الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لستَ وحدك المجنون سيّدي الرّئيس!!

كريمة مكي

2022 / 8 / 10
الادب والفن


إلى أين ستمضي وحيدا..أيّها الرّئيس العنيد!!
بدأتَ وحيدا بلا حزب و لا دعاية...و نجحت،
غيّرتَ مجرى الحكم و السّياسة بالتمام و الكمال ذات صيف من أعوام حكمك فاستبشر النّاس... و نجحت،
أزحتَ، لوحدك، برلمانا لم نكن نظنّه ينزاح... فنجحت،
قُدتَ البلاد بلا رئيس حكومة لأشهر عديدة فاستفادت الخزينة ب ʺشهرية المشيشيʺ و استفادت تونس من غيابه الذي كان أفضل من حضوره... و كذلك عزمتَ و أقدمتَ... فأحزنتَ الآكلين من لحم الوطن فخابوا... و نَجَحت،
عزلتَ قُضاة ثبت لديك فسادهم فغضب القضاة كلّهم خوفا على مصيرهم ...و أرعدوا و أزبدوا و أضربوا طويلا ثمّ فكّوا إضرابهم بدون أن تستجيب لهم في أيّ طلب... ففشل إضرابهم و ذهبت ريحهم و أنتَ وحدك نجحت!!
عيّنتَ من عيّنت و أزحتَ من طريقك من أزحت فنجَحْت!
نجاحات قياسية تتوالى في رصيدك و وحدهم خصومك من يعدّون زلّاتك و يتحيّنون لحظة سقوطك بأنفاس محبوسة و بأطماعٍ لا تَبْلَى!
احترس أيّها الرئيس الفريد، لستُ هنا لأُعدِّد مآثرك و خصالك فقد عدّدناها كما يجب يوم كان يجب!
انتبه...
جئتك اليوم لأحذّرك فاقرأ و استمع،
خصومك الذين نعرفهم و تعرفهم معروفون، إنّهم في الإعلام كلّ الوقت ضدّك يتصايحون، أمّا خصومك الذين لا تعرفهم فهم كلّ من وضعت فيهم ثقتك و لم تعرف بعدُ حقيقتهم كما عرفت، يوما، حقيقة من قرّبتَ و استأمنت و آخرهم مديرة ديوانك السابقة غير المأسوف على ذهابها!!
أجِبني أيّها الرّئيس العنيد: دائرتك المقرّبة اليوم، هل هي معك أم عليك؟؟؟
نحن لا نراهم...أنت تراهم فهل يعملون حقّا معك أم هم، مثلها، في الأصل ضدّك و ناقمين عليك؟؟
هل يُطلعونك على حقائق الأمور أم ينبطحون لك تشبثا بعملهم في القصر معك؟!
الشائعات التي تطالك، اليوم، بلا حدّ و لا نعرف لك فريقا قويّا يَصُدّ،
كلماتك القليلة التي تُلقيها هنا وهناك لا تشفي الغليل و لا يستفيد منها، على ما يبدو، أحد!
إلى متى تمضي وحيدا و ليس معك، في الناس، أحد؟؟؟
أنت رئيس مؤمن، قوي و ثابت...استمر.
قوّتك تُدهش كارهيك و عوض أن تُلهمهم...تُحبطهم،
إيمانك و ثباتك يزعجهم و لعلّ هذا ما يُسبّب لك كلّ هذا... الحسد!
هم لا يعلمون مصدر تلك القوّة فتراهم يبحثون و يفتّشون في الأصل و الفصل و في العلّة و السّبب: هذا يقول: هنيئا له...كيف لا يعتد...لقد جمع كل السلطات في قبضة يد، و يردّ آخر لا بل هو رئيس تلك الدولة العظمى من يدعمه و أيضا ذاك الرّئيس و كذلك ذاك الملك...و يأتي الرأي الثالث ليُفحم الكلّ و كأنّه يأتي بما لم يأتي به أحد فيقول: أنتم ʺتُخلوضونʺ...اسمعوني...لا هذا و لا ذاك...بل هي مخابرات ذاك البلد!!
دعهم، سيدي الرّئيس، على حالهم تلك...لا يستحقون عناء الشرح و التفسير، فمثلهم، و إن فهموا، يظلّون دائما يصطادون في الماء العكر...!
دعك منهم و لا تهتم فبعضهم لبعض عدو...
أنا أحدّثك، اليوم، عن الحبّ!!
حبّ أنصارك...حبّ الشّعب الذي اختارك!
ألست مُحبّا لمُحبيك، ألست مؤمنا بدين الحبّ؟؟؟
أمَا قرأتَ لسيّدتنا رابعة العدوية قدّس الله سرّها؟؟؟
لا تقل أنّك نسيت! فكيف للحاكم أن ينسى الحبّ؟
ليس للحاكم العادل إلاّ أن يُحبّ...
فإن لم يُحبّ فكيف العدل؟؟؟ و كيف الحكم؟؟؟
عُد فورا لمحبّيك ....لا تتركهم للخيبة الكبرى بعد كلّ الأمل الذي وضعوه فيك!
اطرد بقايا كارهيك و عُد لداعميك...
أولئك الذين ساندوك و ناصروك بلا خوف أو طمع!!
قليلون هم و لكن ليست الكثرة بالعدد، فرجل كألف و امرأة أيضا كألف... و هذا ليس بقانون الميراث بل بشريعة القسط و الميزان، شريعة الحق.
عُد لمناصريك...هم مازالوا، إلى الآن، معك...
محبّيك في الحق و مريديك...
من خرجوا كثيرا لأجلك، من أجل هذا الوطن:
الذين خرجوا لانتخابك في العام الأوّل فصِرتَ رئيسا بنسبة لا يحلم بها أيّ أحد!
ثمّ خرجوا في عامك الثاني يهتفون لك و يشدّون على عضدك ليلةَ أسقطتَ قوى الظلام و الشرّ،
ثم خرجوا في عزّ هذا الصّيف و الحَرّ ليقولوا لك ʺنعمʺ ثم ʺنعمʺ و ألف ألف ʺنعمʺ في الاستفتاء على دستورك...و كأنّ لسان حالهم يقول:
ʺأنْجِدْنَا أيا رئيس، فلقد مَلَلْنَا وعودهم ...لقد تعبنا كثيرا...لقد كرهنا الكذب!!ʺ
سيّدي الرّئيس؟؟
مالك اليوم؟؟
أنسِيتَ القَسَم!!
ليس ينسى أصحاب الهِمَم،،،
هي كثرة الهموم و المحن، و ستمر، بإذنه فقط، و سيجزي الله كلّ من صبر.
أنت تعمل و تَكِد...إنّك تحمل همّا بلا حد...أنا لا أشك، و لكنّهم أنصارك...ألا يستحقون منك احتراما و توقيرا و تجميعا لجهودهم، ليس من أجلك طبعا بل من أجل هذا البلد فلستَ وحدك الصّادق فيها و لستَ وحدك المجنون بإقامة دولة العدل و الحق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد