الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 13
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
2022 / 8 / 7
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 13
لنتم ما ورد في الحلقة السابقة حول النشاط النووي السويدي للسبب الذي ذكرته في ان مملكة السويد قريبة جغرافيا على الاحداث في اوكرانيا وللاسباب الاخرى التي ذكرتها. واضيف كذلك سببا اخر هو ان السويد في طريقها الى الانضمام الى حلف الناتو الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة الامريكية واهمية السويد لهذا الحلف كونها تقوم بتصنيع الاسلحة المتطورة والتي يمكن لها ان تستخدم هذه التقنية في مجال النشاط النووي حسب رايي. ولا يخفى ما للسويد من علاقات مهمة مع الولايات المتحدة الامريكية تجاريا وفي عموم الاقتصاد بالاضافة الى العلاقات الاخرى، ومنها ان الحكومة السويدية عبر التاريخ الحديث تقوم بعدة محاولات للوصول الى تكنولوجيا الاسلحة النووية الامريكية، اي تستخدم هذه التقنية والتي بلا شك ستلعب دورا مهما في مزج تقني لمدرستين تقنيتين تتقاربان مع بعضهما البعض في مجالات عديدة منها هذا المجال. وبات معروفا ان هناك توجهاً شعبيا سويدياً بعدم الدخول باي سجال او مناكفات او توتير لاي جو يؤدي الى دخول المملكة في حرب ما. رغم ان السويد تحاول ان يكون لها وضع مستقل حتى في مجال التجربة النووية او التسليح لاسباب منها ان التوجّه في هذا البلد هو قوّة الدولة وللحفاظ على السلم العالمي من اي اشتباك او حرب.
تقوم الولايات المتحدة بين الحين والاخر بمحاولة المساهمة في برامج السويد هذه وان كان في المجال السلمي وللاغراض المدنية. حيث تقوم الولايات المتحدة بتزويد السويد باليورانيوم المخصّب منذ سنوات عديدة ولكن للاغراض السلمية، حيث تشترط ان يكون الاستخدام فقط في مفاعلات انتاج الطاقة. وفي الاتفاقية يكون من حق الولايات المتحدة الامريكية تفتيش منشآت الطاقة النووية السويدية وان فكرت السويد بغير ذلك فتعلم الولايات المتحدة بذلك. ولا اعتقد ان السويد ستتخلص من ضغوط امريكية لنشاط ما على ارضها من قبل الولايات المتحدة حينما يتم انضمامها بالكامل الى حلف الناتو. حيث ان التجارب اوضحت كم من الضغوط تتعرض لها البلدان المتحالفة مع الولايات المتحدة او مع حلف الناتو بشكل او باخر.
كانت الادارات الامريكية لا ترغب بامتلاك السويد اي اسلحة نووية لاسباب تذكرها المصادر بحجة ان السويد صغيرة ولا تتعرض لاي تهديد وان السلاح النووي مكلف للغاية ولاسباب ربما تكون امنية او غير ذلك. ولكن لا نعلم هل ستتوجه السويد الى التوجه الاخر مع الدخول الى حلف الناتو، والعقل والتقنية السويدية قادرة بشكل واضح على فعل ما تريد. خاصة بعد التطورات الاخيرة في اوكرانيا والضغط اليميني وحتى بعض اليساريين بحجّة ان البلد يتعرض الى تهديد بعد الاحداث الاخيرة.
والحذر هنا يكمن في ان السويد ستخضع الى سياسة الولايات المتحدة في الضغط فيما يخص ايجاد قواعد عسكرية للناتو في هذا البلد او غيره، والتراجع الامريكي في مجالات كثيرة ربما يسرّع من رفض السويد للضغوط اذا ما اعيد التفكير في التعامل مع الحلف الجديد بشرط ان لا تتورط الدولة باي مواجهة مع دول اخرى وخاصة روسيا رغم بعض المساعدات التي وصلت الى اوكرانيا من السويد. فالبلد يعلم كيف التعامل مع الولايات المتحدة خاصة بعد رفضها للطلب السويدي في شراء اسلحة نووية جاهزة في السابق. وهنا يكمن ربما التغير الجديد بعد الانتماء الى الحلف حيث تتغير كثير من السياسات بين الحين والاخر بعد اي تطور يحدث في المنطقة اذا ما اعتبر هذا تهديدا خطيرا للدولة. لكن لا اعتقد ان البلد سيكون في استقلالية تامة (رغم السعي لذلك) في استخدام اي سلاح نووي اذا ما تم الحصول عليه الا بموافقة حلف الناتو او الولايات المتحدة الامريكية. ولتجربة الاشتراكيين الديمقراطيين توحي الى امكانية التوجه الى امتلاك سلاح نووي لان تجربتها في الحصول كانت منذ خمسينيات القرن الماضي كما اشرنا في حلقة سابقة عندما قامت السويد بالتفجير الاول عام 1954. حيث ان برنامج الدفاع السويدي يعمل منذ اربعينيات القرن الماضي ويسعى لامتلاك كل مقومات الطاقة النووية للاغراض السلمية وكذلك للاغراض العسكرية. اذا ما علمنا ان بضمن هذا البرنامج، الحديث عن رواسب اليورانيوم السويدية التي تكون هي الاكبر في العالم الغربي. حيث تمتلك السويد رواسب اليورانيوم على شكل صخور موجودة في اماكن عديدة منها مثلاً:
وفي اماكن حول Billingen و Falbygden.
Östergötland
حيث تعتبر طريقة قياس اشعة غاما من الطبقات العليا من التربة هي المستعملة للكشف عن اليورانيوم في تلك الصخور. ويمكن ان يستدل على خريطة وجود هذه الصخور من الكشف الاشعاعي الجوي لتلك المناطق والذي يطلق عليها
The Gamma Ray map viewer
، ويمكن رؤيتها بسهولة في مناطق عديدة. وقد حددت نسب وجوده في القشرة الارضية ب 2 الى 3 غرام لكل طن. بينما في الارض الاوربية عموماً بنسبة 0,5 الى 5 ميلليغرام في الكيلوغرام. بينما تبلغ تحت الماء 0,01 الى 4 ميكروغرام في كل لتر من الماء. اما في الصخور المذكورة فتوجد انواع عديدة من هذه الصخور التي تحتوي على اليورانيوم مثل صخور الغرانيت والبغماتيت التي تحتوي على نسب عالية من هذا الفلز. وتوجد صخور اليورانيوم بنسب اعلى في سكونة، فيسترغوتلاند وفي أولاند بل وعلى طول سلسلة جبال السويد. وتوجد نسب عالية من اليورانيوم في مناطق اخرى تصل الى 400 غرام لكل طن من الصخور. ليس اليورانيوم وحده من الفلزات التي تحتويها الصخور السويدية بل هناك الفناديوم والموليبيدينيوم والنيكل. ويرجع تأريخ وجود هذه الصخور في هذه المناطق الى اكثر من 1.9 مليار سنة. وجود موارد اليورانيوم قياسا على مستوى العالم مايقارب 0.2 بالمئة وتشكّل هذه النسبة 27% من موارد اليورانيوم على مستوى اوربا. وتزداد النسبة المذكورة كلما ازدادت نسبة الاكتشافات عنه في مناطق عديدة في ارض ومياه السويد، حيث تخضع عمليات المسح لهيئة المسح .SGUالجيولوجي السويدية
وتصدر تقارير بين الحين والاخر عن نسبة تركيز اليورانيوم باعتباره ضارا للبيئة اذا ازدادت النسبة عن حدّ معيّن حسب المنطقة التي يتواجد فيها. وفي عمليات المسح المستمرة عثر كذلك على كميات من الثوريوم (من الفلزات المشعة اشعاعاً ضعيفاً اذا ما قورن بالفلزات المشعة الاخرى، ولكنّه بديل جيد لوقود اليورانيوم في المفاعلات تحت الحرجة، حيث ينتج نفايات أقلّ من اليورانيوم. يستخدم الثوريوم في المجالات الصناعية المتعددة).
تطورت عمليات استخراج اليورانيوم في السويد عن طريق حرق ثلاثي الكربون الموجود في الصخر الزيتي وينقّى اليورانيوم من الرماد الناتج. وتتم عمليات الاستخراج والتعدين بعد النقل من والى اماكن عديدة حيث يأتي اليورانيوم من مصنع نوبل القديم لحمض الكبريتيك في فينترفيكن في ستوكهولم. تم بناء عدد من المصانع منها لاستخراج اليورانيوم في كفارنتورب في نارك حيث بدأ المصنع في انتاج اليورانيوم بكميات معينة تصل الى خمسة اطنان سنوياً. وفي عام 1965 تم تشغيل مصنع لليورانيوم اكبر من سابقه في عام 1965 حيث انتج 120 طنا من اليورانيوم سنوياً وكان التخطيط لانتاج السلاح النووي بالفعل في مفاعل الماء الثقيل بانتاج البلوتونيوم من اليورانيوم الطبيعي. وتعتبر مملكة السويد رائدة في العديد من الصناعات النووية لكنها في الوقت الحالي تستورد الماء الثقيل من النرويج باعتبار النرويج لا تخضع لقيود في هذا المجال. وهناك علاقات مهمة ما بين السويد والنرويج في العديد من المجالات ومنها هذا المجال. فقد عمل المفاعل السويدي الاول عام 1954 في ستوكهولم بتحميله بثلاثة اطنان من وقود اليورانيوم الفرنسي مع خمسة اطنان من الماء النرويجي الثقيل. وفيه تم انتاج نصف غرام من البلوتونيوم يومياً حيث كانت هذه هي التجارب الاولى لانتاجه ولم تكنّ هذه الكمية كافية لانتاج اي قنابل ذرية آنذاك. واستمر انتاج البلوتونيوم بكميات قليلة حيث كان من المقرر ان يتم انتاج ما بين نصف كيلو الى كيلو غرام واحد من البلوتونيوم من أوغستا كل أسبوع، وفي عام 1963 كان هناك عشرة كيلوغرامات من البلوتونيوم من أجل أول نموذج للقنبلة النووية. لم يكن مسعى السويد بعلمائها ومتخصصيها آنذاك بعيدين عن التأثيرات المحيطة بهم على مستوى أوربا بل وحتى على مستوى العالم، حيث هناك تجارب تأريخية عديدة مع المملكة تعطي لهم الدافع للتوجّه لهذا الطريق وهو التسلّح النووي (ليس تبريراً منّي بل واقعا لا أكثر لأنني لا أدعو ولا أرغب بأي تسابق من هذا النوع وكثير بل الاكثرية في هذا العالم لا ترغب بهذا التسابق المحموم!). لذلك نلاحظ من خلال التقارير التي نشرتها الدوائر علنا بعد الكشف عنها للجمهور بان هذا التوجّه كان فعلياً، ففي بناء المفاعلات كان منها ما صمم لهذا الغرض حيث خططوا لبناء مفاعل او اثنين عسكريين وكان الغاية الاساسية منهما هو انتاج اسلحة البلوتونيوم، كان ذلك في عام 1957 لكن المشروع لم يتمّ لاسباب عديدة لا مجال للغوص فيها لكنّني لا اعتقد ان هناك توجّها حقيقياً لهذا الغرض في الوقت الحالي رغم التهديدات التي يعتقد بعض ساسة البلد انها تلعب في ذهن البعض منهم ويمكن ان يكون هناك مبرر لعدم التوجّه لهذا الطريق وهو التوزيع الواضح للاسلحة النووية في عموم اوربا وفي مناطق محيطة يمكن ان تعالج اي موقف عسكري ان حدث خاصة بعد دخول السويد الى حلف الاطلسي ولو بعد اشهر قليلة، وخلال هذه الفترة الزمنية وقعت الحكومة الاشتراكية الديمقراطية بقيادة ماغدالينا أندرسون اتفاقا مع بريطانيا للدفاع عن السويد خلال هذه الفترة اي فترة الترقب لحين دخول السويد فعليا الى الحلف المذكور، حيث تقوم بريطانيا بالدفاع عن السويد اذا ما تعرضت الى اي اعتداء، واعتقد ان الاعتداء المذكور هو المقصود به استخدام السلاح النووي باعتبار ان السويد لديها الامكانية الجيدة في الدفاع عن نفسها في الاستخدامات العسكرية الاخرى.
تصميم وإصرار
من السهل تحويل التصميمات التي تنفّذ للمفاعل الى اشكال اخرى يكون منها الغرض هو انتاج ما يراد انتاجه للتسلّح النووي، فمن السهل مثلاً زيادة انتاج البلوتونيوم الى مستويات اعلى مما يخطط له ضمن دوائر علمية معيّنة، فبتغيير قضبان الوقود بشكل متكرر اثناء التشغيل وخفض درجات الحرارة يمكن ان ينتج البلوتونيوم بالكميات الاكثر، كما كان تفكير مصممي المفاعلات السويدية آنذاك (في هذا الشأن من الضروري الاشارة الى ان غلين سيبورغ الحاصل على جائزة نوبل هو سويدي الجنسية وهو الذي طوّر عملية لانتاج البلوتونيوم ضمن برنامج القنبلة الذرية الامريكية والذي كانت له جولات مهمة في العمليات الكيميائية النووية السويدية آنذاك، وهناك بالفعل إنتاج واضح كما تذكره الوثائق ل: أول قطرة ملليغرام خضراء متلألئة من محلول البلوتونيوم تتساقط في عام 1954) . مازال هناك العديد من المشاريع الطموحة للبناء في السويد لكن لغايات سلمية يكون انتاج الطاقة الكهربائية هو الهدف الاول. وهناك الاماكن المناسبة للبناء خاصة على الساحل الغربي كما كان التفكير سابقا لكن انصب هذا التفكير على الموقع بحجة كونه بعيدا عن الاتحاد السوفييتي، لكن في الوقت الحالي يمكن ان ينشأ مفاعل في هذه المنطقة بالفعل.
هناك الكثير من الاتهامات للعديد من الدول التي تمتلك المفاعلات النووية بالقيام بانتاج البلوتونيوم من طرق عديدة منها حتى استخدام النفايات النووية الناتجة من التفاعلات داخل المفاعل رغم انها تأخذ الكثير من الجهد والخطورة وبعض المواد المهمة لهذا الغرض. لذلك نلاحظ التركيز على كمية النفايات التي تخرج من المفاعل وان كانت بنسب بسيطة. وليس من الصعب انتاج هذه المفاعلات لقنبلة صغيرة حيث تكون القنبلة المذكورة على شكل كرة دون الحرجة تحيط بها مادة تقليدية الانفجار تضغط الكرة عند التفجير لتتحول هذه الكرة الى حالة فوق الحرجة وهناك حول كرة البلوتونيوم عاكس نيوتروني يعطي الانفجار المطلوب، ويستغرق الزمن حوالي خمسة ميكروثانية. ولا يخفى ما للتصاميم الجديدة من تطور كبير باستخدام الكومبيوترات الحديثة للعمل والسيطرة والمراقبة وغير ذلك.
لقد وقّعت السويد اتفاقية حظر الاختبارات النووية عام 1963 مما قيّد حرية الحركة في مجال اجراء اي اختبار نووي وبذلك اغلقت صفحة مهمة من صفحات التوجهات الخاصة بالتسليح النووي آنذاك. واعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية هي من ضغط على السويد لتوقيع هذه الاتفاقية وبالتالي ستكون السويد ملزمة على اخبار اي جهد في هذا الاتجاه في المستقبل. لكن الامريكان مازالوا يتوجسون من تفكير حصول السويد على استقلالية تامة في هذا التوجّه، وتريد في اغلب احاديثها على ان الولايات المتحدة ستحمي السويد من اي هجمات عليها لكن فقط ان لا تمتلك السويد القدرة او القرار في استقلالية الحصول على السلاح النووي. لذلك أعتبرُ التوجّه السويدي الى حلف الناتو هو ورقة ضغط امريكية كي لا تفكر السويد بهذه الاستقلالية وخاصة بعد التوقيع هذا يمكن للسويد ان تساهم في دعم الناتو في امور كثيرة.
سباق مستمر
لا يمرّ يوم من الأيام هذه التي علينا إلّا ونسمع خبراً من الاخبار المتعلقة بالسباق الساخن والمتصاعد ما بين القوى الكبرى(!) والتي تمتلك كل القدرات النووية القابلة على تدمير العالم بأسره بضربة واحدة من كل منهم! وحينما نتحدث عن هذا التسابق المحموم نصل الى نتيجة مرعبة في التفاصيل بلا اي شكّ ولا اريد في هذه السلسلة هنا ان انشر الرعب في قلوب ونفوس الناس ولكنّ الامر اكثر من جدّي. حيث يشير الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف: أن (رئيس روسيا طرح وجهة نظر موجودة منذ سنوات طويلة وتلتزم روسيا بمبدأ انه لو بدأت الحرب النووية فلن يكون فيها منتصر وان حصلت تلك الحرب فانها ستؤدي الى مقتل جميع الاحياء). بينما نلاحظ في المقابل أنّ الرئيس الامريكي بايدن بموقف غريب ينادي ويصرّح بضرورة تمديد معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية ستارت بشرط ان يكون الاتفاق ما بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين. ويخرج منها مثلا بريطانيا والدول النووية الاخرى والتي تتسابق كما امريكا الى الحفاظ على الاسلحة النووية وربما ستعود الى التجارب النووية في اماكن عديدة. خاصة ودخول السباق الى حلبة جديدة منها ادخال روسيا لصاروخ سارمات الحديث الى الخدمة في الاشهر القريبة القادمة. وكذلك صاروخ تسيركون فرط صوتي الذي تبلغ سرعته عشرة ماخ ومداه عشرة الاف كيلومتر. حينها ستندفع الغواصات النووية وترابط قرب الحدود الامريكية وتشكل خطرا على الولايات المتحدة. بعد امداد الولايات المتحدة اوكرانيا بالعديد من الاسلحة التي تصعّد الموقف وتعقّده اكثر ليزداد خطورة على الوجود الاوربي عموماً. وهذا ما تريده الولايات المتحدة لتضرب عصفورين بحجر واحد حيث تبعد اوربا وتفككها اكثر كي تتفرغ لفرض سيطرتها الاقتصادية على المنطقة ومن جهة اخرى تمتد اكثر الى اوربا بالقرب من روسيا وتنبّه الى ان روسيا تهدد اوربا باسلحتها الجديدة. فتقيّد روسيا بإتفاقيات معيّنة ومن جهة اخرى تمتد عبر اوربا الى اراضيها مع اسلحتها النووية المهددة للسلم العالمي، بدل ان تتفق مع الدول النووية جميعها على وضع اتفاقية جديدة بشروط محددة اهمها الحفاظ على الارض وتخفيض الاسلحة النووية تدريجيا من صواريخ بعيدة المدى او المتوسطة كما كان سابقاً. بدل الامتداد والتهديد وتدمير الاقتصاد والبيئة العالمية بهذه الاساليب.
لقد ارسلت امريكا الى اوكرانيا صواريخ هارمت واشباهها والتي بامكانها قصف اي مدينة من المدن الروسية على الحدود الاوكرانية. بينما ترى الصين تمتد اقتصاديا بهدوء وستكون لها الارض المناسبة على مستوى العالم لنشر الصناعة الصينية التي تعتبرها امريكا تهديدا لاقتصادها فتحاول بذلك اختلاق المشاكل لتقييد هذا التمدد. فقد
تابعنا كم كان رد فعل روسيا عندما هدد حلف الناتو روسيا بالتمدد الى قرب حدودها، وزيارة بيلوسي الى تايوان لاشعال المنطقة كي تقوّض حركة الصين الى العالم ولو كلّف ذلك تدمير العالم بالاسلحة النووية التي دخلت الى مرحلة الطوارئ بالفعل في بعض الدول كما لاحظنا. كلّ ذلك هو الذي لعب دورا في البحث من قبل روسيا والصين على ما يسمى بعالم متعدد الاقطاب بدل عالم القطب الواحد الامريكي، الذي يدوس ببساطيله على ارض الدول الفقيرة والدول العربية وينادي ويهدد بالويل والثبور ان صرّحت اي دولة للتوقيع على اتفاقيات اقتصادية تدخلها الى طريق الحرير الصيني. لقد بات الامريكي يهدد حتى اوربا الغربية بهذه التصرفات والتعقيدات التي غطّت العالم كله تقريباً. وجاء ذلك بعد ان رفض الغرب بالضغط الامريكي اعطاء ضمانات لروسيا مما ادى الى تعقّد العلاقات والقيام بالعملية العسكرية الخاصة التي تجري اليوم في اراضي اوكرانيا. وربما ستمتد الى مناطق اخرى.
يذكر الخبير العسكري الروسي يوري كنوتوف (كيف كان بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني يهدد روسيا باستخدام صواريخ ذات رؤوس نووية فوق اراضي روسيا. كل هذه التهديدات كانت حقيقية وخطيرة وردت روسيا عليها بصورة مناسبة فاعلنت انها قادرة عن الدفاع عن نفسها ومقاربة الغير غير واقعية ولا تؤدي الا الى التصعيد الدولي لذا تسعى روسيا اليوم بجميع الوسائل الى مبادئ جديدة للعلاقات السائدة في العالم مع اشراك الصين والهند ودول عربية والدول الافريقية ودول في جنوب شرق اسيا وغير دول العالم المستعدة لبناء نظام عالمي جديد بعيدا عن هيمنة الولايات المتحدة وهذا ما يرهب واشنطن). ومن الملاحظ ان بالامكان التوصل الى اتفاقية معقولة لانهاء كل هذه الازمات ان تجتمع الدول النووية واجراء المفاوضات المناسبة لوضع مشروع اتفاقية جديدة فعلية لعدم نشر الاسلحة النووية وخفض التصعيد النووي على الاقل لعشر سنوات قادمة لحين اجراء المعالجات اللازمة لكثير من المشاكل التي انتجتها فايروسات امريكا في اوربا ومشكلة اوكرانيا والتصعيد النووي بتمدد حلف الناتو الى حدود اوربا الشرقية.
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا يرتدي القراصنة رقعة قماش أو جلد لتغطية أعينهم؟
.. الهدف القادم حمص.. هل تبتلع الفوضى سوريا بسبب التنظيمات المس
.. أقصر حكومة في تاريخها.. لماذا انهارت حكومة بارنيه في فرنسا ؟
.. للقصة بقية | وحدة الساحات
.. مرتزقة كولومبيون قدموا عبر ليبيا للمحاربة في السودان.. ما ال