الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الافروعراقيون... أكثر فئات المجتمع تهميش

اسراء حسن

2022 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العراقيون شعب متنوع من حيث الاعراق والديانات وهذا التنوع هو ما يعطيه قوة وقدرة حضارية فاختلاف الثقافات يدل على غنى المجتمع حضاريا واليوم نتناول احدى المجموعات التي تشكل فسيفساء بلدنا الجميلة وهم اصحاب البشرة السوداء او الافروعراقيون.
وهم عراقيون من أصل أفريقي، يعود وجودهم الى مئات السنين بداية الفتح الاسلامي، وهم مجاميع من المهاجرين الأفارقة القادمين الى المنطقة، وينتشرون اليوم في العديد من المحافظات العراقية الجنوبية، مثل البصرة وميسان وذي قار كما توجد لهم تجمعات بسيطة في بغداد وبعض المحافظات الاخرى.
رغم الظروف القاسية التي مرت بهم، حافظ أفارقة العراق على عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الثقافي والموسيقي.
إن أبرز ما يميز أفارقة العراق، هو اهتمامهم الكبير بالفنون والرياضة عموما، حيث مارسوا الرياضة وأحرزوا فيها بطولات، خاصة بمجال الملاكمة والمصارعة وكرة القدم.
لكن وللأسف يعاني معظمهم من سوء المعيشة، يصل حد الفقر المدقع. أن نسبة التعليم بينهم لا تتجاوز 25‎%، وهناك 75% منهم يسكنون بيوت من صفيح في التجاوزات والمناطق الشعبية الرديئة الخدمات، بالإضافة إلى التنمر العنصري بسبب لونه أو شكله الأمر الذي يدمرهم نفسيا، وهو ما دفع بالبعض منهم إلى أن يفكروا في الهجرة خارج العراق ليجنّب أطفاله ما تعرض إليه من عنصرية المجتمع، ناهيك عن الإقصاء والتهميش المتعمدين الذين تسببا في حرمانهم من تولي مناصب قيادية في السلطة. ويبدي أصحاب البشرة السمراء اسفهم لكونهم ما زالوا أتباعا لأسباب تتعلق بالنظرة الدونية، وأنهم ما زالوا يمتهنون الأعمال الخدمة، كشرطي أو جندي أو عامل نظافة أو سائق عجلة، أو العمل في المزارع أو خدم في دواوين الشيوخ، . وحول اللهجة المستخدمة فيما بينهم، فقد اندثرت ولم يبقى منها غير مفردات بسيطة مع اللكنة القديمة التي تذكّرنا بالتاريخ القديم. يعود ذالك الى عدة اسباب منها الانصهار الثقافي والعقلي الذي حال دون ذالك.
ويعتقد مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي أن التمييز الذي يتعرض له أصحاب البشرة السمراء لم يأت من فعل حكومي، وإنما "جاء من موروث اجتماعي تاريخي بسبب لونهم، وهو ما سبب لهم مشاكل عديدة". لذالك لابد من تشريع قانون التنوع الثقافي لتجريم كل من يدعو إلى التمييز العنصري خاصة أن العراق وقع على اتفاقية مناهضة التمييز لكن لم يشرّع قوانين لها لغاية الآن. وعليه هناك ضرورة لتشريع قانون لضمان حقوقهم أسوة ببقية الأقليات المذكورة في الدستور. رسالتى الأخيرة التى أود أن أوصلها لجميع أبناء هذه الفئة "اكسروا الخوف وواجهوا العالم لا تخجلوا من لون البشرة أو الإعاقة أو الشكل ، فجميعها تفاصيل من خلق الله تستطيعون ان تكونوا من خلالها أقوى وانجح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم