الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدو الصهيوني رضخ لشروط المقاومة في معركة وحدة الساحات

عليان عليان

2022 / 8 / 9
القضية الفلسطينية



بعد مرور ثلاثة أيام على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي استخدم فيه ترسانته الحربية من طائرات ف 15 و ف 35 وطائرات مسيرة لشن ما يزيد عن 500 غارة على قطاع غزة ،أسفرت عن ارتقاء 45 شهيداً ، معظمهم من النساء والأطفال ، وإصابة 350 مواطناً فلسطينياً بجروح ، راح يتوسل الجانب المصري للتوسط لوقف إطلاق النار مبكراً بعد أن تمكن من اغتيال كل من قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي " تيسير الجعبري" وخالد منصور" قائد المنطقة الجنوبية في قطاع غزة.
لقد أرادها العدو معركة محدودة، يخرج منها بانتصار يتغنى فيه باغتيال بعض قادة المقاومة ، ليوظفها في معاركه الانتخابية، وليرمم صورته المأساوية في معركة سيف القدس في مايو ( أيار) 2021 ، وليتجاوز قواعد الردع التي أنجزتها غرفة العمليات المشتركة، لكنه وقع في فخ المقاومة، التي أصرت على عدم الاستجابة لمطلب الوسطاء قبل أن تصيب العدو في مقتل وتجبره على القبول بشروط المقاومة .
إذ وأنه منذ الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة (6-8-2022) وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف من يوم الأحد 7-8) أمطرت المقاومة الفلسطينية ومن خلال خطة متدرجة ما يزيد عن ألف صاروخ من مختلف المدايات ، طالت العمق الصهيوني في مدن ومواقع المركز " تل أبيب" وضواحيها ومطار بن غوريون " اللد" والقدس وبئر السبع والنقب الغربي ، وطالت كافة مستوطنات غلاف غزة " 58 مستوطنة" ومدن عسقلان واسدود وغيرها.
فالعدو الصهيوني الذي اعتاد على حسم حروبه مع في ساعات أو أيام محدودة ، بات عاجزاً عن الاستمرار في الحرب أمام فصائل المقاومة في قطاع غزة ، وبات عاجزاً أمام عنوان وحدة الساحات(الضفة والقطاع والمناطق المحتالة عام 1948 ) ، فمعركة سيف القدس انتصرت فيها غزة للقدس والشيخ جراح وسلوان بمشاركة هائلة من أبناء شعبنا في مناطق 1948، والمعركة الراهنة جاءت على خلفية اقتحام قوات العدو لمدينة جنين الثورة واعتقال القائد بسام السعدي وانتصاراً للأسرى في معتقلات الاحتلال ، لتأكيد وحدة ساحات المقاومة لأبناء شعبنا بدعم من الشتات الفلسطيني ، ومن محور المقاومة ومن أبناء الأمة العربية.
لقد قلبت فصائل المقاومة الطاولة على رأس العدو ، رغم الخلل في موازين القوى ، وراح العدو يعقد اجتماعات حكومته المصغرة، للبحث عن مخرج ، وهو يرى جنوده في محيط القطاع يتراكضون هرباً من صواريخ المقاومة ، وهو يرى صراخ وعويل المستوطنين في مستوطنات الغلاف، الذين أصيب عدد كبير منهم ومن الجنود بجراح – رغم إخفاء العدو للأعداد الحقيقة لخسائره المادية والبشرية ، ونزول نصف مليون مستوطن للملاجئ، ما اضطره للبدء في ترحيل المستوطنين بدءاً من مستوطنة سديروت ، وأخيراً رضخ العدو لشروط حركة الجهاد الاسلامي -بوساطة مصرية - لتي شكلت في هذه المعركة رأس حربة لغرفة عمليات المقاومة- ممثلة بالإفراج عن الشيخ بسام السعدي والأسير العواوده الذي مضى على إضرابه عن الطعام ما يزيد عن (1400) يوماً.
لقد فشل العدو في تحقيق أهدافه من العدوان على قطاع غزة ، وعلى رأسها الاستفراد بهذا الفصيل أو ذاك ، واضطر صاغراً لاستجداء الجانب المصري لإقناع فصائل غرفة العمليات المشتركة ، وبشكل خاص حركة الجهاد الاسلامي ، وذراعها العسكرية " سرايا القدس" بوقف إطلاق النار، وفق الشرطين الرئيسيين اللذان حددتهما قيادة حركة الجهاد.
ويمكننا أن نضيف إلى ما تقدم جملة من الأسباب والعوامل التي دفع العدو للقبول بوقف إطلاق النار أبرزها :
1-لأنه يدرك جيدا أن استمرار الحرب ، سيوقع في صفوفه خسائر هائلة على الصعيدين البشري والاقتصادي ، وأن ملايين المستوطنين لا يستطيعون المكوث في الملاجئ لفترة طويلة ، وأنها قد تعزل الكيان الصهيوني عن العالم بعد قصف كافة المطارات.
2- جهوزية المقاومة للحرب ، إذ أنها أطلقت منذ مساء الجمعة ( اليوم الأول للمعركة) وحتى مساء اليوم الثالث ما يزيد عن 500 صاروخ ، ناهيك أن العدو بات يدرك أن في جعبة المقاومة أسلحة وصواريخ كاسرة للتوازن.
3- لأن الجبهة الداخلية في الكيان غير مستقرة ، ومنقسمة عمودياً وأفقيا ، والانقسام لم يعد بين يمين ويسار مزعوم ،بل بين أطراف اليمين نفسه ، وهذه الجبهة غير مهيأة لتحمل حرب طويلة الأمد نسبيا ولتقديم التضحيات.
4- لأن فصائل المقاومة باتت أكثر توحداً في إطار غرفة العمليات المشتركة ، ناهيك أنها أفشلت بجدارة مخطط العدو الصهيوني للاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي وذراعها العسكرية " سرايا القدس".
5-لأن العدو الصهيوني يخشى في حال استمرار الحرب ،أن تتطور الأمور عبر اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة الغربية تضع حداً لاتفاقات أوسلو التصفوية ، وعبر مشاركة أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق 1948 في المواجهات بشكل نوعي ضد قوات الاحتلال على النحو الذي جرى في أيار ( مايو) 2021.
6-- ولأنه يخشى في حال استمرار الحرب، أن تتطور الأمور بتجاه اندلاع حرب إقليمية تشارك فيها أطراف محور المقاومة وحزب الله على وجه التحديد ، الذي بات يتشارك مع المقاومة في غزة في غرفة عمليات مشتركة.
7- ولأنه أدرك أن أنظمة التطبيع في معظمها الموالية له والمتحالفة معه ، باتت معزولة أمام شعوبها ، وليس بوسعها أن تصنع فارقاً لصالحه .
8- ولأن الإدارة الأمريكية الداعم الرئيسي له في الحرب ، لا تريد أن تستمر الحرب حتى تتفرغ للصراع الرئيسي مع كل من روسيا في أوكرانيا ومع الصين في تايوان.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر