الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهلال الناري بين أوكرانيا و قطاع غزة

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يقول بعض الخبراء ( ضابط المخابرات السويسري جاك بود على سبيل المثال ) أن الروس لم يكونوا هم المبادرين إلى الحرب في اوكرونيا كما يردد المسؤولون الحكوميون في المعسكر الغربي خلف قادتهم في الولايات المتحدة الأميركية ، بل عكس ذلك ، إن الأخيرين و حلفاءهم هم الذين بدأوا الهجوم بواسطة الجيش الأوكراني على منطقة الدنباز حيث الأكثرية الروسية التي تتمتع بالحكم الذاتي بموجب إتفاقيات مبرمة من الأروبيين و الأميركيين و الروس . أي باسلوب مبسّط ، قررت الولايات المتحدة الأميركية إلغاء إتفقيات سابقة تتعلّق بالمسألة الأوكرانية ، مثلما تراجعت عن الإتفاق النووي مع إيران و كذا تصرف الدولة الإسرائيلية في أغلب الظن ،في موضوع إتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية و استطرادا تجاه التفاهمات أيضا التي يتوصل إليها بعد كل حرب إسرائيلية على قطاع غزة الوسطاء المصريون و القطريون .
و لكن يبدو هذه المرة أن المبادرة الإسرائيلية إلى الإعتداء على القطاع لم تقدح نارها في سماء صافية . فهي تكاد تحاكي استفزاز الروس في أوكرانيا و الصينيين في تايوان التي أصرت رئيسة مجلس الشيوح الأميركي ، العجوز على زيارتها رغم اعتراف بلادها بوحدة أراضي الصين و من ضمنها جزيرة تايوان .
لذا من حقنا أن نتساءل عن الأسباب التي حدت القادة الإسرائيليين على استفزاز الفلسطينيين في الظروف الراهنة و تحت سماء ملبدة بالغيوم ، و ما هي الأهداف التي يرغبون في بلوغها ؟؟ هذا من ناحية أما من ناحية ثانيةفما هو سر هذه الحملة الهجومية الواسعة المشتركة التي تقودها اميركا و أتباعها في حلف شمال الأطلسي ، في آن واحد ، ضد خصومهم ، استنادا إلى أن القادة الإسرائيليين هم عنصر عضوي و فاعل في نظام القيادة الأميركية ، و بالتالي ليس مستبعدا أن يأتي العدوان على القطاع في سياق هذه الهجمه التي تديرها الأخيرة على خصومها الرئيسيين دفعة واحدة .
لا بد هنا من الإشارة إلى أن المعتدين الإسرائيليين يزعمون أنهم لا يستهدفون فصائل المقاومة في القطاع ، و أنما أحدها فقط ، فهم يهادنون الفصائل الأخرى جميعا شرط أن تتخد موقفا محايدا .ما يعني أننا حيال معادلة عبثية مثيرة للدهشة و الذهول ، فكيف يجوز عقلانيا أن يشمل خطر الإبادة أو التهجير الصهيوني "كل ما عليها " ولكن فصيلا بعد فصيل هنا و طائفة بعد طائفة هناك ، بينما ينتظر هذا و تلك محنته أو مجزرته القادمة لا محالة .
يحسن التذكير أيضا بأن ما تتناقله وسائل الإعلام يفيد بأن الفصيل الفلسطيني الذي يتعرض اليوم للعدوان في القطاع مرتبط بعلاقات مميّزة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، فمن البديهي أن لا يحظى بناء عليه ، باهتمام الوسطاء المشار اليهم أعلاه ، بنفس الدرجة التي يحيط بها هؤلاء الفصائل الأخرى . مهما يكن فإذا كانت الخطة الهجومية ضد الخصوم الرئيسيين التي وضعتها قيادة المعسكر الغربي هي أضعافهم عن طريق إشعال حروب عليهم بالوكالة ، أي بواسطة تسليح و تمويل المرتزقة و عن طريق تضييق الحصار الإقتصادي ، فيحق لنا أن نستنتج بأن الخصم الرئيس الذي تسعى القيادة الإسرائيلية إلى إضعافه و استنزافه في القطاع هو إيران .
هنا ننتقل إلى مداورة السؤال الثاني آخذين بالحسبان ما يمكن ملاحظته بسهولة في الأشهر الأخيرة ، بدءا من التقارب الروسي الأيراني التركي ( الذي يجسد اتساع المساحة بين المعسكر الغربي من جهة و بين تركيا من جهة ثانية ، كأن هذا المعسكر يريد جنود تركيا ليقاتلوا من أجله و لكنه يرفض ضم شعوب تركيا إلى أوروبا أو إلى الحضارة الغربية بحسب المصطلح الذي يعتمده بعض المفكرين الغربيين )و مرورا بالتوتر المتصاعد في بحر الصين ، وبمواقف دول كبيرة معترضة بشدة على سياسات تنعتها بالإستفزازية و الرعونة ، من شأنها أن تتسبب بحرب نووية تهدد ببساط الوجود البشري على سطح الأرض ، و انتهاء طبعا بالحرب الخفية في الشرق الأوسط من اجل حيازة آبار النفط الموجودة في المياه الإقليمية لدول شرق المتوسط والتي تتطلب الوصول إلى تسوية معها ، حربا أوسلما ، خصوصا قطاع غزة و لبنان و سورية .
و لكن مسألة النفط لا تعني في الظروف الراهنة ، هذه الدول وحدها . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، لا تستيطيع قياداتها ان تتصرف بالثروة النفطية الاستراتيجية الموجودة تحت مياهها الإقليمية ، كيفما تشاء لا سيما أنها تتربع على دول فاشلة و مفللسة مند عشرات السنين . يبقى السؤال عما إذا كان ما يزال بالأمكان ، بعد التقارب الروسي الصيني الإيراني تحديدا ، إضعاف إيران في قطاع غزة ، ولكن إذا كان النيل من إيران ممكنا في القطاع فعلى الأرجح أن حلفاءها لن يقفوا مكتوفي الأيدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة