الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(الخضراء) منطقة (الصفوة) يجب ان تعود للجميع

صادق الازرقي

2022 / 8 / 3
حقوق الانسان


كان النظام المباد السابق قد حجز اجزاء كبيرة من ساحل نهر دجلة في مركز العاصمة بغداد لأغراضه الخاصة، ومنع الناس من التنزه على شواطئ مدينتهم، وقد كان البغداديون بالأخص يشعرون بالغصة والمرارة من منعهم من التجوال لاسيما في تلك المنطقة التي تمتد من جسر الجمهورية باتجاه الجسر المعلق، ويطلقون الحسرات وهم يتطلعون الى اسوارها المفزعة، وكأنهم لا يحق لهم التمتع بمرأى عاصمتهم وحرية التنقل فيها.
وعندما حدث التغيير في 2003 كان يفترض ان يلغى هذا الأمر وان تفتح تلك المناطق بعد تأهيلها لخدمة سكان العاصمة وزائريها عن طريق تأسيس المرافق الخدمية ومن ضمنها المتنزهات وملاعب الاطفال والمحال التجارية التي تقدم الخدمة لعامة الناس؛ غير ان أي شيء من ذلك لم يحدث، وظلت تلك المنطقة التي اسميت خضراء عصية على تنقل السكان، بل اصبحت السبب في معظم زحامات المرور في العاصمة.
كانت المسوغات لإبقاء المنع على السكان للتجوال في تلك المنطقة هو الاسباب الأمنية؛ وبرغم ان الوضع الامني تحسن كثيرا منذ سنين، بقيت تلك المنطقة محرمة على دخول وتنزه العراقيين، وظلت تتمتع بالامتيازات الممنوحة لها من دون بقية مناطق العاصمة، ومن ذلك امدادات الماء والكهرباء المتواصلة على مدار الساعة، فضلا عن خدمات الحدائق والتنظيف وغيرها.
ومع دخول الجماهير الى تلك المنطقة المحظورة وبقائهم فيها تبين البون الشاسع بين خدماتها مقابل حرمان الناس في مناطق بغداد الاخرى.. وكم كان مؤلما ان يظهر احد الجنود من حراس المنطقة الخضراء من على شاشة التلفزيون ويقول انه حتى هو لم يستطع دخول المنطقة الخضراء منذ سنين برغم حراسته لأسوارها يوميا، فلن يفلح في الدخول اليها الا حاملو "الباجات" الخاصة بألوانها المتميزة.
فضلا عن ذلك فان الخضراء تحولت الى ملاذ للمسؤولين المتنفذين لن يتركوها حتى اذا انتهت مدة سلطاتهم التنفيذية، وباتوا يرسفون في بذخ مقابل الحرمان الذي تعيش فيه بقية الناس.
والآن بعد ان صار ما صار ودخلت الجماهير الى المنطقة الخضراء، فان الامر الاعتيادي والمنطقي بل الاكثر الحاحا من غيره، هو ان تسارع الدولة فورا الى اعادة تلك المنطقة الحيوية من مركز بغداد الى وظيفتها المخصصة لها، منطقة للترفيه والخدمة العامة يلجها جميع الناس وذلك هو الحق الاول والاسمى لهم.
اما مقار الحكومة ومجلس النواب والسلطات الأخرى فيفترض ان يخصص لها مكان آخر من العاصمة بغداد، ويحبذ ان يكون في اطرافها، وإذا كان لابد من ابقاء بعض المؤسسات في المنطقة الخضراء، فليعملوا مثل الآخرين ففي واشنطن مثلا يتنزه الناس على بعد امتار من البيت الابيض مقر الرئاسة للدولة الكبرى الاولى في العالم.
ان الحديث عن التغيير والإصلاح يجب ان يتضمن اول ما يتضمن تلبية حاجات السكان ومنها اماكن التنزه والترفيه والتبضع، فضلا عن توفير العمل للعاطلين وتأمينهم وتوفير السكن للناس وتفعيل البنية الصناعية والزراعية للبلد والقضاء على الفساد وغيرها من متطلبات العيش الرغيد، اذ ثبت بالتجربة ان النظام المعمول به منذ عام 2003 اثبت فشله ويستلزم اعادة بنائه، وتغيير العملية السياسية برمتها، ومن ضمن ذلك تعديل او حتى تغيير الدستور والنظام الانتخابي وغيرها من المتطلبات التي لن يتحقق من دون اصلاحها أي شيء ونظل في دوامة التخبط والأزمات والخراب.
الخضراء يجب ألا تكون حكرا للمتنفذين و "الطبقة المخملية" ويجب ان تكون مكانا مفتوحا للناس وليبحث السياسيون عن اماكن اخرى لإدارة شؤونهم وسكنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف


.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد




.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة