الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إليكِ عني أيتها الحرب

طارق حربي

2022 / 8 / 8
الادب والفن


أُريد أن أغفو قليلا!
جاء المأمور برأس إلى أمه
لم يكن لدينا قماش أبيض ولا أسود
هُرعنا إلى القمّاش
قال ابنه الصغير: بابا ذهب إلى الحرب!
عدنا مع البردي نصفرُ لحنا
- بلا راية
الوطن على خوذنا بلاراية
لكنه يخفق في دواخلنا
وسيخرج من بلاغتنا بعد حين!
من الجبل
سقطَ صديقي من الجبل
على رأس الكلمات الخائنات!
فأيقظ أشواقنا معا
للهروب إلى أوروبا عبر تركيا
ولم نصل
بقينا بلا حراس يا عواطفي العارية
ماذا سنفعل قبيل الفجر
دموع السهوب المترامية في خضرة قلبي طويتها
ولم نصل
من المدرسة
أخذتني دبابة من المدرسة
لأن المعلم كان عند الطبيب!
خلعتنا ضرس الحرب
تلك التي تُقشِّرُ
الجنودَ على المائدة
وتنكتُ نواتهم بسكّينها
تقول ليليان بابا (1)
فأبتسم ويخرج من بين أسناني سلاح أبيض!
في الإجازة الأخيرة
سألتني أمي في الإجازة الأخيرة
عن معنى أسلحة التدمير الشامل
فغيرتُ الحديثَ إلى سيارة جارنا الجديدة (2)
فتحتِ الطائراتُ فتحةً لكي نتنفس
فجاءتْ يدٌ وخاطتِ الكواكبْ
يوم أمس لم أَنَمْ أيضا
لبستُ ثماني سنين
وخرجتُ من الحلم
صوتٌ يُشبه الرعد
هل كانتْ طبولا؟!
شيء ما يشبه الدخان
ليس ضبابا
في الأرض الحرام
لمحتُ ذئباً ينعس
في الأرض الحرام
ذيله ممدود في بيتي
بعد ذلك
احترقتِ الأرضُ انطفأتْ عليها ذكرياتي
يقولون بأن الشعر يغير العالم
والأسلحة أخفقتْ
لم أصدقْ حتى نوَّهَتْ بي
ذراعٌ مبتورة
نبتَ عليها الريش في خزانة ملابسي
يا للّيل كم هو أعمى؟!
ضرير يقوده كلب مبصر
أدرتُ وجهي عمّا أحب قليلا
فانقلبتْ طائرة على عقبيها
تَبيَّنَ وجه النهار أزرقَ مليئاً بالكدمات
ثم طلعتْ خوذة وعظمان متصالبان
ما أضيع الأفكار؟!
أمام شتاء طويل بلا نوافذ
وفي أية ارخبيلات تتلاطم أشواقنا؟!
من يذكر
شاطئاً أظلم بعد فوات أوان عينينِ عراقيتينِ
أو بحراً
يلظم أمواجه
خيطٌ من شبابنا؟
يشرق وجه حسين (3)
بين شفتيه سيكارة
كان يخجل أن يدخنها في حضرتي
أمام نظرتي الصاعدة إلى هامتك
الحياة المرقطة تجثو على ركبتيها وتقبل حذاءك
وداعاً
سنلتقي يوما ما!
طلع الفجر على الخنادق
خرج الجنود الإيرانيون
وأعطونا خبز (ركَاك) وفستقا
قلنا إذن لماذا الحرب؟
قالوا لأن قلب الإنسان يمرض أحيانا!
_______________
(1) ليليان إبنة الشاعر.
(2) هدية من السعودية مقابل كل قتيل في الحرب.
(3) حسين هو شقيق الشاعر فقد في الحرب العراقية الإيرانية عام/ 1982.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل