الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برمجة البؤس

معتصم الصالح

2022 / 8 / 18
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


هذا هو الواقع ..
او مايعرف بفن ادارة الواقع ..الواقع ليس له علاقة بالثواب والعقاب ..ولا الكارما, ولا السببية ,(السبب والنتيجة cause and effect) ولا قوانين العدالة ولاحتى قوانين الغاب ..
الواقع له قوانينه الخاصة وفق مبدا "كما نريد سنكون ..خيرا فخيرا..شرا فشرا" ..
وفيه مجموعة فخاخ لعل اهمها الطاقة السلبية و البندولات التي تتغذى على الطاقة المنبعثة منا ..لتمتصها..
الواقع الذي نعيشه تهتم به" الروح " وهو يتعامل مع "الانطباعات" ونعني بها مجموعة من الصور والمشاهد والتخيلات, ولا علاقة له بالافكار..
تلك الانطباعات جيدة ام ردئية تتحكم بالواقع من خلال يهم منها الروح ..
عندما يحاط الواقع بالانطباعات غير السارة تبحث الروح عن ماهو سار وماهو افضل ..
الروح ليس لها سوى ملكة الطيران والتحليق في الفضاء بشكل اشعاع ضوئي متصل بالكون..
مهمة البحث عن الافضل تقع على عاتق العقل ..العقل له ملكات مثل التحدث والقراءة والكتابة والتفكير وتحديد قيمة الشيء من عدمه ...
اي التعامل مع الافكار.. ..
والانا مهتمه بتعلم العالم من حولنا من يحيط بنا والاستمتاع بالحركة على طول الحياة ..
تدريجيا يبدا العقل (وكما يليق به) بالسيطرة على الروح ..اكثر فاكثر لانها لازلت تثق به ..
يحدث الغضب , الانفجارات العاطفية, الرفض, القمع, الكبت, كلها تجري في الحمام الداخلي للجسد ..الروح ترفض سيطرة العقل والعقل اخذ فرصته بالسيطرة على الروح والجسد معا..
البندول الخارجي يحتاج هذا فقط , انبعاث الطاقة من الروح (الانفجارات والبراكين النفسية الداخلية ) لنتحول تحت سيطرة بندول متحكم يرسم لنا الواقع..بشكل برمجة ثابتة لها الاولية بالبقاء ..
هذا الواقع الذي انت اخترته ..
الروح رفضته لانه غير سار وكل مرفوض يرافقك في الحياة ويمشي معك الى قبرك..!! ..
تظهر النفس كوسيط محايدmoderator بين العقل والروح... لتزين (بحيلها الخاصة ) هذا الواقع ..(خداع النفس)
فعندما تاخذ انطباعات وصور عن المظلومية والحرمان وجلد الذات والبكاء على الماضي ..
كل هذه الصور تتعامل معها الروح لانه من نفس الطيف وان اختلف التردد!!
وتشعر النفس ان العالم الغير مرئي حقيقي مثل العالم المرئي وان الحكايات الخيالية هي حقيقية وتعطيها الاهمية الزائدة!! لانها غير حقيقية!! ..
الروح في رحلتها المكوكية في عوالم مختلفة تميز هذه الصورعلى انها غير سارة !!
وعبارة عن حمل زائد ستتحرك ارادة الكون عاجلا ام اجلا بالضد منها لاعادة التوازن لان الكون مبني على النظام ...
لذلك هي ترفضها..
والنفس تزينها بايعاز من العقل تلك الماكنة التي لاتهدا ..
بالتالي الواقع سيلتقط تلك الانبعاثات للطاقة السلبية منا ويمدنا بكل الظروف السلبية والمواقف القاهرة والصعبة والمبكية التي تجعلك تعيش البكاء حرفيا ..
البكاء والنحيب على الاطلال والندم على الماضي والتشكي من المظلومية وخذلان المحيط والحزن الشديد من الان الى يوم القيامة حتى لو وضعت في جنات عدن!! تبقى برمجة البؤس رائدة !! ..
هذا هو الواقع وهذه ادارته!! ..
ك #مثال على عدم تاثير تغيير المحيط على الواقع البائس..
يبقى الانسان على برمجة البؤس لاعتقاده المبرمج، فيحاول أن يصرف نظره عن تلك الحقيقة ويصرّ على صحة اعتقاده السابق. الفكرة السابقة لم تسمح بدخول فكرة جديدة تتعارض معها. ومع الزمن يحاول الإنسان باللاوعي أن يتجنب خوض كل تجربة قد تثبت له عكس قناعاته المبرمجة.
كما تقول سيدة عربية عاشت في لوس انجلس الاتي :-
"كان لي جارة عراقية شيعية هاجرت إلى أمريكا عقب حرب الخليج الأولى، وبعد أن هرس صدام حسين الشيعة في الجنوب وطاردهم حتى فرّ معظمهم إلى السعودية. في السعودية، وبناء على أقوال تلك الجارة، عوملوا بطريقة لا إنسانية، ولاحقا حصل معظمهم على إذن سفر وعمل في أمريكا.
في كل مرة كنا نتقابل كانت تهتك عرض الأمريكان، وتندد باسلوب حياتهم وبأخلاقهم وبقيمهم، وكنت أصغي إلى أقوالها بإهتمام بالغ ليس حبا بما تقول وإنما رغبة في دراسة ذلك النمط من السلوك!
مرة كنا في طريقنا من مدينة لاهويا في مقاطعة سان دياغو إلى مدينة كورونا في مقاطعة ريفرسايد، وكلا المقاطعتين في ولاية كاليفورنيا.
لا يمكن أن أتصور بأن هناك طريقا في العالم أجمل من الطريق الذي يصل بين تلك المقاطعتين. يمتد حوالي مائة ميل، وليس هو سوى صورة فنية تعكس إبداع الخالق والمخلوق!
عادة، عندما نسافر عبر تلك الطريق زوجي يقود وأنا أسترخي في مقعدي وأسرح ببصري عبر زجاج السيارة ثمّ أغرق في تلك الجنة المحيطة بي.
في تلك المرة كنت أقود وكانت جارتي العراقية تتبوأ مقعدي. عندما وصلنا إلى المدينة التي نقصدها خرجت من الطريق العام عبر طريق فرعي. هناك وعلى الزاوية كان يقف رجلا شحاذا ويمد يده سائلا المارة كي يعطوه بعض النقود.
أشارت جارتي العراقية بيدها إلى ذلك الرجل، ثم أطلقت ضحكة هستريائية وقالت: تلك هي أمريكا التي تدافعين عنها!
شعرت بامتعاض لم أستطع أن أخفيه، فالتفت إليها وبهدوء قلت: أخشى أن تعيشي حياتك في أمريكا، ياسيدتي، ولا ترين منها سوى أمثال ذلك الرجل!!
!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا