الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 15

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 8 / 21
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 15

مازالت الاوضاع مرتبكة حول المحطّة النوويّة التي إن ضُرِبت، ستُعَد كارثة نوويّة عظيمة. ففيها كما قلنا سابقاً أربع وحدات باربعة مفاعلات نوويّة وقد اثرت الاعمال التخريبية التي قام بها الأوكرانيون على عمل محطّة الطاقة النوويّة، كما تقول هيئة الأمن الفيدرالية الروسية. لقد قامت وحدات من القوات الاوكرانية بضرب مخازن النفايات النوويّة في المحطّة ولم يذكر التفاصيل حول ذلك. حيث لا يمر يوم من هذه الايام إلّا ونسمع أنّ قصفاً قد حدث على إحدى المحطّات النوويّة من قبل سلطة كييف وبأسلحة بعيدة المدى قد زوّدتها امريكا وحلف الناتو اوكرانيا، تكون الغاية منها قصف إحدى المحطّات وإثارة الرأي العام متهمين روسيا بذلك!بلا شك وهذا الإتّهام يكون لكثير من الأسباب منها مثلاً للتغطية عما يحدث داخل الولايات المتحدة وهي على شفير حرب اهلية وتفكّك بعض الولايات من خلال إستعداد بعض زمر ترامب لتلك الحرب مع الطرف الاخر المستعدّ لها. علاوة على التضخّم المتصاعد بسبب هذه السياسة التي تودي بالعالم اجمع الى حافة الهاوية. ونسمع كذلك السعي لاستخدام بعض الاسلحة التي تحوي موادا كيميائية للتدمير الموضعي او ضمن حدود منطقة ما او تلويث مياه هنا او هناك. وما مسيّرات شهر نيسان (ابريل) التي كانت تحمل بعض المواد الكيميائية لرشها الا دليل على ان السلطة النازية في كييف تثبت نازيتها بهذه الاعمال التدميرية على مستوى القارة او حتى على مستوى بعض مناطق العالم. والغريب ان الامر الذي يتحدث عنه الاعلام ليس اكثر من تنديدات عامة حول الفعل والتمويه على أساس أنّ الفعل مجهول المصدر! والواضح من الاعلام هو كيفية السيطرة الواضحة للاعلام الامريكي والاعلام العميق على وضع خطير مثل هذا. ولم يركّز الاعلام على تحديد المصدر الاوكراني ولم يتطرق الى المعالجة الفعلية التي ينبغي العمل بها فوراً ما قبل الكارثة، وكأنّ هذا الاعلام يمهّد للكارثة بالفعل التي ربما تحدث بين يوم وآخر. تقول وزارة الدفاع الروسية ان كييف تحضر لاستفزاز في محطّة زابوروجيا الكهرونوويّة خلال زيارة غوتيريش الى اوكرانيا وهو متوقّع ولا غرابة من ضرب المحطة حين قدوم اي وفد. لقد اشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ان خبراء الوكالة حينما يصلون الى المحطّة سيتم تقييم الاضرار المادية التي لحقت بالمحطّة او بالمرافق. ومعرفة ما اذا كانت النظم الرئيسية والاحتياطية الخاصة بالامان تعمل بشكل جيد ام لا وكذلك يقوم الفريق بتقييم ظروف عمل موظفي غرف التحكم. ومن المهم جداً وضع التقارير المهمة حول ما اذا كانت المواد النوويّة تستخدم للاغراض السلمية ام لا. لكنني لا اعتقد ان الامر فيه من السرية الا اذا كانت السلطات الاوكرانية قد خرقت الاتفاق الذي وقعته بانهاء النشاطات النوويّة في اوكرانيا ام لا. ولذلك نلاحظ اندفاع السلطات الروسية الى الترحيب بخبراء الوكالة الدولية رغم انهم قادمون من الجانب الاوكراني. ومن ضمن الواجبات التي سيقوم فيها فريق الخبراء الى المحطّة هو التحقق من حالة المفاعلات ومن المخزون للمواد النوويّة ومحاولة المساعدة فيما اذا كانت المحطّة تحتاج الى صيانة في معدات الضمان والامان والحفاظ على البيانات عن بعد واستمرارية المعرفة والسيطرة واستمرار التعامل مع المحطّة في المستقبل في حالة انهاء الفريق مهمته التي قدم من اجلها. ولا استبعد من قيام الفريق من التحقق من بعض المشغّلين من وضع المحطّة اثناء التهديد حين القصف للاطلاع فيما اذا كان العمل مقصوداً ام لا؟ لا أستغرب من أي فعل قد تفعله السلطة في كييف بحجة إحراج روسيا أمام العالم. فقد قامت بعمل إستفزازي آخر على كورسك، بأن قامت بقصف المحطّة النوويّة تمهيدا (كما اعتقد) لضربة للمحطّة بوجود بعض التدريبات العسكرية للناتو في بحر البلطيق كي ترمي هذه السلطة الفاسدة المسؤولية على روسيا. وهنا لا أقول هذا من باب ممارسة موقف ما من أي الجهتين بل اشير الى فعل حقيقي سيحدث للمواقع النوويّة في الحالة التي يكون فيها النظام في كييف قد لفظ انفاسه الاخيرة وبالتالي بتحريض من الولايات المتحدة تقوم بهذا الفعل خاصة بعد ان اشارت وزارة الخارجية الروسية الى هذا بتهديد واضح ردا على تلك الافعال الخطيرة. حيث تعتبر هذه من القضايا الجنائية ومن الاعمال الارهابية والغاية الامريكية لاشعال الوضع في اوربا بعد ان تلاشت سلطة الولايات المتحدة من كثير من الوجهات الاوربية. لا شك في القول أننا في وضع ترقّب شديد لانّ الاسلحة التي استلمتها كييف من الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو ركّزت على ضرب اهداف حسّاسة بالصواريخ الدقيقة لذلك ربما يكون احدها قد أطلق بالفعل على إحدى المحطّات النوويّة وبشكل يؤدي الى تسرّب نوعي وشديد ولكن لفترة قصيرة تعتمد على احوال المناخ، حيث يوجد هناك خبراء في هذا المجال يعملون على ادارة الكثير من جوانب المواجهة العسكرية في كييف وفي مناطق معيّنة لمراقبة الوضع النووي الحسّاس. من الغريب حقاً أن لا يكون الاهتمام منصبّا على وقاية اي من المحطّات النوويّة بل تمّ التركيز من بعض الدول وكذلك وزراء خارجية دول السبع في بيانهم على سياسة ما بقولهم: من المهم ضمان ارسال بعثة من خبراء الوكالة الى المحطّة، والتركيز على ارسالهم عبر اوكرانيا وليس عبر روسيا المسيطرة على المحطّة. لاحظ الاهتمام بمسائل شكلية بحجّة السيادة وتناسي الوضع الخطير على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم لو حدث التسرّب المتوقّع للاشعة النوويّة.
ومن الغريب كذلك هذه اللامبالاة من قبل العديد من دول الناتو ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية من خلال تصريحات في وقت لم يكن مناسبا حول معاهدة ستارت 3 وطرح الرغبة في اجراء عمليات تفتيش فيما يتعلق بهذه المعاهدة، وفي وقت طرح مبادرة التفتيش للمحطّة النوويّة وكأنّ هذا الطرح يراد به إحراج روسيا في الاختيار. وهنا يصرّح وزير الدفاع الامريكي بقوله: واشنطن ستواصل تقديم الدعم العسكري لاوكرانيا ونقود تحالفا من 50 دولة لدعمها عسكريا، وواضح من هذا الكلام ان الوضع يزداد تعقيدا بتوجيهات الناتو وعلى رأسه امريكا التي ترغب في تغيير او محاولة تغيير الوضع الميداني بالتدخل المباشر في العمليات. وهناك تصريح لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما بقوله: الغرب دفع كييف الى محاولة امتلاك اسلحة نوويّة وهو يتحمل مسؤولية ما يجري هناك. اي ان السعي الى تحويل بعض الحلقات من محطّات نوويّة في اوكرانيا او تزويدها باسلحة صاروخية او بقنابل بعيدة تحوي بعض المواد النوويّة التي تزيد من طاقة الفعل التفجيري ونشر ما يمكن نشره من تلوّث سيصيب الجيوش المتقدمة داخل الاراضي الاوكرانية بقصف موضعي لبعض المراكز المهمة. ومما يزيد الامر خطورة وتعقيداً تصريح رئيس شركة انيرغواتوم الاوكرانية بقوله: سنقصف محطّة زابوروجيا النوويّة في حال ضمها الى نظام الطاقة الروسية. والاشارة واضحة والتهديد قد نفّذ جزء منه حيث قام بعض التخريبيين بتفجير ابراج خطوط الكهرباء التي تمول او تغذي المحطّة النوويّة الواقعة في مقاطعة كورسك الروسية. وهذه المحطّة تقع غرب روسيا على ضفة نهر سيم. وهي من المحطّات التي تعمل بتزويد بعض المناطق بالطاقة الكهربائية من مفاعلات المحطّة، والتي تتبع الوكالة الفيدرالية للطاقة النوويّة.
Rosenergoatom” Concern of the Federal Agency for Nuclear Energy
تقع المحطّة على بعد 40 كيلومتر الى الغرب من كورسك، على ضفة النهر المذكور، ويطلق عليها الاسم الرسمي
Kursk NPP (Kursk Nuclear Power Plant)
وكأنّ الاشارة الى زابوروجيا تأتي في الوضع الاساس باعتبار ان هذه المحطّة هي الاكبر في اوربا كما اشرنا في حلقة سابقة. ولأهمية هذه المحطّة وتهديد القصف الجديد لمحطة كورسك نشير لبعض المعلومات عنها:
صدر قرار إنشائها منتصف الستينيات من القرن الماضي وبدأ المشروع عام 1971. وقد كان من المقرر ان تعمل المحطّة لتأمين الطاقة وتغطية متطلبات الطاقة المتزايدة للمجمّع الصناعي للتعدين والمعالجة وكذلك شركات التصنيع المرتبطة به. وهذا المجمّع المتطور يطلق عليه
Kursk Magnetic Anomaly
وقد كان هذا المشروع قد نفّذ من قبل وكالة الطاقة الذرية آنذاك في موسكو. ويتبع معهد البحث والتطوير لهندسة الطاقة في العاصمة السوفييتية آنذاك، والذي يطلق عليه بمعهد كورتشاتوف. تمثل المحطّة دائرة واحدة تدفع كميات البخار الناتج الى التوربينات داخل المفاعل بواسطة المبرد المغلي حيث يتم تدوير الماء النظيف داخل هذه الدائرة. وتستخدم في المحطّة لتكثيف البخار وتبريده من خلال بركة ماء مساحتها 21,5 مترا مربعاً# تحتوي المحطّة على اربعة مفاعلات نوويّة من النوع الروسي
RBMK-1000
والعدد 1000 يدل على تزويد المحيط بالطاقة الكهربائيّة من التفاعل الانشطاري داخل المفاعل بقدرة 1000 ميغاواط لكلّ مفاعل من المفاعلات الاربعة التي بدأ بناءها من العام 1976 الى العام 1985 السنة التي تم بناء المفاعل الرابع فيها . هذه المحطّة من اكبر ثلاث محطّات كهرونوويّة في روسيا وواحدة من مزوّدات او منتجات الكهرباء الاربعة الكبرى في روسيا. لذلك لا غرابة من استهدافها من قبل السلطة في كييف لانها الجزء المهم في منظومة الطاقة الاتحادية الروسية. والمحطّة المذكورة تغذي %90 من القوة الصناعية في منطقة كورسك. وبنفس الوقت وفق التشبيك الطاقي للاتحاد السوفييتي السابق فان هذه المحطّة تزوّد شمال وشمال شرق اوكرانيا بالكهرباء. وتعتبر المحطّة من المحطّات التي تتغير فيها كفاءة المفاعلات بين وقت وآخر فقد خطط لمفاعلاتها ان تغلق عام 2015 وبالفعل تم اغلاق واحد من المفاعلات الاربعة، ومن المقرر يتم اغلاق الوحدات الاخرى التي تشمل المفاعلات المتبقية لغاية العام 2031. اي ان العمل مستمر بالمحطّة لوقت محدد، وهذا يدل على ان نشاط المحطّة يتم بتخطيط واضح من قبل سلطة الطاقة الذرية فيها. لذلك حينما تقوم سلطة كييف بهذا التهديد فهو لتأليب المناطق الاوكرانية ضد روسيا. ففي اصابة المحطّة تقوم سلطة كييف باتهام روسيا بضرب المحطّة لانها تزوّد مناطق اوكرانية معينة. وهنا تكمن خطورة اخرى في مناطق نوويّة متعددة ففي ضرب المحطّة الاولى ستنتقل الغيوم الاشعاعية الى جنوب اوربا والمناطق التي ذكرناها سابقاً بينما في ضرب هذه المحطّة فسيصل الاشعاع الى بيلوروسيا كذلك والمؤتلفة مع روسيا ضد اوكرانيا والناتو. بالاضافة الى ان هذه المحطّة تزوّد تشيرنوزيمني (المنطقة السوداء) التي تنتج %48 من خام الحديد و%13,5 من الفولاذ وكذلك بعض المنتجات الاخرى الضرورية كمورد السكّر واللحوم وغيرها## وسنعود الى محطّة كورسك النوويّة لأهميتها بعد الأعمال الجديدة للمحطة البديلة.
قصف بالقرب من مخازن النفايات النوويّة
وفقًا لما صرّح به فلاديمير روغوف عضو مجلس الادارة العسكرية والمدنية لمنطقة زابوروجيا، حول القصف الذي اقترب من مخازن النفايات النوويّة بعشرة امتار الى ان هناك خطراً بالفعل لانظمة تبريد المصنع. حينما تم القصف لحاويات للنفايات النوويّة المخزّنة في المحطّة. وكذلك كان البعد عن تلك الحاويات ما بين 50 و200 متر بين القصف والاخر. وحيث ان منطقة التخزين مفتوحة سيكون الخطر كبيرا في حالة قصفها المباشر. حينها يمكن ان يطلق على التسرّب الاشعاعي المرتقب بالقنبلة القذرة-$- بالفعل. وهذا دليل على وجود النية بإلحاق الضرر بالمنطقة وبالمحطّة من خلال استهداف هذه الحاويات، حيث يؤدي هذا العمل الى تعطيل فعلي للمحطّة في المستقبل القريب خوفا على المفاعل من ان يستهدف بقذائف قادمة. خاصة ان الولايات المتحدة وبعض دول الناتو قد زوّدت اوكرانيا بالفعل بصواريخ يمكن لها ان تقصف بشكل مباشر الاهداف المطلوبة ومنها اماكن النشاط النوويّ. وقد استخدمت اوكرانيا كذلك الطائرات المسيرة التركية بيرقدار والتي يمكن ان توجّه بشكل جيد الى الهدف المطلوب كلّما لزم الامر. فيكون من الغريب كذلك هذا الاصرار الأردوغاني على تزويد اوكرانيا بهذه الطائرات وبدون شرط استخدامها لغرض محدد. فلو حصل اي تسرّب اشعاعي فإنّ الغيمة الاشعاعية ستغطي الجزء الشمالي الغربي التركي بالكامل مع جزء كبير من الجزء الشمالي وفوق عموم البحر الاسود، الطريق المهم للغذاء العالمي وأقصد القمح الروسي والاوكراني.
العودة الى دول النشاط النوويّ
النرويج مثالاً
تعتبر مملكة النرويج (إسمها مقتبس من الكلمة الإسكندنافية القديمة نورورفيغر وتعني الطريق الى الشمال) دولة من دول شمال أوروبا، تقع في الجزء الغربي من شبه الجزيرة الاسكندنافية وتتشكّل جغرافيتها من عدد كبير من الجزر الصغيرة المجاورة لشبه الجزيرة الاسكندنافية، ولها أرخبيل مهم هو أرخبيل سبيتسبيرغين (سفالبارد) وجان ماين وبير. وللنرويج كذلك عدد من جزر أخرى تقع في المحيط المنجمد الشمالي وتعتبر جزيرة بوفيت إقليماً نرويجياً ما وراء البحار في جنوب المحيط الأطلسي. وللنرويج طموح ومطالبة بأراض في أنتاركتيكا تندرج تحت اتفاقية عام 1961. يحدّ المملكة من الشرق مملكة السويد بينما في شمالها الشرقي تقع كل من روسيا وفنلندة. وتتصدّر النرويج قائمة البلدان في مؤشّر التنمية البشريّة مذ عام 2009.
لقد ناقشت النرويج وروسيا التعاون في مجال السلامة النوويّة في الفترة من 16 إلى 11 يونيو 2021 لذلك
تعتبر النرويج من الدول الساعية الى تعزيز سياستها في التوقيع على معاهدة حظر انتشار الاسلحة النوويّة، بالرغم من انتمائها الى حلف شمال الاطلسي. لان هذه الدولة تسعى الى نزع كل الاسلحة النوويّة على مستوى العالم. وتوجهها في فهم نزع الاسلحة النوويّة على مستوى العالم له ما يبرره، من الاسباب المهمة لذلك منها ما يتعلق بديموغرافية البلد ومنها سياسية ومنها تأريخية باعتبار النرويج تورّطت في الحرب العالمية الثانية ونالت ما نالت من غزو الماني من قبل هتلر الى اراضيها، وعانت وشعبها منذ ذلك الوقت ولخمس سنوات متتالية من هذا الغزو وشكّلت حينها حكومة عميلة للنازية حتى ادّى هذا الغزو الى هروب الملك هاكون السابع الى لندن. لذلك تتوجّس النرويج من اي لهيب حرب على مستوى اوربا او على مستوى العالم. لذلك تعد النرويج من الدول التي تروّج الى معاهدة عدم الانتشار وذلك لحماية الامن العالمي بعد ان التزمت به لاكثر من 50 عاماً. وكما اعتقد ومن خلال مراقبتي للوضع في الدول الاسكندنافية في هذا المجال على الاقل ارى ان النرويج ليس من السهل عليها قبول ذلك التشجيع على نشر اي نشاط عسكري نوويّ على اراضيها وان وجدت بعض النشاطات لحلف الناتو على تلك الارض وفي مياهها. ففي التوجّه الجديد الى تأسيس منظمة البريكس وانضمام دول جديدة بين الحين والاخر وباعتبار النرويج من الدول النفطية الغنية فليس بعيدا ان تتوجه باقتصاد مستقبلي لا يثير نزعة عملاق الاقتصاد على مستوى العالم واقصد الصين النوويّة وروسيا النوويّة القريبة من حدودها. فيكون توجهها الى التوقيع على المعاهدة اقوى من الرفض.
تعمل النرويج بشكل منهجي على حماية معاهدة عدم الانتشار وتعزيز أركانها الثلاثة. وهي التحقق من نزع السلاح النوويّ، والجهود المبذولة لتأمين وزيادة الشفافية المتعلقة بالمواد الانشطارية والتدابير اللازمة للحد من مخاطر استخدام الاسلحة النوويّة (لكنّ تعاونها السابق مع كيان إسرائيل مازال يلاحقها بتهمة التشجيع على نشر النشاط النوويّ خارج حدود الدولة وان كان هناك تشكيك في كيفية استخدام المواد التي تشجّع على نشر النشاط النوويّ للاغراض العسكرية كما حدث عام 1959 بموافقتها سرّياً على تزويد مفاعلات الكيان عبر بريطانيا ب 20 طناً من الماء الثقيل والذي ساعد هذا الكيان على امتلاكه سلاحا نوويّاً في مفاعل ديمونا في صحراء النقب. التي تحوي كذلك على محطّة لإعادة المعالجة تحت الارض تم بناؤها من قبل فرنسا عام 1957 بعد موافقتها على بيع الكيان المفاعل الذي تحويه المحطّة المذكورة).
تمتلك النرويج الكفاءات العلمية والقدرات الكبيرة في المجال النوويّ، لكنّها تسعى الى بناء ثقة متبادلة ما بين الدول عموماً والدول النوويّة خاصّة. وهي متطورة في المجال الهندسي كذلك والذي يمكن ان يسخّر للاغراض النوويّة فقد ابتكر باحثون نرويجيون مثلاً أول توربين هيدروجين 100٪ في العالم.
تؤيد النرويج بصفتها رئيس لجنة العقوبات على كوريا الشمالية، قرار مجلس الأمن بأن على جمهورية كوريا التخلي عن جميع أسلحة الدمار الشامل وأنشطة الصواريخ الباليستية.
نشاطات متعددة
لقد أوقفت شركة ويسنغهاوس تشغيل مفاعلين بحثيين نرويجيين في هايدن (رغم تسبب هذا الإغلاق لمفاعل الابحاث بمشاكل) وكيللير حيث أبرمت اللجنة النرويجية المتخصصة لوقف التشغيل النوويّ لهذين المفاعلين الاتفاقية مع الشركة المذكورة. رغم أنّ هذا الايقاف لهذين المفاعلين يكلّف اقتصاد النرويج 100 مليون دولار امريكي.
لقد تمّ إغلاق المفاعل الاول عام 2018 وهو مفاعل ابحاث المواد في هايدن والثاني مفاعل استطارة النيوترونات في كيللير أوقف عام 2019. وتم نقل ملكية المفاعلين من معهد التكنولوجيا النوويّة
IFE
الى وحدة من الوحدات المتخصصة بايقاف تشغيل هذين المفاعلين. وهي مؤسسة تطلق على نفسها بالوكالة الوطنية لتنظيف الانشطة النوويّة النرويجية والتخلص الآمن من النفايات النوويّة
Norwegian Nuclear Decommissioning (NND)
بالإضافة الى المفاعلين المذكورين يوجد في النرويج ايضاً عدد من المنشآت النوويّة الاخرى التي سيتم ايقاف العمل بها، علاوة على مجموعة واسعة من المواد الاشعاعية المختلفة بضمنها الوقود المستهلك والناتج من المفاعلين. لقد صدر القرار بإيقاف هذه النشاطات النووية التي ستكلف المملكة حوالي ملياري دولار امريكي خلال فترة زمنية من 20 الى 25 سنة.
بعد التطورات والعملية العسكرية الروسية في اوكرانيا علّقت النرويج تمويل مشاريع الامن النوويّ المشتركة مع روسيا في شهر حزيران هذا العام 2022. رغم التعاون عالي المستوى الذي كان مابين روسيا والنرويج في مجال الامن النوويّ والذي تم الاحتفال بذكراه الخامسة والعشرين في تشرين اول (اكتوبر) السنة الماضية. وقد كان هناك تعاون كذلك ما بين النرويج واوكرانيا من خلال توقيع مذكرة تفاهم في مجال الطاقة النوويّة من العام الماضي 2021. وحصلت مملكة النرويج على موافقة حكومة بيلاروسيا على مشروع اتفاقية مع النرويج بشأن التعاون في مجال السلامة النوويّة بنفس العام.
في الوقت الحالي تعمل النرويج على تطوير محطّة طاقة نوويّة عائمة متحركة بمفاعل ثوريوم سائل لإعادة شحن السفن الكهربائية. كذلك إختارت المملكة مطوّر تكنولوجيا المعلومات لإيقاف تشغيل مفاعل الابحاث في آذار (مارس) هذا العام. وهناك تعاون بدأ ما بين النرويج والولايات المتحدة الامريكية على تخفيف مخزونات النرويج من اليورانيوم عالي التخصيب في أيلول (سبتمبر) العام الماضي.
ولنا عودة إن شاء الله تعالى
د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# https://www.rosenergoatom.ru/en/npp/structure/site-kursk-npp/
المصدر السابق ##
راجع الحلقة 6 من هذه السلسلة عن معنى القنابل القذرة-$-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تعد حمص مفتاح السيطرة في سوريا؟


.. المعارضة السورية المسلحة: سيطرنا على آخر قرية على تخوم مدينة




.. أول صلاة جمعة لمقاتلي فصائل المعارضة في تل رفعت عقب السيطرة


.. لقاء حار بين أفراد أسرة فرقهم الاحتلال بين بيت لاهيا وغزة




.. رئيس كوريا الجنوبية يعتذر لمحاولته فرض الأحكام العرفية