الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال... لشارل بودلير

محمد الإحسايني

2006 / 9 / 26
الادب والفن


يتكئ بودليرعلى التعارض بين الخلود والجمال وفكرة التعالي - الجميل في ذاته - والموت الذي يلازم البشر بكونهم مرادفين لـ Mortels وهم واقعون تحت سلطة الانبهار، وسخرية الجمـال بهم، في وقاحة، علماً أن الجمال، في اللغة الفرنسية مؤنث. وقد عمد الشاعر إلى أبي الهول: جسم أسد، ورأس امرأة، ليجسد تلك القسوة والجبروت، للجمـال، مستخدماً التشبيه: "كحلم قُدّ من حجر" معززاً ذلك بغزارة من ضمائر المتكلم لتشخيصية الجمال. وبذلك منحه دوراً يتلاءم مع أسراره الغامضة، وقسوته وتحلله من الإنسانية ليذيق البشرطعم القساوة ويجعلهم يواجهون الموت.


ويبدو أن بودلير، حاول إيجاد مقاييس عقلانية للوصول إلى حكم إستطيقي حول الجمال، ولكنه لم يستطع تحديده. إذن؛ فالقبض على شيء ما فوق الإنساني- كالجمال - صعب المنال، يصعب الاستيلاء على ما هو في كنه الأفكار، وعلى ذلك الغامض - ة - الذي تُوج ملكا في شعار لازوردي. فما لا يمكن إدراكه، لا يمكن سوى إرجاعه إلى المادة الأبدية الصامتة، ألا وهي الطين أصل وموت البشر. وهذه الفكرة تزداد إيقاعاً في القصيدة، وفي محاولة القبض على المسافة الفاصلة بين الطبيعي بواسطة النظرة وبين ما وراء الطبيعة بالحدس والبصيرة. الجمال كأداة للإغواء والإيقاع بالشعراء والفنانين، أن أبا هول ما، لن يقع أبدا تحت الغواية البشرية، بل هو الذي يفتن البشر ويغويهم.


الجمـــا ل

أنا رائعة أيها البشرْ
كحلم قُدّ من حجرْ
وصدري تهافت عليه موتاً ،
كل واحد بالتناوب ،
ُخلق ليوحي للشاعر حبا
أبدياً وأخرس كالمادة.

أُتوَّج في اللازورد،
أبا هول غامض السـرِّ
أجمع في بهائي
بين قلب من ثلجٍ
وبياض ناصع ،
أمقت الحركة التي تغير السطور،
وأبداً ، لا أضحك ، وأبداً لا أبكي.

والشعراء إزاء مواقفي العظيمة ،
التي أتظاهر باستمدادها من أشمخ الأنصابْ ،
سيستهلكون أيامهم في الدراسات المتزمتة

إذ عندي من المرايا الصافية
ما يجعل كل الأشياء أروعْ :
عيناي الواسعتان ذاتا الضياء السرمدي،
كي أفتنَ هؤلاء العشاق الخنوعين.

ترجمة: محمد الإحسايني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حول العالم | موسيقى فريدة بأنامل أطفال مكفوفين في تايلاند


.. الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي.. ما أبرز ملامحها وأهم




.. الموسيقي المصري محمد أبوذكري يصدر ألبومه الخامس -روح الفؤاد


.. بين المسرح والسياسة: المخرج وجدي معوض في عشرين 30 ??بعد اتها




.. بعد جولة عروض عربية وعالمية، مسرحية أي ميديا في باريس