الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 14
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
2022 / 8 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 14
ليس بالامر المفرح وانت تكتب موضوعاً عن خطورة الوضع النووي المتأزّم والعالم يعيش في ترقّب حقيقي بعد الحدث الذي يزيد القلق قلقاً! الخبر هو ان تقوم سلطات كييف بقصف للمرة الثانية لمحطة زبوروجيا النووية التي تحدثت عنها في الحلقة 12. حقيقة اصبح الامر مقلقاً من قبل هذه السلطات المنتحِرة والتي دخل في نفسها اليأس بعد التطورات المهمة على الصعيد الاوروبي والتحول في بعض المواقف في الاتجاه من جديد الى روسيا رغم كل شيء. والشتاء القادم على الابواب والتضخّم الكبير الذي يستدرج اوربا الى التراجع الكبير لا لسبب الا ارضاء للولايات المتحدة والتي تبحث عن مصالحها في تخريب اوربا بحجج واهية. قصف مثل هكذا محطة نووية أمر خطير للغاية، ويمكن القول ان هذا السلوك الاوكراني تجاه هذا النشاط النووي لا يراد له وبه الا التدمير للمنطقة بلا اي شك!
تفاقم هذا الوضع جعل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصرّح بعد القصف الاوكراني للمحطة: سابلغ مجلس الامن الدولي بشأن ترؤسي بعثة خبراء الى محطة زبوروجيا للطاقة النووية في اوكرانيا. ويقول: وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوروجيا ضروري للمساعدة في تقليل مخاطر وقوع كارثة نووية محتملة. بينما ترى دول السبع تسلك سلوكاً غير مسؤول في بيانها بالقول: نرحب بجهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تعزيز سلامة المنشآت النووية في اوكرانيا ومن جهة اخرى تطالب روسيا بالانسحاب الكامل من محطة زاباروجيا للطاقة النووية شرقي أوكرانيا، وتطالب روسيا بالتسليم الكامل والفوري لمحطة زابوروجيا وجميع المرافق النووية داخل أوكرانيا، وشدد البيان على أن سيطرة روسيا على المحطة يقوض قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة الأنشطة النووية السلمية لأوكرانيا، وكأنّ الامر لا يتعلق إلّا بوضع سياسي معيّن معروفة أسبابه، فالبيان لا يشدد على وضع المحطة الامني والتهديد الاوكراني لها بالقصف والتدمير بل فقط كورقة ضغط سياسية على موسكو. بينما تطلب البعثة الروسية لدى الامم المتحدة عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي بشأن هجمات كييف على محطة زابوروجيا النووية. ويقول مندوبها اوليانوف:الغرب يشجع كييف على مواصلة استهداف محطة زابوروجيا النووية. ويقول: يجب على كييف ان لا تضع عقبات مصطنعة امام تنظيم زيارة للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى محطة زابوروجيا النووية. ونأمل من الدول الغربية ان تضغط على كييف لوقف استهدافها لمحطة زابوروجيا. ويؤكّد أن قوات كييف هي من قصفت محطة زابوروجيا وادعت ان الروس قصفوا انفسهم. بينما مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا يقول: في حال استهداف المحطة قد تمتد الاشعاعات النووية الناتجة الى 5 الاف كيلومتر. وتستمر التصريحات من قبل السياسيين من جميع الاطراف ولا نسمع من اهل الاختصاص شيئا الا نادراً. حيث تقول المتحدثة باسم الخارجية الروسية زاخاروفا: رفض الامم المتحدة السماح بزيارة بعثة الوكالة الذرية للمحطة قرار غير مسؤول، وتقول: العالم يسير على حافة الهاوية في ظل الوضع المتعلق بضربات كييف على محطة الطاقة النووية في زابوروجيا. ويقول غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية:اوفدت لجنتين الى اوكرانيا بهدف اطلاعنا على التطورات الميدانية على الارض. ويقول: ركائز ضمان الامن بالمحطة مهددة بالخطر ان لم تكن قد انتهكت بالفعل. ويؤكّد في حديثه الى انهم يعون ان الوضع في المحطة يتدهور مؤخرا وقد تعرضت لقصف نتج عنه تفجيرات داخلية. وان مولدات الديزل هي التي تعمل بعد فصل وحدات اخرى وتم قصف محطة الاوكسجين والنتروجين وان قوات المحطة محدودة حاليا وذلك بسبب القصف الذي تعرضت له. في المجمل نلاحظ ان الخطر جدّي لايمكن ان يتهاون عليه خاصة وان المناطق والدول التي تحيط بالمحطة على ابعاد مختلفة والدول الاخرى باتت مهددة بشكل كبير، وسنخرج بنتيجة مخيفة لو قارنّا بين حدث ربما يكون قريبا وبين الحدث الذي حدث لمحطة تشرنوبيل عام 1986 والذي باتت تأريخا نوويا خاصاً لاهل الاختصاص حين الحديث عن الطاقة النووية في جانبيها المدني والعسكري. لقد تعطّل جزء من المحطة بل عدّة اجزاء ولكن لم يشر الى اي الاجزاء التي تعطلت لاسباب منها امنية تتعلق بامن المحطة ولاسباب سياسية لا ينبغي المتاجرة بخوف وهلع الناس...). والواضح من خلال العديد من التصريحات ان القصف قد أضرّ بمخازن للوقود النووي بحيث ادى التخوّف من اصابة مباشرة الى المحطة او المفاعل بشكل مباشر الى تخفيض عمل المحطة بنسبة 50 بالمئة (يعني ان الامن تهدد بنسبة كبيرة والاحتياج الى غلق المحطة في ظروف غير امينة في تلك الحالة). للاسف ترفض كييف ابرام اتفاقات ثلاثية لتامين المحطات النووية لاتهام الروس بالقصف. وبالتالي حينما تحدث الكارثة لا سمح الله ستكون كل الجهات خاسرة من مشرق الارض الى مغربها فاي تغيير في اجواء الارض انما هو تغيير مفتوح على كل العالم. وهنا أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي يوم 11 من الشهر الحال آب (أغسطس) مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأنَّه (من شأن وجود الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا للقوى النووية تمكين المنظمة من الاضطلاع بأنشطة تقنية هامة بشأن الأمان والأمن النوويين والضمانات وفي نفس الوقت ممارسةُ تأثير يساهم في تهدئة الوضع).
كارثة، ربما تكون في الطريق!
لقد تعرّضت محطة زابوروجيا النووية يومي 5 و6 من هذا الشهر الى قصف خطير بحيث كانت إحدى القذائف سقطت على بعد عشرة أمتار من مخزن من مخازن النفايات النووية## تشمل هذه النفايات نظائر اليورانيوم والبلوتونيوم والثوريوم ونظائر الحديد والزنك والجرمانيوم والزركونيوم والفضة واليود علاوة على النظائر الاخرى المعروفة. وللأسف يقول الامين العام غروسي ان (ليس هنالك تهديد فوري للأمن النووي نتيجة للقصف أو غير ذلك من الأعمال العسكرية التي جرت مؤخراً. بيد أن الوضع يمكن أن يتغيّر في أي لحظة) وهذه الغرابة تتأتى من أنّ سقوطاً لقذيفة على مخزن من المخازن يمكن ان يسرّب اشعاعاً كافيا لتدمير المنطقة باكملها وربما يراد لهذا التدمير ان ينتشر على القوى المحتلة للمحطة! وان انتشرت غيمة الاشعاع الى ابعد في مساحات اوكرانيا الواسعة التي تشمل طبعا غذاء جزء كبير من البشر في هذا العالم! فستحل كارثة غذائية اخرى غير تلك البيئية! عد الى ما يقول غروسي:(أطلب من طرفيْ هذا النزاع المسلح أن يتعاونوا مع الوكالة وأن يسمحوا بإيفاد بعثة إلى محطة زابوريجيا للقوى النووية في أقرب وقت ممكن. فعَامِلُ الوقت يكتسي أهمية بالغة) لاحظ ماذا يقصد بالاهمية البالغة واعتقد يقصد ان عامل الزمن والقصف القادم(!) سيحول الامر الى كارثة متأخرة، وقد أشار اليها الطرف الروسي وان كان من مصلحته تأزيم الخبر لكننا نشير الى اهمية الحفاظ على الناس والبيئة وان استفاد من الوضع جانب من الجانبين. للاسف تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية (قد تلقَّت الوكالة معلومات متناقضة من كل من أوكرانيا وروسيا فيما يتعلق بالوضع السائد في المرفق وإجراءات تشغيله، والأضرار التي لحقت به، ودون وجود فعلي في الموقع، يتعذَّرُ على خبراء الوكالة تأكيد هذه التقييمات. وقال غروسي (إنّ مثل تلك الوقائع، التي تُجمع خلال زيارة تنفذ في الموقع، هي ما تحتاجه الوكالة لكي تتمكَّن من إجراء وتقديم تقييم مستقل بشأن المخاطر فيما يتعلق بالمخاطر التي تهدد الأمان والأمن النوويين) وواضح الاستنتاج من هذا القول مباشرة في قولهم حول الامن والامان النووين.
قوى نووية
تعتبر كل من روسيا واوكرانيا من الدول النووية المهمة على مستوى اوربا وان تخلت اوكرانيا عن سلاحها النووي الذي ورثته من الاتحاد السوفييتي السابق، ولكنّها مع صعود المتطرفين الى الحكم والمتأثرين بسياسة الولايات المتحدة الامريكية ويحملون الفكر العنصري الكاره لكل ماهو روسي، نقول ادى صعود هذا التيار الى نيتهم بالعودة الى التعاون على المستوى الذي يهدد روسيا واوربا عموما من خلال هذا الفكر العنصري. حيث لم يكن اطراف هذا الفكر مقتنعين بالتخلي عن التسلّح النووي من جديد فمن خلال العديد من النشاطات استطاعوا وبالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول اوربا الى اعادة العمل بالعديد من المختبرات التجريبية ومنها على المستوى النووي بشكل وبصورة اخرى. فلا غرابة من السعي الى ضرب محطة زابوروجيا النووية مرتين مما ادى الى تهديد واضح لعموم اوربا وتوريط بعض الدول الاوروبية بالعودة الى التسابق في امتلاك العديد من الحلقات المهمة للنشاط النووي التسليحي.
لقد وقعت العديد من الدول على اتفاقية يطلق عليها باتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية (يطلق عليها احيانا بمعاهدة عدم الانتشار) والترويج للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وتعزيز هدف نزع السلاح النووي العام والتام. وهذا الجهد قد شاركت به العديد من دول العالم ووقعت على المعاهدة واصبح التوقيع على المعاهدة شرطا لتعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع اي دولة ترغب بنشاط نووي ما وان كان لاغراض سلمية (راقب ماذا تشترط الولايات المتحدة الامريكية على ايران مثلا، للتوقيع على الاتفاق النووي، رغم ان الاتفاق في الاصل مع دول الاتحاد الاوروبي حصرا الا ان الولايات المتحدة اصبحت طرفا مهما في الاتفاق ومن خلال ذلك دخلت على خط الضغط على دول الاتحاد الاوروبي وبالتالي للضغط على ايران في مسائل عديدة تستشف مباشرة هذا التوجس من امتلاك النشاط النووي لايران وان كان للاغراض السلمية). لقد فتح باب التوقيع تأريخياً على معاهدة عدم الانتشار في عام 1968 ودخلت حيز التنفيذ عام 1970، وفي عام 1995 تم تمديد المعاهدة الى اجل غير مسمى (لقد انضم اليها 191 بلداً، ولكن كيان اسرائيل مازال يرفض التوقيع على هذه المعاهدة). لقد التزمت الدول الموقعة على المعاهدة بعدم حيازة السلاح النووي وبعدم تصنيعه او القيام باي نشاط لمحاولة الحصول عليه من الخارج. ولا حتى السعي الى امتلاك اي اجهزة تفجيرية نووية اخرى. هناك العديد من الإصطلاحات التي تضمنتها الاتفاقية قد درست بشكل جيد تركّز فيها الدول الكبرى على مراقبة وتعهّد شديد للدول الاخرى في عدم التقدم الى هذا المجال. حيث تفسّر عبارة (وتعرَّف الدول الأطراف الحائزة لأسلحة نووية بموجب المعاهدة بأنها تلك التي صنعت وفجّرت سلاحاً نووياً أو أي جهاز متفجر نووي آخر قبل 1 كانون الثاني/يناير 1967. وهناك خمس دول أطراف في المعاهدة حائزة لأسلحة نووية. وفي حين أن الوكالة ليست طرفاً في معاهدة عدم الانتشار، فإنها مكلفة بمسؤوليات التحقُّق الرئيسية بموجب المعاهدة. وكل دولة طرف غير حائزة لأسلحة نووية مطالبة بموجب المادة الثالثة من معاهدة عدم الانتشار بإبرام اتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة لتمكين الوكالة من التحقق من وفاء تلك الدولة بالتزاماتها بموجب المعاهدة بغية منع تحريف الطاقة النووية من الاستخدامات السلمية الى الاسلحة النووية او غيرها من الاجهزة التفجيرية النووية، (هنا أودّ الاشارة الى ان من حماقة النظام العراقي السابق صدام ظهر من على شاشة التلفزيون العراقي آنذاك وصرّح بانه يمتلك ما يخص النشاط النووي الجديد والذي أشار به الى امكانية العراق لعمل ما بهذا الاتجاه ويقصد فيه انتاج السلاح النووي او القنبلة النووية!! مع عدم وجود اي امكانية في الحقيقة للعراق ان يتوجه الى امتلاك اي سلاح نووي، وبهذا بدأت التلفيقات على العراق لاتهامه بمحاولة حيازة سلاح نووي، ابتداء من تلفيقات كشفها محقق وكالة المخابرات المركزية بفضح هذا التلفيق عن محاولة العراق شراء اليورانيوم من النيجر!وبذلك أعطى رأس النظام التبرير بنفسه الى الدول التي قامت بتدمير العراق، مازال الشعب العراقي يدفع ثمن تلك الحماقة)# وفي كتاب فرانك بارنابي، <القنبلة الخفية> يقول عن العراق وسعيه بهذا الجانب: يقدم ليونارد سبيكتور عام 1987 دليلا اوضح على نوايا العراق استخدام مفاعل اوسيراك لانتاج كميات ذات قيمة عسكرية من البلوتونيوم. فيصف كيف طلب العراق في العام 1980 شراء 11 الف كيلوغرام من مسامير معدن اليورانيوم المستخدمة كوقود من شركة نوكيم الالمانية الغربية. وكان حجم المسامير مناسبا لاستخدامه في مفاعل اوسيراك، وتعريضها للاشعاع قد ينتج حوالي 12 كيلوغراما من البلوتونيوم، تكفي لصنع سلاحين نوويين. ولم تتم الصفقة لان المتعهدين الفرعيين في شركة نوكيم في الولايات المتحدة وكندا لم يستطيعوا الحصول على رخص استيراد لهذه المادة! وفي النتيجة يظهر ان كل هذا الحديث لفّقته المخابرات الاسرائيلية كما يرد في الصفحات 144 وما تلاها من نفس الكتاب. من ذلك نستنتج الى ان السعي الى امتلاك اي حلقة من حلقات النشاط النووي وان كان للاغراض السلمية ممنوع على اي دولة من تلك الدول وان كان النظام السياسي عميلا او متعاونا مع القوى المسيطرة على سوق الطاقة او النشاط النووي، إلّا بشروط قاسية.
زابوروجيا وإحتمال حصول التسرّب الاشعاعي الى المحيط الخارجي؟
حينما تنطلق كميات كبيرة من الاشعة النووية الى الخارج والى الغلاف الجوي فسيطلق على تلك البيئة عموماً بالبيئة السامة الملوّثة، وتكون هذه البيئة غير قابلة للحياة ولا لاي نوع من انواع الاستخدام ان كان من النبات او الحيوان ناهيك عن الاصابات الكبيرة بانواع مختلفة من الاشعاعات النووية وانطلاق كميات هائلة من الغازات المشعة وكميات من الاشعاعات المتضمنة لنظائر متعددة مشعة منها نظائر اليورانيوم 235، 238، 239، ونظائر البلوتونيوم 238،239، السيزيوم بنظائره ،اليود بنظائره، الثوريوم وغيرها. وستنتج عن هذه التسريبات الغيوم الاشعاعية بتركيزات متعددة وبتغيير متوقع للمناخ تغييرا يعتمد على تلك الغيمة الاشعاعية التي تنطلق الى الخارج وفي اي جو من هواء او حرارة او مطر ما، يتساقط مع الاشعاع ليطلق على هذا المطر بالمطر الاشعاعي الملوّث للارض بدرجة كبيرة وللمياه الجوفية والانهار الجارية. ويبدأ عدّ الاصابات المتضاعفة والموت البطيء الذي سيلحق بالدول المحيطة في الدائرة الاولى وهي مولدوفا وبيلوروسيا واوكرانيا نفسها وروسيا ورومانيا وبولندا، هنغاريا سلوفاكيا، وهكذا الى الدائرة الثانية والثالثة وربما ستصل الى عموم اوربا والبحر المتوسط والدول الواقعة على شواطئه. ان من الامور المعقدة التي لا يعرف مداها هو تسرب الاشعاع الى الغلاف الخارجي الجوي والذي سيؤدي الى كوارث حقيقية للاجواء ولو بعد حين.
هناك جهد ينبغي ان يكون موجوداً بالتفصيل عن وضع سباق التسلح النووي على مستوى العالم ويكون من الضروري الاشارة الى بعض الدول المهمة في جوانب عديدة منها الموقع الجغرافي والوضع العلمي السياسي وبكونها دولا مرشّحة للدخول الى ذلك السباق.
الدنمارك والنشاط النووي
تعتبر مملكة الدنمارك من الدول الطليعة في مجال الابحاث النووية وقد كانت في السابق تسعى على الحصول على موافقات البرلمان الدنماركي لبناء مفاعلات في البلاد. في عام 1985 اصدر البرلمان الدنماركي قراراً يقضي بعدم بناء محطات للطاقة النووية في البلاد والقرار سارٍ الى الان. والقاء نظرة على وضع الطاقة الكهربائية في الدنمارك نلاحظ ان حوالي50 بالمئة من انتاج الكهرباء ياتي من الرياح، حتى يتم تصدير كمية من الطاقة الناتجة من الرياح الى الخارج. ومما يشجّع البلد على الاحتفاظ بهذا الوضع هو نسبة السكان التي تبلغ قرابة ستة ملايين والذي يشجع على الاكتفاء بما موجود من الطاقة بهذا الاسلوب.
تعتبر الدنمارك من الدول التي لم توقّع على معاهدة حظر الاسلحة النووية. اي انها تؤيد امتلاك هذا السلاح وتؤيد الاحتفاظ والاستخدام المحتمل للسلاح النووي. وباعتبار مملكة الدنمارك من الدول التي تنتمي الى حلف شمال الاطلسي (الناتو) فلا تمانع من الخضوع لاي نشاط يطلبه الحلف ومنه ما يتعلق بالسلاح النووي. ولا غرابة من دور وتصرف الدنمارك هذا حيث صوتت الدنمارك ضد قرار للجمعية العامة للامم المتحدة الذي فيه تتبنى الجمعية الترحيب بمعاهدة حظر الاسلحة النووية ودعت فيه كل الدول الى المشاركة والتوقيع على هذه المعاهدة المهمة، بالرغم من تأكيد وزير خارجية الدنمارك انه لا يوجد عائق قانوني امام انضمام الدنمارك الى المعاهدة. وقد قام باجراء اتصالات مع البرلمان عام 2021 لتبني قرار خرق التضامن مع الناتو فيما يتعلق بالتعهدات مع الحلف من اي تبعات. ومازال هناك عدد من السياسيين والاحزاب لهم الرغبة في الانضمام الى المعاهدة. حيث اظهرت استطلاعات اجريت عام 2020 ان نسبة 78 بالمئة من الدنماركيين يعتقدون ان بلادهم يجب ان تنضم الى المعاهدة بينما تبلغ نسبة المعارضين عدداً لا يتجاوز 7 بالمئة. بل من المهم القول ان 65 بالمئة منهم يعتقد انه يجب ان تكون الدنمارك سبّاقة للانضمام الى المعاهدة وان واجهت ضغوطا من الناتو. وقد مرّت سياسة الدنمارك بالعديد من الخطوات في التباين في الرأي في المحافل الدولية حول التوقيع من عدمه على معاهدة حظر الاسلحة النووية. مثلاً في عام 2016، صوتت الدنمارك ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أنشأ التفويض الرسمي للدول لبدء مفاوضات حول <صك ملزم قانونًا لحظر الأسلحة النووية ، مما يؤدي إلى إزالتها الكاملة>. ولكنّ المملكة لم تشارك في مفاوضات المعاهدة في الأمم المتحدة في نيويورك عام 2017، وبالتالي لم تصوت على اعتماد تلك المعاهدة. في يوم افتتاح المؤتمر التفاوضي، انضمت إلى الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في الاحتجاج على عملية إبرام المعاهدة. وبمرور الوقت تتعرض الدنمارك الى ضغوط كبيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية على التصويت ضد قرار الانضمام وليس مجرّد الامتناع عن التصويت.
اعتقد بات من الصعب الان التوقيع على المعاهدة بعد التطورات التي حدثت في اوكرانيا، والسعي الامريكي المحموم الى التحذير من التمدد الروسي عبر اوكرانيا الى دول اخرى! وكنتيجة للضغط الجديد من قبل الامريكان هو هذه المناورات العسكرية لدول الناتو بالقرب من حدود روسيا باعتبار ان التهديد قادم لتلك الدول وبالتالي بات لزاما عليها ان لا تنضم الى معاهدة الحظر! ولا شك ما للولايات المتحدة من دور كبير في محاولة السيطرة على القرار الاوروبي في كثير من السياسات ومنها هذا المجال. ولكن ربّما مع إنتخابات قادمة وبتصوّر سياسي ما من قبل بعض الاحزاب المتآلفة تعود البلد الى وضعها السابق في التوجّه الى التوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية.
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# انظر الى كتاب الدكتور عماد خدوري المعنون:سراب السلاح النووي العراقي مذكرات واوهام. الدار العربية للعلوم. 2005 الطبعة العربية. الصفحة 295. ويشير الدكتور خدوري الى سعي النظام الى امتلاك القنبلة النووية، راجع الصفحة 101 و102 التي يشير فيهما الى سجن الدكتور حسين الشهرستاني لرفضه التعاون مع النظام في هذا المشروع. حيث يقول: عانى حسين الشهرستاني الكثير من التعذيب الجسدي والنفسي في سجنه الانفرادي. وبعد عدة اشهر من توقيفه قام برزان رئيس جهاز المخابرات في حينها والاخ غير الشقيق لصدام، وبرفقة عبد الرزاق الهاشمي رئيس منظمة الطاقة الذرية العراقية بزيارة حسين في زنزانته حيث عرض عليه برزان الافراج عنه ومنحه بعض الهدايا بشرط تعاونه في برنامج لانتاج السلاح النووي، وعندما سأله حسين عن ما هو مطلوب منه بالضبط ضمن هذا البرنامج نظرا لقلة خبرته بمتطلباته اجابه عبد الرزاق الهاشمي بامكانية مساهمته في عملية استخراج عنصر اليورانيوم من انتاج اسمدة الفوسفات في معمل عكاشات الذي كان في طور الانتهاء من التشييد قرب مدينة القائم على الحدود السورية). ثم يقول استنادا على كتاب لمحة عن حياة د. حسين الشهرستاني لايريك كولدستاين: وبغية اقتناص فرصة الخروج من السجن اعلن حسين عن استعداده للمساهمة قدر الامكان في ذلك.
## (تمثل الخطورة الكبيرة في النفايات النووية الناتجة من التفاعل النووي داخل المفاعل انما هي مثل الوقود الذي تم تحميله في المفاعل ولكن بتركيزات أقل، وتكون هذه النفايا على أشكال يتم تصنيفها وفق أسس علمية وإدارية خاصّة وهي عبارة عن تجميعات من قضبان وقود معدنية أسطوانية التي تحيط بحبيبات الوقود. ولكن بسبب حدوث تفاعلات نووية ، يكون هناك اختلاف في بعض المحتويات. ويكون منها السائل ومنها الغازي ومنها الصلب. حيث لم يشر في الخبر من أي نوع هذه النفايات التي إستهدفت بالقذائف أو سقطت بالقرب منها تلك القذائف. وتكون مخاطر النفايات النووية في الحرارة التي تحتويها والناتجة من التفاعل داخل المفاعل. لكن تكون أقلّ سمّية بالتناسب مع الزمن الذي يستغرقه تخزينها والفترة ما قبل المعالجة. وتكون خطورتها حسب الوقت الذي خرجت فيه من المفاعل، إن كانت قد خرجت لاول مرة تكون خطورتها شديدة لدرجة ان القرب منها يصيب الشخص ويؤدي الى موته بثوان معدودة. وكلما استغرقت فترة الخزن تقل خطورتها مع مرور الزمن. وفي الحدث الاخير لم يذكر ان هذه المخازن قريبة من سطح الارض ام داخل الارض، فكل له تقنياته وتعامل خاص به. راجع الموقع التالي:
https://whatisnuclear.com/waste.html#what
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل تحكم حلب هيئة انتقالية؟.. الجولاني يكشف خطته في سوريا
.. جندي كوري جنوبي ينحني معتذرًا لمواطن بعد نزولهم لفرض الأحكام
.. محللان: موسكو وطهران تضغطان على الأسد واجتماع الدوحة سيكون م
.. مصادر طبية للجزيرة: 36 شهيدا جراء الغارات الإسرائيلية على قط
.. ما حظوظ نجاح جهود التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟