الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
*عنّي و عن - الزمان الرديء- : في انتظار النّحب!
لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)
2022 / 8 / 19
الادب والفن
***
-قلّب مواجعه بنفسه : لخضر خلفاوي*
*في تسعينيات القرن الماضي الذي كنت اعتبره -الزمن الرديء ثقافيا و فكريا و سياسيا على المستوى الوطن العربي - ليتضح بعد ذلك و يتحوّل اليوم في لحظة من لحظات نوستالجياتي الحارقة بالزمن الجميل المأسوف عليه بحرقة ! تذكرتُ معاركي و نشاطاتي الإبداعية و الفكرية التي كنت أخالها ( محتشمة )… كنت و رفقة كوكبة من الكتاب و المفكرين و الأدباء و الفلاسفة العرب ننشط دون هوادة كلٌّ من منطلق آرائه و توجهاته الفكرية الثقافية الإقليمية ، كان قاسمنا المشترك و الرغيف المسموم أو المرّ الذي اقتسمناه منذ ولادتنا دون أن نُستشار هو ذلك الإرث الكارثي المتكارث للهم الشمولي الذي يتدثّر به وطننا البائس و يحضن تحته كل - موبقات الهمّ و المحن -. كانت وقتها قضية رئيسة مشتركة متوارثة بيننا منذ اتفاقيات وعد بلفور المشؤوم و تتمثل في " فلسطين " المحتلة و وضعية العراق و مطبات و عواقب حرب الخليج . باقي الأوطان العربية بغض النظر عن جلّ الأنظمة الشمولية التي كانت تبسط نفوذها على شعوبها بدعم واضح لحكومات المُستَعمِرات القديمة حيث كانت هذه البلدان تبدو ( مستقلة صوريا )..
-اجتمعت بقلمي و بفكري و بلغتي اللاذعة الساخرة إلى درجة ( التهكّم و الاستفزاز المتعمد ) مع خيرة و عصارة كتاب و مفكري عصرنا ذاك -الذي كنا نعتبره- مهترئا و متهالكا و رديئا رداءة أوضاع ممتدة من ( المحيط إلى الخليج ) و الذي أصبح للأسف ( خليط!).كان فضاؤنا المفضل و محراب تعبدنا للرأي الحر و الفكر و الجدل البناء و الاختلاف الإيجابي متمثلا في مجلة عربية سياسية فكرية مستقلة تدعى ( الزمان الجديد ) و هي سليلة مجمّع مؤسسة ( الزمان ) بلندن لصاحبها العراقي السيد ( سعد البزاز ).. و كان يشارك رئاسة تحريرها الزميل الدكتور فاتح عبد السلام . أسماء و أقلام منهم من قضى نحبه و منهم ما زال ينتظر كأمثالي ، لكم هو قاسٍ الانتظار ، آه لو تعلمون ! و بالمناسبة أذكر منهم :
"إلياس فركوح، الطاهر وطّار ، حامد أبوزيد ، عادل الأسطة ، عدنان الظاهر ،الكاتب و الفيلسوف رسول محمد رسول ، مؤنس الرزاز ، إبراهيم أحمد ، إبراهيم سليمان السطري، نضال الليثي ، أحمد الكاتب ، الحبيب الجنحاني ، العفيف الأخضر، أسعد محمد علي ، بيوار خنسي، جان زيغلر، جاسم مراد ، خالد الخيرو ، خليل شمة، رياض الصيداوي ، زكريا تامر ، زهرة زيراوي ، زياد الصالح ، سامي ذبيان، سيار الجميل ، شاكر الحاج مخلف، شوقي بغدادي ، صبحي أنور رشيد ، صلاح آل بندر ، عبد الحسين الخزاعي ، عبد المنعم الأعسم ، عدنان الرشيد، عدنان أبو زيد ، عدنان مبارك ، عبد الرحمان مجيد الربيعي ، علي ثويني ، علي كريم سعيد ، عماد الدين الجبوري ، فاضل الجاف ، فاضل سوداني ، قاسم حول ، فؤاد التكرلي ، ( لخضر خلفاوي)، لؤي عبد الإله ، ليث الحمداني ، ماجد عزيزة ، محمد مبارك ، محمد عبد الجبار ، محمود الذوادي ، منصور الأهوازي ، نصر الدين البحرة ، نصرت مردان ، نور الدين صدوق ، هادي محمود ، هشام جعيط، وحيد موافي ، يونس عرب".
لا يسعني إلا قول "وا حسرتاه!" على ذلك "الزمان الجميل" و تزداد الحسرات يوما بعد يوم أمام ركام مجتمعات عربية تحت أنقاض الحروب الداخلية و الخارجية و الفتن و الفقر .. لم تتحرر فلسطين فحسب بل تفاقم الاستيطان و الإرهاب الصهيوني و باع خونة هذا الوطن الفلسطينين و سلموا القدس للكيان الصهيونى على طبق من ذهب ، دمروا العراق اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و شتتوه ترابيا و ايديولوجيا و صارت تحكمه طوائف و جماعات مرتزقة ، دمروا سوريا و جوعوا شعبها ، دمروا ليبيا ، دمروا و شتتوا السودان ، و أعلنوا طاعتهم العمياء لأمريكا و انبطحوا بعد التطبيع الرسمي مع إسرائيل و زرع فيروس الهرولة إلى "كنيست" القردة و الخنازبر للحصول على بركة و رضا آل صهيون .
أما عن الواقع الثقافي و الإبداعي و الأدبي فلا يمكن إلا لأن يكون مرآة هذه العورة القبيحة المفضوحة ؛ روايات أصبحت لا يكتبها كتاب و لا روائيون بل عبارة عن ( شات و دردشات النيت منقولة من غرف ليلية افتراضية !) لمومسات هذا العهد الرديء القحبْ! و ركب الثقافة و الإبداع مسوخ و أشباه و كذاب منتحلو كل صفات الثقافة و الإبداع و الفكر و صار الإفتراض مؤسسة قائمة بكل وهمها ( على ذواتنا الحقيقية )؛ تحدد من يعيش و من يموت ! الباقون من ذاك الزمان البعيد الذي كنته و كنتُ فيه يشعرون بغربة الزمان و يشعرون بغربة المكان و يشعرون بغربة الأوطان حتى لو سكنوا كل الأوطان في منافي كل الأمصار ! كل شيء شبه ميّت أو مات !.. "اللاجدوى" هو قوت من ما زال ينتظر نحبه !!.
-من الذاكرة الخاصة : باريس الكبرى جنوبا
18 أوت 2022.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين
.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي
.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض
.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل
.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو