الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟

عارف معروف

2022 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عقد ال600
هل قتلوا احمد الجلبي ؟


1- كان واضحا ان زيارة وزير المالية للسيد رئيس مجلس القضاء الاعلى في اليوم التالي لفضيحة وورطة عقد ال600 مليون دولار كانت للبحث عن مخرج مناسب يمتص النقمة العارمة او يخفف من وطئتها ريثما تنسى كسابقاتها ، ويحفظ ماء وجه الجميع ، ويحافظ على ديمومة واستمرار الجسم الهائل للغاطس من جبل جليد الفساد ، وكان المخرج الذي تم الاهتداء اليه هو التنازل عبر اسقاط الدعوى و" الحق " المترتب عليها .
2- بعد ذلك تسرب للاعلام " بيان " او ايضاح من الشركة الوهمية والتي انشأت اصلا لاعداد وتمرير هذا " العقد المؤامرة " بلغة ركيكة لا تكاد تفلح في رتق ما انفتق او ستر ما انفضح واعذار وحجج مهلهلة كان فيها العذر اقبح من الذنب جاء فيها : الاشادة بنزاهة واستقامة السيد وزير المالية (!) وانه لم يكن موافقا على هذا العقد (!) وانهم يتنازلون عن ال600 مليون دولار لانهم لا حاجة لهم بها !! ولأنهم يريدون الحفاظ على " استثماراتهم " !!
3- وهذا قول يتضمن شبهات وريب كثيرة ، فما هي طبيعة وحجم هذه " الاستثمارات " التي تضحي شركة ما بمبلغ 600 مليون دولار ، في هذا الركود العالمي ، من اجلها عن طيب خاطر ؟! واية شركة تجارية او صناعية في العالم ومن اقصاه الى اقصاه ، امريكية كانت او يابانية او اوروبية او صينية يمكن ان لا يمثل امامها مبلغ بهذا الحجم شيئا يسيل له اللعاب وتقول ان لا حاجة لها به ؟! الاجابة المنطقية هي واحدة من اثنتين فاما ان يكون هذه العملية وهذا " الحق " كله مفبركا ، وهذا هو الواقع ، وبذلك فالشركة ومن ورائها لن يخسروا ، في واقع الحال ، سوى فرصة او محاولة فشلت بفعل صدفة ما وعليهم المحافظة على خط رجعة باتجاه محاولات اخرى قادمة ... او ان تسليط الاضواء والاهتمام الذي اثارته هذه الفضيحة سيحرق جهات مهمة للغاية ويكشف فضائح اشد هولاً مما يستوجب التضحية بثمرة او نتائج هذه الحيلة حفاظا على تلك الجهات وسترا لتلك الفضائح المتوقعة !
4- في العراق اليوم اكثر من 83 مصرف معظمها اهلية وخاصة ، وهناك مئات شركات التحويل المالي ايضا والتي يملكها ذات مالكي هذه المصارف هم وافراد عوائلهم . ان كل هذه المصارف وشركات التحويل المالي تاسست بعد 2003 وجميعها لا تؤدي اي دور مصرفي او اقتصادي حقيقي كما ان الاقتصاد العراقي بطبيعته وقواه ومدخلاته ومخرجاته الحالية لا يحتاجها مطلقا !!

5- ان كل هذه البنوك والشركات تعتاش من وعلى مزاد العملة الذي يقيمه البنك المركزي وعلى التسهيلات واساسا ، القروض التي تحصل عليها من المصارف الحكومية ، والتي ستكون " ميتة " لاحقا وبكل تأكيد اي انها لن تستوفى ولن ترد ( حجم الضائعات التي تسربت فضيحتها قبل شهرين فقط ، ما يقارب الاربعة ترليونات دينار عراقي جلها راحت في جيوب هؤلاء !!) وكذلك على غسيل الاموال ! .
ولو اغلقت نافذة مزاد العملة لجف مورد هذه البنوك وتضاءل وجودها وانحسرت وربما انتهت غالبيتها . وتتاسس هذه البنوك بنشاط وجهد افراد معينين في ظاهر الحال لكنها في الواقع تضم " شركاء ظل " من الشخوص الاقوياء المؤثرين في العملية السياسية اضافة الى الكادر المتقدم في وزارة المالية والبنك المركزي ، والذي يضع خبرته الادارية والقانونية ، بمعنى معين ، في صالحهم وتحت تصرفهم !!
6- لكن " عمل " ونشاط هؤلاء لا يتوقف على البنوك وشركات التحويل المالي وانما يمتدّ الى كل القطاعات التي تتوفر فيها فرصة الكسب غير المشروع ، خصوصا مقاولات التجهيز الحكومية الغارقة في الفساد ومنها عقود وزارات التجارة والدفاع وغيرها ، ولذلك فان الطفيلية والفساد والافساد والاحتيال ,والرشوة ، وجرائم اقتصادية ومالية اخرى لا بد وان تكون ملازمة لعمل هؤلاء ، فالهدف الاساس هو نهب المال العام باية طريقة ولقد استفز هذا " الكَرُف " وسرقة المال العام بالهبل المرحوم احمد الجلبي حينما كان رئيسا للجنة المالية في مجلس النواب للفترة من 2014 – 2015 فبدأ، وهو خبير مال وبنوك يعتد بخبرته ، وبغض النظر عن دوافعه الحقيقية ، تحقيقات وتحريات حول نشاطات هذه البنوك والشركات التي تطالها الشبهات ووجهت بعدم التعاون وابواب مغلقة حتى من دوائر وزارة المالية المعنية والبنك المركزي والتي كان يفترض فيها التعاون ورغم ذلك فقد توصل الى كشف الكثير وبالوقائع والاسماء وتكون لديه ملف فساد ضخم ومخيف على حدّ تعبيره في احدى لقاءاته التلفزيونية الاخيرة حول الموضوع ، وخلال الشهر الذي نشط فيه اعلاميا بصدد هذا الملف وتقدم ببعض محتوياته الى النزاهة والقضاء ، توفي الجلبي بميتة غامضة اكتنفها الكثير من الشك والتساؤلات من اقرب المقربين منه ومن عائلته ومن المتعاملين معه خصوصا وانه كان يتمتع بصحة جيدة جدا ويمارس الرياضة اليومية ولا يشكو من اي عارض يجعل الموت ، بتلك الطريقة المفاجئة ، متوقعا وثارت تساؤلات من هؤلاء الاقارب والمقربين ، تسربت الى الاعلام فيما اذا كان الرجل قد توفي مسموما !
7- هناك قول معروف لأحد مؤسسي الاقتصاد السياسي العلمي الحديث، وكان كتبه بشأن الرأسمالي الصناعي ، وهو ، اي الرأسمالي الصناعي ، شخص يمتاز بالكفاءة والموهبة والرفعة ، اذا ما قيس بحثالة اللصوص الذين لدينا ودورهم الاقتصادي ، مضمونه ان الراسمالي مستعد لشتى انواع الاكاذيب اذا كانت نسبة ارباحه يمكن ان تصل الى 50% من التكاليف اما اذا وصلت الى نسبة 100% فما فوق فهو مستعد لارتكاب شتى انواع الجرائم بما في ذلك القتل ، فماذا سيقول عن الجرائم التي يمكن ان يرتكبها نصابة ومحتالون ولصوص لا تمثل مئات ملايين الدولارات ، التي تتحقق مجانا ودون جهد يذكر وبلا اي دور اقتصادي ، لديهم شيئا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو