الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقتحام البرلمان : مسرحية جديدة من تأليف وإخراج مقتدى الصدر

صادق جبار حسين

2022 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أندلعت ثورة تشرين في 1 تشرين الأول عام 2019، واستمرت لما يقرب من عشرة أشهر ، سقط خلالها مايقرب أكثر من 740 شهيد من المتظاهرين العزل ، دون حتى أن يصلوا إلى اسوار البرلمان ، بل انهم لم يستطيعوا عبور الجسر المؤدي إلى المنطقة الخضراء ، وانتهت الثورة دون ان تحقق أي هدف من أهدافها ، بسبب أستخدام القوات الأمنية للقوة المفرطة ضد الثوار مما أدى إلى إصابة اكثر من 17 ألف متظاهر ، إضافة إلى تصريحات تهاجم المحتجين وتصفهم بـ"مثيري الفتنة والمندسين" من قبل زعماء سياسيين وقادة فصائل مسلحة ورجال دين ، كان أبرزهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، وزعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي ، حيث وصفهم الصدر بـ "المندسين" بين صفوف المحتجين وأعلن تبرائه ومساندته للقوات الأمنية ضد المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة ، وانقلب على المتظاهرين ، بعد إن فشل في ركوب موجة التظاهرات في بدايتها ، وذلك بسبب رفض المحتجون مشاركة أي جهة سياسة مشاركة بالحكومة .
فحسابات الصدر لم تكن صائبة في أستغلال تظاهرات تشرين ، ففي المظاهرات التي سبقتها تمكن من ركوب الموجة وتخلى عنها بعد أن حقق مكاسب سياسية واقتصادية ، وتخلى عن المتظاهرين تاركهم في مواجة القوات الأمنية القمعية ، التي استخدمت كل وسائل القمع الوحشية.
فقد كشفت الأحداث وجهه الحقيقي وحقيقة انتمائه وكشفت تبعيته لإيران وارتباطاته بالحرس الثوري وأنه كان صمام أمان للفاسدين الذين طالبت الاحتجاجات بإسقاطهم ، وذلك بعد تحالفه مع من كان يسميهم بـ(المليشيات الوقحة)".
لكن العراقيين تفاجأوا باقتحام المنطقة الخضراء المحصنة والمؤمنة أمنيًا من قبل إتباع الصدر، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات والاستفسارات لدى العراقيين الأحرار ، فكيف قمع الثوار وقتل وجرح منهم الآلاف ، بينما دخل هؤلاء بكل سهولة ويسر دون حتى أن ينخلع نعال أحدهم .
الأمر الذي يثير الريبة عما يبيته مقتدى الصدر ويضمره ، فمقتدى الذي ساند الثوار في بداية ثورة تشرين تخلى بعد ذلك عنهم وسلمهم الى قوات الحكومة التي هو الان يثور ضدها و الذي هو جزء منها بعدد برلمانيين بلغ 73 عضوًا يمثلونه في البرلمان
" والتيار الصدري هو أكبر تكتل بالفعل في البرلمان، المؤلف من 329 مقعدا ، وبلغ عدد نوابه 73 " الحرة عراق .
لكن ماذا يريد الصدرمن هذه الحركة ؟
وقبل استقالة نوابه ، حاول الصدر تشكيل أغلبية نيابية تسمح له بتحديد رئيس للوزراء، بالاستعانة بحلفائه من كتلة تقدم كتلة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي وكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني (حكومة إقليم كردستان في شمال العراق).
ونجح الصدر فعلا بتعيين الحلبوسي، لكن تم عرقلة جلسة أنتخاب رئيس جديد للجمهورية ، كان يفترض أن يكون من كتلة الديمقراطي ، بسبب ما عرف وقتها بـ"الثلث البرلماني المعطل" وهو تحالف من نواب الإطار بالإضافة إلى نواب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ، حزب رئيس الجمهورية الحالي برهم صالح.
ويقول المحلل السياسي العراقي، إياد العنبر، إن " أي مرشح ثاني يمكن إن يرشحه الإطار يمكن إن يعترض عليه الصدر الذي يحاول الآن جاهدًا ان يكون معرقلا من خارج البرلمان لتشكيل حكومة كما عرقلها الثلث المعطل من داخل البرلمان".
ويعتقد العنبر، ومراقبون آخرون، أن الصدر يستفيد من التظاهرات، بصفتها " الورقة الأقوى" بعد خروجه من البرلمان.
ويضيف العنبر لموقع "الحرة" أن "هناك احتمالًا أن الصدر كان يخطط لهذه الخطوة، بأن ينقلب على السلطة من خارج السلطة، كما دائما هي مواقفه حينما يحاول أن يتمرد ويكسر الإجماع الذي يتم الاتفاق عليه".
وقال الصدر إن التظاهرات الأخيرة هي الفرصة "الذهبية" لتغيير الدستور و"النظام"، وحذر من "تفويت هذه الفرصة"، لكن العنبر يقول إنه يعتقد أن الصدر يسعى إلى "فرض معادلة جديدة للسلطة، وليس بالضرورة تغيير الدستور أو النظام".
كما إنه يهدف ، بحسب العنبر، إلى "إضعاف سلطة الخصوم التقليديين وتحديدا المالكي الذي يعتقده العقبة الرئيسة أمام مشروع حكومة صدرية ". الحرة عراق
كل المعطيات تشير الى ان ما يحدث هو صراع من أجل السلطة وبسط السيادة فالصدر يحاول بكل بساطة الاستحواذ على السلطة .
فلا أمان لمن غدر بتشرين وانقلب عليها من أجل مكاسب ، فهل أستيقظ ضميره الان ؟!!
فمقتدى لا يريد الاصلاح ولا طرد أتباع إيران ولا إنهاء الفوضى أو المحاصصة، فمقتدى قد اشترك في كل ذلك وهو جزء منها .
عدو مقتدى الحقيقي ليس هؤلاء ، عدوه الحقيقي هو من لا يطيعه ويحقق مكاسبه ، وكل ما يجري هو من إجل ذلك .
معركة مقتدى ليست من اجل العراق ولا من آجل الشعب ولا كما أدعى من أجل الاصلاح ولا ضد ايران وأتباعها أو القضاء على الميليشيات المسلحة او اسقاط النظام الفاسد أو صياغة دستور جديد .
معركة مقتدى معركة مصالح وتنازلات وترسيخ وجود إيران آكثر في العراق ، وتحقيق حلمه بإن يكون حسن نصر الله العراق وذراع إيران في العراق .
وهذا ما يستنتجه كل حاذق ملم بأحداث العراق منذ عام 2003 ، وتسلط صعاليك من أمثال مقتدى وأمثاله على مقدرات العراق ورقاب العراقيين ، هذه ليست معركة من اجل العراق ولا من اجل الشعب ولا من اجل المذهب ولا من اجل الإصلاح .
هذه معركة مقتدى مع منافسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا