الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن العروبة و الإسلام

مازن كم الماز

2022 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يتوهم الناس أنهم باستخدام الفاظ مسروقة من تاريخ بعيد و مغرق في القدم ، أنهم بذلك يهربون من الواقع و يتغلبون عليه ، يتوهمون أنه بمجرد استخدام ألفاظ عربي أو مسلم و اشتقاقاتها ، أنهم بذلك يتنصلون من هيمنة الآخر الأقوى ، فكريًا و اقتصاديًا و عسكريًا ، لكن كل ما يفعلونه هو أنهم "يعربون" هذا الآخر ، يقلدونه ، يرددونه ، لا أعرف كيف يمكن وصف هذا بالعودة إلى الأصول أو بالأصولية … الحقيقة هي أن العروبة أو الإسلام كما يجري الحديث عنهما منذ أواسط القرن التاسع عشر و إلى ما شاء الله ، ليست سوى محاولة لتعريب كل ما هو غربي و حديث أو حداثي ، ليست العروبة إلا البيسماركية مترجمة إلى العربية ، و ليست نزعة إحياء الإسلام إلا نسخة أخرى من محاولات موسوليني إحياء تراث قياصرة روما القديمة أو محاولات هتلر إحياء عبادة آلهة الشمال الوثنيين … لم تكن العروبة أو الإسلام المعاصر إلا تقمص النخبة العربية و المسلمة للمطامح الغربية البورجوازية الحاكمة : بناء هيمنة و تفوق عسكري امبراطوري ، باختصار إعادة إنتاج القرن التاسع عشر و على رأسه برجوازية عربية إسلامية تتحكم بامبراطورية استعمارية هائلة … لافت جدًا أن الدواعش الذين ملأوا ألعالم ضجيجًا عن استعباد الغرب لشعوب العالم الثالث و المسلمين بطبيعة الحال ، أنهم هم الذين أعادوا العبودية إلى التاريخ المعاصر باستعباد مستضعفين غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم و ها هم اليوم يحتشدون مع كل الراغبين بالذهاب إلى مركز الإمبراطورية الغربي للتنعم بحقوق أنكروا و ينكروها على كل خصومهم ، يا لها من مبدئية … بمجرد قراءة و لو سريعة لأي كتاب عن تاريخ الفرق الإسلامية ستكتشف أننا لسنا أحفاد البشر الذين عاشوا هنا قبل قرون ، إن جرأتهم الفكرية في تناول ما هو تابوهات عامة اليوم ، ليس فقط بالنسبة للجماهير بل أيضًا بالنسبة للنخب و المثقفين و الليبراليين و التنويريين قبل رجال الدين ، ستثير جرأتهم تلك دهشتك و استغرابك … لا يوجد صحابي ، شخص من تاريخنا أو فكرة أو قول لمحمد و كبار صحابته و أي من الأئمة ، أي كل ما لا يجسر اليوم أحد على الاقتراب منه ، إلا و شتموه و كفروه و اتهموه و انتقدوه و سخروا منه … من يمكنه الزعم بعد أية قراءة لأبو حنيفة و المعري و المعتزلة و الخوارج و المرجئة و القدرية و فرق الغلاة و المتنبي و ابن الرومي ، خارج الصحافة الصفراء ، القطرية الاماراتية السعودية التركية الايرانية البعثية و الناصرية ، أن يزعم أننا أحفاد أولئك البشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي