الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الشعب العراقي مقبل على حرب أهلية مماثلة للحرب الأهلية اللبنانية في 1975

احمد موكرياني

2022 / 8 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


قبل الغزو الأمريكي للعراق التقى الدكتور عبدالكريم الأرياني، الرئيس الوزراء اليمني الأسبق رحمة الله عليه ورضوانه مع السفراء العرب في عاصمة أوربية، فكنت حاضر في ذلك اللقاء، فألقى محاضرة عن الأوضاع السياسية في حينها.

سأله أحد السفراء العرب عن توقعاته عن مستقبل العراق، وكانت التوقعات أكثر من مؤكدة على غزو الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها للعراق واسقاط صدام حسين، فالجميع كانوا ينتظرون ساعة الصفر للغزو.
أجاب الدكتور الأرياني وهو يشير الي: "جالس بينكم ابن العراق ويمكنه ان يبلغكم عن العراق أكثر مني".
أجبت السؤال: أتوقع ان يطبق نظام مماثل للنظام اللبناني على العراق بعد سقوط صدام حسين، اي المحاصصة الدينية والمذهبية.

صح توقعي، ولكن بقت نقطة واحدة لم تطبق من التجربة اللبنانية وهي الحرب الأهلية التي انتهت بغزو سوريا للشمال والوسط لبنان، وغزو إسرائيل للجنوب اللبناني، اما الوضع الحالي للعراق، فلا تتمكن أيران من غزو العراق كما فعل الدكتاتور حافظ الأسد، لأن معظم شيعة العراق ضد النظام الكهنوتي الإيراني الذي امتص خيرات العراق ومنع تطوير الصناعة والزراعة في العراق، وكان قاسم سليماني هو المخطط الرئيسي لاستيلاء داعش على اكثر من ثلث العراق وإنشاء الحشد الشعبي، ولا يمكن لتركيا ان تحتل كردستان، لأن كردستان ليست عائلة بارزاني فقط التي تحمي القواعد العسكرية التركية المغولية على ارض كردستان، وانما ستمنعهم البيشمركة (الفدائيين) من شباب كردستان اللذين لا ينتمون لإمارة أربيل ولا الى إمارة السليمانية وشباب العراق من محافظة الموصل.
وإضافة الى أعلاه، فان الولايات المتحدة سوف لن تسمح لإيران ولا للحكومة التركية المغولية ان تغزوان العراق، فموقف الولايات المتحدة من إيران هو نفس موقف حكومة إسرائيل من إيران، اما موقف الولايات المتحدة من تركيا، فقد سئمت الولايات المتحدة الأمريكية من ازدواجية اردوغان، فربما ستطرد تركيا من الحلف الأطلسي او على الأقل تجمد عضوية تركيا في الحلف الأطلسي، فتركيا عضوة في الحلف الأطلسي، واردوغان يشتري أسلحة روسية ومتحالف مع بوتين ويحارب قسد (قوات سوريا الديمقراطية) حلفاء التحالف الغربي ضد داعش في سوريا.

ولكن هناك نقطة لا يمكن ان التغافل عنها وهي وجود الخونة والقتلة والفاسدين من القيادات الأحزاب السلطة والقيادات الحشد والمليشيات ومناصريهم من المنافقين المؤيدون لهم من السنة والكرد يتولون السلطة في العراق لعقدين الا ستة اشهر من الزمان، فهم يعرفون مصيرهم اذا صُلح النظام وطُهر القضاء من الفاسدين ومن الموالين للنظام الإيراني، فلن يُعدموا بشرف كما اعدموا صدام حسين، حيث صرح الكاتب حسن العلوي في لقاء تلفزيوني "اتمنى ان اموت كميتة صدام حسين"، بل ان وقعوا في ايدي الشعب العراقي الثائر فلن تبقى من أجسادهم ما يدفن في قبر، لذلك اذا لم يهربوا الى إيران او سوريا او لبنان فلن يكن امامهم الا المقاومة المسلحة الى ان يقبضوا او يقضوا عليهم الثائرون، وهذا اسوء سيناريو ممكن ان ينهوا عملاء إيران تاريخهم في العراق.
وأكثر مما متوقع أخشى لا سامح الله ان تدور عجلة الثارات من شارع الى شارع ومن بيت الى بيت وبين العشائر الموالية للنظام او لإيران والعشائر المظلومة ومن جور الجار، فالجار ينتقم من جاره الذي استغل نفوذه بوجوده في سلطة بأي شكل من الاشكال وبأي موقع كان من وزير الى نائب في البرلمان او في مجلس المحافظة او البلدي او ضابط دمج او مليشياوي، فالأسلحة متوفرة في كل بيت وعند كل عشيرة ينتظرون الطلقة الأولى ليثأروا من ظالم ظلمهم، مما يدفع الظلمة والفاسدين والمنتفعين من النظام الحالي للدفاع عن انفسهم فتشعل حرب أهلية تقضي على ما بقى من العراق.

كلمة أخيرة:
• على الثوار من المستقلين ان يبدؤا من الآن بوضع خارطة طريق واضحة للعهد الجديد، لا محاصصة ولا أحزاب دينية ولا أحزاب قومية ولا مليشيات مسلحة او غير مسلحة، بل حكم مدني بكل معنى للكلمة، وان لا يطمعوا بالسلطة الا المؤهلين منهم من ذوي الخبرة، فقد عان الشعب العراقي عقودا عجاف من الخوف وإرهاب الحكام والبطالة والتخلف والخرافات، ليكن العهد الجديد بداية لاستحضار الحاضر الذي فقدناه منذ زمن طويل، ولنلحق بالعصر الحالي الذي يعيشه غيرنا ونحن أولى منهم، لأننا نحن أصحاب الحضارة التي تحضروا بها، ونحن أصحاب القلم الذي تعلموا كتابة به، ونحن أصحاب القوانين والشرائع التي استمدوا قوانينهم وشرائعهم منها، ونحن أصحاب الأرقام والعد والحساب والجبر واللوغاريثم التي بنوا بها علومهم.
• على النظام الجديد ان لا يتبنوا سياسة الثارات والانتقام من العملاء والخونة والفاسدين خارج القوانين والشرائع التي تحمي حقوق الأنسان " المتهم بريء حتى تثبت إدانته".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي