الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شافيز ذاك الرئيس المدهش: وصف بوش بالشيطان ودعا الأمريكيين لقراءة كتاب ‏لنعام تشومسكي عوض مشاهدة أفلام السوبرمان‏

عبداللطيف هسوف

2006 / 9 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


يوم الأربعاء الماضي نكل الرئيس الفنيزويلي هوغو شافيز برئيس الولايات المتحدة الأمريكية ‏جورج بوش في عقر‎ ‎داره. وقد خصصت أكبر الصحف في العالم صفحاتها الأولى لنقل كلمة شافيز ‏أمام الجمعية العامة حيث وصف نظيره الأميركي بأنه‎ ‎شيطان وكاذب وطاغية. ‏‎ ‎وقال شافيز: ‏‏(بالأمس جاء الشيطان إلى هنا‏‎ ‎ولذلك فإن رائحة الكبريت لا تزال تفوح من هذا المكان)، في إشارة ‏إلى إلقاء بوش خطاباً أمام‏‎ ‎الجمعية العامة بالأمم المتحدة بنيويورك يوم الثلاثاء.‏‎ ‎‏ وشن شافيز في ‏خطابه هجوماً لا هوادة فيه على الهيمنة الأميركية وجدد‏‎ ‎دعوته إلى إصلاح منظمة الأمم المتحدة ‏للحد من النفوذ الأميركي المتغطرس. وأضاف شافيز: (الشيطان يتحدث كما لو كان يمتلك العالم، ‏علينا أن نستدعي طبيباً نفسياً ليحلل‎ ‎حالته). وفي المقابل، صرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي ‏الأمريكي فريدريك جونز‎ ‎في رد على هجوم شافيز، إنه (لا يستحق رد فعل، ولا يستحق التعليق).‏
وقد بدأ شافيز خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 192 دولة عضوا حاملاً كتاباً ‏بعنوان (الهيمنة والبقاء: سعي أمريكا إلى السيطرة على العالم) لنعام تشومسكي صاحب نظرية النحو ‏التوليدي والمحاضر بجامعة هارفارد ببوسطن بولاية ماساشوسيت.‏‎ ‎‏ وقال شافيز بعد أن دعا ‏الأمريكيين لقراءة الكتاب عوض مشاهدة أفلام السوبرمان الهوليودية: إن هذا الكتاب يتحدث عن ‏الإستراتيجية الإمبريالية التي تتبعها‎ ‎الولايات المتحدة التي تشكل أكبر تهديد لكوكبنا".‏
لم تمض على خطاب شافيز 24 ساعة حتى أصبح كتاب تشومسكي المشار إليه أعلاه والذي نشر ‏لأول مرة سنة 2003 ضمن لائحة العشر كتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية، ‏بالإضافة إلى تكفل إحدى دور النشر بطبع 25 ألف نسخة إضافية خلال الأيام القليلة المقبلة. ‏
أصدر تشومسكي البالغ من العمر (78 عاما) كتبا عديدة تندد بسياسة القوة والحرب الأمريكية ‏نذكر من بينها: (الولايات الفاشلة: الشطط في استعمال القوة واغتصاب الديمقراطية)، (مشروع ‏الإمبراطورية الأمريكية)، (الحادي عشر من سبتمبر: 9-11)، (طموحات الإمبريالية: حوارات ‏حول عالم ما بعد 11 سبتمبر)، (ماذا يريد العم سام حقا)، (قراصنة وأباطرة، القدماء والمحدثون: ‏الإرهاب الدولي في العالم الحقيقي)، (السلطة الخطرة: الشرق الأوسط، سياسة الولايات المتحدة ‏الأمريكية الخارجية المتعلقة بالإرهاب، الديمقراطية، الحرب، العدالة)، (إهدار الحقيقة: إساءة التعليم ‏والإعلام وأوهام الليبرالية والسوق الحرة)، (أوهام الشرق الأوسط)، بالإضافة إلى الكتاب الذي قام ‏بالدعاية له الرئيس الفنيزويلي داخل مقر الأمم المتحدة. ‏
وقد اكتسب العالم تشومسكي مكانته المتميزة حين أصبح من أشهر المعادين للسياسة الخارجية ‏لبلاده ولإسرائيل. ولا يكف تشومسكي عن انتقاد سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق ‏منذ شنت الولايات المتحدة حربا في مارس 2003 بحجة إسقاط نظام صدام. ويعتبر تشومسكي ‏سياسة الإدارة الأمريكية في العالم مشابهة لسياسة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من حيث ‏معاقبتها للشعوب ونشر الخوف بين الناس. ‏
هل سيقرأ الزعماء العرب المتحالفون مع الإمبريالية وإسرائيل كتاب (الهيمنة والبقاء: سعي ‏أمريكا إلى السيطرة على العالم - ‏Hegemony or Survival: America s Quest for Global ‎Dominance (The American Empire Project) by Noam Chomsky (Paperback - Sep ‎‎2004)‎‏) الذي تمت الدعاية له داخل مبنى الأمم المتحدة؟ ومن من؟ من رئيس شجاع كهوغو شافيز. ‏أم أنهم سيمضون غير عابئين في تعزيز علاقاتهم مع الصهاينة والعنصريين الغربيين ضدا على ‏مصالح شعوبهم؟ إن لم تكن لهم القدرة، أعني الزعماء العرب، على استيعاب ما جاء في كتاب من ‏هذا الحجم لعالم كبير من طينة تشومسكي، فإن من حولهم عشرات المستشارين يمكن أن يفسروا لهم ‏المحتوى ولو تطلب الأمر صبورة سوداء وطباشير أبيض. ‏









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس