الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوميديا السوداء في روايات حماس

أحمد زكارنه

2006 / 9 / 26
القضية الفلسطينية


الكوميديا السوداء في روايات حماس
تُعرف الكوميديا السوداء على انها دراما تتسم بمشاعر مبالغ فيها وصراع شخصيات متداخلة في عمل ضاحك يؤدى بنبرة ساخرة.
حركة حماس منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية واعضاؤها سواء في البرلمان أو الحركة في الداخل أم الخارج يتبادلون الادوار في مسرحية أقل ما يقال عنها أنها كوميديا سوداء يلعبون أدوار بطولتها في فصول متتالية تحاول جاهدة تهيئة جماهيرها لتقبل تحولات سياسية جذرية تبدو وكأنها نتاج حتمي لمؤامرات داخلية وخارجية، وتناست الحركة جهلا أو عمدا كم من الضحايا سيسقطون على خشبة المسرح الفلسطيني من ابناء الشعب سواء أكان قتلا أم تجويعا قبل اسدال الستار على هذه المسرحية الهزلية.
فها هي الحركة تدخلنا مرة اخرى في فصل جديد من مسرحيتها بتصريحات متضاربة حينا ومتناغمة حينا آخر في نفق جدال سياسي مظلم، عازفة على نوتة موسيقية للحن بدأت عزفه منذ اللحظة الاولى لنجاحها في الانتخابات التشريعية يسمى لحن الحرب الاهلية.
فبعد اتفاقها مع السيد الرئيس على تشكيل حكومة وحدة وطنية ذهبت تبحث عن محاور هلامية تبدو رافضة لمنطق العمل السياسي، بداية من تسترها على قتلة العميد جاد تايه الى المطالبة بمحاكمة اللواء توفيق الطيراوي مرورا بوصف مرافقي معالي رئيس الوزراء الذين نعتوا خنساوات فلسطين بألفاظ نابية بالاسود، وصولا الى التلويح بالحرب الاهلية ردا على خطاب السيد الرئيس في الامم المتحدة.
واللافت للنظر في قضية العميد جاد تايه الذي اغتيل على خلفية تحقيقه في الاسلحة المهربة الى الاردن والاخرى التي تجهز بمناطق الضفة الغربية لاحتمال اشعال حرب اهلية، ان تبرئة ساحة القتلة جاءت دون تحقيق، تارة بادعاء انهم من التكفيريين واخرى بانهم ابطال مناضلون كانوا يطاردون قتلة العميد تايه في المربع الامني لمعالي رئيس الوزراء، لينتهي المطاف باقالة لجنة التحقيق التي رفضت تحويل مسار التحقيق مع هؤلاء الخونة الى تبرئة ساحتهم.
والواضح من تصريحات قادة الحركة بمن فيهم وزير الداخلية في معرض ردهم على مؤتمر اللواء توفيق الطيراوي الذي كشف خلاله بعضا من ملابسات اغتيال العميد جاد تايه، انهم يرفضون رفضا مطلقا اتهام أي من عناصرهم سواء اكانوا هم القتلة ام مشتبها فيهم في محاولة فاضحة لاعلاء شأن عناصر حركتهم فوق القانون وباي شكل كان حتى ولو بإقالة لجنة التحقيق والمطالبة بمحاكمة اللواء الطيراوي جراء كشفه المستور مما يؤكد تورطهم في عملية الاغتيال.
والمثير في صورة مرافقي السيد رئيس الوزراء وهم يوجهون فوهات بنادقهم نحو صدور المتظاهرين العزل في باحة المجلس التشريعي والسنتهم تنطق بافظع الالفاظ في حق نساء فلسطين، انهم وصفوا بالاسود ولا ادري ان كان ذلك نضال الاسود في سبيل الله والوطن؟؟ واترك الاجابة لكل عاقل تبقى لديه بعض الشجاعة لوصف تلك الفئة الضالة.

والمستنتج من محاولات حركة حماس شن حملة على خطاب السيد الرئيس في الامم المتحدة، ان الحركة التي رفضت عمليا على لسان السيد وزير الخارجية حكومة الوحدة الوطنية على اساس وثيقة الوفاق، تعمل باتجاهين إما أن تبقى منفردة بالحكومة أو تشكل حكومة الوحدة على اسس برنامجها الحزبي، وإما لا مفر من خيار الحرب الاهلية التى أكد السيد الوزير على انها "وصفة سياسية فعالة"، ربما لتقسيم البلاد تنفيذا عمليا لمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يهدف الى تقسيم الوطن العربي لكنتونات وطوائف دينية رفضها بحنكة سياسية عالية السيد حسن نصر الله مؤكدا أن سلاح حزب الله ليس سلاح طائفة الشيعة وانما سلاح لبنان الوطن سنة وشيعة ودروزا ومسحيين.
ايها الشعب الابي كفاك صمتا فمصير القضية كاملة في مهاوي الردى ودم الشهيد جاد تايه ورفاقه وكل شهداء الغدر يستصرخك انهاء فصول هذه الدراما الدامية من اجل وطن حر ابي.
بقلم: أحمد زكارنه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح