الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا تكلم خُرافة وقفات مع ليث العتابي

حسنين جابر الحلو

2022 / 8 / 11
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عندما تقرأ اي كتاب ، تذهب في البداية إلى العنوان والكاتب والفهرسة، لأن القراء قد يستهويهم العنوان ، أو الكاتب ، أو الفكرة .
ولكن، عندما تقف على كتاب ، لا يوجد فيه كاتب ، فهذه هي المحنة ، إذ تحتاج إلى المعرفة تلو المعرفة لتعرف ذلك .
وصناعة الخرافة، من الموضوعات التي شغلت الكتاب ، لاسيما من لم يضعوا اسمائهم على اغلفة الكتب ، كما يتحدث العتابي ، لقد أراد صانع الخرافة ان تكون صنعته مشتتة ، ليجعل عملية التتبع صعبة ، ليقوم الكاتب المختص والمقتدر فقط ، على جمع الشتات ، ورسم الصورة ، وربما لا يشكل خرقاً تاريخياً وعلمياً واضحاً .
وتتشكل عند المؤلف قصة كتاب " دبستان مذاهب " بعّده من الكتب مجهولة المؤلف ، وهذه الظاهرة خطيرة لا تقل عن ظاهرة سرقة الكتب .
يقف الكاتب عند سؤال من هو خرافة ؟ وبعد العرض اللغوي والاصطلاحي ، يصل إلى أنه اسم علم ، وهو رجل من بني عذرة أو جهينة اختطف الجن ثم رجع إلى قومه فكان يحدث بأحاديث مما رأى يعجب منها الناس فكذبوه فجرى على السنة الناس .
ويعطف بعدها ، ان ظاهرة الكتب المجهولة ، اي خرافية التأليف والمؤلف كثيرة جدا ، ولها أهدافا وغايات . ذكر بداية أسباب عدم التصريح بالاسم ، منها السياسية والدينية والاجتماعية وغيرها ، مما جعلها ظاهرة في الألقاب والأسماء المستعارة أو المجهولة .
وأوضح العتابي بعضا من الكتب والمؤلفين كنماذج لهذه الأسباب، ووجد ان هناك أمثلة تاريخية على الخرافات والتزييف والافتراء من شرحبيل بن سعد مرورا بالزهري والطبري وغيرهم ، وصولا إلى صورة الشرق والإسلام في أساطير أوربا والغرب بثلاثة أسباب رئيسة: منها الاعتماد على تراث العصور الوسطى ، والاعتماد على كتابات المستشرقين السابقين الأوائل، والاعتماد على مارسمه الاستعمار من صور مشوهة عن الشرق .
وهنا يتم اذكاء الافتراءات والنفخ في الخرافات ، فمثلا ما فعله المستشرقون من أحياء بعض الأفكار الاقصائية ، والعدائية لكل فكر إنساني، ليستفيدوا منه ، ويحيوه في شكل جديد ، هو الفرقة الوهابية ، التي اتخذت فكرهم دستورا ، وزادت عليه من أجل التغذية الايدلوجية الاستعمارية .
وتبين ذلك في نمطية المستشرقين والقرآن الكريم وانتقائيتهم في الدراسة القرآنية، بل وصلوا إلى تحريفه، وبعضهم كتب حتى عن " دبستان مذاهب " أمثال وليم جونز ، وفرانسيس غلادوين، وغارسان دي تاسي وغيرهم .
ثم ذهب العتابي إلى بيان ماهو كتاب " دبستان مذاهب " ؟ من خلال تعدد اوصافه ، وكثرت الكلام عنه ، والتبويبات الحاصلة في تمثله ، وفيه ادعاءات كثيرة أمثال سورة النورين وما شابه ذلك ، وبعدها يسأل : من هو مؤلف هذا الكتاب ؟
منهم من يقول انه " كيخسرو اسفنديار " أو " أزر " أو" كيوان " أو " براهمي" ، والآخر يقول اخفى اسمه لأنه مرتد مما جعل هناك إثارة لتساولات مختلفة ومحيرة .
حيث أورد الباحث تفصيلات مختلفة عند بعض المستشرقين والعلماء حول ظهور الكتاب والخرافات ، والجدلية الحاصلة من الشيعة أو غير ذلك ، ودور بعضهم في نشر بعض الأفكار السلفية والمصنفات والكتب المجهولة أو التي لا يعرف مصنفوها .
واختتم المؤلف كتابه باضافات وملاحق مهمة ، كان أبرزها السرقات الفكرية مرض لاشفاء منه ، انحدرت عنه مسافة فهم السرقة الفكرية ، لضعف المباني والآراء وتشويه المعرفة ، وإقصاء جهد الآخر، وهذا واقع في حياتنا هذه الأيام، لابد من مخرج يشفي المجتمع.
حقيقة الوقوف عند ملامح هذا الكتاب يحتاج إلى حفريات ، إذ عمل العتابي على إظهار بعض المخفي من الدرامات الكتابية المتلونة ، ادعو القاريء الكريم إلى تصفحه وفهم محتواه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو