الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طابور النمل... (نص بالعامية المصرية)

مختار سعد شحاته

2022 / 8 / 19
الادب والفن


إمبارح؛ صحيت مخضوض م النور اللي كان مالي بلكونة البيت، واكتشفت إن الشمس اللي كنت مخبيها في قزازة ويسكي قديمة، القزازة وقعت، اندلقت على الأرضية، والنور كان مغطي شقوق البلاط، ومحوط الصالة الواسعة لبيتنا...
لحظتها كنت بأراقب خيط طويل م النمل، عارف إني في الظروف العادية مش هأشوفه من غير نضارة، لكن الشمس اللي سايلة على أرضية البلكونة، ساعدت كتير في الشوف، وقدرت أشوف، كانت نهاية صف النمل الطويل قبل اللحظة دي، بالنسبة لي غامضة، ومربكة، ومعرفش دكر النمل اللي ف الأول كان واخد الطابور ده لفين؟!
يا دوب ف لحظة ولأن النور مالي البيت على إثر قزازة الويسكي القديمة اللي اتكسرت، نورت في عقلي فكرة، بعد ملاحظة غريبة ومدهشة...
طابور النمل الطويل كان ماشي عكس اتجاه، والنملة الضعيفة الصغيرة اللي في آخر الصف، طلعت في أول طريق النمل، واكتشفت السؤال:
تعمل إيه لو كانت حياة البشر شبه طابور النمل الطويل، واللي بنحسبه ماشي لقدام، يطلع ماشي لورا؟!
خرجني من سؤالي صوت طيارة بيقرب جاي من بعيد، ابتسمت، وغمضت عيني، وقررت أسمع صوت الطيارة من جديد، اكتشفت إن الصوت بيبعد، ومستحيل يكون بيقرب، واتأكدت ظنوني المستحيلة، إن الشمس اللي بنحفظها في قزايزنا، لو انكسرت القزازة النور هيساعدنا ف اكتشاف الإيقاع الحقيقي للحياة، وساعتها بس ممكن نحس بطعم السيجارة الجديدة، ونستمتع بيه، ومنقلشي على شاي الأتراك إنه نشارة خشب مخلوط بعودين شاي أخضر...
احتمالات الصورة اللي ف البرواز تكون صورتي بقت ضعيفة، وإصراري على الشوف بدون نضارة بيضعف الاحتمالات، لكن الأكيد إني حلمت كتير أكون في الصورة المتبروزة المتعلقة على حيطان بيت بعيد قوي عن بيتنا في البلد...
جايز كلام دكتوره يبقى صحيح وإن الحاجات اللي بيعدي عليها سبع دمعات بتدبل جواه وبينساها، وإن الزهايمر مرض مش بيوجع غير ذكرياتنا الحلوة بس، علشان بتفضل متشعبطة زي السمك في سنارة عيل صغير بيجري م الفجر ع الكنال يصطاد، وياما كتير سنارته وقع منها السمك، فبقيت أخاف ميفضلشي في سنارتي غير العساكر الحمرة الصغيرة، اللي ستات الصيادين في البلد محبوهاش أكتر م الوقار والدكر الأزرق المفرهض من حر الصيف...
إشكال الصورة إن الملامح فيها مني، وإن انبساطي فيها مشبوك بنفس سنارة الولد زمان، يا دوب زايد عليها دقن بيضا وشنب محبتهوش، علشان كده شكيت إنها صورتي...
محاولات النضارة المستميتة علشان أسمع كلامها وأطلب منها المساعدة خلاص قلّت، وتقريبا اتمردت على مساحة وشي اللي اتنحت من سنين، مع إن رغم الزهايمر فاكر شنبر أول نضارة ليا، ومعدنه الأصيل، مكنش بخيل بكل أنواع الصور والألوان المظبوطة بدون اختلال...
أكيد محال،
مستحيل اللي ف الصورة أنا، لأني لسه من شوية ف بلكونة البيت قاعد بأراقب اكتشافي لطابور النمل الطويل، وصوت الفلوت اللي جاي من آخر دور في البناية،
مش جناية إني أعترف...
الصورة مش صورتي رغم الشبه،
الصورة تشبهني رغم الاختلاف،
بس الأكيد إني حلمت، وحلمي كان باختلاف...
الآن؛ لا تخاف، واتعلم الدرس الحقيقي ف الحياة، وإن اللقا عمره ما كان نصيب أو صدفة مش مترتبة،
لا أحجبة غير للمؤمنين...
إن المسافة بين قلوب الموعودين، مش أكتر من رمشة نظر منذور بالأمر، كل البُعاد ده يمُرّ، ويصير غيابك عام مثل السِنَةَ، لا مشكلة، ولا حتى تعديل في توقيت الساعات، واختلاف خطول الطول، ما بين قلبين لا يهم!! فلا تهتم، وحاول من جديد الابتسام، لا ملام على الصورة اللي في البرواز لو ضحكها لا يشبهك...
يكفيك فريضة الغياب علشان دخول الجنة من باب الوَسَع، لا مُتسع في الجنة غير للطيبين، واللي اكتشف نفس الإجابة على السؤال: تعمل إيه لو كانت حياة البشر شبه طابور النمل الطويل، واللي بنحسبه ماشي لقدام، يطلع ماشي لورا؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف


.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??




.. عيني اه يا عيني علي اه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي


.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو




.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد