الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة التيار الصدري الأخيرة زوبعة فاشله لبناء الدولة المنشودة بطابعها المتردي!

عامر رسول

2022 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ان الأزمات والانقسامات العميقة للطبقة السياسية التي تمثلها البرجوازية العراقية، طفت على السطح المبعثر مرة أخرى الأسبوع الماضي، حيث اقتحمت جماعة مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب العراقي مستنفرة قوتها الجماهيرية وميلشياتها التابعة لها بإصرار كبير على تحقيق اهدافها المزعومة.
ان انسداد افق المأزق السياسي للعملية السياسية وجعل الفوضى عنوان هو شيء ليس وليد المرحلة الراهنة وانما ولد مع ولادة هذا النفق السياسي المظلم، هذه العملية السياسية هي الجنين المدلل لرحم الاحتلال الأمريكي.
وربما يسأل سائل ما الجديد في الرسالة السياسية لحركة التيار الصدري؟ وهل هذه الحركة هي مشابه للحركات السابقة؟ بالتأكيد يكون الجواب بالنفي. وسأوضح وجهة نظري بهذا الخصوص.
محاولة بناء الدولة من قبل التيار الصدري وانصاره في المرحلة الانتقالية العالمية المتقلبة حيث يشتد الصراع بين الاقطاب الرأسمالية العالمية المتمثلة بأمريكا وحلفاؤها مقابل الصين وروسيا أحدث هذا الصراع فجوه كبيره في شكل وحجم الاستقطابات والاصطفافات الإقليمية والدولية على عكس المفهوم التقليدي السائد اي ان تكون تابع وتحت هيمنة التبعية للنظام الامريكي وحلفاؤه او تحت هيمنة القطب الروسي الصيني بشكل مباشر.
هذه المرحلة الانتقالية افرزت ظاهرة جديدة ستكون عبارة عن خطوط او قنوات فاصلة بين القوى العالمية والإقليمية المتصارعة وليس بمعنى التخلص الكامل منها، بل هو استقلال نسبي ومؤقت، حيث ليس بإمكان اية قوة برجوازية محلية ان تخلص ذاتها من سطوة وقوة البرجوازية العالمية، لكن أعني وجود فسحة او حيز من المساحة من لحرية الحركة لهذه القوى ليتسنى لها تحقيق برنامجها وفقا بتوازنات القوى العالمية وتحديدا هذه المرحلة في العراق بتعبير ادق ان تيار الصدر انتهز هذه اللحظة التاريخية لبناء الدولة العراقية مدموغة بطابعه وهويته السياسية " الوطنية" التي عفى عليها الزمن والمكان، هويه فارغة لا تحمل عبق ثورات الجماهير الكادحة وثقلها الطموح من اجل بناء عالم افضل للإنسانية. ولكن راهينية هذه المرحلة هي ان تكون " لا شرقية ولا غربية".
ان حركة التيار الصدري الاخيرة هي بمثابة مركز التقاط هذه المتغيرات في العراق والمنطقة في نقطة انعطاف تاريخية حساسة، حيث تعادل ميزان القوى بين قوى المتصارعة في العراق في هذه اللحظة التاريخية، والكل وفق شروطها الخاصة. هذه النقطة تتغير حتما وتتوقف على جملة من معادلات توازن القوى العالمية والاقليمية. وفق هذا التصور، تظهر حركة الصدر كحركة مستقلة عن القوى الإقليمية والعالمية. وذلك لحصول توازن بين القوى المتصارعة فليس في مصلحة امريكا ولا إيران ودول الخليج وتركيا ان تتحرك لتفجير الأوضاع السياسة في العراق، او مثلا حصر الصدر في زاوية تحت مسميات
"حماية مؤسسات الدولة او الشرعية وما شابه ذلك" التي رفعتها قوى الإطار التنسيقي.
ان نقطة التحول هذه التي تجمعت فيها كل المتغيرات والتوازنات على الساحة العراقية هي التي هيئت الظروف لحركة التيار الصدري بان تسلك هذا النمط من التوجه. وحسب تصريحات الصدر بانه يريد: "تغير العملية السياسية". هذه هي محتوى هذه الحركة، وهل يتحقق مساعي الصدر في بناء الدولة التي ينشدها؟ برأي هذا مرهون بمسائل ومتغيرات عدّة وتحديات كبيرة، ولكن ليس مستحيل، ولكن تحقيقه بهذا النمط من الحركة صعب جدا.
لكن مهما كانت النتائج هذه الحركة، فان التيار الصدري أصبح مكانته اقوى وتفرض رؤيته على الاخرين، وليس من الصحيح ان نقرأ هذه التحركات لصالح امريكا او إيران او اية قوى اخرى وفق المتغيرات التي وضحناه انفا، حيث نرى دول عدة تتحرك بأريحية أكثر مقارنة بالسنوات الماضية، مثل الجزائر ومصر والسعودية وباكستان والارجنتين..... ودول اخرى، وحركة الصدر الاخيرة ينبغي ان تقرا في إطار هذا السياق.
هناك نقطة اخرى تدعوا الى التوقف والنظر فيها وهي كيف تستلهم قوى اليسار والشيوعية بصورة عامة الدروس من هذه الحركة. برأي أن التحركات الأخيرة للصدر والصدريين ونزولهم الى الشارع واحتلالهم للمباني الحكومية كشفت عن مسألة مهمة وهي ان أصل ما يسمى بحركة تشرين الشبابية في تشرين الثاني 2019 ما هي الا وجه اخر لقوة واجندة مقتدى الصدر للبروز امام المحور الإيراني حينذاك لحسم موضوع الانتصار والفوز في الانتخابات الاخيرة باسم شباب تشرين وهي نفس القوة التي نزلت الان بهويتها المباشرة بطقوسها الدينية وقمصانها السود، وان الاحداث الدراماتيكية الاخيرة حولت حركة وثورة تشرين؟؟؟؟؟؟ بين الليلة وضحاها الى حركة العاشوراء والثورة العاشورائية والاستيلاء على مبنى البرلمان. ان هدف هذه الحركة وحركة تشرين 2019 هو نفس الأهداف وهو مواجهة اقامة حكومة موالية لإيران. في تشرين 2019 الهدف هو سقوط عادل عبد المهدي الموالي لإيران، وفي حركة الصدر في 30 تموز 2022 هو منع إعادة عادل عبدالمهدي_ اي السوداني-.... وان التيار الصدري برفعه راية الثورة العاشورائية منذ البداية لحركتها حرمت اليسار العراقي من الركض وراء هذه الحركات.
بما تقدم فان التجربة العملية اثبتت ان تلك الحركات لا ترتبط بموضوع الثورة والتغيير الجذري الذي تتبناه الحركات اليسارية والشيوعية والتي انزلقت سياستها ومفاهيمها مع الاسف بشكل لافت للنظر على التحليل غير الصحيح حيث وصفت بالثورة. وليس هذا فحسب وانما اخذتها الموجة البرجوازية معها وأصبحت جزءا هامشيا من هذه التحولات. ومن المثير للعجب بان اليسار لا يريد الوقوف لحظة للتفكير والمراجعة وتقييم في نهجه الماركسي، حيث يخرج من هذه الاحداث مرة اخرى بخطابات جديدة تؤكد على تكرار نفس التحليل الخاطئ مفسرا بان التحركات الأخيرة لمقتدى الصدر هي الثورة المضادة للحركة تشرين، تلك هي الطامة الكبرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون