الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عود على بدء : التوازن بين القومي والوطني

صلاح بدرالدين

2022 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يكمن تعريف هوية الكرد والقضية الكردية في كل جزء بالبلدان الأربعة ، بمعرفة بعديها القومي ، والوطني ، والعلاقة بين الجانبين في استراتيجيتها النضالية ، وبرامجها السياسية من حيث النظرية ، والتطبيق العملي ، ومايتعلق بالحركة السياسية الكردية السورية ، فمازال هذا الموضوع البالغ الأهمية ، قيد التداول ، والنقاش في أوساط النخب الفكرية ، والسياسية ، والثقافية .
" عين كردية وعين سورية ( القضية الكردية قضية وطنية ) " تحت هذا العنوان نشر احد الاخوة – الحزبيين الائتلافيين – مقالة يشدد فيها على الجانب الوطني من نضال الكرد السوريين عبر التاريخ ، وعلى ان الأحزاب الكردية باستثناء الأحزاب التابعة ل – ب ك ك – ويقصد هنا تحديدا أحزاب – الانكسي – تناضل جنبا الى جنب الأحزاب السورية ، وتطالبها على الدوام باتخاذ الموقف التضامني مع حقوق الكرد .
من حيث المبدأ فان حقيقة البعدين القومي ، والوطني للحركة الكردية السورية باتت من المسلمات ، وأن مسألة التوازن بين البعدين من المهام الأساسية ، وقد انطلقنا في نضالنا من هذه الحقيقة المبدئية منذ منتصف ستينات القرن الماضي ، وحولنا المبدأ الى ثوابت ميدانية بالممارسة العملية .
في البعد الوطني كان في اولوياتنا افهام ، وإقناع محاورنا السوري من القوى السياسية ، والأحزاب ، وتعبيرات المجتمع المدني ان الكرد شعب من سكان البلاد الأصليين ، ومن حقه تثبيت حقوقه القومية وتضمينها في دستور البلاد ، وان النظام الديموقراطي هو القادر على تحقيق ذلك ، وان الكرد من خلال تعبيراته السياسية جزء فاعل في قضية النضال ضد الاستبداد ، وقدمنا مذ عام ١٩٦٨ مشروع برنامج " الجبهة الوطنية الديموقراطية السورية " الذي تضمن تلك المبادئ ، واستعداد الكرد للمشاركة في النضال الوطني بعد قبوله ، والاعتراف به وجودا ، وحقوقا .
لقد تزامن مع مشروع الجبهة الوطنية على المستوى السوري اقرار وطرح مشروع " الجبهة الديموقراطية الكردية السورية " والذي اصبح في التداول ، والمناقشة بعد تواجد ثلاث تيارات على الساحة الكردية السورية ( اليسار – البارتي – اليمين ) ، وذلك ايمانا منا بضرورة توحيد الخطاب ولو بشكل نسبي خلال التحاور في الفضاء الوطني ، ومحاولة تقريب وجهات النظر حول ( الشعب الكردي ، وتقرير المصير ، ومواجهة النظام كما يراه اليسار ) و ( الأقلية ، والحقوق الثقافية ، وموالاة النظام كما يراه اليمين ) ، و ( الحقوق القومية ، والتحفظ او التردد في مسالة مواجهة النظام ) كما كان يراه – البارتي - .
وفي البعد القومي مضينا قدما في دعم وتأييد الثورة الكردية في كردستان العراق ، واعتبرنا انتصار الثورة هناك تعزيز للكفاح الكردي بالمنطقة ، وانتقال تاريخي للقضية الكردية هناك من الثورة الى ممارسة السلطة على هدى مبدأ حق تقرير المصير ، كما انشأنا علاقات مميزة مع التيار اليساري القومي الديموقراطي في كردستان تركيا ، ولاحقا علاقات اخوية مع الحركة الكردستانية بايران ، جميع هذه العلاقات ، استند الى مبدأ التنسيق ، والتعاون ، وعدم التدخل بشؤون البعض ، واحترام الخصوصيات ، واستقلالية القرار ، واضيف وبكل فخر أقول انه في كل هذه العلاقات القومية كنا كطرف كردي سوري نعطي ولانأخذ ، في مجالات الفكر ، والثقافة ، والدعم المعنوي ، والعلاقات العامة ، والغنى في الصداقات ، والتحالفات أقول هذا لشعبي وللتاريخ .
اما على ارض الواقع وخلال العقد الأخير في ساحتنا الكردية السورية ، الاغنى في التطورات ، والاحداث ، وحتى في الفرص الضائعة ، وفي ظل تصدر أحزاب طرفي الاستقطاب للمشهد السياسي ، انقلبت الأوضاع ، وتغيرت الأحوال ، وتبدلت المفاهيم ، وتناقضت الاقوال مع الأفعال .
فقد حصل ( انحرافان ) بغاية الخطورة ، الأول : العبث بالمبدأ ، فبدلا من الوقوف في صف الشعب السوري في اوج ثورته وقبل اجهاضها ، تم الانزلاق من جانب جماعات – ب ك ك - نحو حضن نظام الاستبداد ، واحداث الأعوام العشرة الأخيرة مماثلة لاعين الكرد ، والسوريين عموما ولاحاجة للدخول بتفاصيلها مجددا .
والثاني : الاخلال بالتوازن عندما تم الرهان الكامل على الخارج ، واقصاء وجود ، ومصالح ، ومطامح الكرد السوريين من المشهد ، حيث لم تعد الحركة الكردية السورية الموحدة – الشرعية في حسابات التوازنات وحلت محلها حسابات حزبية ، واجندات خارجية من وراء الحدود ، وفي المحصلة وبعد سيل التراجعات ، والتجارب العملية لم يعد الرهان على البعدين بذي جدوى حاليا كما هو متبع الان من جانب الأحزاب ، وحصل الاختلال في الموازين ولم يعد هناك لا على ارض الواقع ، ولاحتى من الناحية النظرية معادلة واضحة المعالم تنظم العلاقات بين البعدين المعرضين للاختلال .
فلامحاولات جماعات – ب ك ك - التكتيكية ، التضليلية قادرة على تغيير الصورة ، والتستر على واقعها الملحق بمشروع النظام ، والتسلل خلسة وعبر عناصر سورية فاشلة ، او مدسوسة مثلها لوضع مساحيق الوطنية على وجهها ، ولا ادعاءات أحزاب – الانكسي – بوطنيتها الفارغة من أي محتوى ، ان من جهة عدم تمثيل الطرف السوري المقابل ( الائتلاف ) لارادة السوريين ، وانحرافه عن النهج الوطني الثوري ، او من جهة انها أيضا لاتعبر عن طموحات اتكرد السوريين ، وليست مخولة من الغالبية الكردية السورية .
وكما أرى فان الشروط الأساسية لاعادة التوازن بين البعدين الجوهريين في قضايا المصير ، هي ترتيب البيت الكردي السوري ، وصولا الى إعادة بناء الحركة الكردية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها ، والبدء بحوار صريح من اجل تشكيل لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر الكوردي السوري الجامع ، وتوحيد الخطاب ، وتهيئة المحاور الكردي للتوجه صوب البعد الوطني للمساهمة في إعادة البناء أولا ، والتحاور حول الحاضر والمستقبل ، حينذاك سيعاد التوازن من جديد الى عملية التفاعل بين القومي والوطني ، والكردستاني ، والاممي ، وستكتمل الشروط الذاتية لتؤثر إيجابيا على الظروف الموضوعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج