الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائيات عراقية مشكوك بولائها

كاظم فنجان الحمامي

2022 / 8 / 4
الصحافة والاعلام


اعتذر مقدماً عن تسميتها بالاسم، حتى لا نقحم انفسنا في حلبات التراشق وتبادل الاتهامات، لكن القواسم المشتركة لمعظمها صارت معروفة ومكشوفة وواضحة، وقد قرأت مجموعة من المقالات لكتاب عراقيين شككوا بولاء بعضها، من دون ان يسلطوا الاضواء على النهج الذي سارت عليه معظمها، حتى صار من أساسيات سياستها في التعامل السيء مع الشأن العراقي. .
فعلى الصعيد الوطني يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجاميع، ونترك مهمة التشخيص والتحليل للضالعين في الدراسات الإعلامية . .
- الصنف الأول: وتنتمي اليه معظم الفضائيات الحاصلة على ترخيص مهني من خارج العراق، وتبث برامجها أيضاً من خارج العراق، ولديها مراسلين في مدننا، لكنها تشترك بشن حملاتها المتواصلة ضد العاملين في السلطات التنفيذية والتشريعية والرقابية والقضائية، وتسعى لتشويه صورتهم، وتلفيق الاتهامات لهم، وتنعتهم بالفساد والفشل، وتسعى لزعزعة الثقة بين الدولة والشعب. بل تسعى للإساءة الشعب العراقي نفسه، وتتصف أيضا بالانتقائية والمزاجية في نقل ما ينسجم مع سياستها المريبة. .
- الصنف الثاني: ويضم مجموعة من الفضائيات المحلية التي تنتمي للاحزاب والكيانات السياسية المشتركة بالعملية السياسية، ومعظمها تفتقر للخبرة، وليس لها تأثير ملموس على الساحة المحلية، بل ليس لها أي جدوى إعلامية تعود بالنفع والفائدة على الاحزاب الممولة لها، ولا تحقق نسبة مشاهدات تضاهي الصنف الأول. .
- الصنف الثالث: وتشمل الفضائيات الرسمية، التي تنفرد ببرامجها الروتينية الداعمة للسلطة التنفيذية، لكنها تميل احيانا إلى أطراف سياسية دون الاخرى، وهي على وجه العموم دون مستوى أداء الصنف الاول، لكنها أكثر إنتشاراً من الصنف الثاني. .
تبقى مسألة في غاية الأهمية، وهي ان بعض العاملين في فضائيات الصنف الثاني والثالث يتواصلون في السر مع إدارات الصنف الأول. .
ولو فتشت وتابعت برامج الأصناف الثلاثة قلما تجد برنامجا توعويا يسعى لنشر الوعي والثقافة الجماهيرية بين عامة الناس، واحيانا تفقد الأصناف الثلاثة صوابها، فتسخر برامجها كلها للتأثير السلبي على الرأي العام. .
وأحيانا تشترك بحملات تسقيطية تافهة مثيرة للسخرية. .
أذكر (من نافلة القول) ان احد العاملين في فضائيات الصنف الثاني طلب مني عام 2018 تزويده بنحو 180 باج لدخول مطار بغداد الدولي، فرفضت، لأن طلبه كان يتقاطع مع التعليمات، وإذا بمجموعة كبيرة من فضائيات الصنف الثاني تشترك في اليوم التالي، ولعدة أيام في الاساءة المتعمدة لي. .
وأذكر أيضا انني كنت اتحدث هاتفيا مع إعلامي قديم (متقاعد الآن) كان يعمل في فضائيات الصنف الثالث، وكان حديثي معه يتضمن انتقاد أداء احدى فضائيات الصنف الأول، لكنني فوجئت بعد سويعات من حديثي معه، بقيام تلك الفضائية ببث حديثي كاملا بعد حذف صوته من التسجيل. .
ختاماً نؤكد على أهمية توافر المعايير المهنيّة التي تحكم التغطية الإعلامية، ولكون الإعلام الذي يخرج للناس بكافَّة أشكالهِ يسمَّى بالسلطة الرابعة للشعوب والحكومات، لابد من الالتزام بأصول وقواعد المهنة، مع التحلي بالصدق والمروءة والوطنية في عرض المحتوى الذي تبثه تلك الفضائيات، آخذين بعين الاعتبار إنَّ المعايير المهنية هي التي تشكّل الجانب التطبيقي السلوكي للقيّم الإعلامية. .
وعليه فإنَّ عناصر الخلل في الاصناف الثلاثة ترجع بالتأكيد إلى عدم اعتمادها بشكل كليّ على المعايير المهنيّة التي تضبط أداء العمل الوطني الإعلامي. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في