الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون العراقيون وازمة الاعتراف بالاخر

امنة الذهبي

2006 / 9 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قامت الدنيا ولم تقعد عندما لم تنص مسودة الدستور على إن العراق جزء من الأمة العربية واستشعر الجميع وأنا منهم أن إهانة كبيرة يتعرض لها العراق بكل رموزه التاريخيه والمعاصرة لأننا تعلمنا منذ جئنا لهذه الدنيا إن العراق تاج العرب فكيف لايكون اليوم جزء منهم ؟ وانه حامي البوابة الشرقية من مد الفرس المجوس على امتداد التأريخ حتى يومنا هذا , وانطلاقا من هذا الشعور سل أهل الكلمة أقلامهم ليغرقوا المطبوعات والمنشورات الالكترونية بما يجوز ولايجوز قولة وكأن الحدث مناسبة للظهور وكيل الاتهامات للطوائف والمذاهب والقوميات
التي تعزز الفرقة وتشعل لهيب الاقتتال الطائفي والتهجير العرقي , عندما كان يحصل ذلك كنت انظر بتأثير اختصاصي التأريخي إلى الوراء لأبحث عن الأسباب التي كانت تجعل الشعور بالوحدة والتكاتف يعتري هذا الشعب من قبل ! كنا عندما يلاعب منتخبنا لكرة القدم أي من (( الأشقاء العرب )) نطير فرحا ونصفق حتى تحمر الأكف لو سجل لاعبنا هدفا , لم نسأل يوما ان كان المهاجم الفلاني شيعي أو سني , لم نرهق أنفسنا بالبحث عن قومية كاظم الساهر أو مذهب السياب كنا عندما نسمع بيت شعر نبحث عن قائله لنباهي به الشعوب والأمم نردد الحاننا ونستهجن ان ترددها اللهجات الاخرى خارج الوطن لانهم لا يجيدون لكنتنا المحببة الى انفسنا اذكر كيف هاجمت صحفنا المغنية المصرية انغام عندما غنت (ياعمة) وننزعج من لاعبينا عندما يحترفون اللعب في اندية الغير , لكننا فجأة صرنا نهاجم بعضنا ونكيل السب والشتائم للاخر لمجرد انه يخالفنا الرأي الذي كنا متفقين على انه لايفسد للود قضية واخذنا نسير خلف من يعزز فرقتنا , لا ادري لماذا لم يعد لدينا رمز سياسي اوغير سياسي نلتف حوله ويوحد فينا الاحساس بالتماسك , لاقائد , لامرجع , لاعلم , لاشاعر ’ لامطرب , لاقناة تلفزيونية , لاصحيفة , ولاقاص ’ ولا.....الخ تلك الرموز التي وحدت شعوب لايجمعها سوى الحدود السياسية . ليس ذلك فحسب بل اخذنا على عاتقنا مهمة اكثر خطورة وهي مهاجمة مشاريع الرموز ووئدها في مهدها واحيانا محاربة حتى من يحاولون الالتفاف عليها وهي المسألة التي توازي بخطورتها دمار السيارات المفخخة ,
ربما يعد البعض كلامي هذا مبالغة او وجهة نظر من ضرب الخيال فمن الؤكد ان من يرى تلك الجموع البرية وهي تلتف حول س او ص من السياسيين ويكيلون لبعضهم السب ويحملون للاخر البغضاء لا يمكن لهم ان يتصور ان قناة تلفزيونية او مجلة مطبوعة من الممكن ان توحدهم وتجلسهم في حلقة نقاش تنسجم فيها ارائهم لكن السؤال المطروح هنا هو من اين لنا هذا المشروع ومن سيدعمه وهو الذي يجب ان يكون بعيدا عن السياسة والدين يجمع شمل المثقفين ليقودوا الاخرين الى بر الامان ؟ وهنا يبرز التحدي الاخر ومفاده كيف لنا ان ننقي الاجواء الثقافية المنقسمة على نفسها في دوامة مثقفي الداخل والخارج فالفريق الاول يرى في نفسه قدرات صقلتها المرحلة الصعبة التي مر بها بين نار الحصار وكفاف العيش في حين يرى الفريق الثاني وهو السائر على نمارق ريش النعام عائدا الى بغداد الهمرات بعد سنوات الغربة في لندن ونيويورك وأمستردام وكوبنهاغن حاملا افكار الغرب (وبرستيجهم ) وشيئا من رأس المال الذي يجعله قادرا على اقامة المشاريع الإعلامية والثقافية على هواه ليتحكم بالفريق الأول.
ومع ان الساحة الثقافية شهدت على مر الأعوام الأربعة الماضية تجارب متناثرة هنا وهناك معتمدة على نفسها في التمويل الا انها لم تلق الدعم المعنوي من جميع الاطراف الرسمية وغير الرسمية ويقد يسأل احد هنا ان كانت تلك المطبوعات جيدة فستعلن عن نفسها ولن تكون بحاجة للدعم المعنوي ! وذلك كلام لاغبار عليه لكني اسأل اصحاب هذا الرأي كيف تنجح الرموز الثقافية العربية ؟ لن نذهب بعيدا عن محور الحديث ان أخذنا شعبان عبد الرحيم انموذجا وهو مغني المنلوج الشعبي المصري , لماذا لم نسأل عندما سمعناه ابن من يكون ؟ كم معه من المال ؟ الى أي تيار سياسي ينتمي ؟ من يدعمه ؟ وكذلك عندما يصدر مطبوعا قاهري قبل ان يصل المكتبات تكون الصحف وكأنها على اتفاق بتقديمه عرضا ونقدا وتفصيلا على صفحاتها حتى بات لديها من السلطة ماترفع به كاتبا الى النجوم او تدفنه تحت الثرى , وللحديث ارتباطا مع وضعنا في العراق نتصفح عشرات الصحف يوميا وأخر ما يخطر ببال مسؤوليها تقديم عرض لاصداراتنا او نقدها وكأن ذلك ينتقص من وجودهم او يزيحهم عن القمة التي يتصورون انفسهم فوقها او ان الاشارة لابداع الاخر اعتراف بنقصهم , حتى الان ياسادتي الكرام لم نصل في العراق لمستوى الشعور بنجاح الاخر على انه نجاحا لنا لان كل منا يكتمل بالاخر , والاصدار هنا لايشمل كتابا فحسب وانما يضم حتى المجلات مستثنية من ذلك اشارات خجولة هنا وهناك في بعض صحفنا اليومية بين الحين والاخر بثلاث اسطر تبدأ بصدر العدد رقم ( ) من مجلة ( ) اما ما تحويه فربما لايتعب الكاتب في الصفحة الثقافية نفسه بالبحث فيه لان وجوده هناك ليس اكثر من مهنة من اجل دخل شهري للاسرة !!!
اما اذا حاول احد ان يفعل خلاف ذلك فليس هناك من يحمية من اقلامهم والسنتهم وفي احيان كثيرة نظراتهم المليئة بالشك والريبة وسؤال ( لماذا تمدح المطبوع س ) ذلك الاتهام الذي لايجدي جوابا له كل تبريرات المنطق من رقي المطبوع وعراقيته ورزانته الادبية والفكرية وربما كنت اكثر من تعرض لتلك الاتهامات عندما اشرت الى الاعداد الاولى من مجلة مسارات في العام الماضي والتي ولله الحمد لن يخيب فيها تصوري , وقتها كثر الكلام عن اهداف الاشارة والعرض الذي كنت اقدمه لها وفي رسائل عديدة كنت اتلقاها طالبت اسماء بارزة في الساحة الادبية بالكف عن تلك العروض والانتقادات التقويمية لان الموضوع لا يتعدى كونه خطوات ستتعثر بعد حين وفي سنتها الثانية بدت الاصوات تعلو للاشادة بها لكن على مستوى عربي وعالمي اما داخل العراق فما زالت المجلة في خانة المنسيين حتى عندما صدر معها هذا العدد ملحق مجاني هو الاول من نوعه في العراق في عهده الجديد تمثل بكتاب على قدر كبير من الاهمية لرئيس التحرير الذي لن اكتب هذه المرة اسمه ارضاء لمشاعر اولئك الائمين وان لم يعد بحاجة لاشارتي بعد ان صار بمقدمة قائمة قصيرة من المبدعين المفكرين في عراق اليوم , الكتاب الملحق بمسارات حمل عنوان ((امبراطورية العقل الاميركي )) وزعت صفحاته الـ(167) على ستة فصول وخاتمة تناول فيها الكاتب العقل الاميركي بالنقد والتمحيص ودوره في صياغة محددات النظام العالمي الجديد في القرن الحادي والعشرين واثار التغيير الذي تعرض له العالم عقب انهيار برجي نيويورك ويتنقل بقراءة بين نقد العقل السياسي الاميركي مقسما اياه الى ثلاثة مستويات التفسير والتطبيق والتسويغ مشيرا الى حجم التلازم والارتباط داخل العقل الاميركي كما يتطرق الكتاب بصورة عميقة الى تحليل حلم نزع السلاح من العالم وامكانية تشكيل جيش دولي عالمي مقدما بذلك مشروعا متكاملا لاصلاح هيكلية الامم المتحدة ليختتم كتابه بنتيجة مفادها رفض نظرية انتهاء الحروب من دون رجعة مستندا في ذلك الى الى الظروف الراهنة وطرق التعامل معها والذي يولد اشكالا جديدة من الحروب ولنا هنا ان نتوقف طويلا امام غلاف الكتاب الخارجي الاخير والذي لم يحوي صورة المؤلف ولاسيرته مع انه مطبوعه الاول على غير عادة كتابنا في اصداراتهم مما يثير هنا تساؤل اخر لماذا يجاهد سعد سلوم ليبقى بعيدا عن الاضواء التي يحاول الكثيرون حجبها عنه مع انها تسلط على العديد ممن لايستحقونها ؟
وبعيدا عن كل هذا فأن امبراطورية العقل الاميركي او كما اسمتها (( شيماء قاسم )) (( امبراطورية سلوم )) التي جائت بعد ان اسس لها سلوم قبل عام مملكة مسارات التي مازالت متعافية وتسير كما قالت في عددها الاول لتؤسس لما هو دائم , شكلت مع العدد السادس من المجلة لمسة مميزة في لوحة الثقافة العراقية التي ننتظر بفارغ الصبر اكتمالها لنداني بها لوحات الاخرين .
ملاحظة .
ــــ
كنت قد قررت قبل عام تلبية طلبات العديد من المثقفين والكف عن (( التطبيل لمسارات )) لكن رسالة الصحفية شيماء قاسم التي نشرت في الموقع يوم الثلاثاء الماضي دفعتني للعودة الى (( التطبيل لمسارات ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية