الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السادات .. مجرد ملاحظات

أحمد فاروق عباس

2022 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لدى حب وتقدير خاص لجمال عبد الناصر ، ولدى إحترام كبير للرجل ودوره ، وقراءاتى عن عصره بدأت معى منذ بواكير حياتى ، وفى مرحلة الثانوي فى منتصف التسعينات اشتريت شرائط خطبه ، وكنت دائم الاستماع لها ، وقرأت معظم ما كتب ضده ولم أقتنع بأغلبه ، ومازلت أراه أعظم شخصية مصرية فى تاريخنا المعاصر ..

ومن هنا كانت لدى نظرة سلبية تجاه أنور السادات ، وأتذكر عنوان صحيفة العربي الناصري ذات مرة بأن عبد الناصر زعيم الأمة والسادات هو الخائن الأعظم ، ولم استيغ تلك اللغة الفجة ..

دارت الدنيا دورتها ، وكثرت تجارب الحياة كما اتسعت القراءات ، وأصبحت مشاعرى نحو السادات حيادية بعد أن كانت سلبية جدا ، وبدأت أتفهم " بعض " سياساته وليس كلها ..
وهذه مجرد ملاحظات وخواطر عن أنور السادات :

١ - هل كان السادات خائناً ام مجرد رجل أصاب وأخطأ ؟

والفرق شاسع بين الإثنين طبعاً ، فكونه رجلاً مصرياً اجتهد في ضوء عصره وزمانه واصاب حيناً وأخطأ حيناً يمكن فهمه ، والتعامل معه بمنطق التراكم والتعلم من تاريخنا ، أى أن هذه هى أخطاءه وتلك عثراته ، ويمكن لأجيال اتت بعده أن تدرس وتفكر وتتعلم ، وتبنى على الجيد فى تجربته وتتلافى السئ ..

اما كونه رجل أمريكا فى مصر ، ففضلاً عن طعنه لكبرياء أي مصري أن يكون على رأس الحكم فى بلاده رجل يتلقى أوامره من جهات أجنبية ، فلا يصح مناقشة سياساته من منطق وطنى أساساً ، باعتبار أنها صادرة عن غيره ، ولم يكن له إلا إخراجها للشعب ، وهو ما استبعده تماما ..

٢ - لم يكن السادات رجل أمريكا فى مصر ، وإن كان افتتن كغيره بأمريكا ، لقد تعرض كثيرون لأوهام وضعتها الدعاية الغربية الهائلة فى ادمغتهم ، ومشت وراءها شعوب كاملة أحيانا ، مسلوبة الإرادة مغمضة العينين ، ولا أفهم لماذا ننظر إلى رؤساء الدول كأشخاص خارقين ، هم بشر فى النهاية ، ويمكن خداعهم والتلاعب بهم ، فرئيس الدولة ليس كلى المعرفة ، أو كلى القوة ، وكمثال قريب ، فقد تحالف بشار الأسد مع اردوغان وامير قطر فى سنوات ما قبل ٢٠١١ وعقد معهم القمم وانضم إلى محورهم ، وحسبهم أحبابه وإخوانه ، وهم من سيحاولون قتله ، وسيدمرون بلده على رؤوس أهلها بعد سنوات قليلة !!

٣ - لا أدرى لماذا يتجاهل كثيرون تجربة السادات نفسه وتجربة جيله مع السياسة الأمريكية ، لقد رأى السادات بنفسه إلى جوار عبد الناصر ما فعلته أمريكا بالعالم الثالث كله ، لقد قتلت - أو قتل اصدقاءها - باتريس لومومبا فى الكونغو ، وازاحت كوامى نكروما من الحكم فى غانا ، وقتلت سلفادور الليندى في شيلى ، كما ازاحت سوكارنو من الحكم فى إندونيسيا وأطلقت حرب أهلية قتل فيها مئات الآلاف ، وقسمت فيتنام ودمرت جزءها الشمالى ، كما قسمت كوريا قبلها ودمرت نصفها الشمالى أيضا ، وقتلت رؤساء دول فى أمريكا اللاتينية ، وأطلقت إسرائيل بعد أن سلحتها بأحدث الأسلحة - بما فيها الأسلحة الذرية - وامدتها بالدعم الاقتصادى والسياسى ضد العرب ، وصنعت انقلابات فى البرازيل وتشيلى وإيران وجواتيمالا وباكستان والكونغو وسوريا وبنما ، وفبركت ثورة طلابية - قبل عصر الثورات الملونة - أزاحت بها شارل ديجول من حكم فرنسا بعد أن تجرأ على تحديها ، وأخرج فرنسا من التنظيم العسكري لحلف الأطلنطي !!

رأى السادات ذلك كله بنفسه ، وكان من سوء حظه أن جاءت لحظته فى اصعب لحظات مصر ، فأرضها محتلة من اليهود ، ووراءها مشاكل اقتصادية لا تنتهى ..

٤ - نعم تقارب السادات مع أمريكا ، وربما كان مزيج الخضوع لقوة وبريق الدعاية الغربية من ناحية ، بالإضافة إلي تجنب شرور وحش هائج فى البرية السبب الأكبر في ذلك ..
ومع ذلك ينسى كثيرون أن ذلك كان صيحة العصر وقتها ؛ ولم تكن سياسة انفرد بها السادات دون غيره فمثلا :

أ - لقد ابتعدت الصين عن الاتحاد السوفيتي واقتربت بشدة من الولايات المتحدة فى بداية السبعينات ، ودخل نيكسون بكين فاتحاً عام ١٩٧٢ ، وأصبح الروس أعداء الصينين والأمريكان اصدقاءهم !!

ب - بل ان الاتحاد السوفيتي نفسه تعب من الصدام مع أمريكا وتقارب معها فى سياسة الوفاق الشهيرة في بداية السبعينات .
ج - وتقاربت من أمريكا دول طالما ناصبتها الجفاء كالهند ، وكان مد الثورات الوطنية والتحررية فى انحسار على طول العالم الثالث ..

فلماذا يلام السادات - وهو فى النهاية ابن عصره وزمانه ، كما هو ابن ظروفه - على ما فعله كثيرون ، ومنهم قوي كبري أو قوى عظمى ، وفى ظرف وصلت فيه أمريكا إلى قمة قوتها ، وهي من تقف بلا حياء مع من يحتل أرضه ؟

٥ - قضية أخرى ..
لماذا أخرج السادات الإخوان من السجون ، وهل فعلاً تحالف معهم ؟

لقد أخرج عبد الناصر عام ١٩٦٤ الإخوان من السجون ، واعادهم - طبقا لكلامه وقتها - إلى وظائفهم ولم يقل أحد أن عبد الناصر تحالف معهم ضد اليساريين ، وكان واحدا من أكبر المقربين منهم وهو محمد محمود شاكر نجماً في الستينات ، يكتب فى مجلات الدولة ويهاجم لويس عوض وغيره ، ويطعن في القومية العربية وهى الاتجاه السياسي الرسمى للدولة !!
وقبله كان أحمد حسن الباقورى ، وهو عضو فى مكتب الإرشاد وانشق عنهم وزيراً في عهد عبد الناصر ، وكان شخصيات متعاطفة - أو ليست فى عداء مع الإخوان على أقل تقدير - تتولى أعلى المسئوليات !!

الغريب أن السادات - الذي تحالف مع الإخوان كما يقولون - لم يأخذ إخوانياً وزيراً طوال عهده ، على العكس ، تولى أشهر الماركسيين المصريين الوزارة في عهده ، كالدكتور فؤاد مرسي - مؤسس ورئيس الحزب الشيوعي المصري - وزارة التموين ، والدكتور اسماعيل صبري عبدالله وزارة التخطيط ، والدكتور محمد محمود الإمام وغيرهم ، وفى حين لم يسمح للاخوان بحزب سياسي كان الاسم الأكبر في التيار اليساري المصري - خالد محى الدين - على رأس حزب سياسي رسمى ومعه كل أقطاب الحركة الماركسية واليسارية والناصرية فى مصر ( حزب التجمع ) !!

الأغرب من ذلك أن المنبر الأكبر للتيار اليساري في مصر وهي مجلة الطليعة عاشت فى عهد عبد الناصر ٥ سنوات ونصف ، فى حين أنها عاشت فى عهد السادات ٧ سنوات ، ولم تتوقف إلا بعد مظاهرات يناير ١٩٧٧ ، وهى من وجهه نظر يسارية مظاهرات ضد ارتفاع الاسعار ، ومن وجهه نظر السادات - وأى حاكم غيره - طعنة موجهة لحكمه ..

الأكثر غرابة - وهو ما لم يذكره أحد أبداً - أن المنبر اليساري الأخطر في تاريخ مصر ظهر في عهد السادات ، وهى مجلة دراسات اشتراكية ، وهى مجلة ماركسية تماماً ، صدرت عام ١٩٧٢ عن دار الهلال ، وإذا علّل أحد ظهورها بتقارب السادات مع السوفيت في بداية عهده ، فالمجلة استمرت بعد ابتعاد السادات عنهم ، واستمر ظهورها حتى نهاية عهده ، وقد اشتريت بعض أعدادها من فترة من سور الأزبكية وقرأتها ، ويمكننى القول أن هجومها على أمريكا والسياسة الأمريكية حول العالم غير مسبوق فى الصحافة العربية كلها !!

٧ - هل كان السادات وراء الحملة على جمال عبد الناصر بعد وفاته ؟
هو اعتقاد شائع غذاه الأستاذ محمد حسنين هيكل ، ولا أعتقد بصحته ، فلم يكن توفيق الحكيم - وهو من هو - ليقبل من السادات أو غيره الامر بإطلاق الطلقة الأولى فى الهجوم على عبد الناصر وهو كتابه عودة الوعى ، فضلاً عن توفيق الحكيم نشر كتابه في بيروت وليس فى مصر ، مع أن من رد عليه بقوة - وهو الأستاذ محمد عودة فى كتابه الوعى المفقود - نشر كتابه في مصر ..
كما أن أشرس من هاجم عبد الناصر بعد وفاته وهو جلال كشك كان ارتباطه بالسعودية وربما بغيرها - وليس بالسادات - معروفاً ، وكذلك كان صالح جودت ..

كان جزءاً من نقد عبد الناصر متوقعاً سواء كان الحاكم هو أنور السادات أو حتى خالد عبد الناصر ( ابن جمال عبد الناصر ) فحجم أصحاب المصالح الذين حاربهم جمال عبد الناصر كان كبيرا ولا يستهان به ، فهل كان منتظراً من ثروت أباظة وأسرته من كبار الاقطاعيين ألا ينتقد عبد الناصر بعلانية فى عهد السادات ، وهو من انتقد عبد الناصر فى عهده هو شخصياً ولم يمسه أحد ، بل أنتج فيلماً من روايته شئ من الخوف ؟!!

هل كان متوقعاً من الإخوان ألا ينتقدوا عبد الناصر ؟ لقد أطلق أحد أذرعهم - وهو الشيخ كشك - لسانه البذئ ضد عبد الناصر فعلا ، ولكن ينسى كثيرون أن السادات وأسرته - زوجته وبناته - لم ينجون من تجريحه وبذاءه لسانه !!

هل كان متوقعا من مصطفى أمين أن يعترف بخطأه ولا يهاجم عبد الناصر بعد وفاته ؟!
لقد انتقد كثيرون عبد الناصر فى عهده كنجيب محفوظ في ثرثرة على النيل ، وتوفيق الحكيم فى بنك القلق ، ولا أعرف لماذا يلام السادات على نقدهم لعبد الناصر فى عهده وقد سبق واعلنوا موقفهم من عبد الناصر وفى عصره هو أولاً !!

نقطة ثانية .. وهى مستمدة من خبرتنا نحن في السنوات الماضية ، فقد رأى جيلنا بنفسه كيف أنشأت أمريكا - وغيرها - صحفاً لها في مصر ، وكيف اشترت صحفيين وإعلاميين بلا عدد ، ورأينا بأعيننا كيف دافع بل وروَّج كتاب بعينهم وفى صحف قومية لمشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكى فى سنوات ٢٠٠٢ - ٢٠٠٥ ، وأعداد الأهرام موجودة وشاهد لمن يريد الاستزادة ، لماذا لا يكون الوحى الأمريكى كما أوحى لمايلز كوبلاند بتأليف كتاب لعبة الأمم لتشويه عبد الناصر قد أوحى لكتاب مصريين أن يفعلوا نفس الشيء ، والحجة موجودة : حرية الرأي والتعبير ، التى لا يصح لرئيس أن يخنقها ..

لقد اشترت تركيا وقطر - وليست فقط أمريكا - صحفيين وكتاب وإعلاميين مصريين ( وسوريين وليبيين وتونسيين ... إلخ ) وهى تطلقهم على من تريد وقتما تريد ، مرة على السعودية إذا أختلف الأتراك أو القطريبن مع السعوديين ، ومرة على الإمارات عند تلبد الغيوم بين أنقرة والدوحة وبين أبو ظبى ، وفى كل الاحيان على مصر رئيساً وشعباً وجيشاً ومؤسسات وتكاد أيضا أرضاً وسماء !!
وكذلك لإيران رجالها على طول العالم العربي وعرضه وهم يملئون الشاشات وأعمدة الصحف ..

أعداء عبد الناصر كثيرون وتشويه صورته كان مطلبهم ، والادعاء بأن السادات هو من قاد تلك الأوركسترا المتنافرة وغريبة الأطوار بدافع الغيرة مثلاً ادعاء ساذج ، ويحول السياسة إلى صراع زوجات أو خناقات المعلمين في الحارات !!

٨ - هل قتلت أمريكا أنور السادات ؟!
ولم لا ؟!
لا أدعى علماً بذلك ، كما اننى لا استبعده ..

ولمن يقول ولماذا تقتله وهو أحد اصدقاءها ؟
الجواب أن من يقل ذلك عليه دراسة السياسة الأمريكية فى العقود الأخيرة ، وان يجيب على اسئلة مثل : ولماذا أزاحت أمريكا الشاه الايرانى وهو من اصدقاءها ، ولماذا أزاحت حسنى مبارك وهو اصدقاءها ، ولماذا أزاحت على عبد الله صالح وهو من اصدقاءها ؛ ولماذا قتلت القذافى بعد أن تصالح معها وسلمها برنامجه النووي كاملاً ..
ولماذا ولماذا ولماذا .....

الغريب أن أمريكا انقلبت على السادات تماماً فى آخر عامين من حكمه ، بعد شهر عسل استمر ٦ سنوات ، وقامت حملة إعلامية ودعائية غربية هائلة ضده عامى ١٩٨٠ و ١٩٨١ ، والإعلام الغربى لا يتحرك من تلقاء نفسه كما يعلم الجميع .
كما أن من " نفذ " قتل السادات وهم جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية هم - كما اتضح فيما بعد - أداة أمريكا الطيعة لمحاربة خصومها كالاتحاد السوفيتي أو التخلص من غير المرغوب فيهم ..

بالإضافة إلي أن السبب المعلن لقتل السادات وهو الصلح مع إسرائيل ، ومن المعروف أن تيارات الإسلام السياسي لا تعد قضية إسرائيل من أولوياتها ، بل - كما يقولون - تطبيق الشريعة هو الأهم ( وقد دمروا العالم العربي كله تقريبا فى السنوات الماضية لأقامة الخلافة وتطبيق الشريعة ولم يتذكر واحد منهم أن يطلق طلقة واحدة على إسرائيل أثناء جهاده )

كما أن السادات قد زار القدس فى نوفمبر ١٩٧٧ ، ووقع اتفاقية كامب ديفيد فى يونيو ١٩٧٨ ، ووقع معاهدة السلام فى مارس ١٩٧٩ ، أى أن الصلح مع إسرائيل استغرق سنة ونصف كاملة لم يفكر أحد فى الجماعات الإسلامية فى قتل السادات اثناءها أو حتى التهديد بذلك !!

إن قتل أمريكا لرؤساء دول العالم الثالث سياسة أمريكية مقررة ومشهورة ، وقد فعلتها أمريكا قبل ذلك وبعده ، وفى نفس السنة التى قتل فيها السادات ( فى ٦ أكتوبر ١٩٨١ ) قتلت أمريكا كل من جيمى رولدوس رئيس الاكوادور فى ٢٤ مايو ١٩٨١ ، وعمر توريخوس رئيس بنما في ٣١ يوليو ١٩٨١ !!
( أنظر كتاب " التاريخ السرى للامبراطورية الأمريكية " لجون بركنز صفحة ١٥١ - ١٥٢ ، وهو مؤلف الكتاب الشهير " الاغتيال الاقتصادى للأمم .. اعترافات قرصان اقتصادى ) ..

وقتلت بعده صدام حسين عام ٢٠٠٦ ومعمر القذافى عام ٢٠١١ ، وأعلن الرئيس الأمريكى ترامب بنفسه منذ سنتين- عام ٢٠٢٠ - علناً فى حوار مع فوكس نيوز عن نيته " قتل" بشار الأسد منذ ٢٠١٧ !!!

٩ - اعتراضى الرئيسي على أنور السادات هو فى تعجله على الصلح مع إسرائيل ، وعدم صبره لحل مشكلة إسرائيل مع العرب جميعاً ، وليس مصر وحدها ، ولا يصح أن يبرر ذلك بأنه قد دعا العرب لذلك ورفضوا ، فقد حاربنا معاً وكان من الواجب أن نلقى السلاح ونبحث عن التسوية معاً ، ولا ينفرد أحد بحل ، وهو موقف دفعت مصر ثمنه الكثير من مكانتها فى إقليمها وفى العالم ، كما أنه أضعف العرب واضرهم بشدة ..

وفى النهاية .. لقد ذهب السادات إلى ربه منذ أربعين عاماً بالضبط ، ولن يفيده مدح أو يضره ذم ، ولكن مصر هى الأهم وهى الابقى ، وبحثها في ماضيها واستخلاص دروسه وعبره وتجنب مخاطره وعثراته .. هو الأهم والابقى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة