصدد، فإنّ شركة "غازبروم أكسبورت" أخطرت شركة " أورستيد" وشركة "شل إنرجي أوروبا" بتعليق إمدادات الغاز إليهما اعتباراً من الأول من حزيران/يونيو 2022.

وكانت مجموعة "غازبروم" الروسية قداعلّقت في ، إمدادات الغاز إلى هولندا، بعد رفض شركة "غاز تيرا" الهولندية للطاقة إتمام عمليّة الدفع بالروبل في أعقاب العملية الروسية في أوكرانيا.

وأعلنت "غازبروم" أنّها لم تحصل حتى 30 أيار/مايو الماضي على دفعات لقاء إمدادات الغاز الهولندية في نيسان/أبريل، رغم إبلاغها "غاز تيرا" بوجوب سداد ثمن إمدادات الغاز المقدّمة منذ الأول من نيسان/أبريل بالروبل.

وأفادت "غاز تيرا" التي تملك الدولة جزءاً منها، أنّها تتوقع انقطاع الإمدادات عنها بعدما قررت عدم الامتثال لمتطلبات الدفع الأحادية من "غازبروم"، إذ أنها ستشكّل خرقاً للعقوبات الأوروبية.
وحرمت هولندا عقب انقطاع الإمدادات من ملياري متر مكعّب من الغاز من الوقت الحاضر وحتى تشرين الأول/أكتوبر، بحسب "غاز تيرا" التي أشارت إلى أنّها قامت بخطوات تحسباً لذلك "عبر شراء الغاز من أطراف أخرى"، ولكن بتكلفة أعلى.

وقال غيوم فاليت فالا رئيس قسم الاستخبارات والتصدي للعمليات المالية السرية بوزارة المالية الفرنسية (Tracfin)، إن بلاده جمدت أصولا روسية بقيمة 1.2 مليار يورو.

وأشار إلى أن ذلك لا يشمل أصول البنك المركزي الروسي التي تم تجميدها قبل ذلك.

وأضاف المسؤول في حديث صحفي: "تبلغ قيمة الأصول الروسية المجمدة (في فرنسا) 1.2 مليار يورو، دون احتساب أصول البنك المركزي الروسي".

وأشار غيوم فاليت فالا، إلى أن هذا التجميد شمل أصولا مالية وغير مالية (على سبيل المثال، العقارات).

في نهاية مارس،الماضي جمدت فرنسا أصول البنك المركزي الروسي بمبلغ 22 مليار يورو.

وفي وقت سابق، قال المفوض الأوروبي للشؤون العدلية ديدييه رايندرز إنه تم تجميد 13.8 مليار يورو من الأصول الروسية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك 12.6 مليار في ست دول في الاتحاد الأوروبي.

ووفقا له، لا تبذل كل دول الاتحاد جهودا كافية لتجميد الأصول التي وقعت تحت طائلة العقوبات.
وأفادت وكالة تاس الروسية بأن موسكو وسعت قائمة المواطنين البريطانيين الخاضعين لعقوباتها، لتشمل 39 سياسيا ورجل أعمال وصحفيا، بما في ذلك رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون.


ووفق بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية،يوم أمس، "فيما يتعلق بالتطبيق المستمر من قبل الحكومة البريطانية لآلية قيود العقوبات ضد ممثلي الدوائر الاجتماعية والسياسية في روسيا، والمشغلين الاقتصاديين المحليين ووسائل الإعلام، فقد تقرر أن يدرج في قائمة الإيقاف الروسية عدد من السياسيين البريطانيين ورجال الأعمال والصحفيون الذين يساهمون في مسار لندن العدائي، الهادف إلى شيطنة بلدنا وعزله دوليا".

وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو ستواصل العمل على توسيع قائمة المواطنين البريطانيين الخاضعين للحظر الروسي، طالما واصلت لندن تدوير عجلة العقوبات.

والسبت، أعلنت روسيا منع دخول 32 مسؤولا وصحفيا نيوزيلنديا إلى أراضيها، ردا على إجراءات مماثلة اتخذتها نيوزيلندا بحقّ موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إلى أن قائمة الأفراد الخاضعين لعقوبات تضمّ رئيس بلدية ويلينغتون أندرو جون ويتفيلد فوستر، ورئيس بلدية أوكلاند فيليب بروس غوف، وقائد القوات البحرية في نيوزيلندا العميد غارين غولدينغ.

كما منعت الصحفيتين كايت غرين وجوزي باغاني العاملتيْن لدى صحيفة "ذا دومينيون بوست".

وجاء في البيان أن هذا القرار اتُخذ "ردًا على عقوبات الحكومة النيوزيلندية التي تؤثر على المزيد من المواطنين الروس".
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية كريستوفر بورغير، إنه لا توجد حاليا قرارات في الاتحاد الأوروبي بوقف إصدار تأشيرات شنغن للمواطنين الروس.

وأضاف الدبلوماسي الألماني، في إفادة صحفية في برلين تعقيبا على مبادرة إستونيا بهذا الخصوص: "في الوقت الحالي، لا توجد قرارات على مستوى الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تجعل من الممكن إلغاء إصدار تأشيرات شنغن للمواطنين الروس".

في وقت سابق، أعلن أورماس رينسلو وزير خارجية إستونيا، أن بلاده ستقوم بإعداد وتقديم مقترح لوقف دخول المواطنين الروس إلى أوروبا بشكل عام.

وذكر الوزير أن إستونيا توقفت عن إصدار تأشيرات جديدة للمواطنين الروس، لكنهم يواصلون الوصول إلى البلاد باستخدام التأشيرات التي تم الحصول عليها في دول شنغن الأخرى
ويبدو ان الغرب بزعامة امريكا، إستعذب اسلوب تجويع الشعوب عبر محاصرتها، من اجل فرض ارادته على دولها وحكوماتها، وهو اسلوب غير انساني وغير اخلاقي، إلا ان الغرب بات يتمادى ويتفنن في هذا الاسلوب وبشكل سادي، بحجج وذرائع واهية، رغم انه خلّف مآسي انسانية ستبقى وصمة عار على جبين هذا الغرب الذي يرفع ليل نهار شعار حقوق الانسان نفاقا.


اليوم يقع هذ الغرب في شر اعماله، وذلك عندما اراد تطبيق هذا الاسلوب على روسيا على خلفية الحرب الدائرة في اوكرانيا، رغم انها حرب تتحمل اوروبا فيها مسؤولية لا يمكن انكارها او التستر عليها، بعد ان قامت وبتحريض امريكي واضح على تشجيع اوكرانيا للانضمام الى حلف الناتو دون مراعاة هواجس روسيا الامنية، التي كانت تؤكد على بقاء اوكرانيا بعيدة عن الناتو وان تبقى محايدة.

اليوم وبعد 6 اشهر من الحرب في اوكرانيا، والتي تزامنت مع حصار اقتصادي وتجاري وسياسي ضد روسيا، نرى وبشكل واضح تصدع الحصار الاوروبي على روسيا، فبين 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، هناك دول تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، ولا يمكنها ان تجد بديلا له، وهو ما جعلها تتصرف وفقا لاحتياجاتها ومصالحها.

اغلب المراقبين لا يستبعدون ان نشهد قبل قدوم فصل الشتاء تخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا من جانب الدول الاوروبية، للحد من تداعيات نقص الطاقة في القارة الاوروبية والتي ستكون خطيرة على المجتمعات الاوروبية التي لم تواجه مثل هذا النقص منذ الحرب العالمية الثانية.

من المؤكد ان هذا الانقسام في موقف الاتحاد الاوروبي سيكون خبرا سارا بالنسبة لامريكا التي لطالما رأت في هذا الاتحاد منافسا اقتصادي وسياسا لها، وسعت دائما لاضعافه.

هذه الحقيقة اشار اليها دوغلاس ماكغريغور الذي شغل سابقا منصب كبير مستشاري وزير الدفاع الأمريكي، عندما توقع بأن المستشار الألماني أولاف شولتس سيستقيل مع حكومته بحلول نهاية هذا العام بسبب الانخفاض الحاد في مستوى معيشة الألمان على خلفية العقوبات ضد روسيا. وافترض ان الحكومة الألمانية الجديدة ستتخذ مسارا نحو تسوية العلاقات مع روسيا الاتحادية.

ما تعاني منه المانيا اليوم، تعاني منه فرنسا وبريطانيا وجميع الدول الاوروبية، وهذه الحقيقة اكدت، ان سياسة الحصارات والضغوطات الاقتصادية الظالمة التي تمارسها اوروبا ضد شعوب العالم منذ عقود طويلة بتواطؤ مع امريكا، أخذت ترتد عليها، وعليها اليوم ان تحصد ما زرعته بالامس.

ليس كل الشعوب يمكن ان تتنازل عن سيادتها وكرامتها، بمجرد ان اوروبا وامريكا جوعتها عبر محاصرتها اقتصاديا، فهناك شعوب مثل الشعب الايراني والروسي وشعوب اخرى، لم تُفشل سياسة الضغوطات الغربية فحسب، بل جعلت الغرب يدفع ثمنا باهظا لهذه السياسة، وعليه اليوم ان يعيد النظر بها جديا، بعد ان تأكد له، وبشكل لا لبس فيه، ان اقتصاد العالم مثل أمنه، لا يمكن تجزأته.
ودعا كلاوس إرنست، رئيس لجنة الطاقة وحماية المناخ بالبرلمان الألماني، لـ"توريد الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر خط "السيل الشمالي-2" الذي علّقت برلين تشغيله بموجب العقوبات".

واعتبر إرنست أنه "لا يهم أي أنبوب ينقل الغاز إلى ألمانيا طالما هو روسي".

وأكد لوكالة "تاس" أن "قضية "السيل الشمالي-2" تحمل طابعا رمزيا إلى حد ما".

وشدد على "أنه إذا كان توريد الغاز لألمانيا لا يتحقق إلا بمساعدة "السيل الشمالي-2"، فيجب على برلين التحدث عن تشغيله في أسرع وقت ممكن."

يذكر أن روسيا تؤكد استعدادها لتزويد ألمانيا بالغاز عبر الخط المذكور، في ظل تراجع طاقة الضخ عبر "السيل الشمالي-1"، الخاضع للصيانة في بعض مقاطعه.

ادن في حاله عدم ضخ الغاز الروسي الى اوروبا هناك الملايين من الاوروبيين سوف يواجهون شتاء قاسي جدا ولا خيار امامهم سوا السفر 6 اشهر هروب من الشتاء القاسي الى بلدان يكون فيها درجات الحراره دافي والشتاء غير قاسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب