الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية اجتماع القصر.. بدأت وانتهت خارج النص

علي عرمش شوكت

2022 / 8 / 19
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كان الهدف من اجتماع التحاور الذي تم في القصر الرئاسي بين بعض الاطراف المعنية، البحث عن تفكيك الازمة وايجاد حل لها. ولكن لم يجر حواراً، وانما تكلم الحضور فيما بينهم كطرف واحد، بغياب الطرف الاساسي رافع نقطة النظام { التيار الصدري } على مجريات الخراب الحاصل في البلد من جراء تمسك الفاشلين بمكتسباتهم الخرافية. مما يمكن نعته بمنهج اللامنهج واللادولة.. كما استمر مشهد الحضور يتسم بتكرار صدى ما سُمع من نوايا لحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة. غير ان الحوار ظل يدور في متاهة ما يتمناه البعض من المتحاورين. حيث جرت الهرولة لتشكيل حكومة الحل الوحيد الذي يضمن مصالحهم ويحميهم من طائلة القانون وغضب الناس . سيما وان ثمة شارع ملتهب حرارته غلبت قيظ صيفنا الللاهب.
سمعنا عما يذكر في الموروث الشعبي العراقي بان شهري تموز ، و اب ، غالباً ما يطلق عليهما صفة " منضجان التمور والاعناب " بمعنى حلول زمن جني الثمار. غير ان هذا العشم بنزول الخيرات المادية الذي تداول عبر الاجيال بات حاوياً للكوارث في عراق اليوم، وتزامن ذلك مع تغير مناخي لم يسبق له مثيل، حيث جفت مياه الانهر والاهوار وجفت معها الحناجرالتي تنادي بتدارك عواقب ذلك. الا ان الهم السياسي قد طغى على سواه بل وساد عليه الاستنفار التناحري الذي يعمي البصيرة قبل البصر، وقد تماثل مع مجريات حوار القصر. وجعل الحضور يتناولون ليس حلول الازمة وانما ينشدون حلول" السكينة الملغومة" ليس الا.. متناسين غلو الفساد وانهاك حياة الناس ناهيك عن عللها الضاربة انحطاطاً في كافة مناحيها.
من مشاهد الخروج على نص الحل المفترض، ذلك الذي تجلى بتعكز الطرف المتشبث في المنهج الفاشل باسبقية تشكيل حكومة قبل حل البرلمان. متناسين بأن تشكيل الحكومة وفق النص الدستوري لن يتم الا من خلال برلمان غير مثلوم او مشكوك بدستوريته وفيه صاحب الكتلة الاكثر عدداً.. وبما ان البرلمان الحالي قد فقد شرعيته بانسحاب ربع نوابه وهم الممثلين للفائز الاول، الذي يحق له وليس لغيره حق تشكيل الحكومة. هذا وناهيك عن فقدان الثقة المتبادلة التي نجمت بفعل التهديد بسحق الطرف المعارض بعد تشكيل الحكومة. بمعنى ان الاستقطاب وصل الى حد الحياة او موت..
ولابد من ذكر خلو اجتماع القصر من الممثل الشرعي للفقراء والجموع الغفيرة الرافضة للنظام السياسي الحالي. المعنية اكثر من غيرها في الحل والمترقبة المتلهفة للتغيير الشامل. وتدل مخرجات الاجتماع التي بلا مخرجات تذكر، على انه يمكن ان يوصف بحوار الطرشان. لان معظم الحضور يدرك بان تشكيل الحكومة بتجاهل التيار الصدري سيشكل قطعاً لانفاس العملية السياسية بالمطلق والذي يليه لا وجود لدولة اسمها العراق. بفعل ما سيترتب عليه من تناحرات خطيرة للغاية. اذ ان كل منهم ليس بقادر على تحمل هذه المسؤولية التاريخية. اما المتشددون فهم وحدهم قد صاروا يكشفون بشراسة عداوتهم للشعب وطموحه بحياة كريمة ودولة مدنية ديمقراطية قاعدتها المواطنة ومنهجها العدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب