الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام العسكري و الكيل بمكيالين

كوسلا ابشن

2022 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


النظام العسكري و الكيل بمكيالين

في مؤتمر قمة الجامعة العرقية المنعقد سنة 1974 بالعاصمة الموحدية الأمازيغية رباط, وضح هوري بومدين الرئيس السابق بدزاير, في خطاب موجه للشعبين دزايري و موركي قال فيه:" أود أن يفهم أخواني جلالة الملك و الرئيس الموريطاني نوايا الجزائر و بصفة نهائية, أننا نساند المغرب و موريطانيا من أجل تحرير كل جزء من الأرض, ليس فقط في الصحراء الغربية أو الصحراء المحتلة من طرف اسبانيا بل أيضا سبتة و مليلية وكل الجزر التي لا تزال تحت السيطرة الإسبانية".
هذا الموقف المبدئي للنظام العسكري, سيتغير 100%, بتطور مستجدات الأحداث في الصحراء, بإنسحاب الجيش الإستعماري الإسباني و دخول الجيش الموريطاني الصحراء من جنوبها و الجيش آل علوي من شمالها. بعد هذه الأحداث سيتمظهر الجهاز العسكري الدكتاتوري, العنصري بموقف مبدئي جديد في مظهر التقدمي و الثوري المدافع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها, و من بوابة الدفاع عن حق تقرير المصير ل"شعب" خلق في كوكوت مينونت, "شعب" وهمي برز كفكرة بالصدفة في ظل صراع الأنظمة الرجعية الفاشستية على نهب خيرات بلاد شمال افريقيا. صراع الأنظمة اللاوطنية و اللاشعبية للإستحواذ على خيرات و ثروات البلاد, الصراع الذي أدخل المنطقة في دوامة الحروب و الصراعات لأكثر من نصف قرن, هذه هو سجل صناعة "الشعب" الوهمي.
الموقف "المبدئي" الجديد السفسطائي للعسكر من حق تقرير مصير الشعوب, أطال أمد الصراع و أدى الى إرهاق ميزانية دولة دزاير, فالدولة التي تحتل المراتب العشر الأولى بين الدول المصدرة للنفط و الغاز, و تصل عائداتها الى أكثر من 30 مليار دولار سنويا, يعيش شعبها حالة الفقر المدقع, فحسب تقرير الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان لسنة 2018, فقد وصل عدد فقراء دزاير إلى 15 مليون أنذاك, حوالي 38 % يعيشون في حالة فقر مدقع. كما أن قلة فرص الشغل أدى الى إزدياد عدد العاطلين عن العمل, و حسب تقرير صندوق النقد الدولي لسنة 2021 , بلغت نسبة البطالة في دزاير 13,4%, وترتفع في أوساط الشباب لتصل الى 20% . الأزمة الهيكلية و إنتهاك حقوق الإنسان, هما نتاج عن سياسة العسكر اللاوطنية و اللاشعبية التي ينتهجها النظام بتقسيم أموال الشعب بين الحسابات المصرفية للجنرالات و المقربين منهم بالخارج, وبين تمويل مصارف الدبلوماسية الإستقطابية لصالح "بوليساريو" و تسليح المنظمة الإرهابية "بوليساريو" في حربها ضد الشعب موركي. هذه هي السياسة التي أنتجت الحراك الشعبي المستمر حاليا في تمظهراته المتعددة, منها تزايد ظاهرة الهجرة السرية التي دفعت بكل فئات المجتمع دزايري الى الهجرة نحو أوروبا خاصة, لتحسين أوضاعهم المعيشية و العيش الكريم في ظل الحريات المتاحة في أوروبا.
سفسطائية الموقف "المبدئي" الجديد من مبدأ حق تقرير المصير, جعل مؤدلجي النظام العسكري يحددون حسب مقاس توجهاتهم الإيديولجية و السياسية في إختيار الإلزامي لمبدأ حق تقرير مصير الشعوب بين الأحقية و اللاأحقية.
زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان مؤخرا, و الرد الصيني في تنفيذ مناورات وتدريبات عسكرية في المجال التايواني, لتذكير أمريكا و الأمم المتحدة, أن جزيرة تايوان أرض صينية و جزء لا يتجزأ من جمهورية الصين الشعبية. في جو هذا الصراع المفتعل, سارع ممثل دبلوماسية العسكر الفاشي في إثبات موقف الحازم لحكومته برفض إنفصال تايوان عن البلد الأم الصين ( رغم تأيدينا لأحقية الصين الشعبية في إستكمال وحدتها الترابية, بإعتبار شعب تايوان هو صيني الإنتماء و الجزيرة كانت جزء من الصين الموحدة قبل الثورة الماوية سنة 1949), لكن الغريب هو في الموقف المبدئي للنظام العسكري, الغير المعترف بإنفصال تايوان, لكنه يؤيد الإنفصال في حالة الصحراء موركية, بخلق "شعب" اللاتاريخي, و خلق جمهورية عنصرية تحمل التسيمة العرقية الإستعمارية في بلاد الأمازيغ,"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية", التسمية التي لم يتجرأ على إطلاقها حتى النظام العسكري الكولونيالي الفاشي بدزاير. القياس الإيديولوجي و المصلحي من أفرز سياسة الكيل بمكيالين بين أحقية الصين في تايوان, و اللاأحقية مورك في ستكمال وحدة أراضيه.
مؤدلجي الإستعمار و الكراهية و العنصرية ساقوا وراء أوهام قوة النظام العسكري في دزاير بقيادة المشروع القومجي العروبي في المنطقة و التخيل التوسعي في المجال الجغرافي ألزم صناعة الدويلة العرقية الزبونية التبعية, بهدف الحاجة الى آداة حربية تؤدي الى إضعاف قدرة النظام آل علوي في المنافسة على قيادة سياسة الأوهام.
السياسة الإستعمارية و العنصرية للنظام العسكري هي من تحدد الموقف من أحقية أو اللاأحقية الشعوب في الأستقلال و تقرير المصير, و هذا ما تعتمد عليه سياسة العسكر بالإعتراف بالجمهورية الوهمية و الدفاع عنها في المحافل الدولية و العالمية و صرف الملايير الدولارات من أموال الشعب على الوهم الغير قابل للتحقيق, و الشعب الدزايري يرزخ تحت وطأة الفقر المدقع و إنتهاك حقوقه. و نفس السياسة العنصرية المقيتة التي ينتهجها النظام الكولونيالي في شمال افريقيا في معارضة أحقية الشعوب المناضلة في الشرق الأوسط و شمال افريقيا المدافعة عن حقوقها المشروعة. من هذه المواقف العنصرية, الدعم اللامشروط لسياسة صدام في آبادة الشعب الكردي و معارضة المشروع الكردي في تقرير مصيره في أرضه. مع الطروحات العنصرية الإستعمارية تختفي حقوق الشعوب الأصلية في تقرير مصيرها, كما هو الشأن مع مشروع تحرير لقبايل من الإحتلال العسكري الذي لا يجمعه مع الشعب لقبايلي لا الهوية و لا القبلة.
النظام الديكتاتوري يخلط الأوراق حسب مقاسه و مصالحه و مواقفه العنصرية, ليعتبر معه من جهة حق تقرير المصير للشعوب الأصلية, إنفصال و مؤامرة صهيونية, و من جهة أخرى يصبح المطالبة بالإنفصال لجماعة مرتزقة, هو الحق المشروع بالمطالبة بحق تقرير المصير و بناء الدولة المستقلة. رغم أن تاريخ المنطقة منذ آلاف السنين لم يعرف دولة مستقلة عن دولة الأم مورك. الصدفة من صنعت وهم "الشعب الصحراوي" و العنصرية حددت عرقية المجال المستهدف "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" الغير القابلة للتحقيق. أوهام "الشعب" و "الجمهورية" العرقية, هي من ستطيح بالنظام العسكري الفاشستي و الفاسد, عاجلا آم آجلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال