الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الخلاص.. ياعراق!!!

أحمد محمد الدراجي

2022 / 8 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


طريق الخلاص
يُحكى أن كان هناك أحد السجناء في زمن الملك لويس الرابع عشر محكوماً عليه بالإعدام.
لم يبق على موعد إعدام السجين سوى ليله واحدة فقط.
ففي تلك الليلة فوجئ السجين بباب سجنه يُفتح والملك يدخل عليه مع حرسه ليقول له:
أعطيك فرصة للهروب، فإن نجحت في استغلالها فبإمكانك أن تنجو، حيث أن هناك مخرج موجود في سجنك وهو سيظل بدون حراسة، فإن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وأنت حر، وإن لم تتمكن فان الحراس سيأتون غداً مع شروق الشمس لينفذوا بك حكم الإعدام.
غادر الملك وحراسه جناح السجن تاركين السجين بعد أن فكوا سلاسله ليغتنم هذه الفرصة الذهبية.
بدأ السجين يفتش في الجناح الذي سُجِن فيه والذي يحتوي على عدة غرف وزوايا
هكذا ظل طوال الليل في محاولات وبوادر أمل تلوح له مرة من هنا ومرة من هناك ولكنها في النهاية تبوء بالفشل حتى انقضى الليل ولاحت له شمس النهار من خلال النافذة ووجد وجه الملك يطل عليه من الباب ضاحكاً قائلاً:
أراك لازلت هنا؟!
رد السجين: كنت أظن انك صادق معي أيها الملك.
قال له الملك: لقد كنت صادقاً بالفعل.
أجاب السجين مستنكراً: لم اترك بقعة في الجناح لم أحاول فيها، فأين المخرج الذي قلت لي أنه موجود؟!
قال له الملك: لقد تركت لك باب السجن الرئيسي مغلقاً ولكن دون أن أقفله.
لم يجرب المسكين محاولة فتح باب السجن رغم أنه أمامه!
الدرس من هذه القصة هو أن الإنسان يترك الحلول والحقائق الواقعية الصادقة الواضحة أمامه وينشغل بالتفكير بحلول(لا حلول) واهية كارتونية صنعتها الأيدي التي ساقته من سيء الى أسوأ... على فرض وجود نية صادقة للبحث عن حلول وإرادة جدية لتطبيقها!!!
لسنا بحاجة الى اثبات أنَّ كل ما طُرح و يُطرح من مبادرات و حلول (لا حلول) ما هي إلا محض مخططات ومشاريع للاستهلاك الإعلامي والتغرير والتخدير لا تخدم سوى مصالح مُشرعي وصُنّاع الفساد وأدواته هدفها الإبقاء على الفساد والمفسدين!!!
وبحسب القراءة الموضوعية الدقيقة والتشخيص السليم والرؤية المستقبلية التي طُرحت سابقا وتُطرح مُجددا، فإن الأمور في العراق سارت وتسير وستبقى تسير من سيء الى أسوأ مادام أهل الكذب والدجل والخرافة والنفاق السُّرّاق الفاسدون المفسدون والاستبداد الديني المشرع والداعم لهم....هم من يتسلّط على الرقاب وهم أصحاب القرار،
إذن ما هو الحل الجذري الواقعي ؟ وما هو طريق الخلاص؟ الذي يُخرج العراق من الحضيض والانهيار؟
مرةً أخرى يطرح الأستاذ المهندس الحل ويُقدمه على طبق من ذهب
فقد نشر على صفحته الرسمية تغريدة (طريق الخلاص)، هذا نصها:
[طَـرِيـقُ الـخَـلَاص]
قُـلْـنَـا وَنَـقُـولُ :
. العِـرَاقُ مِن سَـيِّءٍ إِلَى أَسْـوَأ..وَيَـكَـادُ يَـنْـعَـدِمُ الـرِّجَـالُ :{يَـا ‌أَشْـبَـاهَ ‌الـرِّجَـالِ وَلَا رِجَـال}
. فَلَا خَـلَاصَ لِـلْعِـرَاقِ إِلَّا بِـرِجَـالِ صِـدْق ٍ أَحْـرَار، تُـخْـرِجُ الـبِـلَادَ مِـنَ الحَـضِـيـضِ وَالانْهِـيَـار
. مَثَلًا : لِـيَـقْـتَـدُوا بِـمَـا حَصَـلَ فِي مِـصْـرَ أَو الجَـزَائِـرِ أَو تُـونِـس، أَو غَيْرِهَـا الَّـتِـي تَـحَـرَّرَت مِن قَـبْـضَـةِ اسْـتِـبْـدَادِ الـدِّيـنِ وَالإِفْـسَـاد، وَاللهُ المُسْـتَـعَـانُ
المهندس : الصرخي الحسني
انتهت التغريدة...
فالملاحظ في (طريق الخلاص) أنَّه حدد ثلاثة محاور رئيسة:
المحور الأول: أعطى النتيجة الحتمية المستمرة (العِـرَاقُ مِن سَـيِّءٍ إِلَى أَسْـوَأ..) فيما لو بقى هؤلاء هم المتسلطون وأصحاب القرار!!!
المحور الثاني: خلاص العراق لا يتحقق إلا (برجال صدق أحرار) ولاؤهم للعراق فقط وفقط يتمتعون بالكفاءة والمهنية والنزاهة، وهذا يستلزم ابعاد كل الوجوه التي شاركت وحكمت وتسلطت.
المحور الثالث: وضع آلية واستيراتيجية (طريق الخلاص) متمثلة بالتحرر من (قبضة استبداد الدين والإفساد) اقتداءا بما حصل فِي مِـصْـرَ أَو الجَـزَائِـرِ أَو تُـونِـس، أَو غَيْرِهَـا
نعم التحرر من قبضة استبداد الدين والإفساد يشكل الانطلاقة الرئيسة في (طرق الخلاص) ، لأنّ ما وصل اليه العراق من (حضيض وانهيار) كان بتشريع ودعم (استبداد الدين والإفساد)، وهذه حقيقة لا يمكن انكارها وقد فرضتها الوقائع والتجارب، وكشف عنها هتاف (بسم الدين باكونه الحراميه).
هذا هو (طريق الخلاص) مُقدَّمٌ على طبق من ذهب لا يريد جزاءًا ولا شكورًا- الا إخراج العراق من الحضيض والانهيار- فهل من مُجيب يتوق الى النجاة والخلاص؟؟!!!،
أم نبقى كذلك السجين ندور في دوامة مفرغة من الحلول الواقعية الجذرية الصادقة، تلك الدوامة التي صنعها (استبداد الدين والإفساد) للخداع والتلهية والتغرير والتخدير وإشغال الرأي العام ...بينما سيبقى العراق من سيء الى أسوأ !!!
مع الأخذ بنظر الاعتبار أنَّ الملك لم يشخص الحل (المخرج) للسجين ولم يدله عليه، وانَّما أخبره؛ بأنه يوجد حل (مخرج) في السجن، بينما هنا في العراق فقد تم تشخيص وضع الحل (المخرج) والدلالة عليه وإاليه، مرارًا وتكرارًا !!!!!
فهل نأخذ بالحل بالمخرج (طريق الخلاص) أم نهجره كالعادة ... لأنَّ حياة (من سيء الى أسوأ) باتت مُقدسة لأنها ارادة (استبداد الدين والإفساد) المقدسة، و (الفقر والحضيض والانهيار...والعراق من سيء الى أسوأ) في الدنيا لا يهم وفقا لنظرية (استبداد الدين والإفساد) المقدسة (اللامقدسة) ؟!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام