الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضاء على الإرهاب يتداولهُ رؤساء امريكا

عصام محمد جميل مروة

2022 / 8 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


كان العصر الإرهابي الحديث قد اخذ منحى خطيراً في اولويات وسياسات قادة الولايات المتحدة الامريكية التي طالتها عمليات التدمير وزرع روح الارهاب مجدداً وفي الوقت الحديث وعلى اراضي الولايات المتحدة التي تدعى دائماً في نشر روح الحرية والعدالة على طريقة عدم الإفساح في المجال الى كائن من يكون فرض امر سياسة يومية خارجة عن إرادة قادة البيت الابيض على الاقل منذ غزوة الحادى عشر من ايلول سبتمبر ""2001 "" .
إذن، من كان يسكن البيت البيضاوى حينها الرئيس جورج دبليو بوش او جونيور كما كان يتردد حينها وسرعان ما دخل غمار محاربة الارهاب عن قصد او مرغماً وبصورة خاصة كونه الامر الاول للقوات المسلحة التي فرضت سياسة الهجوم على مقرات وحجرات توابع بقايا منظمة القاعدة التي حققت تقدماً منذ زمن والده الرئيس جورج بوش حيث ورث عن جدارة فتح بوابات النزاع والصراع ضد الارهاب المنظم بعد دعم رونالد ريغان منظمة القاعدة ايام بداية غزو افغانستان من قبل القوات السوفياتية منعاً لمجاورة الارهاب القادم من خارج حدود بلاد اسيا بعد نجاح الثورة الايرانية منذ عام "" 1979 "" ، كانت حركة القاعدة المدعومة في افغانستان وتلقت التدريبات البدائية والطويلة الأمد حينها على ايادى وكالة الإستخبارات الامريكية ورجالها الخبراء من خيرة "" ال سي اى ايه cia “” الوكالة الحصرية التي كان لها حق التنقل ومنح الاوراق لرجالها ومن يقف عقبة بوجه فرض سياسات تحريضية يتنافس عليها الجيش الجرار للمنظمات في تطوير عملية الامدادات والمساعدات الميليشاوية التي تخدم مصالح امريكا في العالم منذ حرب التشيلي ونيكاراغوا ومؤامرات ادارتها ال سي اي ايه بدقة ودون معارض او منازع على التصفيات الجسدية التي طالت سفراء وخبراء وضباط ساهموا في عمليات خارجية لها سرية غير مسبوقة ولها ميزانيات مادية ليس هناك من يمنعها مطلقاً وفي اي مكان في العالم . القصة طويلة وقافلة التصفيات مسجلة في اوراق سرية وعلنية عن اوامر التصفيات حسب رؤية ادارات البيت الابيض وانزعاجها من عمليات إخفاق فضح الادارات المتتالية لزعامة ألشِعَّب والفروع "" سي اى ايه "" ، وخططها الجهنمية في المحاسبة دون اعادة الى منابع ومربعات البنتاغون وغرفهِ السرية .
امر جورج بوش جونيور القضاء على زعيم القاعدة الفار من افغانستان الى العراق الارهابي"" ابو مصعب الزرقاوي"" ، الذي كان بمثابة اليد اليمني للزعيم اسامة أبن لادن في افغانستان كونه صديقا خاصاً تعود العلاقة بينهما نسبة للأخوان المجاهدين العرب القادمون من المملكة العربية السعودية ومن الاردن . وكان الزرقاوى قد حاول محاربة الاحتلال الامريكي للعراقي ولكن في اسلوب بدائياً وكان متخفياً ويرسم العمليات الفدائية والجهادية التي كبدت رجال الجيش الامريكي مئات من القتلي اثناء فترة ما بعد الغزو الامريكي للعراق منذ "" 2003 “” وصاعداً حتى امر الرئيس جورج بوش حينها القضاء على قوات ابو مصعب الزرقاوى واعتبار القضاء على الارهاب حينها نصراً للحزب الجمهوري !؟. وتمهيداً لتحقيق فترة حكم متتالية كونها المعركة ايامها كانت في اوجها بعد غزوة نيويورك الشهيرة ."" 11- ايلول - سبتمبر - 2001 "" ، كذلك يجرنا هنا الحديث عن تحقيق الخرق المفترض للقضاء على رجال الارهاب والزعماء المصنوعين أمريكياً عند الحاجة وتصفيتهم بعد انقضاء لعبة الحاجة وتوابعها . بعد وصول الرئيس باراك اوباما مطلع عام "" 2009 "" ، كانت حينها ملاحقة رجال القاعدة قد وصلت الى ذروتها واخذت حيزاً مرعباً في التوصيف بعد كل عملية ارهابية يتم القضاء على هيبة الولايات المتحدة الامريكية في الداخل وفي الخارج . وهنا كان باراك اوباما قد حدد الزمان والمكان في الباكستان وتم اصطياد الزعيم الاول للقاعدة ورجلهم المفضل ""اسامة بن لادن "" ، حيث تم اغتياله إبان حضور مباشر للعملية من البيت الابيض بحضور زعماء كبار من الحزب الديموقراطي وفي مقدمتهم هيلاري كلينتون ، ومن موقعها ومنصبها في حمل ملفات السياسة الخارجية الامريكية ، ولم يحقق اغتيال بن لادن سوى دورة متتالية وشبه عادية نالها اوباما كون العالم كان في إتجاه نحو التغيير المرتقب .
كذلك تفاقمت عمليات البحث عن الارهاب واجتثاثهِ في ايام اكثر الرؤساء غضباً وحيرة " دونالد ترامب " الذي لم يُفهم ولم يكن سياسياً كغيره من زعماء الحزب الجمهوري في فضولهِ وعنجهيتهِ وسخريتهِ وانتهازيتهِ وحتى تنميرهِ وعنصريتهِ التي قادته الى معاداة حتى رفاقه في الحزب الجمهوري ، لكنهُ وبدورهِ عمل على القضاء على"" ابو بكر البغدادي "" ، في عملية مميزة اواخر عام " 20019 - تشرين الاول " وبعدها ادار عمليات الاغتيالات المتكررة في غرب افريقيا وكان محرضاً علنياً في التحقير ولم يأبه الى الانتقادات في جدية معاداتهِ للإرهاب وفي رفضه القاطع لتسلم قيادة الامن القومي الامريكي لرجال وزعماء من اصول افريقية ، وبرغم اعتقاده ان الوحيد من الزعماء الذين تخلوا عن سياسات الخارج كونها محسوبة على الولايات المتحدة الامريكية ولصالحها مهما تعددت المشاكل الامنية والاقتصادية ، وحتى الحروب في منطقة الشرق الاوسط التي حاصرها علناً في "" محور اسرائيل وامنها والنفط العربي وحمايتهِ "" ومعاداة ايران وحلفائها. وتعويم صفقة القرن التي تنتهك حقوق الشعوب العربية والقضية الفلسطينية بصورة خاصة .
ومن المؤكد اليوم بعد مقتل "" ايمن الظواهري "" ، الطبيب المصري الذي كان خلف اغتيال انور السادات ، المعروف انه اخر قادة وزعماء القاعدة حيث كان مميزاً في تسجيلاتهِ الاذاعية بعد كل خضة امنية تطال العالم العربي وفي مقدمتها الحرب الصليبية اليهودية المشتركة ضد الاسلام ،كما يطلق عليها اثناء فرض حصار على فلسطين ، ومحاصرتها من قبل اذناب الولايات المتحدة الامريكية وزعماء من العالم العربي . تم اغتياله منذ ايام بعد رصد محكم حسب معلومات ال سي اي ايه التي تركت خبراءها في مدينة كابول والعاصمة الافغانية حيث كان هناك شكاً مع انسحاب قوات امريكا مطلع العام الحالي مما ادت الفرصة تلك في معرفة اقامة سكن ايمن الظواهري اليد اليمني والاخيرة والصوت الهادئ والمتهدج في إستمالة الشباب الاسلامي المجاهد لعدم تناسى قضيتهم الكبرى في فلسطين والاراضي الاسلامية المنتشرة والمحتلة من العدو الاول والاكبر الشيطان الامريكي .
لكل زعيم ورئيس من تلك الثلة ممن حكموا ويتحكمون في البيت الابيض لهم ما يريدون في عمليات التطاول والارهاب المضاد دون حسيب او رقيب حتى لو ادى ذلك الى إندلاع حرب كبرى على بؤر ومقرات الجماعات الارهابية والتي اسستها وحمتها مخابرات امريكا دفاعاً عن مصالحها منذ افغانستان وايران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان والصومال وافريقيا الغربية ،وحتى مناطق نائية وبعيدة عن الشرق الاوسط وإعتبار زعماء الولايات المتحدة الامريكية وقادة البيت الابيض لهم وحدهم حرية التوقيت للتصفية والاغتيال حسب رؤيتهم المرحلية التي يتناسب مع تحركاتها العامة والخاصة ، فها هو الرئيس جو بايدين كغيرهِ من ثلة الرؤساء يعترف في تصريحاته انهُ تم القضاء على اخر معالم القاعدة واذنابها بعد مقتل ايمن الظواهري ،
الجديد في الموضوع هو تداول رؤساء الولايات المتحدة الامريكية تصاريحهم الصحافية بعد هزائم او تآمر هنا او هناك في عدم افساح المجال امام الرأى العام بعد انتقاد سياسة البيت الابيض وإخفاقاتهِ في تحديد موقف موحد من الحرب الروسية الاوكرانية الحالية التي تحتاج الى رعاية " مُقننة " و إنتهازية عابرة تستدعى التحفظ خوفاً من فراغ مرعب ومجهول قادتهُ امريكا وحلفائها وبسط سلطتهم دون الاعتراف بالأخر .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 7 آب - اغسطس - / 2022 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا