الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيوش العراق الطائفية

حمزة الشمخي

2006 / 9 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من المعروف للجميع ، بأن العراق من البلدان القليلة التي تتميز بالتعدد القومي والديني والمذهبي والسياسي والحزبي وحتى تعدد المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية بعد إنهيار الدكتاتورية ، وهذا شئ يستحق الإعتزاز والإهتمام بتعددية وألوان العراق الجميلة .
ولكن ظهرت على السطح هذه الأيام ، تعددية الجيوش والفيالق والسرايا والكتائب المسلحة ، وبأسماء وشعارات طائفية وعنصرية مختلفة ، غريبة عن تراث وتاريخ وحضارة وتعايش وتآخي شعب بلاد الرافدين .
حيث نجد الآن ، بأن هناك الكثير من الأحزاب والمنظمات والكيانات السياسية العراقية والمتمثلة في الحكومة ومجلس النواب العراقي ، لها جيوشا وفيالقا طائفية مسلحة منتشرة في مناطق واسعة من العراق ، وتفرض نفسها بقوة السلاح والتهديدعلى العراقيات والعراقيين .
ومن الغريب في الأمر ، أن هذه الميليشيات المسلحة أصبحت تتقاتل فيما بينها ، حيث ذكرت لنا الأخبار بأن هناك إشتباكات مسلحة قد حصلت بين عناصر تابعة لميليشيا جيش ( المهدي ) الشيعية مع مسلحين من جيش ( عمر ) وهو فصيل مسلح موالي ومؤيد لجبهة التوافق السنية ، وقد حصلت هذه المعارك في مدينة الحرية في العاصمة العراقية بغداد .
وبعد كل هذا ، من حقنا أن نسأل ، قادة هذه الأحزاب والمنظمات والكيانات السياسية التي ترعى مثل هذه الميليشيات المسلحة التي ترتكب أبشع الجرائم بحق أبناء العراق ، إلى متى تتمسكون بميليشياتكم المسلحة التي تتجاوز على المواطنة العراقية والقانون والعدالة وحتى السيادة الوطنية ؟ .
وهل أن هناك بلدا في العالم ، تتعدد به الجيوش والفيالق والميليشيات ، وهي التي أصبحت بديلا عن الجيش الوطني والشرطة وأجهزة الأمن الإخرى ؟ .
وهل تعرفون بأن جيوشكم وفيالقكم الطائفية والمناطقية هذه ، هي أحد أسباب عدم الإستقرار والهدوء وسيادة الفوضى والفلتان الأمني في العراق ، إضافة الى الإرهاب والتدخلات الأجنبية والإقليمية منها ؟ .
فعليكم أن تختاروا يا قادة الكيانات السياسية والميليشيات ، ما بين وجودكم وإستمراركم في الحكومة العراقية ومجلس النواب العراقي بشكل قانوني ودستوري ، أو قيادتكم لمثل هذه الميليشيات اللا شرعية التي تتعارض مع تمثيلكم البرلماني والحكومي ، لأنه لا يمكن الجمع أبدا ما بين قيادة دولة ومجتمع وقيادة ميليشيات مسلحة في نفس الوقت ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف


.. ناشطون يستبدلون أسماء شوارع فرنسية بأخرى تخص مقاومين فلسطيني




.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل