الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا ثورة وطنية بلا قوى ريفية

خزامي مبارك

2022 / 8 / 15
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


___________
تنطلق التنظيرات التقليدية للثورات الوطنية كنتظيرات المارتينكي فرانز فانون من أنه لايمكن إحداث ثورة وطنية جذرية دون استيعاب القوى الريفية في الكفاح من أجل التحرر ذلك لأن الفلاح ظل طوال العهود الاستعمارية محافظاً على ذاتيته، يعيشون في بيئة تقليدية ظلت بنيانها سليمة دون أن يخترقها ظلامات الوعي الاستعماري المديني وهذا ما يجعل من الفلاح دائماً ما ينظر بعيون الاستغراب لابن المدينة بل يسيئون الظن به و يحذرون منه كل الحذر فهو يشبه الأروبيين المستعمرين أكثر منهم يلبس ملابسهم يتحدث مثلهم بل له امتيازات أكثر منهم.
ومن هنا ولدت الهوة والفراغ بين إنسان الريف والمدينة بين فئة اجتماعية غارقة في وعيها الذاتي وبين فئة أخرى مغتربة كل الاغتراب عن محيطها الوطني.
ولأن فكرة المنظومة الحزبية والمجتمع المدني هي من صميم الأبنية الاستعمارية فإنها تحمل هذه الهوة الواقعة بين هذه الفئات بل نادراً ما نجد البرامج الحزبية أو خطابها تصل إلى الجماهير الريفية، بل تعيش الأحزاب السياسية في دولة ما بعد الاستعمار في حياة شبه مغلقة وسط فئات اجتماعية بعينها كالمهندسين والمعلمين وعموَم الحرفيين الذين تعلموا وتربوا في المؤسسات الحديثة ناسين بذلك عنصر ثوري مهم وحاسم في العملية الثورية.
وهذا ما يرجو من الثورة الوطنية تكسيرها وهدمها حتى ينخرط هذه القوى التقليدية في الكفاح الوطني، وان يتردد صدى الشعارات الثورية في أفواه هؤلاء الفلاحين ولنسمع زغاريد القروايات العفوية ودون هذا فلا حلم بأي وحدة وطنية.
من المؤسف في هذه الأوقات التي تنتظم فيها قوى المدينة وعلى مقدمتها الطبقة الوسطى في الشوارع وتجري ناقاشات هنا وهناك عن مواثيق سلطة الشعب والتغير الجذري وقضايا مصيرية كبيرة نجد هناك غياب تام للفلاح الريفي بل أنه يسمع هذه الأخبار سمعاً وهذا ما جعله عرضة للاستغلال من قوى الردة وسهل التوظيف و الاستخدام لضرب الثورة.
يحدث كل هذا لأن المنظومات الثورية عجزت أن تفعل شيئاً حيالها عجزت أن ترسل مجرد شخص واحد لبث الوعي الثوري والسياسي في الأرياف المسؤولين السياسيين خابئين في المدن ينعمون بنسيم القاعاعات المكيفة يثرثرون بالشعارات والفلاح أداة في يد زعيم القبيلة ورجل الدين يقاسمون العداء للثورة.
لايمكن نجاح هذه الثورة ولا يمكن أن تكون لجان المقاومة كفئة ثورية مكتملة وناضجة وقادرة على تحقيق أهدافها في الدولة الوطنية دون أن تستوعب في صفوفها الجماهير الريفية الصامتة المكتوية بنيران الاستتباع.
والذين يتحدثون عن الثورة الوطنية والتغيير الجذري يجب أن يدركوا أن هذه الأمنيات لايمكن أن يحققها النقابات المهنية وحدها ولو ثارت أبد الدهر
الخرطوم 15/اغسطس /2022 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو