الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العلاقة بين الماركسية والليبرالية-2

لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)

2022 / 8 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ألماركسية والأشتراكية بنموذجين بين الليبرالية واللينينية
اشير اليه في الجزء الأول ان الماركسية النظرية قد تلقت ترحابا في المداولات في صالونات الفكر الفلسفي والمصلحين الأجتماعيين وذلك بشقيها النظري في التفسير المادي والطبقي للتاريخ ، والأقتصادي حول اللا عدالة في استحواذ الرأسمال على كامل فائض القيمة الأجتماعية للعمل وحرمان المنتجين والمجتمع منها ، ومساهمة ماركس الأقتصادية هذه كانت ضرورية للبرهنة على مقولته النظرية السابقة بان لابد للمجتمعات الأنتقال من الرأسمالية الى نقيضها الأشتراكية الأكثر عدالة. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت قد خرجت اطروحاته من مداولات الصالونات الفلسفية الى تأسيس احزاب اشتراكية في كل بلدان اوروبا الصناعية تتبنى اطروحاته في التوجه الى الأشتراكية كمشروع لأقامة العدالة الأجتماعية.
ولكن مفهوم الأشتراكية عند هذه الأحزاب ووفق الفهم الماركسي كان يركز على حقوق الطبقة العاملة وعلى ضرورة اعادة توزيع فائض القيمة الناتجة من العمل ،باعتبارها قيمة اجتماعية ، بصورة عادلة لصالح المنتجين والمجتمع ككل . وتبنت هذه الأحزاب تحقيق الأشتراكية في مفهومها باعادة التوزيع العادل للفائض واصلاح النظام الرأسمالي بالوسائل الديمقراطية كالتشريعات البرلمانية وتثبيت حقوق جديدة (مثل حق الأضراب وتأسيس النقابات وحق الضمان وغيرها ) وهي متممة للحقوق والحريات الليبرالية العامة التى كانت مثبتتة دستوريا في اغلب البلدان الصناعية الأوربية. ولم تطرح الأحزاب الأشتراكية الماركسية الأصلاحية غير النضال السلمي من خلال البرلمان والتحشيد الشعبي لتحقيقها .
خرج عن هذا المفهوم الأصلاحي فيما بعد الماركسيون الثوريون الروس وعلى رأسهم فلاديمير لينين ، الذي كان يقود جناح البلاشفة في الحزب الأشتراكي الديمقراطي الروسي، حيث طرح المفهوم الثوري والأنقلابي في تطبيق افكار الماركسية للتحول الى الأشتراكية ورأى ان الأشتراكية لا تتحقق دون سيطرة الطبقة العاملة على السلطة التي ستقوم بدورها بطرد الرأسمال وتحويل وسائل الأنتاج الى ملكية الدولة وادارته الى السلطة التي تمثل الطبقة العاملة ، وهذا ما حصل بانتصار ثورة اكتوبر الأشتراكية عام 2017 . وقد طغت مفاهيم ومناهج لينين في التحول وسبل تحقيق الأشتراكية باقامة سلطة الطبقة العاملة (اي الماركسية اللينينية ) على المفهوم الماركسي النظري او الأصلاحي (الماركسية) بأصلاح الرأسماليى صوب اعادة التوزيع العادل للفائض او الثروة الجديدة المنتجة اجتماعيا لأقامة الأشتراكية.
ونحن اليوم في القرن الواحد والعشرين ولدينا من النتائج التجريبية والعملية على مدى قرن من الزمان بما يكفي للمقارنة بين تطبيق هذين النموذجين والخروج بنتائج عنهما.
لنبدأ بالماركسية الأصلاحية او الليبرالية ( اي التي ترمي لتحقيق اهدافها الأجتماعية في بناء الأشتراكية بالوسائل الديمقراطية والحفاظ على الحريات العامة ) فقد نجحت الأحزاب الأشتراكية ، خصوصا في بلدان اوروبا الصناعية، في فرض قوانين تنظم العمل وحقوق العمال وتحسين ظروف العمل وتوفير الضمان والحماية الأجتماعية والصحية للعاملين ، وفرض قوانين ضريبة على ارباح الرأسمال لتمويل السياسات الأجتماعية العامة ( أي بعبارة اخرى استرداد فائض القيمة الأجتماعية التي قال بها ماركس من الرأسمال ) وحققتها ضمن نضالات شعبية ومن خلال مؤسساتها الديمقراطية البرلمانية ، وادت لأزدهارها اقتصاديا وانجازها للمزيد من الأصلاحات الأجتماعية وتطوير الحقوق الليبرالية في المجتمع . لقد عملت قوانين الماركسيىة في هذه المجتمعات بشكل خفي ومن دون شعارات وانقلابات لتطويراقتصادها ومجتمعاتها . واليك مثلا بسيطا عن استخدام التناقض بين ارباح رأس المال وحقوق الطبقة العاملة لتطوير القدرات الأقتصادية لهذه الدول، فالرأسمال وجد نفسه مضطرا للتطوير المضطرد والمتسارع لتحسين وسائل الأنتاج للتعويض عن خساراته امام تزايد حقوق واجور العمال، وهؤلاء بدورهم تطورت مهاراتهم الفنية والنتاجية بتطور وسائل الأنتاج وكلاهما ساهم بزيادة الكم والنوع الأنتاجي، ومنه زيادة الوفرة المادية والأزدهار الأقتصادي ومنه الثراء والأزدهار الأجتماعي ، بحيث ان العامل اضحى يستطيع اقتناء سيارة ومنزل خاص به والتمتع باجازات لأسابيع ، وهنا يبدو واضحا ان قوانين التناقض التي قال بها ماركس والتنافس ادت الى تطوير متواصل لوسائل الأنتاج والتحول الى الأنتاجية العالية في الكم والنوع ومنه التطوروالأزدهار الأقتصادي .
بالمقابل اثبتت التجربة السوفياتية من الناحية الأقتصادية فشل البيروقراطية في ادارة الأنتاج ضمن جهازالدولة التي اضحت تمتلك وسائل الأنتاج ومرافقه وفق الرؤى اللينينية واثبتت التجربة قبل النظرية ان الأقتصاد لا يمكن ان يتطور مالم يخضع لأقتصاد السوق الحر،فالقوة التنافسية هي اهم عوامل تطوره وادخال الأبداع ووسائل انتاجية متطورة ، والتنافس مقولة يمكن ترجمتها ماركسيا – هيغليا بصراع الأضداد . لقد ادى غياب التنافس في السوق ( أي الأخلال بالمقولة الماركسية نفسها ) الى اضعاف التطور في اليات ووسائل الأنتاج وحل محله التراخي او الركود الأنتاجي في الأقتصاد السوفياتي ، وادت الأدارة البيروقراطية للأقتصاد الى انهياره بل ويعزى انهيار الأتحاد السوفياتي نفسه انه كان اقتصاديا وليس سياسيا بسبب السياسات الأصلاحية لغورباتشوف كما يزعم او يعتقد البعض.
ان النموذج اللينيني والستاليني لأقامة الأشتراكية اثبت ايضا فشله على المستوى الأجتماعي والسياسي والأخلاقي من ناحية الحقوق والحريات العامة وحصلت القطيعة التامة بين الأشتراكية السوفياتيىة والحقوق والحريات الليبرالية والمدنية والسياسية حيث غاب التنافس السياسي وتمت تصفية الحريات العامة بما فيها حرية الرأي والمعتقد والتظاهر ( التي تعتبر نشاطات معادية للدولة ويعاقب عليها على هذا الأساس ) وحرية الصحافة وحرية تشكيل الأحزاب والتتافس البرلماني ، ووصل الأستبداد الى تصفية الملايين بالسياسات القسرية للدولة (خصوصا في زمن ستالين الذي امتد حكمه ثلث القرن العشرين ) وفرضت الديكتاتورية سطوتها وقسوتها على المجتمع بأسم بناء الأشتراكية التي فشلت اقتصاديا رغم هذا القمع.
وعليه فعندما يجري تقييم العلاقة بين الماركسية والليبرالية اليوم فيجب تحديد عن اي نوع من الماركسية نتحدث ليتم التقييم، فمن غير المنصف للماركسية ان تقيم وفق النموذج اللينيني للأشتراكية ومن غير المنصف ايضا لمفهوم الأشتراكية ربطه واختصاره بالقضاء على الراسمال وتحويل مرافق الأنتاج لأدارة السلطات.
فالتعايش بل والتزاوج بين مقولات الماركسية في الأشتراكية ( أي الماركسية بدون اللينينية ) والديمقراطية السياسية و الأجتماعية ( أي الليبرالية) قد اثبت نجاحه في الدول الأوربية والصناعية التي اختطت مناهج اصلاح النظام الرأسمالي من خلال مناهج وبرامج لأقامة العدالة الأجتماعية تحت مظلات الديمقراطية والليبرالية. وتمت القطيعة والطلاق بينهما عند تبني النموذج السوفياتي ( أي اللينيني ) للأشتراكية .
ان النتيجة العامة التي يمكن استخلاصها من بحث العلاقة بين الماركسية والليبرالية ومن خلال التجربة التاريخية المتوفرة تخبرنا ان الماركسية بما تحتويه من نظريات ومقولات علمية وعدالية نبيلة يمكنها ان تتحول الى اداة للقمع والقهر والتسلط الأجتماعي والتخلف الأقتصادي اذا لم تكن مرتبطة وقائمة على المبادئ والحريات الليبرالية والنظم الديمقراطية التعددية ، فهي الأرض الخصبة لأنجاح تطبيق المقولات والنظريات الماركسية في تحقيق العدالة الأجتماعية.
ان انعكاسات تفهم العلاقة التاريخية بين الفكر الآشتراكي والليبرالي في العالم له انعكاس هام على رسم طريق التطور والبناء الفكري والأقتصادي والأجتماعي في عالمنا العربي وهذا ماستم مناقشته في الجزء الثالث والأخير.

-----------
تنويه:أرجو من القارئ الكريم ان لا يعتبر افكاري هنا منحازة لهذا الطرف او ذاك او للغرب او لغيره سواء في تناول المناهج الفكرية أووقائع تاريخية فاهتمامي الأول والأخير هو اهمية هذه المواضيع لقضية شعبنا العراقي وشعوبنا العربية فلست من ينظر الي الأفكار والمناهج والحركات السياسية بعين الحب او الكره ، او التمجيد او النفي، فهذه مواقف مراهقة تسود العالم العربي بحكم تبعيته الفكرية وهي للأسف تبدو لي واضحة لدى كتابنا وبعض مثقفينا من خلال كتاباتهم او من خلال تعليقاتهم وهي تمنعهم من البحث والحوار الفكري والعلمي الحر، وشخصيا يهمني البحث عن سبب المصائب التي حلت ولا تزال تحل بشعبنا وشعوبنا ، واضع ما اتوصل اليه في اسبابها في صلب كل ما اكتبه ،فهو ليس ترفا ، وسأكون شاكرا لأي اغناء فكري في هذا الأتجاه خدمة لقضيانا الوطنية ولاضير ان نتعلم من اخطائنا او مانعتقده خطأ عند الأخرين ونحلله ففي كلاهما فائدة مع الشكر .
د. لبيب سلطان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف ولماذا تطورت الرأسمالية ؟
حميد فكري ( 2022 / 8 / 13 - 18:01 )
السيد د،لبيب سلطان تحياتي
تطور الرأسمالية ،لاشك أنه يعود في جزء هام منه الى دينامكيتها الداخلية ،كنظام منفتح ومفتوح بلا حدود ،لكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أيضا أن هذا التطور نفسه يعود في الجزء الثاني منه الى 1) الإستفادة من الإستعمار ،من حيث السيطرة على ثروات الشعوب لعقود طويلة وتحقق هذا في المرحلة الأولى من تاريخها ، وهو ما أدى الى خلق تفاوت في تطور المجتمعات ،2) الإستفادة من علاقة التبعية الإقتصادية ،المتحققة في المرحلة الثانية من تاريخ تطور تلك الرأسمالية ، والتي تعززت بهذا التفاوت في التطور نفسه ،فصار من شبه المستحيل اللاحاق بها أي بتلك الدول الرأسمالية .
فما هو الحل الذي تبقى أمام بقية الشعوب الموصوفة ب(المتخلفة ) ؟
أعتقد أنه يجب أولا فك الإرتباط بتلك التبعية . فبدونه يستحيل تجاوز ما يطلق عليه ب(التخلف)،لأن التخلف ،هو في حقيقته ليس سوى التبعية الإقتصادية .
ملحوظة : فك الإرتباط ،لا يعني الإنعزال عن العالم ،بل هو سياسة هدفها التأكيد على الإستقلال والسيادة الوطنية ،وهذا بالذات ما تخشاه تلك الدول الرأسمالية ،وتصفه بالثورة ،لأن فيه قطع مع تلك التبعية .


2 - للاسف مقاله باهته ترقيعيه معدومة المنهجيه شعارها
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 8 / 13 - 18:44 )
لاتزعل احد -والكاتب الفاضل يقول ان اهتمامه هو مصلحة الشعب العراقي=جيد- اجعل ذالك منهجك وارجع للفقير لله ماركس وافكاره ولا اقول نظرياته -لان ليس له علميا اي نظريات- انها حينما تعرضها افكارا تتعلق ببدايات تطور المجتمع الجديد الصناعي الديناميكي-الذي راح متطايرا بلعنه وكاءنه ليس امل الانسانية ومنقذها من وهدة الاقطاع والعبوديةوتحت ظل الكنيسه كما وان الذين سبقوه ب100سنه اعلن عن قيم مبهجه للبشريه-الاخوه والعداله والمساواة -وماركس جاء لتهديم المجتمع باسم الطبقية واختار اقلها علما وثقافة بل ديناميكية ومستقبلا -البروليتاريا-واعتبر شيوعيته الخرافية تتم حينما اكثر الناس تواضعا يمسكون السلطه-نعود لقضيتنا العراقيه كما قال الكاتب انها مركز حوارنا وهل شيوعية ماركس وتكوين حزب شيوعي في العراق في ال34 وحتى الان متلائمه مع فكر الرجل اللاهوتي الذي ياءخذ شعاره التلخيصي من المثاليات المسيحيه-حسب عمله حسب حاجته-والعراق بلا بروليتلريا فيتهرب ويقول ان العراق لم يكن بحاجة لحزب سري في حين كلامنا ليس عن ذالك-لقد قدم حشع في مجتمعنا القروسطي عشرات الالاف من -الشهداء-ومثلهم من السجناء وملايين المشردين بلا وطن وقتل


3 - ألأستعمار والأمبريالية لاتقف وراء التخلف
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 13 - 19:38 )
الأستا ذ الفاضل فكري
لقد استفادت الدول الأستعمارية من مستعمراتها خلال فترة التراكم للرأسمال خلال القرن التاسع عشر والحصول على المواد الأولية اللازمة للصناعة بكلف ربما ارخص ولكن وفق السوق الدولية، ولكن نفس هذه الدول الأستعمارية ساهمت بنقل مجتمعاتنا من القرون الوسطى تحت الأدارة
العثمانية الى القرن العشرين ونقلت حضارتها في الأدارة والتنظيم والتعليم مع استعمارها
انها مودة في عالمنا العربي ارجاع كل فشل داخلي الى الأمبريالية والأستعمار فالسلطات الفلشلة تقول به كما والأحزاب الأسلاموية وحتى الماركسية
لقد نالت بلداننا استقلالها منذ 70 عاما ولم يعد تفسير التخلف بسبب الأستعمار او اسباب خارحية مقبولا فاسبابه داخلية ويجب البحث عنها في انظمة بلداننا وثقافتنا وعجز مثقفينا وبيوتنا
.. وفي نظرياتنا فالأمبريالية غير مسؤولة اذا فشلنا وكذلك هي ان نجحنا فهذه شعارات لذر الرماد في العيون
ولكم افضل التحية واشكركم على تعليقكم


4 - سؤال للاخ حميد فكري طبق نظريتك علة كوريا ج وهونكنغ
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 8 / 13 - 20:31 )
وماليزيا وتايوان ناهيك عن المانيا واليابان بعد الحرب الثانيه-ولماذا فيتنام-المحرره-بقيت فقيره وعموما الرجاء ذكر امثله عن الن


5 - حقيقة الماركسية الصادمة
منير كريم ( 2022 / 8 / 13 - 21:02 )

الدكتور المحترم لبيب سلطان
بعض المراجعين يحتفظون بموقف عاطفي تجاه ماركس بينما حقيقة الماركسية صادمة
يدعي ماركس انه اكتشف قوانين التطور التاريخي والاجتماعي بان المجتمع يتطور عبر الصراع الطبقي
ليصل الى ديكتاتورية البروليتاريا اذ يتم تحطيم جهاز الدولة البرجوازية ومصادرة الملكية الخاصة لوسا ئل
والقضاء على الطبقات البرجوازية في المدينة والريف وتتم الثورة البروليتارية بالعنف الثوري والتحول السلمي
هو استثناء نادر كما ذكر ماركس وانجلز هولندا كمثال
هذه الماركسية فلماذا نلوم لينين وستالين وماو وكيم ايل سونغ وبول بوت وغيرهم , هؤلاء طبقوا افكار ماركس
تسوق الماركسية كعدالة اجتماعية وهي ليست كذلك , انها نوع من الدارونية الاجتماعية تتضمن الانتقاء الطبقي
للبروليتاريا وازالة الطبقات البرجوازية . العدالة الاجتماعية هي انصاف الجميع الفقير والغني وتحقيق مساواة
سياسية وقانونية للجميع وتقريب الدخول ( جون راولز فيلسوف امريكي معاصر بحث في موضوع العدالة الاجتماعية)
شكرا لك


6 - ألماركسية كأي فكر اجتماعي تحتاج الليبرالية
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 14 - 06:50 )
استاذ منير
تحية طيبة
الكثير من دارسي الماركسية اليوم يصنفوه ثوريا ثم اقتصاديا وفيلسوفا ولكن لا احد ينكر عليه انه كان مصلحا يرمي العدالة الأجتماعة فواضح انه يكره -الزناكين- وماركس ذو منهج وهو ليس سياسيا بل باحثا وعليه عرضت افكاره بصورة موضوعية ولم اتطرق للسياسة منها الا في تطبيق الماركسية بشكليها الليبرالي في الغرب وقد نجحت، وفي الأتحاد السوفياتي حيث فشلت ، ومنه نخرج بنتيجة ان كل افكاراصلاحية لا يمكنها ان تتحقق بدون توفر منظومة دولة الحريات الأجتماعية والسياسية وهذا هو الدرس الأهم الذي نخرج به ..اما مقولات ماركس في البروليتاريا فهي فلسفية بحتة من لايقرأ ولايكتب يستطيع ادارة مصنع وعليه لم ولن تجد لا
عنده ولاعند الماركسيين الأوائل ان تؤل وسائل الأنتاج الى البروليتاريا بل تجدها عند لينين..مثلا . ابالنسبة للدارونية الأجتماعية فهي تحوير لنظرية البراغماتية الأمريكية لوليم جيمس ولا تمت بصلة للماركسية كونها تقول ان المجتمعات كالأفراد يبقى منها الأصلح والأقوى والمفيد وقد جرى نقدها مرارا خاصة من اليسار الليبرالي الأمريكي ويتهمها عنصرية
مع فائق شكري لتعليقاتكم واغناءاتكم


7 - الماركسية ليست الشيوعية يادكتور الكحلاوي
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 14 - 07:36 )
دكتورنا العزيز
ان طروحات الماركسية هي طروحات فلسفية فيها منهجية واضحة تدعو لأصلاح الرأسمالية قبل 150 عاما وقد تم تحقيق اغلب اطروحاتها اليوم في الغرب وقام هذا الأصلاح ولايزال بفضل النظم الليبرالية الديمقرطية فيه، بينما فشلت نفس الماركسية تحت قيادة الحزب الشيوعي في الأتحاد السوفياتي كونه كان نظاما شموليا دكتاتوريا.،ماذا يعني هذا؟ انه يعني
الديمقراطية والحريات الليبرالية هي الأساس الذي تقوم عليه اية اصلاحات اجتماعية ومنها الماركسية ..فالفكر والنموذج الشمولي الشيوعي حول الماركسية الى فكر مؤدلج كالدين وهذا
غير الماركسية كمنهج اصلاحي
لقد حاولت ان اوضح الأهمية والدور الأساس للحكم الديمقراطي والحريات الأجتماعية كشرط واساس لتطور المجتمعات وانجاز اصلاحات فيها تستوعب حتى الماركسية اما تأسيس احزاب شيوعية في الثلاثينات فانا لست متناقضا ياسيدي فهي خطة سوفياتية لمواجهة الغرب وليس لحاجة اجتماعية وطنية فالعراق بحاجة لجعفر ابو التمن والجادرجي والفكر الوطني لأقامة برلمان وطني وتوسيع الحريات وليس لحزاب سرية كالتي اقامها لينين ونظم ديكتاتورية اقامها ستالين مع الشكر لتعليقكم


8 - السيد د،لبيب سلطان
حميد فكري ( 2022 / 8 / 14 - 15:34 )
(انها مودة في عالمنا العربي ارجاع كل فشل داخلي الى الأمبريالية والأستعمار فالسلطات الفلشلة تقول به كما والأحزاب الأسلاموية وحتى الماركسية(
إستنتاجك خاطئ كليا ،فالماركسية لا تقول مطلقا أن سبب تخلفنا الوحيد هو الإمبريالية ،هذا إن كنت تفهم - وهذا شأن يخصك وحدك ومن يحدو حدوك - من الإمبريالية ،أنها علاقة تبعية خارجية .
من المعروف حتى عند طلبة الباكلوريا ،أن الإمبريالية ليست هي الإستعمار الكلاسيكي المباشر العسكري - فهذا النوع تخطته الرأسمالية ،بل هي علاقة سيطرة بنيوية داخلية تخضع فيها بنية إجتماعية ،لنقل دولة عالمثالثية ،،لتبعية إقتصادية لبنية إجتماعية اخرى ،من خلال تقسيم عالمي محدد للعمل .
وهذا يعني أن (التخلف) تخلف العالم الثالث ،لم يعد بسبب إستعمار خارجي ،كالذي عرفته المستعمرات من قبل ،بل صار علاقة داخلية بسبب الترابط العضوي التبعي بين مجتمعات ومجتمعات .
يبدو أن منتقدي الماركسية لازالوا يعيشون في بداية القرن 20 فمفاهيمهم متقادمة جدا .
وعلى هذا الأساس ،يختلط الأمر عليكم ،فيكون من المنطقي الوصول الى هذه النتيجة (فالسلطات الفاشلة تقول به كما والأحزاب الأسلاموية وحتى الماركسية()


9 - النقد المتهاوي1
حميد فكري ( 2022 / 8 / 14 - 16:15 )
د ،صادق الكحلاوي
تقول في مداخلتك(وان الذين سبقوه ب100سنه اعلن عن قيم مبهجه للبشريه-الاخوه والعداله والمساواة -وماركس جاء لتهديم المجتمع باسم الطبقية واختار اقلها علما وثقافة بل ديناميكية ومستقبلا -البروليتاريا-واعتبر شيوعيته الخرافية تتم حينما اكثر الناس تواضعا يمسكون السلطه-)
غريب أمرك، ألم تسأل نفسك ولو لمرة واحدة لماذا غابت تلك القيم المبهجة (الأخوة العدالة المساواة)، حين بدأ عصر الإستعمار ،واسترقاق الناس خصوصا من أفريقيا ، لأجل السخرة في مزارع هؤلاء الأسياد الأطهار ،وهل نسيت أن فولتير نفسه كان تاجر عبيد ؟ أعتقد أنك لن تمانع في أن تكون واحدا من عبيده وهو يغني لك أغنية (الأخوة والعدالة والمساواة)
ثم أليس من العيب القول ،إن ماركس جاء لتهديم المجتمع باسم الطبقية ؟
أولا تعرف أن الطبقات قد وجدت في التاريخ ،وليس ماركس من أوجدها ؟
وهل ترى أنه من العيب ،أن يكتشف ماركس قانون الصراع بينها؟ أم من العيب أن يتستر عليها ،كما تفعل أنت وكما تحاول عبثا الطبقات المستغلة فعل ذلك؟ هل أخطأ داروين مثلا ،حين اكتشف قانون الصراع بين الكاءنات الحية ،أم تراه كان على حق ؟
لكن الأهم في كل ما قلته هو (
تابع


10 - النقد المتهاوي2
حميد فكري ( 2022 / 8 / 14 - 16:45 )
لكن الأهم في كل ما قلته هو (واختار اقلها علما وثقافة بل ديناميكية ومستقبلا -البروليتاريا-واعتبر شيوعيته الخرافية)
أعتقد أنك بهذا القول إنما تحتقر نفسك وتقلل من شأنها قبل كل شيء ،دون أن تدري،فكر فيها جيدا.
من اوحى لك إن البروليتاريا ،أقل علما وثقافة وديناميكية ومستقبلا ؟
أليس هو بنية الإستغلال نفسها ،التي أريد من خلالها تأبيد هذا الوضع (أن تكون أقل علما وثقافة ).
لماذا لم تسأل نفسك ،لماذا البروليتاريا ،أقل علما وثقافة ؟
هل لخلل طبيعي جيني غيبي مثلا ؟ أم لخلل إجتماعي سياسي واقتصادي ؟
ثم هل المستوى العلمي والثقافي للبروليتاريا (بكل فأتها) لم يتحسن ويتطور بتطور الرأسمالية نفسها ؟ يبدو لي أن عقلك لايزال يفكر في بروليتاريا ق19،فالأولى أن تسخر من عقلك وليس عقل ماركس ،لأن عقله عقل تاريخي متحرك وليس ساكنا.
وهل يستحيل على البروليتاريا ،إدارة الإنتاج ومعه المجتمع ،وهي محركه ومنتجه؟


11 - سؤال للجميع
حميد فكري ( 2022 / 8 / 14 - 17:05 )
ماذا لو أخبرت جميع المتدخلين أنني مع هذا الرأي (الدور الأساس للحكم الديمقراطي والحريات الأجتماعية كشرط واساس لتطور المجتمعات وانجاز اصلاحات فيها )
ولكن بشرط أن تجيبوا على هذا السؤال، لماذا فشلت مجتمعاتنا في التأسيس للحكم الديموقراطي وتعزيز الحريات الإجتماعية ؟
سنرى كيف سيكون جوابكم ،وإلى أي حد يمكن قبوله علميا . أما مسألة إطلاق كلام تجريدي عام ،يتوهم أو يحاول أن يوهمنا بأنه خال من كل أيديولوجيا ،فتلك لعمري هي أسهل الطرق السحرية لحل المشاكل .
تحياتي


12 - كنت اعتقد ان حميد فكري اكثر خلقا وتهذيبا فناقشته
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2022 / 8 / 14 - 21:51 )
ولكن لاحياة لمن تنادي


13 - الماركسية ليست صندوقا سحريا يأخ حميد
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 15 - 00:00 )
تحية طيبة
ارجو ياعزيزي ان لاتقحم نفسك بتقييم الأخرين فانك لست صاحب الزمان كي تقيم من يعرف ومن لا يعرف ولا وجود لعلم مطلق او حقائق مطلقة بل العلم يضع
حقائق الواقع وبقوة التحليل والمنطق يبني نتائجه وعليه ان كنت ترغب في الحوار عليك بهذا المنهج وليس الرجوع الى صندوق ماركسي سحري مؤدلج يحتوي مقولات جاهزة
متابعة لتعليقك في 8 و11فهناك وقائع تدحض مقولتك بان التخلف سببه التبعية للآمبريالية
ولنأخذ كوريا الجنوبية مثلا التي تحتل اليوم مرتبة عاشر اقتصاد في العالم وكانت بلدا زراعيا منتصف القرن الماضي فلماذا تقدمت وبقينا متخلفين؟ والهند بالمجاعات اصبحت تصدر الغذاء للعالم وماليزيا والبرازيل وغيرها عشرات بلدان العالم الثالث خطت للأمام رغم كونها مثلنا بعلاقة تبعية عضوية وراء الأمبريالية ..اكرس الجزء الثالث القادم لهذه المسألة وباختصار اجيبك ان هذه الأمم قد سارت في طريق الأصلاحات الديمقراطية لمجتمعاتها واقتصادها ولم تأخذ بفكر مؤدلج مثل الماركسية او القومجية العربية كالذي تعرضت له شعوبنا
ومنعتها عن بناء انظمة ديمقراطية راسخة وتطوير اقتصاد وطني حر وتجارب هذه البلدان تجيب على تعليقك 11


14 - البروليتاريا وقود الثورة وليست محرك التاريخ
د. لبيب سلطان ( 2022 / 8 / 15 - 00:36 )
تعقيبا على مداخلة الدكتور الكحلاوي والجواب الغير مؤدب للسيد حميد فكري الذي دوما يقحم نفسه بتعابير نابية في حوار فكري وهو يردد اقوالا ملت الناس منها متصورا انه يدافع عن الماركسية وعنده كل العلم والأخرين جهلة
الدكتور الكحلاوي محق في تساؤلاته او اتهاماته للثورجية الماركسية من ناحيتين الأولى ان البروليتاريا طبقة فقيرة تبحث عن وسيلة للعيش وليست بصدد ترف فكري لتقود تحولات المجتمع المعقدة وماركس لم يكن غبيا ليفترض انها او الطبقة العاملة ستقود التحولات انمالاافترض ان الفقر سيدفع للثورة فهي محرك الثورة ووقودها ، وثانيا وايضا فهو ليس غبيااو طوباويا كي يفترض انها قادرة على ادارة وسائل الأنتاج وهم وقتها لايقرؤن ولايكتبون وهو اساسا لم يقل بتحويل وسائل الأنتاج للدولة اساسا كما قام به السوفيات بل طالب باعدة توزيع الفائض الأجتماعي للعمل والأنتاج ومنه الفرق الهائل بين الماركسية النظرية ونموذجها اللينيني السوفياتي والدكتور الكحلاوي لم يقصد عنصرية او اقلالا من شأن العمال بل هو قال بما يعرفه ماركس نفسه ونعرفه نحن واؤوكد ان المفاهيم السوفياتية للماركسية اتت من منطق ثورة منتصرة وسلطة غاشمة استغلت ماركس


15 - وحياتك يادكتور صادق الكحلاوي
حميد فكري ( 2022 / 8 / 15 - 02:20 )
وحياتك يا دكتور كحلاوي ،قل لي أين أسئت الأدب لك ،وأنا مستعد للإعتذار ،لكن بشرط أن توضح لي أين يقف النقد ،وأين تبتدأ الإساءة ؟


16 - نفس التعليق 15 موجه لك يا د،لبيب سلطان
حميد فكري ( 2022 / 8 / 15 - 17:41 )
نفس التعليق رقم 15موجه لك يا د،لبيب سلطان ،بل أكثر من ذلك أتحداك أن تعطيني تعليق واحد لي في الحوار المتمدن من تعليقاتي على كثرتها ،يثبت زعمك القائل (الذي دوما يقحم نفسه بتعابير نابية في حوار فكري)
وإن عجزت - وكلي ثقة في أنك ستعجز - سيكون هذا دليل على أنك متحيز للسيد الكحلاوي ولست بأي حال نزيه وموضوعي .
سأنتظر بفارغ الصبر أن تأتيني ولو بكلمة واحدة تؤكد زعمك ((تعابير نابية )
تحياتي


17 - السيد د،لبيب سلطان 1
حميد فكري ( 2022 / 8 / 15 - 19:00 )
(ولنأخذ كوريا الجنوبية مثلا التي تحتل اليوم مرتبة عاشر اقتصاد في العالم وكانت بلدا زراعيا منتصف القرن الماضي فلماذا تقدمت وبقينا متخلفين؟ والهند بالمجاعات اصبحت تصدر الغذاء للعالم وماليزيا والبرازيل وغيرها عشرات بلدان العالم الثالث خطت للأمام رغم كونها مثلنا بعلاقة تبعية عضوية وراء الأمبريالية)
غريب قولك هذا ، [فبلدان العالم الثالث عندك ،خطت للأمام رغم كونها مثلنا بعلاقة تبعية عضوية وراء الإمبريالية ] تناقض صارخ من العيب السقوط فيه.
يا أخي كيف تخطو تلك البلدان للأمام وهي بعلاقة تبعية عضوية للإمبريالية ؟ يعني بوضوح كيف لعبد أن يخطو للأمام وهو بعلاقة تبعية لسيده؟
العكس تماما هو الحاصل ،يجب فك الإرتباط بتلك العلاقة من التبعية حتى تتمكن تلك البلدان من أن تخطو للأمام ،أليس هذا هو المنطق ؟
وهذا بالذات ما قلته بالحرف في ت1 (أعتقد أنه يجب أولا فك الإرتباط بتلك التبعية . فبدونه يستحيل تجاوز ما يطلق عليه ب(التخلف)،لأن التخلف ،هو في حقيقته ليس سوى التبعية الإقتصادية .)
لكن يبدو أنكم لا تقرؤوا جيدا مايكتب .
لم تتطور كوريا الجنوبية واليابان وألمانيا الغربية على سبيل المثال ،إلا لأنها أعتقت
تابع


18 - السيد د،لبيب سلطان 2
حميد فكري ( 2022 / 8 / 15 - 19:30 )
إلا لأنها أعتقت من تلك العلاقة من التبعية بالذات .
فبدلا من إخضاعها لتبعية الرأسماليةالغربية الإمبريالية ،وإبقاءها في بنية الإقطاعية الزراعية المتخلفة ،حررتها من هذه البنية أي من قيود علاقات إنتاج قديمة ،( اليابان على سبيل المثال أجرت فيها أمريكا بعد هزيمة ح ع 1 إصلاح زراعي كبير ،وهو مقدمة أساسية للإنتقال الى مجتمع صناعي )
كل هذا جرى ليس حبا في هذه الدول ،بل لمنع إنتشار وتوسع الإشتراكية ،ومنع تطور الثورات فيها ،لأن في ذلك مقتل للرأسمالية الإمبريالية .
هذا ما فعلته أمريكا مع أوربا (مشروع مارشال)،لأن الحرب ع2 دمرت شعوب هذه الدول بسبب تنافس تلك الإمبرياليات نفسها ،على تقاسم الغنيمة الدولية .
تطوير اليابان وألمانيا ...،جاء كنوع من الإعتراف بتقاسم معين للعالم ،مع الإقرار بسيادة وهيمنة أمريكية واضحة ،لأنها كانت المستفيد رقم 1 في تلك الحرب المدمرة .
الأن أطالب بالجواب عن سؤالي المهمل في ت11 ولنقارن كيف يكون الإختلاف في التحليل بين المنهج الماركسي والمنهج البورجوازي (الغير المؤدلج !!!)
تحياتي

اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر