الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن يحسم التاريخ وجدليته بالنصر

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


حينما تصبح الكتلة أو الطبقة عاجزة عن التقدم والتطور للأمام وتصبح لا تملك المنهج والطريق الذي يؤدي بها الانتقال من مرحلة إلى أخرى وتصبح عاجزة عن تقديم الإنجازات الإيجابية للشعب تظهر من بين جماهير الشعب قوى صدامية تعمل على إزاحة تلك الكتلة القديمة وتصبح هي القائدة من أجل أن تسير بالشعب نحو طموحه ورغباته وترفع راية الإصلاح والتغيير.
هذا هو منطق التاريخ وحتميته ومسيرته منذ أن وجد الإنسان في هذه الحياة ولا زال دولاب الحياة يسير نحو التقدم والتطور ومن يحاول أن يعرقل مسيرة التاريخ سوف يسحقه دولابه الذي يسير للأمام .. مَن مِن البشر يستطيع أن يوقف دوران الأرض ويقف معرقلاً مسيرة الليل والنهار والأيام والأشهر والسنين ؟ هذا هو منطق التاريخ وحتميته منذ وجود البشرية إلى الآن.
حينما نطبق هذه الجدلية التاريخية على الظاهرة العراقية نلاحظ أن الأحزاب والكتل السياسية التي حكمت العراق بعد عام / 2003 إلى الآن أصبحت عاجزة الآن عن التقدم والتطور ولا زالت متمسكة بآلاتها السياسية التوافقية والمحاصصة الطائفية التي جلبت للعراق وشعبه الدمار والانهيار وبقيت تراوح في مكانها والشعب يطالب بالإصلاح والتغيير ولكن دون أن يجد الأذن الصاغية التي تستجيب لنداء الشعب حتى انفجرت ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وألف وخمسمائة جريح ومعوق واستطاعت أن تُقيل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وتحقيق الانتخابات المبكرة لمجلس النواب وفي نفس الوقت حدث تصدع وانشقاق في القوى القديمة الأحزاب والكتل السياسية وانفصلت عنهم كتلة التيار الصدري ورفعت شعار الإصلاح والتغيير وعند إجراء الانتخابات حققت كتلة الصدر الفوز بالانتخابات بأكثرية عدد النواب في المجلس وأصبح من حقها تأليف الوزارة الجديدة إلا أن القوى القديمة أقامت الدنيا وأقعدتها بالاعتراضات والاتهامات والتهديد حسب قاعدة (فاقد الشيء لا يعطيه) مما دفع القوى القديمة تشكيل تحالفات مع بعض الكتل من أجل تشكيل الكتلة الأكبر وإفشال قوى التيار الصدري من تشكيل الحكومة .. إلا أن التيار الصدري تحالف مع كتلة رئيس مجلس النواب والحزب الوطني الديمقراطي الكردستاني وأصبحوا الأكثرية من النواب .. إلا أن القوى الخاسرة من الأحزاب والكتل السياسية لجأت إلى (الثلث المعطل) لعرقلة قوى الإصلاح والتغيير في تأليف الوزارة .. إلا أن التيار الصدري لم يصيبه اليأس والإحباط وهو صاحب الحق والحقيقة فاستعان بالقوى الجديدة من الفائزين في مجلس النواب مع أنصار الثورة التشرينية والمستقلين إلا أن هؤلاء غلبت عليهم نشوة الفوز والمصالح والأنانية وتنكروا لمصالح الشعب مما دفع السيد الصدر سحب النواب الصدريين واستقالتهم من مجلس النواب والاعتماد على جماهير الشعب في إعلان ثورته وقد استغلت الأحزاب والكتل السياسية الخاسرة وجيشوا نوابهم الخاسرين عوضاً عن نواب التيار الصدري في فترة اثنا وسبعون ساعة فأصبح الأحزاب والكتل هم الأكثرية ومن حقهم تأليف الحكومة وانتفض الشعب في ثورته الجديدة (وإن الحق لا يضيع ووراءه مطالب) وفي نفس الوقت (فاقد الشيء لا يعطيه) وتطورت الحالة إلى تهديد السلم الأهلي مما دفع رئيس الوزراء الكاظمي إلى دعوة عقد مؤتمر وطني للحوار لإنقاذ الموقف ورفض التيار الصدري الحضور مؤكداً على مطلبه الحل في حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة والشعب هو الفاصل في الحق والآن الكرة في ملعب المؤتمر الوطني المفروض به إعادة الحق المغتصب إلى أهله والانحياز معهم في الحل هو حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة والفاصل هو الشعب.
وما نيل المطالب بالتمني ---- ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قومٍ منال ---- إذا الإقدام كان لهم ركابا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا