الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد الريسوني رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) يمثل نفسه لا غير .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في خرجة مثيرة ، عبّر عبْر اليوتيوب رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) أحمد الريسوني ، يدعو للجهاد لاسترداد تندوف ، وبشار، والقنادسة ، وحتى البيض ، واعتبر الدولة الموريتانية التي اعترف بها الراحل الحسن الثاني ، جزءا من المغرب ، ومكانها المغرب لا خارج المغرب .
أولا . انّ خرجة أحمد الريسوني تلزمه وحده ، ولا تلزم غيره ، وحتى المنظمة الرجعية القطرية المسماة ب ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ، تبرأت من خرجته ، واعتبرتها شخصية لا تلزم الاتحاد الرجعي في شيء . فالتصريحات والقرارات التي تصدر باسم الاتحاد المذكور ، يجب ان يكون متوافقا عليها حتى تصدر باسم الاتحاد . اما ما خرج به الإخواني أحمد الريسوني ، فيدخل في حرية التعبير الشخصية التي هي حق طبيعي لكل انسان .
خرجة أحمد الريسوني الشاذة وغير المقبولة ، وفي هذا الظرف الذي تمر فيه قضية الصحراء من قنوات حرجة ، ومرشحة للمزيد من التدهور ، ليست سليمة ، ولا تخدم أطروحة مغربية الصحراء ، بقدر ما تضرها وتلحق بها الأذى البالغ .. فانْ كان الريسوني يعلم بهذا الضرر وتصرف على هواه ، فهو خائن ومجرم ، وانْ كان يجهله ولا اعتقد ذلك ، فهو مغامر فتّان كالروگي الجيلالي ( بوحمارة ) ..
فهل خرجة أحمد الريسوني كانت شخصية ، أم كان وراءها تحريض ، او كان الهدف من هكذا خرجات ، خلط الأوراق للرفع من سومة الحزب الذي ينتمي اليه أحمد الريسوني الذي هو حزب تجار الدين العدالة والتنمية ؟
أولا . يجب اثارة ملاحظة أساسية ، هي ان حزب العدالة والتنمية ، الذي رئيسه كان هو الوزير الأول سعد الدين العثماني ، وقع بقلمه اتفاق ( ابراها ) بالقصر السلطاني مع الدولة الصهيونية ، وكم كان المسكين يبدو في وضع حرج لم يكن يتوقعه او ينتظره على الاطلاق ، لان التوقيع من حيث الأصل والمبدأ ، يتناقض مع الشعارات التي يرفعها الحزب بخصوص الموقف من الدولة الصهيونية . وبالفعل ما هي الاّ أوقات قصيرة تكون قد مرت ، حتى عاد العثماني ينتقد التطبيع مع الدولة الصهيونية ، ويُذكّر بمواقف الحزب من القضية الفلسطينية ، ومن الدولة العبرية .. لذا فخرجة الريسوني هذه ، قد يكون الهدف من وراءها ، تعويض زلة ، وخطيئة ، وخيانة التوقيع على اتفاق ابراهام ، بإثارة النعرة الشوفينية بالنسبة للدولة الموريتانية ، وبالنسبة للصحراء الشرقية .. وتعويض الفشل القومي بإثارة النعرة الوطنية الشوفينية المتجاوزة والمنتهية ، بتوقيع الأطراف المعنية على اتفاقيات أصبحت ملكا للقانون الدولي ، وليست فقط لأصحابها . فمثل هذه الخرجة لن تخدم في شيء ملف الصحراء ، وستزيد في توثير العلاقات بين النظامين المغربي والجزائري ، وستزيد من اضرار الشعبين اللذين لا ناقة لهما بنزاع الأنظمة الذي هو نزاع وجود كاسِبه سينتصر في نزاع الحدود ..
ثانيا . ان الصحراء الشرقية الجزائرية ، أصبحت جزائرية بنتائج حرب 1963 التي كانت حربا عبثية ، لان الصحراء ظلت بيد الجزائر وليس المغرب ، والاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين لاستغلال ثروات المنطقة شراكة ، ابتلعها النظام الجزائري امام صمت وسكوت النظام المغربي ، وكما قال القانونيون السكوت علامة الرضا .
ثالثا . ان الصحراء الشرقية الجزائرية اصبحت جزائرية وليس مغربية ، بتوقيع اتفاق الحدود في سنة 1971 ، وهو الاتفاق الذي جسد وبالملموس ، اعتراف النظام السلطاني علانية بجزائرية الصحراء الشرقية ، وعندما دفع النظام المغربي ببرلمانه المزور ، للتصديق والتصويت لصالح اتفاق الحدود الموقع في سنة 1971 ، أصبحت الدولة السلطانية تعترف صراحة بجزائرية الصحراء الشرقية ، وتخلت عن مغربيتها . وفرق بين اعتراف النظام في اتفاق 1971 ، واعتراف الدولة في سنة 1994 . سيما وان دفع برلمان السلطان لتبني اتفاق الحدود لسنة 1971 ، كان بسبب الورطة التي أصبح عليها الوضع القانوني والدولي لنزاع الصحراء الغربية . فالنظام الجزائري اعتبر تصويت برلمان السلطان على الاتفاق المذكور ، جاء للتنفيس عن الضغط الدولي والعسكري الذي تتعرض لها قضية الصحراء الغربية ، معتقدا النظام المغربي انّ قبول برلمان السلطان باتفاق 1971 ، سيجعل الجزائر تغير من موقفها المعادي لأطروحة مغربية الصحراء .. والحال انه بعض مصادقة برلمان السلطان على اتفاق الحدود ، وأصبحت الدولة السلطانية تعترف بجزائرية الصحراء الشرقية ، حتى ركب النظام الجزائري حصانه ، عندما اعتبر النزاع لا يعنيه ولا يهمه ، وانه نزاع اممي بيد الأمم المتحدة ، التي وحدها تملك حله بالطرق التي تراها أنسب كما تنص على ذلك قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة .. ففي الوقت الذي كان فيه النظام الجزائري ينتظر اعتراف الدولة السلطانية باتفاق الحدود لسنة 1971 ، أي بجزائرية الصحراء الشرقية ، حتى تعترف له بمغربية الصحراء الغربية ، جاء اعتراف الدولة السلطانية متأخرا عن موعده ، لان النظام الجزائري اعتبره قبولا تحت الضغط ، وليس قبولا لقناعة النظام المغربي بجزائرية الصحراء الشرقية .
ثالثا . ان دعوة أحمد الريسوني رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) الاخواني ، الذي مقره الرئيسي دولة قطر الى الجهاد ، لم يكن بريئا . فالجهاد لا يكون بين دولتين تدينان بنفس الدين ( الإسلام ) . بل يكون ضد دول كافرة مسيحية او يهودية ، تحتل جزءا من ارض الإسلام كفلسطين .. لذا فاستعمال احمد الريسوني لمصطلح الجهاد ليس بريئا . من جهة كونه رئيس منظمة اخوانية مجرمة هي ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ، ولا ننسى الدور الصهيوني الخطير الذي لعبه رئيسها الأول المسمى ب (القرضاوي ) الهارب من مصر ، في اسقاط نظام ليبيا ، والعراق ، وتدمير سورية ، واليمن .. وهي نفس الخطة اشتغل عليها الموساد الصهيوني ، واشتغل عليها الغرب الامبريالي في تدمير هذا الدول التي كانت تعارض الكيان الإسرائيلي .. فبعد التدمير الكامل لهذه الدول ، سيشرع الحكام العرب الذين كانوا ينتظرون الخلاص من تلك أنظمة ( الرفض ) ، الى الهرولة والتطبيع المباشر مع الدولة الصهيونية بدون خوف ، ولا حشمة ، ولا حياء .. فخرجة الريسوني كرئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ، وانتماءه لدولة سلطانية ثيوقراطية تقليدانية ، هو ما مكنه من استعمال مصطلح الجهاد في استرداد الصحراء الشرقية ، والتذكير بمغربية موريتانية التي اعتبر مكانها المغرب لا خارجه . واستشهد بالبيعة التي قدمها سكان شنگيط الموريتان للسلاطين العلويين كمغاربة ، وليس كموريتانيين .
فهل يبحث أحمد الريسوني من خلال استعماله مصطلح الجهاد في استرداد الصحراء الشرقية ، وفي التذكير بمغربية موريتانية ، توريط النظام السلطاني الثيوقراطي المغربي ، في حرب تشتغل في التحضير لها الدولة الصهيونية والغرب الامبريالي ، اللّذين يهمهم اندلاع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ، ستكون طاحنة ، وستنتهي بخسارتها من قبل المتحاربين ، اللذين سيجدان نفسهما راضخين لمخطط تفكيك الدولتين السلطانية المغربية والعسكرية الجزائرية ..
رابعا . كيف ستكون خرجة أحمد الريسوني الشاذة ذات أفق ، وهي تتعارض بالمطلق مع الاتفاقيات التي ابرمها الحسن الثاني كسلطان مع الدولة الجزائرية ، عند ابرام اتفاقية الحدود ألتي أصبحت بمقتضاها الصحراء الشرقية جزائرية ، واعتراف نفس السلطان بالكيان الموريتاني كدولة .. فهل احمد الريسوني من خلال تصريحه الذي استعمل فيه مصطلح الجهاد ، يريد ان يصف الحسن الثاني بالخائن الذي تنازل عن الصحراء الشرقية رغم حرب الرمال في سنة 1963 ، وتنازل عن الكيان الموريتاني عندما اعترف باستقلال الدولة الموريتانية في سنة 1961 .. ومن ثم يدفع بتحريضه هذا الى الثورة ضد النظام السلطاني العلوي الذي كفرته في أوقات ، قواعد حزب العدالة والتنمية التي ينتمي اليه شخصيا احمد الريسوني .. فهل الهدف هو تصفية حسابات قديمة مع شخص ونظام الحسن الثاني ، ومع ابنه السلطان محمد السادس المريض ، ومن ثم التحضير لما قد يصبح عليه المغرب عند شغور الحكم .
فما معنى القاء خرجة شاذة في هذا الظرف الذي تمر فيه قضية الصحراء بمنعطف خطير ، والسلطنة مقبلة على الفراغ الكبير ، الذي قد يتطور في جميع الاتجاهات التي تنهي وجود دولة العلويين بالمغرب منذ اكثر من 350 سنة مضت .. خاصة اذا حصل النزول في كل شوارع مدن الصحراء ..
ان ما يحكم الوضع القانوني للصحراء الشرقية التي أصبحت جزائرية ، باعتراف الدولة السلطانية بجزائريتها ، هو معاهدة الحدود الموقعة بين الطرفين ، ونسخة من المعاهدة لترتيب المسؤولية القانونية موجودة بالأمم المتحدة .
كما ان من يحدد علاقة النظام السلطاني المخزني المغربي مع الدولة الموريتانية ، هو اعتراف السلطان الحسن الثاني بها كدولة مستقلة ، والاعتراف هذا مسجل بالأمم المتحدة ..
فهل خرجة الاخواني احمد الريسوني رئيس ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) مجرد زلة لسان .. لا اعتقد . فخرجة من هذا الحجم ، وكرئيس للمنظمة الاخوانية الرجعية ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ، وعضويته كقيادي ولو من بعيد بحزب اخواني هو حزب العدالة والتنمية ، وانتسابه لدولة سلطانية مخزنية ثيوقراطية .. كل هذا ذلالته من جهة ، خدمة الحزب الذي ينتمي اليه لمحاولة استرداد زخمه الذي اقبرته انتخابات السلطان التشريعية الأخيرة ، بإظهاره كحزب إسلامي وطني وحدوي ، ومن جهة خدمة المشروع الصهيوني ، الامبريالي ، الاخواني الذي دمر ليبيا ، وسورية ، والعراق ، واليمن .. والذي يبحث عن أي سبب لإشعال حرب مدمرة وكارثية بين النظامين المغربي والجزائري ستكون شبيهة بحرب العراق ايران ، ومن جهة تسهيل بتر الصحراء من المغرب ، وصولا الى بتر الريف ، وتحويل المغرب الى كانتونات ترتهن للقوى الاستعمار ، وللصهيونية العالمية بصورها المختلفة ، ومن جهة التسبب في اسقاط او سقوط الدولة السلطانية بطريق تجعل الحزب الاخواني العدالة والتنمية ، وقوى الإسلام السياسي رهن الإشارة لبناء دولة الإسلام كما ينظر لها ( الاتحاد العالمي ( لعلماء ) المسلمين ) ، وتنتظرها كل القوى الرجعية الاسلاموية ، باعتبار ان الإسلام قدر المغرب الراهن . فحسب فهم وتصورات هؤلاء ، فالإسلام السياسي بشعاراته التي سترفع ، وحده كفيل بتجنيب كل الاخطار التي تسبب فيها النظام العلوي السلطاني منذ حرب الرمال في سنة 1963 ، والى ابرام اتفاقات الحدود في سنة 1971 ، ومصادقة برلمان السلطان على الاتفاق في سنة 1994 . الى الاعتراف بالكيان الموريتاني كدولة مكانها هو المغرب لا خارجه .
فالترويج لمثل هكذا خطاب خطير ، سيتحمل فيه المغرب نتائج ومسؤولية التطورات الخطيرة باسم الجهاد ، هو انتحار للمغرب ، وعمل مقصود ، الغاية منه اضعاف النظام السلطاني الضعيف ، للإجهاز عليه اذا حصل فراغ مباغت في الحكم ، واصبح المغرب معرضا لجميع الاحتمالات ، و بما فيها التي تعمل للسيطرة على الحكم والدولة .. ان استعمال مصطلح الجهاد الهدف منه التوريط في معركة خاسرة ، باسم الإسلام لتهييج الشارع التقليدي والمحافظ ... وبسبب معاهدات موقعة ، وبسبب اعتراف صريح بالدولة الموريتانية ..
خامسا . هل يجهل أحمد الريسوني ، ولا اعتقد ذلك ، كون النظام السلطاني المغربي اعترف بجزائرية الصحراء الشرقية مرة أخرى ، واعترف بالدولة الموريتانية ، وبأسبنة سبتة ومليلية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واعترف بالجمهورية الصحراوية عندما دفع برلمان السلطان ، وفي غياب حكومة السلطان ، الى الاعتراف بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي الذي ساهمت في تحريره الجمهورية الصحراوية ، وادى النظام المغربي قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي امام رئيسة الجلسة التي تنتمي الى الجمهورية الصحراوية .. والاعتراف هذا كان في 31 يناير 2017 ، ونشر النظام السلطاني المخزني اعترافه هذا بالجريدة الرسمية للدولة السلطانية العلوية المخزنية عدد : 6539 ؟
ان ما ذهبت اليه بعض الابواق من ان خرجة أحمد الريسوني ، وراءها القصر ونظام السلطان ، هو مجرد افتراء ، وترديد كلام غير مسؤول . لان خرجة الريسوني تشكل خطرا محدقا على وجود النظام السلطاني المخزني نفسه ، وتشكل خطرا على وحدة المغرب ، وتبحث عن تدميره بتوريطه في حرب مع النظام الجزائري باسم الجهاد المفتري عليه . كما انها تعطي للأمم المتحدة في شخص الجمعية العامة ، وفي شخص مجلس الامن ، حجية للتصرف بما يلحق الضرر البليغ بأطروحة مغربية الصحراء ، ناهيك عن مواقف الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي . بل والعالم ...
فباسم من يدعو أحمد الريسوني ، الى الجهاد في الجزائر ، والى استرداد موريتانية الى حضيرة المغرب . وفي هذا الظرف الذي تمر فيه قضية الصحراء الغربية بضائقة ، ورأس النظام السلطان ، مريض ندعو له ولمعشر الناس المرضى بالشفاء العاجل ..
الاخوان مجرمون ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو