الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الجواهري

عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)

2022 / 8 / 15
الادب والفن


عرضت الكاتبة المميزة فاطمة المحسن كتاباً يدور حول بعض جوانب سيرة وإبداع شاعر العراق والعرب الأكبر محمد مهدي الجواهري. علقت على مقال الكاتبة من خلال جدار صفحتها، التي أتابعها بإرتياح وإعجاب. تحيط المحسن الأعمال التي تناقشها بأبعاد جميلة، وتطرحها بطريقة جذابة.

كتبت ما نصه:

"قراءتكِ لكتاب محمد حسين الأعرجي جعلت الكتاب أجمل. حفزني مقالك للحديث عن الجواهري الكبير حقاً. لكن وجدت أن ما سأقوله سيأخذ بعداً أوسع مما تحتمله التعليقات. فضلت أن أنشره على جدار صفحتي. دمتِ بعطاءٍ جميل متواصل".

أقول في هذه المساحة الضيقة شيئاً عن الجواهري الإنسان، ولا أملك الكفاءة الفنية للحديث عن شعره أو تقويمه.

عرفت الجواهري صديقاً عزيزاً في أهم مغتربات حياته: براغ، دمشق وبودابست. نحن الآن في أجواء الذكرى الخامسة والعشرين لرحيله. أقول شيئاً عن أهم صفاته: هو وطني بحماسة شاب في العشرينيات من عمره.

يُقيم الجواهري وزناً خاصاً لصداقاته. شعرت بهذا ليس من خلال الكلام العابر، بل من ملموسيات عديدة، منها: هو يُزار في بيته ولا يَزور. كسر هذه القاعدة فزارني ببيتي البسيط بالشام الكريمة الجميلة. من إخوانياته الرائعة أنه نظم بيتين بمناسبة ميلاد أبني البكر خالد. أعتبر ذلك معلم ود وصداقة.

بعد أن تركت الشام الى بودابست أرسل لي 30 ألف دولار، لدعم مشروعي في مجال النشر، عندما أسست دار صحارى للصحافة النشر. هذا المبلغ ربما كان كل حصيلة عمره المديد. جلب المبلغ لي إبن أخته الراحل د. رجاء الجصاني. أعدت المبلغ لأبي فرات مع الثناء، بعد فترة عبر إبن أخته الصديق رواء الجصاني، الذي أسس ويدير حالياً في براغ مركز الجواهري.

مواصلة لروح الصداقة، إتخذ من بودابست ملاذاً ضمن العواصم، التي أحبها وأطالت عمره على حد تعبيره البليغ. أعددت له إقامة في بودابست لتسهيل حركته دون الإضطرار الى التأشيرات في كل رحلة. عشنا في بودابست أجواء أحداث كبرى وطنية وعربية. كان الجواهري لا يتابع الأحداث فقط، بل يعيشها بدقة وحماسة ومسؤولية عظيمة وحقيقية.

كتبت في بعض المناسبات مواد قصيرة حول الجواهري. لكن ما بات يردعني عن الكتابة عنه وحوله، فضيان الكتابات المختلطة، خاصة تلك التي لا تراعي أية مسؤولية.

بقيّ أن أقول: إن كتابه المهم "ذكرياتي" بجزئيه، قد جرى إعدادهما وتصميمها في بيتي بالشام، على يد خال أولادي الفنان المتعدد المواهب إنتشال التميمي. كانت صورة الغلاف بكاميرته أيضاً.

قلت، وما زلت أعتقد أن الجواهري من أصدق محبي الرافدين. وهو بجدارة نهر العراق الثالث وعياً وأبداعاً وجمالاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب